مقالات

مقتلهم في حماق (1)

كثرت الحوادث بصورة لم يعد لمثلي قدرة على ملاحقتها. الجامع بينها أنني صرت – كلما سمعت وشاهدت واحدة منها – أقول: “لقد ذهب زمانكم وجاء زماننا.. أيها الحمقى!”.

دعوني أعرض عليكم نماذج قليلة من حماقات إيران وشيعتها:

دبلوماسي إيراني يتجسس في القاهرة

استعراضات جيش المهدي في حي الثورة

الملف الأمني في محافظة الأنبار

الجاسوس الإيراني في مصر

كنا في الفترة التي واكبت أحداث الثورة المصرية وما بعدها نتوجس من عودة العلاقات المصرية الإيرانية وآثار ذلك على تمدد المشروع الإيراني بكافة أذرعه بما فيها المتسولون من الأحزاب والمؤسسات والأفراد و(حركات) – أو بالأحرى شركات – المقاومة التي تلعب على عواطف الشعوب، وتزايد على رغبات الجماهير. وإن كان رأيي أن مقتل المشروع الإيراني في تمدده. وما إن استقرت نوعاً الأوضاع في مصر عقب سقوط نظام الرئيس حسني مبارك حتى بدت بوادر تقارب بين مصر وإيران، وبدا كأن تحولاً ستشهده العلاقات المصرية-الإيرانية.

قال وزير الخارجية المصري نبيل العربي بعد لقاء مسؤول إيراني في القاهرة في ابريل/نيسان: إن مصر مستعدة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع طهران. كما اجتمع في توقيت مقارب السفير الإيراني في الأمم المتحدة محمد علي خزاعي في القاهرة مع مسؤولين مصريين. وأوضح متحدث إيراني في وقت سابق أن بلاده على استعداد لاتخاذ خطوات نحو الأمام عندما تكون مصر مستعدة لاستئناف العلاقات.

اللافت للنظر عبور سفينتين حربيتين إيرانيتين قناة السويس بموافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر، في أول عبور من نوعه منذ مجيء الخميني إلى الحكم سنة 1979. تحدث بعض المتابعين بعد مدة أنها كانت تحمل إمدادات عسكرية لثوار ليبيا ضد نظام الرئيس القذافي!

ورغم تأكيد رئيس الوزراء المصري عصام شرف خلال زيارة للكويت في جولة خليجية نهاية الشهر الماضي، أن فتح صفحة جديدة بين مصر وإيران أمر ممكن إذا كان ذلك لا يؤثر على أمن دول الخليج، مشيرا إلى أن المساس بأمن دول الخليج يعتبر خطاً أحمر: إلا أن تلك التحركات وأمثالها لم تبدد التوجسات والمخاوف المتوقعة من توثق العلاقة بين البلدين.

ما من شك في أن كل سفارة وقنصلية إيرانية في أي بلد عربي هي عبارة عن وكر تجسسي غير عادي. فأن تقوم الممثلية الإيرانية في مصر بدور التجسس، هذا شيء ليس متوقعاً فحسب، وإنما مقطوع به. لكن الغرابة أو الحماقة ليست في هذا. إنما في هذا التعجل الشبقي لممارسة الفعل وقطف الثمر! إن كل عاقل – لا سيما مع سير الأمور قدما باتجاه الهدف – يفكر أولاً، وقبل كل شيء، بتوثيق العلاقة وتوطيدها بما يعطي للآخر نوعاً من الأمان، والشعور بحسن النوايا، ثم يقوم بربط العملية بمصالح متبادلة ليس من السهل التفريط بها لأي معكرات مستقبلية. ثم بعد ذلك يأتي وقت العمل المطلوب، و.. خطوة خطوة.

لكن الغرور والصلف الذي تتمتع به الشخصية (الفارسية) أبى عليهم إلا أن يعبر عن نفسه. ففاجأتنا وسائل الإعلام قبل ثلاثة أيام بالخبر التالي، وملخصه: القت المخابرات المصرية القبض على دبلوماسي إيراني يدعى قاسم الحسيني يتجسس لحساب إيران؛ إذ يقوم بجمع معلومات عن مصر وبعض دول الخليج مستغلا الحالة الأمنية في البلاد خلال الفترة الماضية. وتم تحويله إلى نيابة أمن الدولة للتحقيق معه.

وهذا – بلا شك – حماقة لا تخدم الهدف البعيد، بل تضر به، وتجعل الخصم يفتح عيونه على مصاريعها.

وإذا أردنا أن نحلل منبع هذه الحماقة فنقول: ليست الحماقة الإيرانية – والشيعية بالتبع – مصدرها الجهل وقلة الخبرة وانخفاض مستوى الذكاء، بل الإيراني يتمتع بذكاء خطير؛ لأنه ذكاء الخبثاء، وذكاء ليس أمام خبثه حدود من خلق أو دين أو عهد أو ذمة. منبع هذا الحمق هو التركيبة النفسية النزقة المغرورة المعبأة بالحقد والثأر وطلب الانتقام، التي تعاني من عقدة النقص فهي تضرب عند أول فرصة، وتغدر عند أول بادرة. ولهذا مهما علا بناء التشيع فإلى انهيار؛ بسبب من موهبة الحمق هذه التي يحسدون عليها!

قامت السلطات المصرية بتسفير الدب لوماسي الإيراني يوم أمس. وبينما كنت اليوم أستمع إلى نشرة الأخبار من خلال شاشة (العربية) قالت المذيعة: في أول رد فعل على قضية الجاسوس الإيراني صرح المسؤولون في إيران أن القضية لا تعدو (سوء فهم) وقد جرى تسويتها!!!

هكذا…….. وبكل بساطة!

وضحكت …..!

ضحكت لهذا التعليق. كانت ابنتي (أُمامة) بيننا على مائدة الطعام، فلم أستطع أن أبين للعائلة سبب ضحكي.

عاد بي الخبر إلى مشهد حصل لي قبل ربع قرن مضى بالضبط. كان لي صديق يعمل مفوض تحقيق، يأتي أحياناً بأضابير الدعاوى إلى بيته ليكمل العمل بها هناك. كنت يوماً عنده، ومن باب حب الاستطلاع أخذت أتصفح بعض الأوراق الموضوعة أمامي على الطاولة. شدتني الدعوى التالية، وملخصها:

شاب أصله من حي الثورة الشيعي (المعروف حالياً بمدينة الصدر) يسكن مدينة البياع، له صديق من الحي القديم، جاء إلى بيته في غيبته، وكان في البيت زوجته وابن له عمره عشرة أعوام. أعطى الصديق للصبي مبلغاً من المال وطلب منه الذهاب إلى السوق ليشتري لهم وجبة كباب؛ والقصد من ذلك لا يحتاج إلى شرح. وعلى فراش الزوجية – كما جاء في الدعوى – كان ما كان مما يصعب أن يبوح به اللسان. وهكذا تقدم الشاب بدعواه يطالب صديقه بحقين: حق انتهاك عرضه على فراشه، وحق إسقاط جنين كانت زوجته حاملاً به.

استغربت من هذا التصرف! وقلت لصاحبي مفوض الشرطة: وماذا يريد هذا الديوث من وراء دعواه؟ قال: تعويضاً مالياً. قلت: عجيب! قال: أنت ما زلت لا تعرف شيئاً عن هؤلاء.

ظل الموضوع عالقاً بذهني لا يفارقه. وبعد فترة رأيت صديقي المفوض فسألته: أين وصل سير تلك الدعوى؟ فابتسم وقال: انتهت بسلام (سمناً على عسل). قلت: كيف؟ قال: جاء صاحب الدعوى وقال: انتهت الأمور على خير، وحلت المشكلة. ثم قدم تنازلاً خطياً عن حقه. قلت: كيف؟! وأي خير بعد هتك عرض وقتل نفس؟! قال: جاءه صديقه بمجموعة من (أهل الخير) وأعطاه مبلغاً من المال مقابل ما حصل. وتم الصلح بينهما وعادت الصداقة إلى ما كانت عليه! فأي خير خير من هذا الخير؟! قلت: هكذا بهذه البساطة؟!!!

أظن فلوس الكباب سيقوم بدفعها الزوج هذه المرة.. وستكثر مرات الذهاب والإياب من وإلى السوق فقد يكون المبلغ المدفوع مجزياً. ثم من يدري؟ فلعل الزوج يذهب بنفسه لشراء الكباب!

ملاحظة/ أعتذر عن الحديث عن بقية شواهد الحمق الشيعي الإيراني. وسأعوضكم في لقاء قادم إن شاء الله.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى