مقالات

أزمة ؟ أم أزمات ؟ .. فما هو الحل ؟

MzI2NzM

على إحدى المقالات المنشورة على الموقع وردنا التعليق التالي:

“هذا الرابط يوضح متاجرة جماعة حزب حسن نصر الله بالقضية الفلسطينية حيث تم تنظيم مسيرة احتجاجية في باريس يوم 3/1/2009 حضرها زهاء 50 الف متظاهر استنكارا للعدوان الاسرائيلي على غزة ولكن عند تجولي بين المتظاهرين رايت اعلام حزب الله ترفرف اعلى من العلم الفلسطيني حيث وضع لها سارية طويلة وعند اقترابي من العلم وجدت سيارة حمل بشكل بيكب وعليها سماعات ضخمة تبث خطابات حسن نصر الله مع شخص يرفع ميكرفون ويردد بين فترة واخرى شعارات منها عاش نصر الله عاش حزب الله وبدا يضيف للشعارات عبارات عن ثار الله وعن الحسين. وكي يدلس هذا الرادود على الناس يردد قبل ذلك عاشت حماس عاشت المقاومة ثم ما إن يتبعه الناس بالترديد حتى يبدا بدس السم في العسل مستغلين بذلك حماسة شعوب المغرب العربي وجهلهم بدور الشيعه كطابور خامس في الامة الاسلامية على مر العصور . قبح الله سعيهم من منافقين وسود وجوههم. انظر الى هذا الفيديو

http://www.youtube.com/watch?v=nKobJByYPV4

نتمنى من شيخ طه الاطلاع على الموضوع والتعليق عليه  ولو بسطرين:

بارك الله فيكم.

عبد الله

فكان مني هذا التعليق:

الأحداث – يا أخ عبد الله ! – أكبر من الكلام. والحال تعز على المقال. وحين يجل الحال عن القال يكون الصمت أجل وأجمل. وقد قال شاعرنا قدماً

لو كان سهماً واحداً لاتقيته ولكنه سهم.. وثانٍ.. وثالثُ

وحدث غزة فيه الكثير الكثير مما ينبغي أن يقال. وكثير من هذا الكثير لا تستوعبه اللحظة نفوس الجماهير، ولا عقولهم؛ فنتركه حتى حين.

هذا شعوري وأنا أفكر من أي نقطة أبدأ تعليقي!

قلت مع نفسي: أظهرت أحداث تموز/2006 بين الأخوين في جنوب لبنان وكيان إسرائيل وانجراف الشارع العربي بنخبه وعامته وراء الدعايات البالونية، وظهور كبار ما يسمى بـ(الإسلاميين) يمدحون الشاطر حسن بأعظم المديح حتى لقبوه بـ(صلاح الدين) مع أنه يلعن صلاح الدين ولا شاغل له إلا بالثأر من أحفاده لما فعله صلاح الدين بخراب الدين! أقول: أظهرت الأحداث أن الأزمة أزمة عقيدة؛ فإن الجهاد والاستشهاد لا يصح إلا ممن صلحت عقيدته. فمن كان تكفير الصحابة من صلب عقيدته فأي عقيدة تصح له؟ بل أي دين؟ فكيف يلقب بلقب خيرة المجاهدين؟! هذا خلل اعتقادي كبير وخطير، ولا يغتفر لمن يقود مسيرة الدعاة ويتقدم جموع المصلحين. وإذا كان ولا بد لهم أن من الكلام فلا يلبسوا الحق بالباطل، ليعزلوا حق الدين عن خطيئة الجهل وباطل السياسة، وليكن مدحهم – ما داموا مغفلين إلى درجة الاستحمار – مدحاً مجرداً وكفى.

لكنني نظرت فوجدت الأزمة لها جانب آخر.. فمن المقطوع به أن كثيراً من هؤلاء الناطقين شلت أفواههم بالمال الإيراني حتى وصل الفساد حد النخاع؛ فقلت: الأزمة أزمة أخلاق.

ثم نظرت في حال هذه الجماهير المسكينة المنكوبة التي تعاني – ونحن معها – من (عقدة الذل والهزيمة) ؛ فهي تتطلع إلى أي كلمة تبدو من حروفها القوة، ويشيع في نبراتها التحدي، وترنو إلى كل صاروخ يطير فتطير معه قلوبها، وعقائدها أيضاً! ، وتسقط مع سقوط كل قذيفة! فاحترت أي أزمة أرى في وسط هذا الغبار والدخان؟!!! أهي أزمة الجهل؟ أم أزمة الذل المستنفرة؟ أم العاطفة المستحمرة؟ وتظهر أزمة الأخلاق هنا أيضاً حين أنظر إلى أولئك القادة المشلولين كيف يجارون هذه الجماهير، وبعواطفها يتاجرون !

ويظهر الشاطر حسن ليخطب ويلعب بقلوب جمهور الناس ويضرب على عواطف عامتها، ويركز على الحكام، وأنا أدرك تماماً أن قصده لم يكن شريفاً؛ فإنه لا يرمي إلا إلى زيادة الشرخ بين الحاكم والمحكوم كما فعلوا بالعراق، ومن هنا تدخل إيران. وهذا خلق قديم لهم؛ كان الإمام أحمد له بالمرصاد، فرغم أن الحاكم كان يضطهده لكن فتواه في الخروج عليه كانت واضحة. ولقد رأينا من كان يحرض على الخروج على النظام ويتهمه بالعمالة للأمريكان كيف وضع يده في يدهم وتلقاهم بالأحضان! فكفانا مهزلة وضحكاً على الأذقان!

وكنت أمر من أمام الملحقية الثقافية الإيرانية في ساحة المرجة في دمشق تلك الأيام (تموز/2006) وأرى الضحك على الأذقان مكشراً عن عورته حد التجديف على الجماهير الجاهلة، والتقيؤ على تلك النخب ذات الجهل المركب!

قالَ حمارُ الحكيمِ ( توما )

فأنا جاهلٌ بسيـــطٌ

لو أنصفَ الدهرُ كنتُ أركبْ

وصاحبي جاهلٌ مُرَكَّــبْ

طاولة خشبية أمام الملحقية أي على رصيف الشارع! يجلس أمامها رجل يرتفع من ورائه علم الشاطر حسن ذو اللون الشمسي الأصفر، وعلى شماله مسجل يصدح بأعلى صوته بالأناشيد الحماسية، ولم أعد أذكر ماذا كان يضع على الطاولة؟ ربما كتباً وأقراصاً وأشرطة، أو ما شابه. وهذا المشهد الاستعراضي يستمر إلى آخر الهزيع الأول من الليل! لأن الوقت والتوقيت من لوازم حسن الاستعراض. أهذا – أيها العُمه ! – لعيون فلسطين؟!

المشكلة أن الملحقات الثقافية العربية لا تفعل هذا،، ولو كذباً !

والمشكلة الأعقد أن الجماهير البسيطة تقارن بين هذا وهذا فتجد الفرق واضحاً؛ فتزداد كراهية لهذه ونفرة منها، وبقدر الكراهية والنفرة والاشمئزاز في هذا الجانب يرتفع الحب والتعلق والإعجاب في الجانب الآخر. فتكون المصيدة والصائد والمصيد. وليس ثمة جهة ثالثة لها راية تُرى..؛ لترى من خلالها الحقيقة؛ لأن هذه الجهة لا وجود لها إلا بين المؤسسات (الإسلامية) سواء كانت جماعات أم أحزاباً أم هيئات أم أي مكون آخر، وهذه المؤسسات – إلا القليل – قادتها خرس بكم وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون . وهكذا صدق علينا المثل العراقي : (بين حانة ومانة ضاعت لحانا).

وهنا برزت أمامي أزمة أخرى فقلت: إن أزمتنا أزمة قيادة. وما زلت أفكر في الأمر وأقلبه على جوانبه، والأزمات تتكاثر وتتناثر وتزداد كأن بعضها يلد ويولد من بعض! الأزمة أزمة عقيدة .. أزمة منهج .. أزمة إيمان .. أزمة أخلاق .. أزمة جهل بسيط وجهل مركب .. أزمة ذل .. أزمة عاطفة عمياء .. أزمة سياسة خرقاء .. أزمة قيادة .. أزمة جمهور …!

أيها الإخوة !

إذا كثرت الأزمات فلن ينفع الترقيع. لا بد من التغيير. والتغيير الشامل. فحدثوا به أنفسكم، واعملوا له. فإن لم تكونوا اليوم عليه قادرين، فإن غداً لناظره قريب.

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى