مقالات

من نفحات مؤتمر علماء الأمة في نصرة سوريا (1)

د. طه حامد الدليمي

هل أذن الله بزوال الشيعة ؟

olam

شكراً لكم أيها الشيعة على هذه الحماقات التي لا تقدر بثمن! لقد هدمتم مذهبكم، وفضحتم أنفسكم وأخزيتم جماعتكم! وأحدوثتكم بطلت وبان عوارها. وشمسكم حطت رحالها في فلك الانحدار ولن تتوقف حتى تغرب في عينكم الحمئة النتنة.

قبل بضع سنوات عقد مؤتمر لعلماء الدين في عمان حضره الشيخ يوسف القرضاوي وخرج المؤتمر بقرار للسياسة فيه أكبر نصيب، ينص على أن المذاهب الإسلامية المعتبرة سبعة أحدها (المذهب الجعفري)، وأنه لا يجوز المساس بحرمة أي واحد منها! واليوم يكفر القرضاوي علناً بخطيئة (التقريب) ويتبرأ من أصدقاء الأمس. ويُسأل في تلك الأيام المظلمة عما يجري في الأحواز من ظلم لشعبه العربي، فيتهرب من الإجابة قائلاً: لا نريد إثارة التفرقة بين الأمة. واليوم يدعو إلى الجهاد ضد المحسوبين على الأمة! ونظرت إلى الأفق فإذا رقعة حماس و(الجهاد) وأحمد جبريل وبقية المتسولين لم تعد تتسع لستر عورة حسن ولا بشار ولا إيران ولا أحد من شيعة الشيطان!

أبشروا – أيها الشيعة! – بما يسوءكم؛ فبعد صمت ثلاثة عقود ونيف ينطق السنة بالحقيقة ، أو بما يشبهها ولا بأس فالتداعيات قادمة بإذن الله. لقد تبدل العالم من حولنا، وبدأ المسار يعتدل متحركاً باتجاه البوصلة! والقادم أسوأ. كان ذلك في مؤتمر علماء المسلمين لنصرة سوريا الذي عقد بالقاهرة يوم الخميس الماضي.

ما أسرع الفضيحة يا شيعة المجوس !

في أحد الأيام نشرنا على موقع (القادسية) خبراً نصه: “رصدت مصادرنا سيارات نقل ركاب كبيرة على معبر (التنف) الحدودي بين العراق وسوريا تنقل شباباً من فئات عمرية تتراوح بين (25- 30 سنة) إلى سوريا. والذي لفت نظر الراصد أن السيارات ليس فيها نساء أو أطفال أو رجال كبار السن كما هو معتاد في كل الرحلات البرية الى سوريا. كما أنها كانت برفقة سيارات دفع رباعية حديثة تستعملها حمايات المسؤولين والاحزاب الحاكمة. وبعد البحث والتقصي تبين انهم عناصر من (حزب الله تنظيم العراق)، وعناصر من (جيش المهدي) و (فيلق القدس) يتم نقلهم الى سوريا للمشاركة في قمع المظاهرات هناك”.

كان خبراً يتيماً، وقد يكون الخبر الوحيد من نوعه في كل وسائل الإعلام يومها، وربما لم يأبه له من أحد! وضاع كما ضاعت بقية أصواتنا في العراق ومنذ ربع قرن! كان هذا في أيلول/2011 قبل أن تجنح المظاهرات السلمية إلى القتال.

قارنوا هذا بما جاء في بيان المؤتمر الختامي: “لقد تداعى على هذه الجرائم والفظائع إلى جانب النظام الطائفي شبيحته ومن على شاكلتهم من حلفائهم في إيران والعراق وحزب الله وغيرهم من الروافض والباطنية وكذلك من بعض الدول كروسيا والصين. إذ وقفوا مساندين وداعمين لجرائم النظام الطائفي بكل وقاحة وقاموا بدعمه ومناصرته بأرتال المرتزقة وترسانة الأسلحة وشحنات التمويل…”.

ألا ما أسرع الفضيحة! وإن مرت أيامها وساعاتها ودقائقها علينا ثقيلة.

ومما جاء في قرارات البيان الختامي وجوب النفرة والجهاد لنصرة اخواننا في سوريا بالنفس والمال والسلاح وكل أنواع الجهاد والنصرة. واستنكر البيان تصنيف واتهام بعض فصائل الثورة السورية بالإرهاب فى الوقت الذى يُغض الطرف فيه عن الجرائم الإنسانية للنظام السورى وحلفائه.

من حسنات المؤتمر

وكان من أول حسنات المؤتمر قطع مصر لعلاقاتها مع سوريا، وتشكيل بعض المؤسسات كتاب جهادية حتى وصل نداء الجهاد والاستجابة له إلى أندونيسيا، وهذا يشير بوضوح إلى قوة الشرعية الدينية، وتمزق أسطورة الشرعية الدولية، وعدم حاجتنا لها لو تجرأ علماء المسلمين أكثر وتجاوزوا حالة الوهن، قيل: ما الوهن؟ قال: (حب الدنيا وكراهية الموت)!!!

وحملات إغاثية لإخواننا السوريين، مصحوبة بحملات مقاطعة للبضائع الإيرانية ومحاصرة حزب الله في أرصدته والدعوة العلنية لمقاتلته. وتذكرت موجة مقاطعة البضائع الدانمركية سنة 2006 وقلت: رحم الله تلك الأيام التي كنا نقول فيها: أليس من يدعي الإسلام ويطعن بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم أولى بالتكفير والمقاطعة؟ وكان قطعان الأغبياء يردون علينا: “إيران يا رجل تساعد حماس وتنصر فلسطين”، وكان مرشد الإخوان محمد عاكف يدعو لحسن نصر الله بالنصر على اليهود ويلقبه بصلاح الدين الثاني، ويعلن استعداده لتطويع عشرة آلاف من الإخوان لنصرته! كنت يومها في سوريا، وصور الشيطان حسن وأعلامه تخفق في كل مكان من سوريا، وقناة الجزيرة أوقفت نفسها أربعين يوماً ملكاً صرفاً لحزب الشيطان. لقد كنت في أشد حالات التوتر والأسى والانقباض!

وتتوارد أخبار من هنا وهناك عن تحركات عسكرية مبهمة في المنطقة في حاجة إلى تفصيل. وعادت إلى السطح أخبار الانشقاقات العسكرية والدبلوماسية في الجانب السوري.

وترافق هذا بموافقة أمريكا على تزويد الجيش الحر بالسلاح، مع دعم فرنسي وأوربي، وعربي أيضاً حتى إن وزير الدفاع البحريني دعا إلى تشكيل قوة عسكرية عربية لقتال النظام في سوريا. والأيام حبلى بكل جديد.

لقد لج الشيعة في حماقاتهم، وغرتهم أنفسهم حتى نسوا صلة الأرض بالسماء. قوم لم تشرق قلوبهم يوماً بقوله تعالى: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) (آل عمران:140)، ولا خطر على بالهم قول نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته). وأرى أن أيامهم قربت على النفاد، وأنهم في آخر فسحة من الإملاء، وما بقي إلا الأخذ الإلهي، وما هو منهم ببعيد.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى