مقالات أخرى

إيران .. الشيعة .. من الهلال السقيم إلى العرجون القديم

رجاء العزام/منظومة الفقيه القائد/التيار السُّني في العراق

من الأمانة نسبة القول لأهله، فلأهل السبق والفضل يُذكر انفرادهم فيما قالوه، فلهم ملكية البراءة الفكرية، وعنيت بهذا أن أوَّل من حذَّر من المشروع الإيراني التوسعي الاستدماري برسمه الهلالي، هو الملك حسين رحمه الله، في وقت كانت تغيب هذه الفطنة عن كثير الحُكَّام والسَّاسة من أصحاب القرار.

وأكَّد على هذا نجلُه الملك عبد الله الثاني من عام 2003، وهذا ما دأب عليه بمقابلة مجلة أيكو منيست اللندنية في 24 نيسان 2015، ومضى في تأكيده في كلمته بمؤتمر دافوس 2018، وأطلق عليه مصطلحًا أخصَ من مصطلح الهلال الشيعي، وذلك لبيان الكيفية التي تريدها إيران بـ: الحزام البري!

من التاريخ السياسي الحديث:

نمر سريعًا بتاريخ إيران فبعد الفتوحات وانهيار الكسروية التي كسَّرها الفاروق عمر -رضي الله عنه- بدأت مكايدها التي طالت دولة الخلفاء من بعد النبي -صلى الله عليه وسلَّم- متمثِّلة بقتل الخليفتين عمر وعثمان، ومن ثَّم اختراق الاسلام بشخص سيدنا علي والحسين بحجة الوصي والإمام، وصدَّق خفيف العقل وسفهاء الأحلام بهاتين البدعتين اللتين لا أرى بدعةً أسبقَ وأضرَّ على الإسلام منهما.

وتنامت أحقادهم، وتميَّز غيضهم لما تمالؤا على إضعاف الدولة الأُموية لينسفوها باسم (العبَّاسيين)!

وتداولت الأيام ليظهر الموت القادم من الشَّرق الحشَّشون الصفيُّويون ثم القاديانية والبهائية، وأخيرًا بإذن الله وليس بعدها شيءٌ الخمينية الزنيمة.

لكن هناك نقطة ارتكاز، ألا وهي أن كل هذه لم تقم إلا مستتندة على قوة خارجية تُعينها وتُنصِّبها وهي بريطانيا بما تُمثِّله.

بريطانيا واقتطاع الأحواز لإيران.

أخي القارىء السُّني الكريم، الغرب لا يُفكر بطريقتنا، وهم أهل دراسات طويلة الأمد في التنفيذ، لأنهم يمتلكون مؤسَّسات تكاملية، وهي من ترسم المنهج وتفصِّل منهجية العمل، وهذا مفقود عندنا نحن المسلمين والعرب.

فقد عملت بريطانيا على زرع شخوص عجم … فرس … شيعة، المهم المنشأ يكون إيراني، لثقتها بهذه الجنس والعرق الخبيث، وذلك لتفُتَّ من عضد الإسلام بهم، كجمال الدين الأفغاني الشيعي، وميرزا أحمد البنجابي، حسين علي النوري الشيرازي الإيراني الموصوف ببهاء الله، ومنه عُرِفت البهائية، هذه أمثلة على سبيل الأفراد.

وعلى سبيل العمل الاستراتيجي أعطت فلسطين للصهاينة، وأعطت الأحواز للفرس المجوس الإيرانيين، وبهذا تمَّ مسك رقبة ما سُميَ بعد حِقب: منطقة الشرق الأوسط!

وبهذا يتضح مقدار اتكاء إيران في التاريخ السياسي الحديث على القوة الخارجية.

حقيقة إيران.

أمَّا حقيقة إيران التي عليها اليوم فصنعة إعلامية، فالإعلام العربي والعالمي خدمها ورسم حولها هالة، وأكبر شأنها ووسَّع نفوذها، وهذه حقيقة تُذكِّرني بقصة: أن حمارًا –عافاكم الله- كان ماشيًا في الغابة، فوجد جلدَ سَبُعٍ كان الصيادون قد بسطوه على الأرض ليجف فأخذه الحمار ولبسه ليكون في مثل هيئة السبع، ثم مشي يتبختر بزيه الجديد حتي وصل إلى القرية، فلمَّا أبصره الناس خافوا وارتعبوا، وظنوه سبُعًا حقيقيًا، وفرُّوا منه كلٌّ إلى جهةٍ ليتواروا منه، وعندها ابتهج الحمار كثيرًا لما راى ذلك وبلغ منه السرور مبلغًا عظيمًا.

أخذ الحمار -في جلد السبُع- يتنقل بين المزارع معجبًا بنفسه، مباهيًا بقوته يأكل كل ما يقابله من طعام دون أن يعترض عليه أحد خوفًا من قوته وبطشه، وفي غمرة الأعجاب بنفسه حلا له أن ينهق فرحة بقوته وغرورًا بمنصبه وثوبه الجديد، لأنه وجد في النهيق لذة، فلم يكد يرتفع صوته حتي عرف الناس أنه حمار فأطمأنوا بعد خوف وأقتربوا بعد أبتعاد!!!

ثم لم يلبث مالكُه أن عرفه حين دقق النظر إليه، فجرَّه من رقبته وأهوى عليه ضربًا بعصاه

لأنه كان سبب في انزعاج القرية وخوف أهلها ايامًا طويلة.

والنتيجة: لا بد للحمار أن يعود لزريبته ولو بعد حين.

فقاده مالكُه إلى الزريبة وهو يقول له في استهزاء: لقد ساء ظنك أيُّها الحمار!!!!

فمثل إيران مثل الحمار لبست إيران جلد الدول الكُبرى، ثم لا تكاد تنهق حتي ينكشف عنها ثوب الخداع، ثم يجرُّها أسيادها إلى زريبتها طهران.

وفيها يصدق:

إذا ظهر الحمار بزي خيل تكشَّف أمره عند النهيق

ولكن كم من حمار نهق لها؟!

وكم من حمار صدَّق أنها دولة كُبرى؟!

تناقضات إيران.

وها هي إيران ومتناقضاتها تخبرك عن واقعها، فالعجب من تبنِّي إيران لسياسية تفتيت الدول وهي خربة متهالكة متناقضة من داخلها، فتدخلها وايذاؤها للدول من أجل تأمين سلامتها والتعمية عن حقيقتها، ولكن هيهات!

فمن الذي تعاون مع أمريكا لأسقاط بغداد، ثم أتى بشرذمة قليلين لحكم العراق؟

وما حقها في تدخلها في مملكة البحرين وسعيها لقلب الحكم فيها، عبر خلايا قذرة تدعي أنها مضطهدة؟

وتجهيز الحوثيين وتخريب اليمن، وتدخلها في المحافظة على حكم العلويين النصيرين وهم بعثيِّون، في رابعة النهار جهارًا نهارًا.

فإيران دولة متناقضات خارجية وداخلية، تؤجَّج نيران في بلدان المنطقة، وتعبث بأوضاع البلدان، وتُخرب ديارهم وهي في الحقيقة منهارة منهوكة من الداخل.

وهذه هي القشة التي ستقصم ظهر (الحمار بجلد سبُع)، عوفي البعير من تشبيهه بإيران.

لا ننسى مكر الله وسننه في إيام الناس.

ولعلني أنبِّه إلى متناقضات يمكن الدخول منها لتفتيت إيران وسقوطها منها ما هو رباني: {واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها} الإسراء:16، ومنها ما يحتاج الى عمل يساوي ما تقوم به إيران ويخالفه في الإتجاه كي تصح العملية، وكي نكون سائرين على سُنة الله ولن تجد لها تبديلًا، وهذا هو الجهاد الواجب، ويجب أن تعرف الحكومات والأمة والأفراد والجماعات السُّنية أن إيران هي جبهتنا في كل اتجاه.

ولقد فتح الدكتور الشيخ طه الدليمي بابًا استراتيجيا في تفتيت إيران من الداخل، ويُنبئ ذلك عن رجاحة العقل السياسي، والسبق الاستراتيجي للشيخ الدكتور.

والمستشار أمين وموجود فهلموا يصدقكم.

العرجون القديم.

الهلال الذي أرادته إيران بمكر الليل والنهار، المبني على الثورة الخمينية التي أسست للخطة الخمسينية جعلها الله وبالًا على إيران، وها هي إيران نراها كيف تنكفىء وتعود القهقرى بعد إنفاق مالها ومال عملائها، كما يعود الهلال إلى العرجون القديم المتيبس، وقد كان يُرغب في النظر إليه، والابتهاج بضياء قمره في مرحلة اكتماله، لكن (لكل شيءٍ إذا ما تم نقصان).

فكل العالم يُجرِّمها ويجعلها أساس زعزعة السِّلم العالمي، وهي مصدر الإرهاب العالمي، وتُقام التحالفات اليوم لخنقها بقطنة من جهة، واحتمالات العمل العسكري من جهة.

بل أصبح ختمها على جوازات المسافرين إليها مصدر قلق الدول!

بل اسم إيران يجلب الحكة لأغلب العالم.

فقل بربك، كيف يكون المقت؟

نهاية فلم الرعب.

أعتقد أنَّ أهل السُّنة اليوم يشاهدون فلمًا، وفي الحقيقة هو فلم رعب!!

وبطولته لإيران، وقد أحسنت الدور لتخويف العرب والسُّنة، حتى ركع لها كثيرٌ فما بقيت ركب إلا مشروعنا، مشروع التيار السُّني في العراق، الذي لم يروعه المعروض المكذوب. فإين أنتم يا من يريد النجاة، أفرادًا وجماعاتٍ وحكومات.

ويقينًا أن الله يأتي الأرض ينقصها من أطرافها وقد قال: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} الرعد: 41.

وكنت قد استمعت لأحد الأساتذة وهو متخصص في دراسة الحضارات قبل خمسٍ وعشرين سنة، فقال: لعلَّ الآية تشير إلى انحسار الحضارات وانهيار الدول، بما يكون سببًا لانحسارها وانهيارها بما يقدِّمونه، فتترتب عليه النتائج.

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى