مقالات

ونحن بالانتظار

خبر وتعليق ……………………

ألقى الرئيس الأمريكي أمس (4/6) خطاباً من جامعة القاهرة موجهاً لأمة الإسلام. وبغض النظر عما لنا عليه من ملاحظات خاصة، فإن عامة ما جاء فيه جيد، ويبعث في النفوس أملاً وتفاؤلاً. لكننا نقول: لسنا في عجلة حتى نجد مصداقه من التطبيق على أرض الواقع. ونحن بالانتظار.

كلاب في صورة بشر

فاes

في حلقة جديدة من مسلسل الجرائم الذي ما زال يعرض، ومنذ ست سنين عجاف، على شاشة الوطن، قامت مجموعة مشتركة من قوات الاحتلال وقوات الحكومة قبل أيام بمداهمة بعض البيوت في حي المعلمين في مدينة الدورة السنية في بغداد، وقتل بعض أبناء الحي، واعتقال البعض الآخر. أمس (4/6) أفرج عن أحدهم، ولكن ميتاً ملقياً في مكب للنفايات، بعد أن تعرض لتعذيب بشع، بعضه من قبل كلاب مدربة نهشت أصابعه وأجزاء من جسمه. وتأيد ذلك بتقرير رسمي من معهد الطب العدلي.

باستعمال طريقة التحليل النفسي نستطيع بشيء من الجهد أن نكتشف الشخصية الكامنة وراء هذا النوع من التعذيب. هل تتذكرون “لواء الذئب” و”لواء العقرب”؟ وأسماء الحيوانات المتوحشة التي تطلق على العمليات العسكرية التي يشنونها على الأبرياء: “الأفعى” ، “الثعلب”… وغيرها؟!

إن الذئب والعقرب والأفعى والثعلب هي الصور الحقيقية للشخصية التي أطلقت هذه الأسماء. وذلك ينتج عن طريق عملية نفسية لا واعية تؤدي إلى انبناء الشخصية تبعاً لنموذج معين، تسمى علمياً بـ(التماهي Identification)، ومعناه لغةً (التقمص). يتمثل أو يتقمص الشخص من خلالها جانباً أو خاصية أو صفة من الآخر، ليتحول كلياً أو جزئياً على غراره.

وعلى هذا الأساس فإن الكلب الذي استعملوه في النهش والتعذيب ليس أكثر من صورة عاكسة لشخصية ذلك الجنس أو الصنف من القوى الأمنية التي ابتلي بها شعب العراق في هذه الحقبة المظلمة. وهذه القوى هي جزء من منظومة متكاملة لمجموعة حاقدة متخلفة تولت مقدرات البلد، تدعي النسبة لأهل البيت وأهل البيت منهم براء.

ونحن …

ألسنا إنساً ؟ ولنا حقوق ؟

تزور غزة هذه الأيام لجنة دولية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي حصلت هناك في الحرب الأخيرة.

ونحن العراقيين: ألسنا من جنس البشر؟ ولنا حقوق ؟

يظلموننا مرتين..!

اليوم (5/6) تحدث خطيب الجمعة عن هزيمة (5 حزيران/1967)، وتناول أمريكا وما فعلته في فلسطين وغيرها من البلدان. وعندما تناول العراق ذكر سجن أبي غريب كمثال على ما يقرر ويقول من عداوة أمريكا واليهود وجرائمهم في حق البشرية.

لكنه لم يذكر ما يتعرض له العراقيون، وأهل السنة خصوصاً، من تعذيب وانتهاكات وفضائع في سجون الحكومة (العراقية) فاقت بمراحل فضائح (أبو غريب). والسبب أن أصحاب هذه الانتهاكات ينتمون بالولاء إلى إيران التي تتظاهر بدعم القضية الفلسطينية، وتبذل أموالاً لبعض الفصائل في فلسطين. إذن هم لا يتناولون قضيتنا إلا بالمقدار الذي يخدم قضيتهم، دون المساس، ولو بشعرة، إلى ما يمكن أن يعرضها للضرر، وإن كان فيه نصرة (إخوانهم) في العراق!

وبهذا نظلم من الفلسطينيين مرتين: مرة حين يتكتمون على جرائم عدونا الأكبر التي يرتكبها ضدنا. ومرة حين يستغلون قضيتنا أبشع استغلال خدمة لقضيتهم.

حم لا ينصرون..!

دورة لتعليم اللغة العربية

ظهر على قناة العربية في نشرتها الإخبارية صباح اليوم 7/6/2009 مرشحا الرئاسة الإيرانية: نجاد (الرئيس الحالي) وكروبي، في مناظرة جرت بينهما أمس. عرض كروبي صورة لخصمه وهو جالس تحت شعار مجلس التعاون الخليجي في الاجتماع قبل الماضي الذي حضره الرئيس الإيراني. وكان اعتراض كروبي: كيف لك أن تجلس تحت شعار يصف الخليج بالعربي؟! فرد عليه نجاد: اقرأ الشعار جيداً، إنه (مجلس تعاون دول الخليج العربية)، و (العربية) صفة للدول وليست للخليج.

يظهر أن نجاد شاطر في درس اللغة العربية! فنصيحتي لكرومي أو كروبي أن يدخل دورة تقوية في اللغة العربية. وأقترح أن تكون لدى مقتدى الصدر فإنه عربي حد النخاع.. وعروبي أيضاً، لا سيما وهو يقبع قريباً منه هناك في قم.

كما تدين تدان

عرضت قناة الشرقية صباح هذا اليوم (7/6) شريطاً مصوراً لمعتقلين من جيش المهدي (أو التيار الصدري لا فرق)، وقد تعرضوا لتعذيب شديد داخل سجن في مدينة العمارة.

أيها الظالمون! ألم تعلموا أن الأيام دول! وأن الدنيا دولاب، وكما تدين تدان. هكذا قال أهلنا من قبل، ولكنكم لا تعلمون.

القسمة الضيزى

قبل ثلاثة أسابيع أعلن حسن نصر الله أنه لا يسعى من وراء الانتخابات القادمة إلى أن يكون شريكاً في الحكم، وإنما يريد أن يحقق الأغلبية، التي بها يحكم لبنان، وبهذه الطريقة وحدها يمكن له القضاء على الفساد كما يرى. ولو انتظر السيد حسن حتى ظهور النتائج فإما فاز فيعلن عن خبيئة نفسه، وإما خسر فيسكت: لكان أليق وأستر. ولكنها الحماقة والوقاحة – التي اشتهر بها الشيعة على مدار تاريخهم – تأبى إلا أن تعبر عن نفسها! وهكذا كان.

فأمس (7/6) بعد أن خسر الانتخابات أعلن حزبه أنه يريد حكومة توافقية! وهذا يعني أنه ليس يريد المشاركة في الحكومة فحسب، وإنما يريد نصيباً من الشركة فوق استحقاقه الانتخابي! وهذا لا يتتحقق إلا باتباع وسيلة التوافق.

هل تأملتم الوقاحة، والمنطق الفج، والقسمة الضيزى؟! إن فاز فيأخذ الحصة كلها، ولن يعطي أحداً من شركائه شيئاً. وإذا خسر لا يرضى حتى بالشراكة المستحقة، إنما يطلب ما هو أكثر منها! (فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) (الأنعام:136).

وبهذه المناسبة أرسل برقية عزاء ومواساة لقناة (الجزيرة) الفضائية؛ فقد كان الحزن والامتعاض بادياً على محياها لنتائج الانتخابات اللبنانية، مع الأسف.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى