مقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

كلهم مقتدى .. لا أستثني أحدا / ج2

د. طه حامد الدليمي

 

أحمد البغدادي

1094alrasheadnet يكفي العاقل من هذا أن ينظر إلى دفاعه المستميت عن إيران ومشروعها النووي، ودفاعه عن مقتدى الصدر وجيش المهدي. وادعاؤه المريض المستمر أن هناك مؤامرة للتغطية على عمليات المقاومة الشيعية، وحصر العمليات في المنطقة السنية فقط. بينما المقاومة – حسب ادعائه – سنية شيعية.

ولا أدري هل الشيعة يتآمرون على أنفسهم أيضاً حين تخرس وسائل إعلامهم الضخمة المتعددة عن هذا الادعاء أو الإتيان بشواهد من الميدان له؟ وإذا تحدث عن الاحتلال فيصب لعناته على احتلال الأمريكان ويتهمها وحدها بـ(الإرهاب وتوظيف الطائفية بين مكونات الشعب العراقي)، كما جاء في أحد بياناته المقاوماتية، ويصيبه الخرس عن استحلال إيران! وفي آخر تلك البيانات الهوائية النارية ضد الاحتلال يتحدث عن أمريكا ويتهمها حتى بظاهرة بيع (حبوب الهلوسة)، كما يسميها، على قارعة الطريق. مع أن الكل يعلم أن حبوب الهلوسة هذه قد أتتنا من بلاد المهلوسين حبيبته الجارة إيران! ولم يذكر إيران إلا في اعتراضه على سكوت المراجع في النجف عن الإفتاء بالجهاد ضد الأمريكان قائلاً: (وايران تطالبهم بالحاح في اصدار فتوى جهادية لمناهضة العدو)([1])!

وعبارة أنقلها من أحد كتبه لا تعني غير تكفير أهل السنة أجمعين! يقول فيها عن بدعة (الخمس): “ومن امتنع عن أدائه كان من الفاسقين الغاصبين لحقهم بل من كان مستحلاً لذلك كان من الكافرين “([2]).

 

محمد حسين فضل الله

imسييs سئل محمد حسين فضل الله: هل يجوز التعبد في فروع الدين بالمذاهب السنية الأربعة، وكذلك بقية المذاهب غير الشيعية؟ فأجاب: ” لا يجوز التعبد بأي مذهب إسلامي غير مذهب أهل البيت عليهم السلام، لأنه المذهب الذي قامت عليه الحجة القاطعة “([3]).

ويذكر الأستاذ صباح الموسوي الأحوازي أن فضل الله هذا قام بطرد أحد المشائخ الشيعة اسمه (طالب السنجري)، من حوزته الكائنة في منطقة السيدة زينب في سوريا، كان أستاذًا للفقه فيها، بسبب تأليفه كتاباً أكد فيه على أن الرجوع إلى الخليفة عمر بن الخطاب كالرجوع إلى الإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنهما، لكون الاثنين يستقيان علمهما من منبع واحد، وهو القرآن والسنة([4]).

هؤلاء هم (المعتدلون)، ورافعو راية التقريب !

 

محمد باقر الصدر

imششششs أما محمد باقر الصدر، المعدوم سنة 1980، والذي ما زال الكثير من أهل السنة مخدوعين به، ويعتبرونه من (المعتدلين)، ودعاة التقريب الصادقين. التقيت أحد خريجي كلية الشريعة في مكتب للحاسبات في بغداد، يريد طباعة رسالة له لنيل درجة الماجستير. كان يستعيد مع صاحب المكتب بعض النصوص من أجل تصحيحها، وسمعتهما يكرران كلمة (الشهيدين) مرات عديدة. قلت: من هما الشهيدان المقصودان بهذه الكلمة من فضلك؟ قال: سيد قطب ومحمد باقر الصدر.! قلت: سبحان الله! كيف جمعت بين هذا وهذا؟! كيف يوصف من يكفر الصحابة، ويعتقد بتكفير أمة الإسلام بـ(الشهيد)؟ أليست العقيدة أساس التقييم؟ قال: وهل محمد باقر الصدر يكفر الصحابة؟ قلت: نعم. وأتيته بالدلائل. فقال لضارب الطابعة: احذف هذه الكلمة إذن.

والشيء نفسه حصل لي مع مؤلف كتاب يدعو للوحدة والتقريب، ويفرق بين التشيع الصفوي والتشيع العلوي، يثني فيه على محمد باقر هذا، ويعتبره مثلاً للتشيع العلوي. وحين جئته بكتاب له عنوانه (أئمة أهل البيت تنوع أدوار ووحدة هدف)، وأريته ما فيه من تهجم وسب وطعن بالصحابة وعلى رأسهم الشيخان، عجب أشد العجب! وصار يعتذر بأنه لم يكن يتصوره على هذا المستوى من الانحطاط الفكري والاعتقادي. لقد تبين أنه يردد ما يسمع دون اطلاع على ما ينبغي الاطلاع عليه قبل إصدار الحكم بالسلب أو بالإيجاب.

ليس ذلك الكتاب متوفرا لدي الساعة، إنما أنقل لكم نماذج من كتاب له اسمه (فدك في التاريخ). والكتاب واضح من اسمه في دلالته على العقلية التي تحرك المؤلف (الوطني) (المعتدل)!

انظروا إلى هذه النفسية الشعوبية الحاقدة ، وإلى هذه العقلية المريضة المنحرفة كيف تفسر ملازمة الصديق رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم في معاركه! فبدلاً من أن يفسرها التفسير المنطقي طبقاً لمقتضيات طبيعة القيادة التي تميز بها الصديق عن غيره من الصحابة، والتي اقتضت هذه الملازمة ترى صاحبنا يفسرها تفسيراً مريضاً معوجاً فيقول:

“وليس لدي من تفسير معقول للموقف إلا أن يكون قد وقف إلى جوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكسب بذلك موقفاً هو في طبيعته أبعد نقاط المعركة عن الخطر لاحتفاف العدد المخلص في الجهاد يومئذ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وليس هذا ببعيد لأننا عرفنا من ذوق الصديق أنه كان يحب أن يكون إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحرب لأن مركز النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو المركز المصون الذي تتوفر جميع القوى الإسلامية على حراسته والذب عنه… شخصية اكتفت من الجهاد المقدس بالوقوف في الخط الحربي الأخير – العريش”([5]).

ثم انظروا إليه كيف يطعن في خليفة رسول الله فيقول:

” فلا غرابة في أن ينتزع من أهل البيت أموالهم المهمة ليركز بذلك حكومته، أو أن يخشى من علي عليه السلام أن يصرف حاصلات فدك وغير فدك على الدعوة إلى نفسه. وكيف نستغرب ذلك من رجل كالصديق وهو الذي قد اتخذ المال وسيلة من وسائل الأغراء، واكتساب الأصوات “([6]).

ويطعن في شرعية خلافته فيقول: ” تلك هي خلافة الصديق (رضي الله تعالى عنه) عندما خرج من السقيفة… ومعنى هذا أن الحاكمين زفوا إلى المسلمين خلافة لم تباركها السماء ولا رضي بها المسلمون”([7]). ويقول أيضاً:

“والنقطة الاولى التي نؤاخذ الصديق عليها هي وقوفه موقف الحاكم في المسألة (فدك) مع أن خلافته لم تكتسب لونا شرعيا”([8]).

وعندما وجد نفسه عاجزاً عن إنكار الخير العميم، الذي شمل البشرية فـي عهد الشيخين، راح – بعقليته المريضة – يصرف الفضل في ذلك، لا إلى جهدهما المخلص، وحرصهما على نصرة الدين، ونشره في ربوع العالمين، وإنما إلى الظرف المحيط بهما، فهما قد فعلا ما فعلا خوفاً من المجتمع ورقابته! هل رأيت تناقضاً ومرضاً عقلياً ونفسياً كهذا؟! فيقول:

“صحيح أن الإسلام في أيام الخليفتين كان مهيمنا، والفتوحات متصلة والحياة متدفقة بمعاني الخير، وجميع نواحيها مزدهرة بالانبعاث الروحي الشامل، واللون القرآني المشع، ولكن هل يمكن أن نقبل أن التفسير الوحيد لهذا وجود الصديق أو الفاروق على كرسي الحكم؟!”. ثم يقدم بعد هذا التساؤل تفسيره لذلك فيقول:

“ونفهم من هذا أن الحاكمين كانوا في ظرف دقيق لا يتسع للتغيير والتبديل في أسس السياسة ونقاطها الحساسة لو أرادوا إلى ذلك سبيلا، لأنهم تحت مراقبة النظر الإسلامي العام الذي كان مخلصاً كل الإخلاص لمبادئه، وجاعلا لنفسه حق الإشراف على الحكم والحاكمين. ولأنهم يتعرضون – لو فعلوا شيئا من ذلك – لمعارضة خطرة من الحزب الذي ما يزال يؤمن بأن الحكم الإسلامي لا بد أن يكون مطبوعا بطابع محمدي خالص، وأن الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يطبعه بهذا الطابع المقدس هو علي – وارث رسول الله ووصيه وولي المؤمنين من بعده “([9]).

هؤلاء هم (المعتدلون) من الشيعة! فأي اعتدال هذا ؟!

 

……………………………………………………………………………………………………………………………………………….

  1. 1- شبكة البصرة ، 17/3/2007 ، ووجود مثل هذا البيان على شبكة البصرة وترويجها له، ومدحها لصاحبه، يؤكد أننا مشروع دائم للانخداع ! فمتى تنتهي هذه المهزلة ؟!
  2. – حق الإمام في فكر السيد البغدادي ، ص10 ، أحمد الحسيني البغدادي
  3. 24- مسائل اعتقادية، ص110 ، محمد حسين فضل الله
  4. 25- من مقال بعنوان (محاولات أولية لإصلاح الشيعة) على موقع ” الرابطة العراقية ” في 1 محرم 1428، 19/1/2007.
  5. 26- ص125،128على التوالي
  6. 27- ص89
  7. 28- ص138
  8. 29- ص186
  9. 30- ص50-51.

 

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. بلادي من يدي طاغ إلى أظلم إلى اطغى ومن مستبد باد إلى مستعمر أخفى ولا يوماً قرأنا مقالا صغير في علم الاجتماع أو علم النفس ولا كلفنا أنفسنا أن نبحث في جذور التاريخ ونسأل معالم الجغرافيا وإلى لحظة كتابي لهذا التعليق الأمة كلها عالة في تفسير ظواهر النفسية الفارسية على ما سطرته في لا بد من لعن الظلام وإلى متى نخدع والتشيع عقدة ام عقيدة لا زالت الأمة شاكرة لك إن احببتها من بعد موات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى