مقالات

حرامية التاريخ والجغرافية والوطنية (3)

خيانات الشيعة أثناء المعركة

التجسس والدلالة والفتوى بعدم المقاومة

مارس الشيعة دور الجاسوس والدليل للقوات الغازية. شارك في ذلك الجلبي وزمرته، ومنظمة بدر، وغيرهما من المنظمات والأحزاب الشيعية، وكل قادر منهم.

أحمد الجلبي لحظة دخوله العراق

قادماً من إيران قبيل سقوط بغداد بأيام محاطاً بالقادة الإيرانيين والأمريكان

أحمد الجلبي – مثلاً – دخل الناصرية أثناء الغزو الأمريكي ومعه (700) مسلح. ورأيناه على شاشات التلفزة بعد سقوط بغداد، وهو مزهو مسرور، يشير بإبهامه علامة النجاح، والابتسامة لا تفارق وجهه. وقد جازاه المحتل بأن عينه رئيساً لمجلس الحكم في دورته الشهرية الثانية بعد زميله إبراهيم الجعفري. ثم عين نائباً لرئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية التي تشكلت من بعد .

وكان يتقاضى من الأمريكان! راتباً شهرياً مقداره (340.000) دولار.

وأصدر علماؤهم – وعلى رأسهم كبيرهم السيستاني – الفتاوى بتحريم القتال، “وعدم عرقلة عمل الحلفاء” على حد تعبير المقبور عبد المجيد الخوئي في تسجيل صوتي لأحد المحطات الإخبارية لحظة دخوله النجف.

 

ولعبت إيران دوراً فاعلاً في احتلال العراق. ومن ذلك إصدار فتوى مرشد الجمهورية خامنئي لمن يسمون بالمعارضة العراقية بالتعاون مع الأجنبي ضد الحاكم المستبد. وقد أسهمت هذه الفتوى إلى جانب فتوى مراجع أخرى عراقية في تهدئة الجنوب العراقي، وأدت إلى التعاون الوثيق فيما بين هذه المرجعيات وقوات الاحتلال. حتى قال محمد أبطحي نائب الرئيس الإيراني، ومن أرض الإمارات العربية: إنّ بلاده (قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربهم ضد أفغانستان والعراق. ولولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة)! وذلك في ختام أعمال مؤتمر «الخليج وتحديات المستقبل» الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية في (15/1/2004).

قتل المجاهدين العرب والسوريين

شارك في القتال معنا ضد الغزو الأمريكي حوالي ستة آلاف من الإخوة السوريين، والمجاهدين العرب. جاءوا بدافع الجهاد، وعاطفة الأخوة الإيمانية والعربية. متصورين أن العراقيين كلهم وجهة واحدة. لم يكونوا على دراية بمعنى انقسامهم إلى سنة وشيعة، وأثر هذا الانقسام على الواقع. لقد خدعتهم الشعارات التي كان يتولى كبر رفعها المعممون والمتدينون قبل السياسيين: “لا فرق بين سني وشيعي” ، “الدين واحد” ، “الأصول واحدة” وغيرها من الشعارات الفارغة والتصورات الفاسدة. وهكذا زجوا أنفسهم – أو زُجوا – في محيط لا يعرفون عنه شيئاً.. بين أناس اعتقدوا أنهم سيرحبون بهم، ويمدون لهم يد العون، ويكونون لهم ردءاً، وسنداً يحمي ظهورهم. وصدق سيدنا عمر بن الخطاب حين قال : قتل أرضاً عالمها، وقتلت أرض جاهلها.

لقد كان نصيب إخواننا السوريين القتل العبثي على أيدي الشيعة في الجنوب، وفي بغداد، وغيرها من المناطق التي يتواجد فيها الشيعة! في عملية خسيسة تواصوا بها، وتواطأوا عليها. لقد قتل الآلاف منهم.. الآلاف.! بهذه الطريقة. وآخر ما سمعناه من خبرهم في بداية الاحتلال أن مائة وسبعين مقاتلاً سورياً أسرتهم جماعة مقتدى في حي الثورة، وانتهى الخبر إلى هنا. ولا شك في أن مصيرهم كان القتل. وعاد السوريون من أرض المعركة وهم يرددون: (إن عدوكم الشيعة، وليس الأمريكان). وصاروا يقصون على مسامعنا قصصاً عجيبة عن صور الغدر الشيعي بهم! كانوا يلقون عليهم بالرمانات اليدوية في المواضع التي يتحصنون فيها، ويضعون بنادقهم في ظهورهم يقتلونهم من الخلف. والبعض أسروه وسلموه للأمريكان. والخيِّر فيهم من كان يهددهم طالباً منهم الانسحاب، ومغادرة الميدان!

حدثني أحد أئمة المساجد في جانب الرصافة من بغداد قال: رأيت خمسة من المجاهدين السوريين انسحبوا لتوهم من أرض المعركة، وكانوا في قاطع الكوت. فقالوا: كنا خمسة وتسعين (95) مقاتلاً سورياً، لم يرجع منهم غيرنا نحن الخمسة. وقتل الباقون كلهم بيد الشيعة في الكوت! كانوا يأتوننا من الخلف، ويقتلوننا غيلة وغدراً.

بل كان الشيعة يتتبعون المجاهدين العرب، ويلاحقونهم أينما كانوا. حتى إنهم كانوا يبحثون عن جرحاهم في المستشفيات، ويقتلونهم على سرير المستشفى في لحظات كان الناس مذهولين، مشغولين بأنفسهم. والفلتان الأمني على أشده.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى