مقالات

أيها البرلمانيون العرب! أتعجبون من أمر هؤلاء؟

لعنة الله عليهم ونقماته أهل بيت النار إنه عزيز قدير

العجمي خالد العطية رئيس الوفد البرلماني العراقي

يجلس في المكان المخصص لممثل العراق وأمامه اسم (جمهورية العراق)!!!

في يوم الخميس الماضي (13/3) اختتم مؤتمر البرلمانيين العرب جلساته في أربيل ببيان ختامي جاء في ثناياه المطالبة باعادة الجزر العربية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) المحتلة من قبل ايران منذ عام (1971) إلى دولة الإمارات العربية. فما كان من الإيراني خالد المطية رئيس الوفد العراقي إلا أن يرفع عقيرته بالنكير، ومعه بقية الجوقة الإيرانية من أعضاء البرلمان مثل همام حمودي وجلال الصغير. بينما اكتفى رئيس البرلمان د. محمود المشهداني بالصمت واضعاً كفه على وجهه. وسط ذهول المؤتمرين! إضافة إلى تصدي العطية الوقح لرئيس وفد الجامعة العربية علي الجاروش، الذي وصف العراق بالدولة المحتلة، طالباً منه الاعتذار عن هذا الوصف الذي لا يليق به! فالعراق – على حد تعبير العطية – ليس دولة محتلة. بل هو دولة مستقلة تتمتع بالسيادة الكاملة، وما كان بإمكانه استضافة هذا المؤتمر بحرية ودون قيود لو كان محتلاً!

وصرح الرجل – وكأنه يتكلم بالنيابة عن محمود أحمدي نجاد – للصحفيين بعد انتهاء الجلسة الختامية برأيه “أن تتم مناقشة قضية الجزر ثنائياً بين إيران والإمارات بعيداً عن التدخلات التي من شأنها أن تعقد المسألة بدلاً من حلها”.

صدمت الوفود البرلمانية العربية بهذا الموقف، وظهر ذلك جلياً على وجوه الجميع، وسمعت من بعضهم كلمات الاستهجان والسخرية.

قال رئيس احد الوفود وهو يبتسم: “شر البلية ما يضحك”. وأردف قائلاً: “جئنا من أجل مساندة العراقيين ودعم العملية السياسية بالعراق، ولكننا نصطدم بأننا نجتمع مع إيرانيين يمثلون البرلمان العراقي”!.

وأبدى الوفد الإماراتي برئاسة السيد عبد العزيز الغرير رئيس المجلس الوطني الاتحادي استياءه الشديد من التحفظ الذي أبداه الوفد العراقي بشأن قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران. وأشار الى أن دولة الامارات العربية كانت دائماً وأبداً مسانداً وداعماً للعراق وشعبه الشقيق فى كل الأزمات والصعاب التي ألمت به خلال السنوات الأخيرة، وأنه كان من الأجدر بالوفد العراقي أن يؤيد حق الامارات في سيادتها على جزرها المحتلة، ولا يتحفظ على ما تضمنه بيان المؤتمر.

واضطر جلال الطالباني إلى اعتلاء المنصة ليعلن تجديد التزام العراق بقرارات الجامعة العربية.

عجبي منكم لا منهم

أما أنا فعجبي ليس من رجل (دخن كتفه) على قومه، وحملته سخونة دمهم المتدفق في عروقه على أن تأخذه الحمية لهم فيدافع عنهم، رغم ما في هذا الدفاع من خزي وفضيحة، وانكشاف لأمور لا ينبغي أن تكشف! فخالد العطية أحد بضعة وثلاثين عضواً في البرلمان العراقي يحملون الجنسية الإيرانية! هذا عدا من هو إيراني الفكر والشعور والولاء والانتماء ممن لا يحملون تلك الجنسية، وهم غالبية نواب الشيعة في البرلمان.

عجبي من العرب الذين صدموا بالموقف، وعجبوا منه! سواء منهم أولئك الذين كانوا ضمن المؤتمرين، أم أولئك الذين حمل إليهم الأثير ذلك الخبر المثير.

يا قوم! يا قوم!

إلى متى وأنتم تجهلون؟! إلى متى وأنتم لا تدرون – أو لا تريدون أن تدروا – بأن العراق محتل من إيران احتلالاً هو شر وأقسى وأنكى من احتلال الأمريكان؟!

لقد قلناها من قبل، وقلناها من بعد الاحتلال: إن العراق له خصوصيته. إن قضية العراق شرقية لا غربية. وإن إيران هي العدو الأول للعراق. التاريخ يشهد بهذا. والواقع يصرخ بهذه الحقيقة. وما أشد غباء أولئك الذين يردون علينا قائلين: “إن إيران بلد مسلم”! وكأن الإسلام يبيح للابسه أن يذبح وينهب ويستبيح ويحرق ويدمر ويفعل كل شيء بمن أراد، ولا يحق لمن وقع عليه الأذى أن يرفع صوته بالإنكار! على أي قاعدة شرعية أو عقلية يسير هؤلاء؟! وبأي منطق يتكلمون؟!!!

لو كان لك أخ نزلتم من ظهر واحد، وخرجتم من رحم واحد، وتربيتم في البيت نفسه، ولعبتم في الحارة عينها. وكبرتم فإذا هذا الأخ يقتل ولدك، ويحرق بيتك، ويغتصب امرأتك! ثم هو يترصدك ليقتلك، وما ترك حيلة للإيقاع بك إلا اتبعها.. ماذا تسمي هذا؟! هل في الأرض عدو لك أشد من هذا المجرم، الذي هو “أخوك”!. هذا.. وإن رفعت صوتك بالنكير قال لك الخليون: إنه أخوك!

عجباً والله! ثم عجباً عجباً!!!

هذا ما فعلته إيران، وتفعله بنا منذ فجر التاريخ، وحتى الساعة. فما دخل الإسلام بالموضوع؟! ثم من قال لكم: إن إسلام إيران هو إسلام المسلمين؟ وقبل أن تجيبوني أجيبوني: ما علاقة الإمامة، والعصمة، وتحريف القرآن، وإنكار السنة، وتكفير الصحابة، والطعن بأعراض أمهات المؤمنين، وتشويه تاريخ المسلمين، وتعظيم النار وأعياد أردشير، واللطم والنياحة وعبادة القبور، وبناؤها بالحجر والذهب، والاستغاثة بالأموات، ونسبة علم الغيب لهم، وتفضيلهم على الأنبياء، والتقية، والبداء، والرجعة، وخمس المكاسب، وثلث الأموال، وحق الأجداد، والنذور للموتى، والخيرة، والمتعة، وإباحة مال الناصب (السني) ودمه، وعرضه، واستعداء الأجنبي عليه… و، و… ما علاقة هذه الخزعبلات والجرائم والفضائح بالإسلام؟

وها هي تحتل العراق احتلالاً مبطناً، وعلنياً أيضاً. نعم لا تجد لها في شوارعه دبابةً أو همراً. أو جندياً يلبس الملابس الإيرانية. ولكن تحتل العراق بعشرات الألوف من رجال مخابراتها، وحرسها الثوري، وفيلق القدس، الذي ليس له من القدس إلا الاسم يخدعون به المغفلين. تحتل العراق بالمليشيات التي أعدتها من قبل الاحتلال، وأعدتها من بعده، وتعدها اليوم، وتدربها هناك في أرضها، وفي لبنان حسن نصر الله، وهنا في أرضنا. تحتل العراق بالأحزاب الشيعية التي صنعتها على عينها، ورعتها في بلادها، ثم أدخلتها بلادنا. وها هي اليوم تستلم مقاليد الأمور في العراق، وتؤدي لإيران استحقاق الصناعة والرعاية. أم نسيتم يوم فازت قائمة الائتلاف السيستانية بالانتخابات الأخيرة كيف قال رفسنجاني على رؤوس الفضائيات: “إن صوت الثورة الإيرانية يسمع اليوم من بغداد”؟! وذهب قبل عام مجموعة من أعضاء البرلمان العراقي إلى صناديق الاقتراع في المنطقة الخضراء ليدلوا بأصواتهم في انتخابات إيرانية! وطالب بعضهم جعل اللغة الفارسية لغة رسمية في دستور العراق الدائم! ويوم قال وزير الخارجية السعودي قبل سنتين ونيف: “إن إيران تتدخل في شؤون العراق” – وكان يومها تصريحاً مثيراً! – تصدى له باقر جبر صولاغ وزير داخلية العراق في حكومة (الدريل) الجعفرية، ساخراً ليقول بكل ما في وجوه العجم من صفاقة، ومنطقهم من وقاحة: “نحن لا نسمع لنصائح بدوي من الصحراء يركب الجمل”! نافياً قول الوزير السعودي بشدة، وكأنه وزير داخلية إيران، لا وزير داخلية العراق. هذا والمفترض أن يأتي الرد من وزير خارجية إيران، أو – على الأقل – من وزير خارجية العراق، لا من وزير داخليته. لكن وزير الخارجية العراقي لم يكن إيرانياً، فتصدى لها من كان كذلك.

وما أكثر التصريحات التي أدلى بها المسؤولون (العراقيون) – عفواً.. الإيرانيون في العراق – دفاعاً عن إيران! ولكنكم لا تسمعون، أو لا تريدون!

لا أبغي الاستمرار أكثر بإيراد الشواهد والدلائل؛ لأنها لا تنفع مع من لا زال إلى الآن يسمع بصماخ أذنه، ويغطي بصيوانها. لكنني حقاً أقول:

أنتم أولى بأن يسخر منكم! والصدمة جاءتني منكم لا منهم! وأنتم أولى بالعجب؛ فلماذا أنتم تسخرون؟! ومنهم تعجبون؟!!

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى