بحوث ودراسات

حقائق كبيرة وخطيرة عن طموحات إيران في العراق والمنطقة المجاورة

إيران وطموحاتها في المنطقة لإقامة إمبراطورية ( فارس الكبرى )

د . طه حامد الدليمي 

(1)

ذكرى العدوان الإيراني على العراق

في مثل هذا اليوم قبل سبعة وعشرين عاماً، أي يوم (4/9/1980) ابتدأ العدوان الإيراني على العراق، تنفيذاً لمبدأ (تصدير الثورة) الذي جاء به الخميني عند توليه زمام الحكم في إيران، واستمراراً لسلسلة الاعتداءات التي ما انفكت تتوالى منذ خمسين قرناً من التاريخ المكتوب. وقد ظل العراق محتفظاً بحق الرد مدة (18) يوماً، أملاً بأن توقف إيران اعتداءها، ولكن دون طائل! فجاء الرد العراقي الكبير يوم (22/9/1980). وهو اليوم الذي تؤرخ فيه إيران لابتداء الحرب، وذلك من أجل أن يسلم لها ادعاؤها بأن العراق هو البادئ بالاعتداء. متناسين كل الحقائق التي على الأرض.

مشكلة التاريخ أن الحدث يختفي من صفحة الأرض بعد وقوعه مباشرة، أو بعد ذلك بقليل، وينتقل إلى صفحات الكتب. وعندها يكتب ويصور حسب مشيئة الكاتب. وإذا استحضرت أن الشيعة أكبر مزوري التاريخ في التاريخ، وأنهم بارعون غاية البراعة في الإعلام والدعاية والإشاعة، وأنهم هم الذين يكتبون التاريخ، رغم أن غيرهم هو الذي يصنعه، وأن أهل السنة – وإن كتبوا – لا يحسنون العرض والإعلام.. أدركت أي خديعة تاريخية نعيشها! وأي أساطير نقرأها، ونقوم بنشرها!

وتأسيساً على هذه الحقيقة أريد أن أطوي صفحات تلك الأحداث سريعاً، وأصل بالقارئ إلى الأحداث الأخيرة، التي يستطيع أن يراها، أو يستحضرها؛ لأنه إن لم يكن أحد شهود عيانها، فإنه لا بد أن يكون رآها وسمع بها من خلال شاشات القنوات الفضائية، وأجهزة الإعلام الأخرى، وقرأها في الكتب والصحف والنشريات، بحيث سيكون من السهل عليه أن يصل معي إلى الحقيقة التالية، وهي: أن أن العدوان الإيراني فعل، وليس رد فعل. وأنه ليس اعتداء عارضاً تثيره أسباب موضوعية مباشرة، إنما هو عدوان مبيت تفرضه النفسية والعقيدة الفارسية، التي ظلت تثيره وتفرضه طيلة العصور المتطاولة الماضية. فكان من الطبيعي أن يقوم بالاعتداء مبتدئاً، لا مدافعاً.. وفاعلاً لا منفعلاً.

وهذه بعض الشواهد الثابتة، التي تدل دلالة واضحة على أن إيران ذات مشروع إمبراطوري، أفرزته عقلية توسعية، تدفع أصحابها دفعاً إلى الاعتداء والاحتراب مع جيرانهم من دول المنطقة. وذلك في العصور القديمة والحديثة دون استثناء:

 

1. الحزام الشيعي

في لقاء لقناة الجزيرة مع الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني صدر كان أحد الأسئلة:

س- هل الإمام الخميني كان يحدثك عن العلاقة مع الجوار العربي، مع دول الخليج، هل كانت لديه أطماع في التقدم عسكريا باتجاه الدول من أجل تصدير الثورة مثلاً؟

ج- لم يحدثني بهذا الموضوع ولكن كان هناك مشروع آخر ، كان يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي، كان هذا الحزام يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان وعندما يصبح سيدا لهذا الحزام يستخدم النفط وموقع الخليج الفارسي للسيطرة على بقية العالم الإسلامي، كان الخميني مقتنعا بأن الأمريكيين سيسمحون له بتنفيذ ذلك، قلت له بأن الأمريكيين يخدعونك، ورغم نصائحي ونصائح ياسر عرفات الذي جاء ليحذره من نوايا الأمريكيين فإنه لم يكن يريد الاقتناع[1] إ.هـ.

وقال عبد العزيز الحكيم متهكماً: الهلال الشيعي؟ هذا كان من قبل.. أما اليوم فقد صار بدراً.

 

2.عدم الاعتراف بالعراق

لا تخفي إيران حلمها في ضم دول الخليج والعراق تحت جناحها! إيران هي الدولة الوحيدة التي لم تعترف بالعراق عضواً في عصبة الأمم في عشرينات القرن الماضي. وظلت على موقفها الغريب هذا، حتى أجبرتها السياسة – وتداخلاتها مع بريطانيا – ليتغير الموقف عام 1929. بينما كانت من أوائل الدول، التي اعترفت بالكيان الصهيوني، كدولة مستقلة منذ عام ‏1951م،‏ أي بعد نشأته بحوالي ثلاث سنوات فقط. ولم يرد الشاه رضا بهلوي زيارة الملك فيصل الأول لإيران عام 1931، إنما انتدب ولي العهد محمد رضا، بعد إلحاح الجانب العراقي لرد الزيارة[2]. وهذا له أبعاده المعنوية التي لا تخفى على المدقق. فالشاه يستنكف من زيارة العراق كضيف على دولة مستقلة. وقد استغلت إيران بريطانيا وخوفها من روسيا آنذاك، فتآمرت معها، وقامت باحتلال إقليم الأحواز عام 1925 في مقابل صد الخطر الروسي.

3.وزراء الخميني

العراق والخليج جزء من إيران : ومرة بعد مرة يطيش رأس المسؤول الإيراني بذلك الحلم؛ فيأخذ بالهذيان، وتظهر النوايا على صفحات اللسان. وجاء الخميني صاحب (الجمهورية الإسلامية) ليعلن وزير خارجيته (صادق قطب زادة) أن العراق جزء من إيران. وبسبب هذه التصريحات، وما جرت على الحدود من تحرشات واعتداءات وقعت الحرب التي استمرت ثماني سنين. بل صرح هذا السفيه في مقابلة له أجراها “راديو مونت كارلو” في 30/04/1980 علانية بـ(أنّ كلّ بلاد الخليج تشكل تاريخيّاً جزءاً من الأراضي الإيرانية). ولربما ظنها البعض زلة لسان، فأعادها وأكدها (روحاني) في 15/05/1980 حين ذكر في مؤتمر صحفي: (أنّ البحرين جزء لا يتجزّأ من الأراضي الإيرانية، وهي تشكل الإقليم الرابع عشر في إيران بموجب الدستور الجديد… وأنّ الشاه المخلوع تنازل للعراق عن مناطق شاسعة جنوبي إيران، بموجب اتفاق الجزائر 1975، وإننا نشعر بالحاجة الآن إلى إيضاح وضع البحرين بالنسبة لإيران، لأن بعض الدول العربية وبينها العراق تطالب بثلاث جزر في الخليج).

 

4.حفيد الخميني

العراق عراقنا والنجف عاصمتنا: وما خفي أعظم وأعظم. في برنامج (الاتجاه المعاكس) على قناة الجزيرة يوم 22/2/2005 قال الأستاذ عوني قلمجي الناطق الرسمي باسم التحالف الوطني العراقي: في سنة 1979 جاء حفيد الخميني مبعوثاً عنه إلى المنطقة الشمالية من العراق – وكنا وقتها في المعارضة – ليقول لجلال الطالباني، وكان فؤاد معصوم حاضراً: ارفعوا يدكم أيها المعارضة عن العراق؛ العراق عراقنا، والنجف عاصمتنا.

 

5.احتلال الجزر العربية الثلاث

طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى منذ عام 1971م ورفضها الدائم حل القضية عبر المحكمة الدولية لأن إيران تعلم قبل غيرها أن المحكمة الدولية سوف تحكم لصالح الإمارات. وفي عـام 2004، طالبت إيران قطر بتبطئة معدل استغلالها لاحتياطيات حقل الشمال وحقل بارس الشمالي التي تشترك فيها الدولتان، محذرة إياها من أنها قد تلجـأ (لإيجاد طرق ووسائل أخرى لحل القضية).

 

6.المطالبة بضم البحرين

واعتبارها محافظة إيرانية. وهذا ما صرح به علناً رئيس إيران في تموز الماضي (2007). إضافة إلى التصريحات التي سبقت في (الفقرة 3)، وغيرها من التصريحات المماثلة.

 

7.احتلال قطر الأحواز العربي

عام 1925 وإلحاقه بإيران، وتفريس أرضه وشعبه.

 

8.الإصرار على تسمية الخليج بالفارسي

أما الإصرار على إطلاق اسم (الخليج الفارسي) من قبل حكام إيران على الخليج العربي، فقد أخذ أخذ منحى طفولياً سمجاً. في العام الماضي، وفي مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية، يقاطع الرئيس الإيراني السابق (محمد خاتمي) مقدم البرنامج الذي تلفظ باسم الخليج مطلقاً من أي وصف، ربما مداراة لمحدثه، ليقول له: (الخليج الفارسي.. نعم الخليج الفارسي)!. حتى وصلت السفاهة والاستخفاف إلى مندوبهم في العراق عبد العزيز الحكيم الذي ردد في لقاء رسمي قبل أشهر (آخر سنة 2006) اسم الخليج موصوفاً بـ(الفارسي) ثلاث مرات، بطريقة توحي بأنها زلة لسان. وما درى بأن زلة اللسان هنا تعني أن هذا هو المعتقد المترسب في العقل الباطن، الذي يظهر ما فيه من مكنونات حين تخف رقابة العقل الواعي. ولكني لا أرى إلا أنه قالها تعمداً واستخفافاً.

وبلغ التعصب بالمسؤولين في إيران حداً جعلهم يمنعون دخول أربع ناقلات شحن كبيرة من باكستان محملة بالكبريت إلى إيران، لا لشيء إلا لوجود علامة على الكبريت تحمل اسم (الخليج العربي). كما منعوا دخول صحيفة (انترناشونال جيوغرافيك)، وكذلك صحفييها إلى إيران. وذلك في تشرين الثاني/ 2004. ويصدر أمر حكومي بمصادرة العدد الأخير من الأسواق. كل هذا بسبب ورود كلمة (الخليج العربي) بدل (الخليج الفارسي) في العدد المذكور! والمنع سارٍ حتى تغير الكلمة[3]!

 

9.ظهور ألسنة النار المجوسية في المملكة العربية السعودية

الأمر جد..! والشيعة – بعد الذي حصل ما حصل في العراق – يستشعرون القوة، ويتطلعون إلى تكرار ما حصل هناك في مناطق أخرى. وبدأت تحركاتهم في هذه المناطق وتصريحاتهم تأخذ طابع العلن.

فهذا كبيرهم في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، الشيخ المتلاعب حسن الصفار، يحاول استثمار الأوضاع الإقليمية الحالية ليعلن – في وسط حشد كبير من أنصاره المتعصبين، اكتظت به ساحة الشويكة في القطيف – مطالبته بتشكيل تنظيمات شعبية منظمة، للعمل في مختلف المجالات المدنية. مخاطباً جمهوره بأن التحرك الشعبي المنظم أساسي ومحفز للعمل الحكومي. ومهدداً بشكل يقرب من العلن بتفجير الأوضاع في المملكة، في حالة عدم السماح له بما يريد. وجاء في كلمته: “إن الأمة على مفترق طرق. ولا بد من تجاوز عقدة الممانعة للتغيير. فإما المبادرة بالإصلاح الشامل، وإلا فالمزيد من الكوارث والأزمات التي قد تفجر الأمة من الداخل[4]. وهذا تطور خطير إن لم يتداركه السعوديون اليوم، وإلا فالمستقبل ينذر بكوارث كما قال هذا الغراب.

 

10.فضيحة يفجرها معمم إيراني من قم

جاء على موقع مفكرة الإسلام ما يلي: صرح أحد علماء الشيعة خلال مداخلة له بقناة “المستقلة” الفضائية أمس – 4 محرم 1428 ، 22/1/2007 – أن الحوزة الشيعية في “قم”، و”النجف”، تسعى للسيطرة على كل منطقة الحجاز، والشام، واليمن، والعراق، وأن هدف المرجعية هو “رئاسة العالم الإسلامي كله”، وأن تمدد الشيعة “ليس له حدود”، وأنهم يسعون إلى التمدد على كل الآفاق.

وجاءت تصريحات العالم الشيعي المعروف باسم “الكناني” في تعقيب على حوار بقناة “المستقلة”، ردًا على أحد المحاورين، من أهل السنة. وقال في مداخلته: “يا سيدي، نحن أصحاب عقيدة واضحة وضوح الشمس، في الحقيقة، وبصراحة، كل من استضفتموهم يقولون سياسة، وليس عقيدة. العقيدة الجعفرية تقول، وبكل وضوح: “كل من لا يؤمن بولاية علي عليه السلام وأولاده، فهو لا يملك شيئًا، لا في الدنيا، ولا في الآخرة” وهذا رأي المتأخرين، والمتقدمين. والسيد الخميني رضي الله عنه قال: “نحن نسعى إلى وحدة سياسية، وليست دينية” ؛ لأنه لا يستطيع على جلالة قدره أن يخالف ما قاله أهل البيت. وأضاف: “ونحن نقول صراحة: نحن شيعة أهل البيت، لدينا قدوم عظيم، ليس له حدود، نحن نسعى إلى التمدد على كل الآفاق. بعد أن زال صدام، أصبح لدينا العراق. وهناك مواقع عديدة، نسعى للوصول إليها، نحن أمة لا تعرف الكلل والملل”. واستطرد قائلاً: “أنا أقول لك بصراحة: الخليج هو الثاني، واليمن: الحوثيين والزيديين إخواننا سوف يكونون الطوق الذي نسعى إلى امتدادنا على كل المنطقة، نحن لا نسعى إلى الأندونيسيين، أو إلى الجزائريين، أو إلى أفريقيا، لأن هؤلاء يتبعون آفاق هذه المنطقة العراق”.

ثم زعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (بالحرف الواحد) على حد قوله: “رأس الأمة الشام، والعراق، وإيران، [هكذا] والجزيرة واليمن” نحن نسعى إلى السيطرة على هذه المناطق، لا يهمنا أندونيسيا، ولا تهمنا أفريقيا، لدينا طموح نسعى “ليل نهار”، للسيطرة على كل الإسلام، رأس الإسلام في الشام، وغير الشام. ويواصل حديثه: “أما ما يقوله أهل السنة، بأنهم ليسوا بإخواننا، وأن الشيعة ليسوا بمؤمنين، فنحن لسنا بإخوانهم، ويشهد الله ورسوله، لا نعترض عليهم لا في الدنيا، ولا الآخرة، نحن أمة عظيمة، أمة جاهدنا من ألف وأربعمائة سنة، كنا ألفي شخص يا رجل، الآن أصبحنا ثلاثمائة مليون، ماذا يقول أهل السنة؟ ونحن نسعى إلى السيطرة على الحجاز ، وعلى نجد ، وعلى الكويت ، وعلى البحرين ، والحوثيين موجودين إخواننا الزيديين “زيد بن علي بن الحسين بن علي”، وليس “زيد بن عمر بن الخطاب”. ثم استطرد كلامه موجهًا حديثه إلى الضيف السني: “نحن أمة لا تقطعنا حدود، نحن لدينا عقيدة واضحة، هي رئاسة الأمة الإسلامية بأكملها، رئاسة الأمة بقيادة المرجعية في النجف وقم، الذي يعجبه يعجبه، والذي لا يعجبه عليه أن يشرب البحر، هذا هو الوضوح في عقيدتنا، لا نجامل في عقيدتنا، لا نهادن في عقيدتنا”.

هل يحتاج هذا التصريح الواضح إلى تعليق؟!!!

حقائق كبيرة وخطيرة عن طموحات إيران في العراق والمنطقة المجاورة (2)

الوجود الإيراني في العراق/الجزء الاول

 

بدأت إيران – من أول يوم للاحتلال – بالتحرك للسيطرة على ما يمكنها السيطرة عليه من مفاتيح القوة في العراق. كان دورها في البداية يتوارى خلف لافتات عملائها، حتى إن بعض المغفلين عميت عليه الأمور. وشيئاً فشيئاً صار التدخل يظهر إلى العلن. وصار المسؤولون في الحكومة الإيرانية هم يسربون بعض الأخبار، ويتحدثون عن بعض ما لهم في البلد المنكوب من أدوار!

ففي عام 2004 أعلن نائب قائد الحرس الثوري الايراني ، خلال زيارته للندن ، أن لإيران الآن لواء من المجندين لصالحها داخل العراق، ولها علاقة مع فصائل أخرى لضمان حماية الأمن القومي الايراني.

وفي 11/4/2004 فتحت المخابرات الايرانية مكتباً لها في النجف تحت اسم (مكتب مساعدة فقراء العراق الشيعة)، جندت على إثره اكثر من (000 70) سبعين ألف شاب من الجنوب، للانضمام الى إحدى المليشيات الموالية لها. وكل متطوع لهذه المليشيات تدفع له ايران (1000) ألف دولار شهرياً، مـع دفعة أولى قدرهــا (2000) ألفا دولار كمقدمة.

وذكرت مجلة الـ(تايم) في عدد آب 2005 أن شبكة من المسلحين في العراق تدعمهم إيران مسؤولة عن نوع جديد من القنابل المميتة. وأن لديها وثائق تشير الى دور قامت به قوات قريبة من الحرس الثوري الايراني في السيطرة على مدينتي الكوت والعمارة بعد ايام قليلة من الغزو.

واضافت الـ(تايم) أن لديها وثائق تخص وحدات الحرس الثوري الايراني تتضمن سجلات عن مدفوعات ضخمة، تدفع رواتب لما يقرب من اثني عشر ألف (11740) عضو في مليشيات بدر العراقية التي يقودها هادي العامري.

وصرح وزير الداخلية السابق فلاح النقيب أنه يحتفظ بملفات حصل عليها عن حوالي (35) عضواً من اعضاء الجمعية الوطنية الانتقالية، لهم انتماء ايراني. وخلال الانتخابات الايرانية الاخيرة قد صوتوا للرئيس الجديد (احمدي نجادي) ، في المراكز الانتخابية التي افتتحت في بغداد!!!

 

الأذرع الإيرانية الرئيسة في داخل العراق

أما إيران فهي التي تخطط وتمول وتقود في السر. وأما من ينفذ على الواقع المكشوف فهي الأجنحة الثلاثة الكبرى للمؤامرة الشيعية في العراق:

  1. حزب الدعوة بفصائله الثلاثة

وهو اليوم – ومنذ تولي الجعفري رئاسة الوزراء قبل حوالي سنتين – يتولى زمام الحكم، ويمسك بعناصر القوة الرسمية.

  1. المجلس الأعلى للثورة الإسلامية (الإيرانية) في العراق بقيادة آل الحكيم.

الذي أنشأته المخابرات الإيرانية على يد كبير قضاة إيران محمود الهاشمي، الذي كان أول من تولى رئاسته، قبل محمد باقر الحكيم، أيام الحرب على العراق. وجناحه العسكري (فيلق بدر) بقيادة هادي العامري.

  1. جيش المهدي بقيادة مقتدى الصدر

الذي أنشأته إيران في منتصف عام (2003) بعد زيارة مقتدى لها مباشرة.

إضافة إلى الأجنحة الأخرى الأصغر، التي تمارس دورها، كل حسب حجمه وموقعه، وما هو المطلوب منه، على قاعدة (تعدد أدوار ووحدة هدف).

 

إخلاء بغداد من أهل السنة

في (23/11/2004) أعلن مسؤولو الأمن الحكومي في تكريت أنهم أمسكوا بعصابة تنتمي إلى شبكة استخبارية إسرائيلية – إيرانية، أعدت قائمة بأسماء (800) عراقي لاغتيالهم. ثم توالت الأنباء عن شبكات استخباراتية إيرانية، تعمل في العراق. والموضوع قد دخل في إطار الفضائح.

وهكذا.. فإن كل الدلائل والقرائن، وتسريبات الأخبار، تقود إلى أن ما يحدث في العراق اليوم إنما هو مقدمة لخطة ترمي إلى اجتثاث أهل السنة وتهجيرهم من بغداد، وجعلها شيعية مائة بالمائة. وكذلك وسط العراق، فضلاً عن جنوبه، وإقامة دولة شيعية خالية من أهل السنة، تمهيداً لإيجاد إمبراطورية فارس الكبرى. هذا هو المقصد النهائي المطلوب من وراء المجازر التي قامت بها مليشيات الصدر، وتقوم بها بشكل يومي مليشيات بدر، وغيرها من القوى الشيعية.

لقد بات واضحاً أن هناك مخططاً غايته تهجير أهل السنة وإخلاء بغداد، والمناطق الوسطى من العراق – بالإضافة إلى البصرة والجنوب – منهم. تمهيداً لقيام نظام شيعي موالٍ لإيران، تسعى الأخيرة جاهدة أن تجد المجال أمامها كي تتمدد فيه؛ من أجل تحقيق حلمها في إقامة إمبراطورية فارس.

وعلى هذا الأساس تجري اليوم في بغداد – وغيرها من مدن العراق – حملة شرسة، لا يعلم مداها إلا الله، لتقتيل وتهجير أهل السنة. وصار القتال من شارع إلى شارع، وبيت إلى بيت. وانتقلت المعركة من طور (حرب العصابات)، إلى طور المعركة الشعبية الشاملة، التي يستهدف فيها كل حي سني، وكل مؤسسة، وكل بيت وكل فرد من أهل السنة. الذين لم يكونوا مهيأين من قبل لخوض معركة كبيرة كهذه. وقد شارك علماؤهم في تخديرهم – لا تحذيرهم – من هذا الخطر الداهم، بتصويرهم لهم أن من يستهدفهم من الشيعة، إنما هم أفراد لا يمثلون المجموع. هذا مقتدى ألا ترونه؟! إنه الشخص المنقذ الذي أهدته لكم عناية السماء. وطني إلى حد العظم. ويقود مقاومة وطنية شريفة ضد أمريكا. هذا هو الذي يمثل الشيعة الحقيقيين. وصدقوا.. نعم ! هذا الذي يمثل الشيعة الحقيقيين أصدق تمثيل. فهنيئاً لكم!

 

قيادة وزارة الداخلية العراقية إيرانية

ويد إيران في ما يجري ثابتة وواضحة. ذكر لي شهود عيان، التقيتهم مباشرة ممن كانوا معتقلين لدى القوى الأمنية لوزارة الداخلية العراقية، أنهم رأوا محققين إيرانيين يستجوبونهم بواسطة مترجمين. وأحد طوابق الوزارة المذكورة يشغله بالكامل رجال المخابرات الإيرانية. وقد ثبت هذا في الوثائق الرسمية لبعض الوزارات العراقية. جاء على موقع مفكرة الإسلام في 19/10/1426هـ : أما عن إيران فهي ليست بغائبة في لحظة من اللحظات عن المشهد العراقي لاسيما في الجنوب حيث تكثر المطامع في ”تصفية” أهل السنة تمهيدا لـ”إيران الكبرى”. فقد صرحت مصادر في وزارة العدل العراقية أن سبعة محققين إيرانيين كانوا يشرفون على تعذيب أهل السنّة في العراق في السجون التابعة لوزارة الداخلية. وأكدت الوزارة أن الإيرانيين السبعة كانوا يشرفون على عمليات التعذيب بالاشتراك مع عناصر من وزارة الداخلية. وأشارت إلى أنه من المرجح أن يكون من بينهم ضباط مخابرات كبار.

لقد سيطرت مليشيات الاحزاب الموالية لايران على العديد من نشاطات وزارة الداخلية واصبح جهاز الاستخبارات الايراني (اطلاعات) مشرفاً مباشراً على هذه الوزارة بعد ان تم طرد (200) مائتي ضابط من كبار الضباط في وزارة الداخلية.

ان هذا الاختراق لهذه الوزارة مكن المليشيات الموالية لايران من استعمال العربات والاجهزة الخاصة بوزارة الداخلية لتنفيذ الهجمات الانتقامية ضد السنة.

وأكد بعض الضباط العاملين في الوزارة أن هذه الوزارة قد أصبحت طابوراً خامساً ايرانياً داخل الحكومة العراقية المدعومة من قبل الولايات المتحدة وتدير فرق الموت وشبكة السجون السرية.

وبعد انتخابات العراق في كانون الثاني 2005 تم تنصيب باقر صولاغ وزيراً للداخلية من قبل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وقوات بدر. وتم ترتيب الأمور بحيث يتم الاستيلاء على الاستخبارات والمغاوير وزج عناصرهم فيها (وهذا ما أكده الامريكان).

من جانب آخر فقد قال المشرف السابق للقوات الخاصة العراقية اللواء منتظر السامرائي: إنه شهد اموراً (مروعة) داخل مراكز الاعتقال العراقية (التابعة للداخلية) متهماً قوات بدر بالقيام باعمال التعذيب فيها. وذكر السامرائي ان آلاف السجناء بعضهم مراهقون تظهر عليهم آثار الضرب والحرق والتعذيب بالكهرباء ما ادى بالنتيجة الى موت عدد كبير منهم. وقال السامرائي ان جميع المسؤولين الكبار في الوزارة اعضاء في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وحزب الدعوة. أما المعتقلون فجميعهم من أهل السنة.

ورجال الشرطة يتحدثون اللغة الفارسية فيما بينهم. وأردف قائلاً: أما الذين يقومون بعملية التعذيب فجميعهم ايرانيون او عراقيون كانوا يقيمون في ايران، جاءوا الى العراق بعد الاحتلال الامريكي في آذار 2003 ، وذكر على سبيل المثال مساعد الوزير والمسؤول عن السجون السرية (بشير ناصر الاوندي)، والذي حصل على الجنسية العراقية في (12/5/2004) بحسب ما أفاد به السامرائي. واشار الى أنه تم منح العديد من العناصر الداخلة على وزارة الداخلية رتباً عسكرية وهمية.

وبين السامرائي ان جيش الاحتلال الامريكي يعلم بما يحدث حيث ان عمليات الاعتقال تجري خلال المداهمات الليلية وتحت غطاء منع التجول. وقدم السامرائي فلماً مسجلاً عن احدى المداهمات الليلية لمغاوير وزير الداخلية باستخدام سيارات الوزارة وكذلك تم عرض صور لموقوفين تشاهد عليهم اثار الضرب والتعذيب وكذلك اظهر الفلم صورة لرجل اقتلعت عينه وآخر عليه آثار غرز للمسامير وصوراً لأجساد كسرت اطرافها. وقال السامرائي: إن وزير الداخلية العراقي صولاغ قد عين (17) سبعة عشر ألف عنصر من مليشيات بدر كافراد شرطة في وزارته . متهماً هؤلاء بانهم جميعهم يستمرون بتلقي رواتب من طهران)[5].

 

سيطرة المخابرات الإيرانية على الجنوب

أما الجنوب فلا يجرؤ رجالات المخابرات العراقية على الذهاب إليه، وإلا تعرضوا للتصفية الجسدية على يد الحرس الثوري الإيراني ورجال المخابرات الإيرانية وعملائهم. ومن الطريف أن مقر المخابرات الإيرانية بات معروفاً لأهل البصرة، حتى صار من معالم المدينة الدالة! فيقال مثلاً: الدائرة الفلانية تقع خلف مقر المخابرات الإيرانية، والبيت الفلاني على يمين مقر المخابرات الإيرانية… وهكذا! وقد افتتح محافظ عبادان معرضاً للكتاب في البصرة! حتى إن رجل الدين المتلون محمود الصرخي قد طالب الحكومة العراقية بتحرير العتبات (المقدسة حسب تعبيره) من الاحتلال الإيراني.

وثائق الدخول إلى العراق من الكويت مكتوبة بالفارسية

ذكرالدكتور عبد الله النفيسي في المحاضرة التي ألقاها في مؤتمر (نصرة أهل العراق) الذي انعقد في إستانبول في يومي 13-14/12/2006 – وقد كنت حاضراً المؤتمر – من أن الأوراق التي يقدمها الموظفون العراقيون عند بوابة الحدود بين “الكويت” العربية و”العراق” العربية، ويطلب من القادمين من الكويت تعبئتها.. كانت مكتوبة باللغة الفارسية وليس العربية!

وقد علق موقع المختصر الإخباري على الموضوع قائلاً: المفاجأة كانت بالغة الخطورة، وتعني أن العراق يتعرض لمخطط حقيقي لإلغاء عروبته ، وفي سبيله إلى أن يصبح إحدى محافظات الإمبراطورية الفارسية الجديدة.

وذكر الموقع – نقلاً عن النفيسي – المظاهرات التي خرجت في كل المناطق الشيعية، عقب مقتل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهي تحمل صورا للزعيم الإيراني آية الله الخميني مطالبة بإخراج العرب من العراق، وتؤكد أن العراق ليس عربياً.

 

 

حقائق كبيرة وخطيرة عن طموحات إيران في العراق والمنطقة المجاورة (3)

 الوجود الإيراني في العراق/الجزء الثاني

 

عشرات الآلاف من الحرس الثوري الإيراني في العراق

“أعلنت حركة (مجاهدي خلق) الإيرانية المعارضة يوم (26/1/2007) في برلين عن لائحة بأسماء أكثر من (31) واحد وثلاثين ألف عراقي، أكدت أنهم “عملاء لنظام الملالي” الإيراني في العراق، ويتقاضون أجورًا من طهران. واتهم المتحدث باسم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (الجناح السياسي لمجاهدي خلق) في ألمانيا جواد دبيران، إيران بإرسال ملايين الدولارات نقداً كل شهر إلى العراق، وتهريب أسلحة إليه، وفق وكالة “فرانس برس”. وقال دبيران: إن هؤلاء العملاء عناصر في “فيلق القدس” المقرّب من “الحرس الثوري الإيراني”، موضحًا أن حركته حصلت على هذه اللائحة السرية من هذه القوة. وبحسب حركة المعارضة الإيرانية، فإن هذه اللائحة لا تتضمن سوى العناصر الذين جنّدهم فيلق القدس مباشرة في إيران. وتعرض القائمة الاسمين العربي والإيراني لكل من هؤلاء العناصر، فضلاً عن اسمه السري في العمليات ورقم حسابه المصرفي وأجره الشهري بالريال الإيراني. وقال دبيران: “إن النظام الإيراني أقام شبكة من الإرهاب والقتل في العراق تنشط في بغداد كما في جنوب العراق وشماله ووسطه”[6].

واليوم (أيلول 2007) تجاوز الحديث عن وجود الآلاف من الحرس الثوري الإيراني في العراق شبكة الانترنيت، وزوايا الصحف إلى شاشات الفضائيات، وتقارير المراسلين العلنية إلى هذه القنوات.

هذا وقد اعتقلت القوات الامريكية في بداية كانون الثاني (2007) اثنين من ضباط الحرس الثوري الايراني في بغداد، من أمام بيت عبد العزيز في الجادرية. وقد علق الأستاذ محمد هارون على الواقعة واستطرد في حديث مهم عن تفاصيل خطيرة حول الوجود الإيراني وتدخلات إيران في العراق جاء فيه:

استاء جلال طالباني، وصمت عبدالعزيز طباطبائي إزاء اعتقال القوات الامريكية لاثنين من ضباط الحرس الثوري الايراني في بغداد. دخلا الي العراق المفتوح الحدود، والمشرع الأبواب والنوافذ والمنافذ، بفضل الاحتلال وحكوماته المحلية المتعاقبة، وزارا الكثير من المسؤولين الحاليين في مواكب محمية. وعقدا العديد من الاجتماعات في المجمعات المحصنة بعيداً عن الانظار والأضواء. واستناداً الى الرواية الامريكية الرسمية فان الاثنين كانا يخططان لشن هجمات على الأمريكيين، والقيام بعمليات مضادة لهم في العراق لاحقاً، رغم ان الشكوك تبقى محيطة بالتصريحات الامريكية حتى لو كانت صحيحة. والمثير في هذه الحكاية، ليس في استياء طالباني من عملية اعتقال ضيفيه المفترضين، ولا في سكوت طباطبائي الذي جرى اعتقال الايرانيين في ثكنته التي يعسكر فيها بحي الجادرية الملحق بالمنطقة الخضراء، وانما في التحرك الامريكي وتوقيته، لأن الجميع في العراق، يعلم بان الايرانيين – المسؤولين والسياسيين – يأتون الى العراق ويدخلون اليه عبر بوابات السليمانية وزرباطية في محافظة الكوت والعمارة والبصرة، بلا تأشيرات على جوازات سفرهم، ودون موافقات رسمية مسبقة! وكثير من الزوار الايرانيين الحكوميين الذين يشغلون وظائف امنية واستخبارية ذات طبيعه سرية، ينزلون في بيوت وفيلات وزعها الامريكان على المتعاونين معهم سواء في بغداد او محافظات الفرات الاوسط والجنوب، تحت سمع وبصر قوات الاحتلال الامريكية والمتحالفة معها، دون ان تبادر هذه القوات الى اتخاذ اجراء ضدهم. وبصرف النظر عن طبيعة زيارة المسؤولين الايرانيين ولقاءاتهما مع نظرائهما في بغداد، الا أن عملية اعتقالهما لها دلالات لا تخفى على عاقل وتحمل رسائل سياسية الى اكثر من جهة وتحديداً الى الحكومة الايرانية، ومفادها: اننا نتابع تحركات موظفيكم وحلفائكم واصدقائكم وجواسيسكم في العراق. والرسالة الامريكية الي طهران تخويفية، لان ايران تدرك تماماً ان الامريكان بكل جيوشهم وأجهزة استخباراتهم وطواقم سفارتهم وقنصلياتها وشركات الامن والحماية المتعددة الجنسيات في العراق، لا تقدر على مراقبة ومتابعة الايرانيين الداخلين والعابرين والعاملين والمقيمين الذين تشير التقديرات الى ان اعدادهم وصلت الى ارقام قياسية، وخصوصاً في بعض مناطق وأحياء العاصمة بغداد، ومحافظات النجف وكربلاء والبصرة والعمارة والكوت والناصرية واجزاء من محافظات الديوانية والسماوة والحلة وديالى. وبالنسبة للمحافظة الاخيرة فان قوات البيش ميركة التابعة لحزب طالباني قد تمكنت من فصل قضاء خانقين عن مركز المحافظة بعقوبة، وربطته ادارياً وامنياً وعسكرياً بالسليمانية، وجعلت من القضاء المذكور مرتعاً لعصابات تهريب المخدرات الايرانية.

 

من مظاهر النفوذ الإيراني

والنفوذ الإيراني في العراق لا يقتصر على زيارات وإيفادات المسئولين الإيرانيين إليه. فهؤلاء كما يبدو من طبيعة مهماتهم ووظائفهم يقومون بعمليات التنسيق مع أقرانهم وعملائهم ووكلائهم في داخل العراق، أو انهم يحملون تعليمات جديدة او عاجلة يخشون ارسالها عبر برقيات الشفرة او الاتصالات الهاتفية او الرسائل المكتوبة؛ خوفاً من السطو عليها وتحليل وتفكيك مضامينها من دول واطراف عدة. فإيران على سبيل المثال:

1. السيطرة على أكبر المليشيات : تسيطر على أكبر تشكيلين للميلشيات هما فيلق بدر وجيش المهدي.

2. التحكم بأكبر الأحزاب في العراق : وتتحكم بأكبر حزبين شيعيين هما المجلس الاعلى وحزب الدعوة بأجنحته الثلاثة. اضافة الى تمويلها لعشرات التنظيمات والحركات والدكاكين الشيعية.

3. التحكم بأهم الوزارات : وايران هي التي تسير العمل في العديد من الوزارات السيادية والخدمية كالداخلية والنفط والمالية والبلديات. (بل أمسكت إيران بالملف الأمني من قرنيه حين تولى وزارة الداخلية باقر صولاغ. وهو إيراني نسباً وقلباً وقالباً. ووزارة الأمن مسؤول حزب الدعوة العنزي عميل إيران. أما مستشار الأمن القومي فهو كريم شاهبور، الذي بات يدعى بـ(موفق الربيعي). وهو إيراني من مدينة شاهبوري.

4. تبعية خمسة محافظين في الجنوب لإيران: ولديها خمسة محافظين من اصل تسعة محافظين في الوسط والجنوب ممن يسمون بالاسرى التوابين. وهؤلاء تعاونوا مع الاجهزة الايرانية بعد وقوعهم في الاسر خلال الحرب وحولتهم الى جلادين للاسري العراقيين ومخبرين لها.

5. تبعية قادة أربع فرق عسكرية : ولديها أيضاً أربعة قادة فرق عسكرية من أصل عشر فرق تتبع وزارة الدفاع. أبرزهم قائد الفرقة الخامسة التي تتمركز في محافظة ديالى، واسمه شاكر عبدالحسين هليل. وهو المسؤول العسكري لميلشيا بدر في المحافظة، إضافة الى وظيفته الرسمية. وآخر المعلومات عنه ان وجهاء وشخصيات ورؤساء عشائر في ديالى كلفوا فريقاً من المحامين الفرنسين لتقديم شكوى عليه لدى المحكمة الاوربية في بروكسل بتهمة انتهاك حقوق الانسان، بعد ان امتنعت المحاكم العراقية النظر فيها، خاصة وان عدداً من الذين اعتقلتهم قوات هذه الفرقة وعذبتهم وفرضت عليهم غرامات وأتاوات هم من العراقيين الذين يحملون جنسيات أوربية كانوا في زيارات لاهليهم وذويهم، وجرى القاء القبض عليهم وسجنهم ضمن حملات الاعتقال الجماعي والعشوائي التي يأمر بها هليل دورياً في المحافظة. ولدى هؤلاء وثائق وشهادات تثبت تعرضهم الي التنكيل والتعذيب ودفع أموال للافراج عنهم.

6. ثمانية عشر نائباً في مجلس النواب إيرانيون : وفي مجلس النواب هناك ثمانية عشر نائباً ايرانياً، او يحمل جنسية إيرانية، حصل عليها في السابق. والجميع يعلم ان إيران لا تمنح جنسيتها الا لمن اصوله ايرانية. وأحد هؤلاء النواب تولى رئاسة أركان فيلق بدر لأربع سنوات (1983-1987). وآخر هو مسؤول التعبئة في هذا الفيلق الى يومنا الراهن ويكنى بـ(ابو احمد مهدي المهندس)، معروف عنه انه من الايرانيين الذين عاشوا في البصرة، وسفرت عائلته الى ايران عام 1980 وهرب هو الى الكويت، واسمه مدرج في سجلات الامن الكويتية لقيامه بادارة هجمات على السفارتين الامريكية والفرنسية في الكويت منتصف الثمانينات، وعليه مذكرة القاء قبض دولية[7].

7. مسئولون كبار أصولهم إيرانية : وهناك الكثير من يتولون وظائف وزارية وقيادية في حكومة المالكي هم من اصول ايرانية، منهم وزير دولة تفادت اسرته تسفيرها الى إيران بتزوير الوثائق ودفع الرشاوي الى مسؤولين في النظام السابق. وعندما شب الوزير حن الى اصوله لان العرق دساس كما يقال، وهرب الى ايران عام 1992، وبلا مقدمات اصبح ضابط استخبارات في الحرس الثوري الايراني! وتركز نشاطه على الحدود الايرانية مع محافظة العمارة. وهناك وكيل وزارة امنية سفر الى ايران اوائل الثمانينات ومنها انتقل الي السويد لاجئاً وافتتح هناك بقالة وفرعاً لشركة سفريات حج وعمرة صاحبها احد قيادي حزب الدعوة.

8. ثلاثون منظمة إيرانية في العراق : أما فيما يخص المنظمات الايرانية التي تعمل في العراق علناً، فقد تجاوز عددها ثلاثين منظمة! تتخذ لها اسماء ومقرات وعناوين معروفة. وجميع من يعمل فيها ويدير انشطتها ايرانيون. وقسم كبير منهم لا يحسن اللغة العربية، ويضطر الى تعيين مترجمين الى اللغة الفارسية من المسفرين الايرانيين. وتنتشر هذه المنظمات في محافظات الجنوب والوسط، ومنها منظمة تحمل اسم (ممثلية الولي الفقيه) التي ترتبط مباشرة بمرشد الثورة الايرانية علي خامنئي، ومقرها الرئيس في النجف يقوده مهدي آصفي أحد مؤسسي حزب الدعوة الشيعي في العراق في نهاية الستينات قبل عودته الى بلاده في عام 1971. ولهذه المنظمة فروع ومكاتب في البصرة والعمارة والكوت والناصرية وكربلاء، والاستــعدادات جارية لافتتاح فرع في الكاظمية بعد ان فشلت جهود افتتاح فرع لها في (بلد) شمالي بغداد بفضل المقاومة العراقية.

9. اختراق الشمال العراقي : وعلى الجبهة الكردية في شمال العراق، وتحديداً في السليمانية التي تخضع لهيمنة حزب الاتحاد الوطني برئاسة جلال طالباني، فان التدخل الايراني وصل في العامين الماضيين الى درجات متقدمة في التعاون والتنسيق بين الجانبين، حتى وصل الامر الى ان الطرفين رسما خطة لتصفية الضباط والطيارين العراقين في المنطقة الكردية، اثر دعوة وجهها طالباني علناً يدعو هؤلاء الى الذهاب الى السليمانية لتفادي اغتيالهم في بغداد والمحافظات العربية حسب ادعائه، ومرة ثانية تتدخل المقاومة العراقية وتنجح في كشف أبعاد هذه المؤامرة الدنيئة واحباطها في مهدها[8].

10. المرجع الأكبر لشيعة العراق إيراني : ولا يفوتنك أن المرجع الديني لشيعة العراق، الذي يمسك بزمام أكبر موجه للفكر والإرادة والسياسة، هو الإيراني علي السيستاني. وهذا يعني لزوماً ابتداء وانتهاء وضع الشيعة كلهم في سلة إيران. ومن يعرف دور التقليد في حياة الشيعي يدرك خطورة هذه المعادلة. وقد بلغ السيستاني في انتمائه لأصله الإيراني، واستنكافه من الانتماء للعراق حداً جعله يرفض التجنس بالجنسية العراقية، حين أراد ما سمي بـ(مجلس الحكم) الشيعي منحه إياها!!!

 

حقائق كبيرة وخطيرة عن طموحات إيران في العراق والمنطقة المجاورة (4)

الوجود الإيراني في العراق/ الجزء الثالث

 

من البصرة يبدأ قيام دولة فارس

تقوم المليشيات الشيعية بحملة واسعة النطاق للقتل والخطف والتهجير لأهل السنة، خاصة في الجنوب العراقي، وفي البصرة تحديداً, ومحاولة تفريغها من السنة العرب بهذه الأساليب الإجرامية. تذكر أحدث التقارير الواردة من هناك، أن نسبة السنة التي كانت تبلغ أكثر من 40% من سكان مدينة البصرة, أصبحت اليوم لا تتجاوز 15% ؛ نتيجة أعمال التطهير الطائفي الذي تمارسه هذه المليشيات، والنزوح الجماعي للعوائل السنية إلى مدن العراق الأخرى. وبمباركة المرجعية الشيعية التي لم نسمع أي إدانة منها لهذه الأعمال. والسيطرة على البصرة يعتبره المروجون لمجيء المهدي إحدى علامات ظهوره الكبرى[9].

وإيران تعمل جاهدة على بسط نفوذها في البصرة. والأمر بات مكشوفاً للجميع. نشر موقع المختصر عن صحيفة الديلي تليجراف البريطانية في عددها الصادر يوم الأربعاء 17/1/2007 أنه تم الكشف عن برنامج إيراني معقد، للتسلل السياسي إلى البصرة، مع تزايد التوقعات بقرب الانسحاب البريطاني من جنوب العراق. وأكدت الصحيفة أن إيران تعمل الآن بواسطة عملائها من الشيعة العراقيين على اختراق الشبكة الأمنية والأحزاب السياسية من أجل بسط هيمنتها على جنوب العراق، بعد انسحاب قوات التحالف من هناك. وأشارت الديلي تليجراف إلى أن المخطط الايراني للسيطرة على البصرة يهدف في المقام الأول إلى السيطرة على حقول النفط الموجودة في جنوب العراق، الأمر الذي يوفر للرئيس الايراني أحمدي نجاد مصدرا جديدا للقوة في المنطقة.

وكانت مصادر إخبارية قد ذكرت أنه تم اعتقال المنظر الرئيس في الحرس الثوري الإيراني الدكتور حسن عباسي، الذي يعد من كبار المسؤولين في استخبارات الحرس ضمن الأشخاص الخمسة الذين اعتقلتهم القوات الأمريكية في اربيل الخميس الماضي. ما يعني أن إيران تخطط لبسط نفوذها على أجزاء واسعة في العراق، وليس على البصرة أو حتى الجنوب كله فقط.

ونقل الموقع نقلاً عن “قدس برس” تأكيد مصدر مسؤول في الجيش الأمريكي أن قواته عثرت على وثائق لدى الإيرانيين الذين اعتقلوا في أربيل بشمال العراق لتوريط مناطق سنية في بغداد بمواجهات مع الجيش الأمريكي ، أثناء تطبيق الخطة الأمنية الجديدة.

ونقلت صحيفة “الزمان” الصادرة في بغداد عن المصدر قوله: إن قواته عثرت على وثائق تؤكد وجود خطة إيرانية مرتبطة بالحرس الثوري وفيلق القدس؛ لدفع الجماعات المسلحة والأهالي في المناطق العربية السنية في بغداد، لمهاجمة الأمريكيين وخاصة في الدورة والغزالية والأعظمية، فضلاً عن الأنبار والموصل وما حولها في أثناء بدء الخطة الأمنية الأمريكية الحكومية المشتركة. في حين تشدد الوثائق على تبليغ “جيش المهدي” والمليشيات الشيعية الأخرى في بغداد الالتزام بالهدوء التام وعدم إبداء أي مقاومة ضد الحملة الأمنية حتى لو تسببت في اعتقالات أو خسائر. ويفيد المصدر أن الخطة التي كانت في حوزة الخلية الإيرانية المعتقلة مرسومة على أساس توريط السنة في مواجهات يتم تدمير مناطقهم بسببها، في حين يتم الاحتفاظ في مدينة الصدر بقوة المليشيات، لإعادة إطلاقها للسيطرة على العاصمة بعد انتهاء المدة المقررة للخطة الأمنية. كما يضيف: أن الإيرانيين المعتقلين على صلة وثيقة بالحرس الثوري وعملياته السرية في العراق، وأنهم مشتركون في تمويل هجمات وتوريد أسلحة إلى جماعات مسلحة مختلفة بغض النظر عن انتمائها المذهبي ، لكنها في النهاية تصب في تحقيق الاضطراب الأمني في العراق. إ.هـ.

وأخيراً اعترف السفير الإيراني في العراق بأن الذين اعتقلتهم القوات الاميركية في أربيل، هم من الأمن الايراني، وليسوا دبلوماسيين كما كان يصر سابقا[10].

 

آخر الفضائح

أما آخر الفضائح فجاءت على لسان الرئيس الإيراني محمود نجاد حين صرح في الأسبوع الماضي (آخر آب 2007) قائلاً بأن إيران مستعدة لملأ الفراغ إذا انسحب الأمريكان من العراق. وقد تزامن هذا التصريح الأخرق مع فضيحة التقاتل بين أتباع الصدر وأتباع السيستاني ممثلين بمنظمة بدر وغيرها في كربلاء أثناء الزيارة التي يسمونها بـ(الشعبانية). فقد تناقلت القنوات الفضائية فضيحة اشتراك الحرس الثوري الإيراني في إثارة القتال، والمساهمة فيه بشكل فعال. وعندما أعلن أهالي الضحايا في كربلاء أنهم يمهلون القنصلية الإيرانية مدة ثلاثة أيام لتسليم الجناة، قامت القنصلية بإجلاء الآلاف (تصور.. الآلاف..!!!) من عناصر الحرس الثوري تحسباً لما يحدث لهم مما لا يحمد عقباه!

 

وبعد..

فهذه الجرائم الفظيعة، والتدخلات السافرة التي تقوم بها إيران ضد العراق، ودول المحيط المجاورة، لا يمكن تفسيرها على قاعدة رد الفعل دفاعاً عن النفس، وإنما هي أفعال يبتدئونها من ذاتهم، وينفذونها – بلا تردد – طبقاً لعقيدتهم السرطانية، وعقليتهم التوسعية، ونفسيتهم العدوانية، التي تأبى عليهم إلا الاعتداء، وإثارة الحروب مع الآخرين، خصوصاً العراق، وبقية الدول التي يعتبرونها جزءاً لا يتجزأ من إيران، إمبراطورية الحقد والشر المستطير.

___________________________________________________________________________________________

  1. – حوار قناة الجزيرة مع أبو الحسن بن الصدر ، الرئيس الأول للجمهورية (الإسلامية) الإيرانية ، في برنامج زيارة خاصة ، بتاريخ 17/1/2000 .
  2. – الشيعة والدولة القومية في العراق 1914-1990 ، حسن العلوي ، ص295 ، دار الثقافة للطباعة والنشر ، إيران – قم .
  3. – محمود أحمد الأحوازي في ندوة على قناة “المستقلة” الفضائية ، بعنوان (الدور الإيراني في تحديد مستقبل العراق) ، بتأريخ 24/11/2004 . والحدث وقع قبل أسبوعين من التأريخ المذكور كما أفاد الناقل.
  4. – موقع فيصل نور.
  5. – جريدة البصائر التابعة لهيئة علماء العراق ، العدد 142.
  6. – مفكرة الإسلام ، 8/محرم/1428 – 26/1/2007
  7. – قال لي أحد أعضاء مجلس النواب العراقي: إن عدد الإيرانيين في المجلس أكثر من هذا الرقم بكثير ، إن عددهم يزيد على الثلاثين!
  8. – هارون محمد ، موقع المختصر ، 17/12/1427 – 6/1/2007
  9. – انظر: كتاب (أنت الآن في عصر الظهور) ، فارس فقيه . والكتاب منشورة وثائقه المصورة على موقع (فيصل نور) الألكتروني.
  10. – موقع المختصر ، 4/2/2007.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى