مقالات

في الذكرى الخامسة للعدوان الصفوي الصليبي على العراق المسلم

iraq-occupation~s600x600

كثير هو الذي قيل ويقال، وينبغي أن يقال بعد هذه السنين العجاف التي مرت بالعراق الجريح وأهله. لكنني أريد التوقف عند محطة كبيرة من محطات هذه الأيام الطويلة الثقيلة. تلك هي الفضيحة الكبرى التي مني بها الشريكان المتشاكسان للاحتلال: أمريكا وإيران.

أما إيران فقد تبين للكثيرين من المخدوعين بها وبـ(إسلامها) أن هذه الدولة ليس لها من الإسلام سوى الشعار والادعاء، والتجمل بالعناوين والأسماء . وأن فيلق (القدس) هو أول من ذبح أهل القدس في حي البلديات وشردهم من بيوتهم الآمنة. فضلاً عن ذبحه لأهل العراق. حتى قال قائلها: (لولا إيران ما احتلت أمريكا العراق وأفغانستان). وتبين بالدليل الملموس، في يوم زيارة رئيسها نجاد لبغداد أن إيران تمسك بخيوط الملف الأمني في العراق، وأن عمليات التفجير والقتل في العاصمة بغداد إنما تقوم بها المليشيات المرتبطة بها. كما ظهر من خلال الحماية الأمريكية المكثفة له أن الطرفين شريكان في جريمة واحدة. وما عنتريات نجاد في إبادة اليهود والمطالبة برحيل الأمريكان إلا طنطنات فارغة لخداع الجمهور، الذي ما عاد يخدعه شيء، إلا أولئك الذي هم يريدون أن ينخدعوا؛ لأسباب يعلمها الله تعالى والراسخون في العلم.. وغير الراسخين أيضاً.

وأما أمريكا فقد ظهر للعيان – بفضل المقاومة – ضعفها، وتخبطها. وأنها بسبب من هذا الضعف والتخبط باتت في كل فترة تغير خططها، وتغير رجالها أيضاً! وفي كل يوم فضيحة جديدة: من انكشاف أكذوبة (أسلحة الدمار الشامل).. إلى أسطورة الديمقراطية.. إلى حماقة الجيش الذي لا يقهر… وآخرها استقالة الأدميرال (وليام فالون) قائد العمليات العسكرية الامريكية في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى؛ بسبب خلافه مع الرئيس بوش حول شغفه بالحروب، التي لم تزد أمريكا إلا وهناً، ومنيت فيها – وما تزال – بخسائر مالية وبشرية هائلة لم تكن في حسبانها، كما اهتزت صورتها المعنوية امام العديد من شعوب العالم.

نعم..!

هي سنين عجاف.. ولكن كانت سبباً في انكشاف وجوه قبيحة ظلت متسترة لعقود بطلاء زائف، وفضحها أمام العالم أجمع. وما بعد الفضيحة إلا الهزيمة بإذن الله.

هذا إذا عملنا بما هو مطلوب. وإلا فلا حياة للقاعدين. سنة الله ! ولن تجد لسنة الله تبديلاً، ولن تجد لسنة الله تحويلاً.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى