مقالات

من خيالات الرافضين للفدرالية (5)

د. طه حامد الدليمي

طائفة واحدة تتقاتل .. وطوائف متناشزة تتوحد ..!

عزها اقليمنا قال لي أحد الرافضين للفدرالية، معروف بتبعيته لإيران[1]:

– إذا انفرد السنة العرب بإقليم وحدهم فسيتقاتلون فيما بينهم وينقسمون شذر مذر.

وصار يقسم بالله قسماً معظماً أنه من حرصه على مصير السنة يعارض الفدرالية. ثم أخذ يعدد ما بين السنة العرب من أنواع الخلافات التي ستكون مادة خصبة للقتال.

قلت له:

– ولماذا لا يستغل نوري المالكي هذه الخلافات في الوقت الراهن للتحريش بين السنة واستدراجهم إلى قتال بعضهم بعضاً؛ أم تعتقد أن المالكي هو صمام الأمان، والسد الأمين الذي يحول بيننا وبين الفتنة؟ أفيأمن السنة بعضهم بعضاً تحت حكم عدوهم الذي يبغيهم الشر صباحَ مساءَ، ولا يأمنون على أنفسهم إذا حكموا أنفسهم بأنفسهم؟!

طفق الرجل، رغم أنه أستاذ جامعي، يجيب بعقلية الذي يتصور أن الفدرالية تقسيم لا تنظيم، ويتوهم أن ثروات المنطقة من النفط والغاز وغيرها (التي سماها كعكة) ستكون سبباً للتنافس والاقتتال الذي يؤدي إلى القضاء على السنة وفنائهم بأيديهم. ولا أدري لماذا لم تكن هذه (الكعكة) سبباً لانقسام الكرد وتقاتلهم فيما بينهم!

في مجلس آخر كان يدور الحوار التالي:

  • وحتى نتجنب القتال بين أهل السنة ما هو الحل برأيك بعيداً عن الإقليم؟
  • المشروع الوطني الجامع بين أطياف الشعب العراقي جميعاً.
  • تعني مشروعاً يجمع بين السني والشيعي والكردي والعربي والتركماني والمسلم والمسيحي واليزيدي.. هؤلاء جميعاً؟
  • نعم بالضبط.
  • سبحان الذي يجمع بين هذه الأشتات المتناشزة كلها فلا تتقاتل فيما بينها، ولا يجمع بين طائفة واحدة، بينها من المشتركات ما بينها حتى يكون بعضها يفني بعضها!

_______________________________________________________________________________

  1. – هو نفسه المتلون عبد اللطيف الهميم، وفي المجلس نفسه الذي ذكرته سابقاً.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى