مقالات

رئيس إيران في حماية الأمريكان ..الإخوة الأعداء.. والمشروع المشترك في العراق

7/3/200في زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للعراق شهدت بغداد وضعاً أمنياً غريباً: فمن جهة لم تحدث أية عملية عسكرية كالتي تشهدها العاصمة كل يوم منذ أن وطئت غربان الخراب أرضها العزيزة قبل حوالي خمس سنين! وذلك بعد أن أعطى ما يسمى بـ(فيلق القدس) الإيراني أوامره للمليشيات المرتبطة بالهدوء والتوقف عن إطلاق النار. ومن جهة أخرى كانت السماء والأرض مزدحمة بالسلاح الأمريكي حماية للضيف الثقيل. الطائرات المقاتلة والسمتية بأنواعها تعلو وتهبط تغطي سماء بغداد، وأما على الأرض فقد غص شارع المطار بأرتال الدبابات والهمرات وغيرها من العجلات المدججة بالسلاح والجنود، وسدت الطرقات، ومنعت سيارات المواطنين من الاقتراب، ولم يتمكن أحد من التحرك إلا مشياً على الأقدام.

على هذه الصورة وصل الرئيس الإيراني إلى مقره في (المنطقة الخضراء) عرين الأمريكان! ونزل إلى جوارهم، وبجوارهم. وعادت إلى ذهني صورة مرجع الشيعة الأكبر علي سيستاني يوم أن رجع من لندن عن طريق البصرة، وكيف وصل إلى النجف تحت الحماية الأمريكية المكثفة جواً وبراً..!

وكان مقرراً للضيف أن يزور كعباته المعظمة في النجف وكربلاء. لكنه امتنع عن ذلك في سابقة لا أعلم أنها كانت لمثله من قبل! وتسربت أنباء عن أن مؤامرة تحاك لاغتياله في الطريق إلى هناك، وأن الأمريكان قالوا له: لا نتعهد بحمايتك هذه المرة.

الطريف أن نجاد – ومن (المنطقة الخضراء)! – طالب الأمريكان بالرحيل عن أرض العراق..!

ما علاقة الأمريكان بالحفاظ على حياة رئيس إيران؟!

ولمن أشكل عليه الجواب نقول: إن لكل من الطرفين مشروعاً إمبراطورياً خاصاً به. يلتقي هذان المشروعان ويشتركان في العراق، وإن تعارضا خارجه: في لبنان أو سوريا أو الخليج العربي، أو غيرها من الأماكن والبلدان. ومن مظاهر هذه الشراكة العمالة المزدوجة. فالعميل الذي ربته إيران – كعزيز والمالكي والجلبي وصولاغ- هو نفسه، وفي الوقت نفسه، عميل للأمريكان! في صورة متناسقة لا يشوبها شيء من الخلل أو الإرباك، أو الاختلاف بين الطرفين!!! وقد صرح نجاد قبل بضعة أشهر عندما زار إيران عميل الأمريكان نوري المالكي قائلاً: إن كل من يطعن بشرعية حكومة المالكي فاسد وخائن لوطنه!

أيها العرب..! أيها المسلمون..!

لا تغرنكم إيران بتصريحاتها النارية الاستعراضية ضد إسرائيل، ولا ما يتظاهر به عملاؤها في لبنان، ولا ما تلقيه من فتات لمن مد يده مضطراً أو محتاجاً أو مختاراً من إخوتنا الفلسطينيين.

كل شيء بحسابه.

لا تتوهموا أن لإيران الشعوبية مشروعاً إسلامياً، أو يمكن أن يكون مشروعها يوماً ما في خدمة العرب. إن لها مشرعها القومي البعيد كل البعد عن مشروعنا، بل هو معارض له كل المعارضة، ولا يلتقي معه إلا بالقدر الذي يمنحه فرصة التغلغل، والتهيؤ لالتهامه والإجهاز عليه، أو تخريبه من داخله، كما فعلوا بدين الإسلام يوم أن دخل أرضهم أول مرة!

ومن أراد الاعتبار فلينظر ماذا يفعلون اليوم – ومن قبل – في العراق.. وأمس – ولا زالوا – في الأحواز..! إن من يقتل العربي في الأحواز والعراق، لا يمكن أن يكون أخاً له في لبنان وفلسطين. فليكن لكم مشروعكم الخاص قبل فوات الأوان.

فمن لم يكن له مشروع كان ضحية لمشاريع الآخرين.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى