م. حسن القزاز / التيار السني في العراق
كان يوما ربيعيا معتدل الحرارة .. قليل الضوضاء.. اسيرُ وحدي في شارع الغابات شبه الخالي من السابلة اومن مرتادي الكازينوهات التي تتجمع في هذا الشارع الجميل.. والتي بدورها تطل مباشرة على نهر دجلة من جهة ساحلها الايسر .. كان ذلك قبل عامين من الزمن , في بداية فتح هذا الشارع امام الناس بعد اغلاقه بسبب العمليات العسكرية التي كانت تدور في الضفة الاخرى من النهر.. اطالع اطلال الساحل الايمن وانا اشاهد هذه المناظر لأول مرة .. ارمقها من بعيد .. والعين تدمع .. والقلب يتفطر .. والكبد يتحرق كمدا .. وبالكاد اقوى على اكمال المسير بخطوات متثاقلة. 
فجأة.. اخترق هذا الصمت صوت صاخب من بعيد .. اسرعت الخطى لأعرف مصدره .. فاذا بمجموعة من الشباب الذين لا يبدو عليهم سحنات اهل الموصل ابدا – فنحافة القامة والسمرة المائلة الى السواد توحي اليك بان هؤلاء من اهل الجنوب مباشرة – قد قاموا بتشغيل اغاني واهازيج عبر مكبرات الصوت الضخمة من امام احدى الكازينوهات المغلقة وهي تشدو وتمجد بهادي العامري وقسي الخزعلي .. تجمع حولهم نفر من الشباب المار من هناك وبدأوا بحفلة رقص على انغام تتشابه ولطميات الشيعة .. اسقط في يدي وانا استنتج ان هؤلاء ليسوا سوى عناصر في الجيش او الحشد وقد تنكروا بالزي المدني لغرض تسويق بضاعة التشيع الى المدينة وادركت حيناها بان الفصل الثاني قد بدأ فعلا بإفساد العباد بعد ان كانت مهمة الفصل الاول تدمير البلاد. وقد تكرر المشهد بعد ذلك في الساحات العامة واثناء (الاحتفالات) ب(تحرير) المدينة.
الحدث والحدس
تعلمت من الدكتور طه الدليمي ان اسباب وسياق ودلالات الحدث اهم من الحدث نفسه .. مشهد حادثة غرق العبارة بفظاعته والمقاطع التي انتشرت وهي تظهر ابتلاع النهر للنساء والاطفال تدمي القلوب وتوجع النفوس وتؤلم الوجدان .. ولكن كل ذلك ليس موضوع حديثي في هذا المقال. فالألم والحزن الحقيقي متحقق منذ دخول السنة في دوامة الضياع والغرق وفقدان البوصلة على ايدي المشاريع الوطنية والاسلامية بعد احتلال العراق ..
منذ الدقائق الاولى لسماعي بكارثة العبارة وانا اقول بانه لا بد للشيعة من يد في الموضوع .. فسوء الظن هو الواجب في التعامل مع هؤلاء .. ولم استبعد ان يكون الحادث بتدبير مسبق او بفعل فاعل .. فالقوم لهم غاية في قتل السنة وحصد اكبر عدد من ارواحهم لتجفيف نسلهم وتقليل اعدادهم وتغيير ديموغرافية هذه المحافظة ذات الاربعة ملايين نسمة اغلبهم من العرب السنة , وكانت المفاجأة حليفة الحدس والتخمين .. فقد كشفت التقارير الصحفية بان النهابية (عصائب اهل الباطل) هم شركاء قسريون في واردات الجزيرة السياحية وقد رفضوا اغلاق الجزيرة – بالرغم من تحذير وزارة الموارد المائية بارتفاع مناسيب النهر وتجنب التقرب من ضفافه – وقاموا بتحميل اعداد فوق الطاقة الاستيعابية للعبارة وذلك لتمتلئ جيوبهم باكبر ربح ممكن في اعياد نوروز حيث الاقبال متزايد من قبل الاهالي على هذه المرافق الترفيهية.
خرائب وعصائب
لقد كانت ام الربيعين ايقونة العراق الثقافية والعلمية .. ومضرب المثل في العفة والاخلاق والالتزام ومصنع القادة وموطن الجمال والنظافة ..اما اليوم فحالها كحال بقية مدن عراق ولاية الفقيه الخربة .. ولا تجد أي ميزة تميزها عن غيرها بفضل مكاتب الحشد المنتشرة في مفاصل المدينة الحيوية , فالمحافظ الفاسد مدعوم من قبلهم , ومكاتبهم الاقتصادية تنهب خيراتها وتبيع حطامها بأبخس الاثمان.. بيوت الدعارة انتشرت على اطراف المدينة المحاذية لقرى الشبك الشيعة وعناصرهم تعمل على نشر الرذيلة والفساد في احياء المدينة التي ترزح تحت وطأة الفقر والدمار .. بيع المخدرات والخمور يجري تحت حمايتهم .. الاختفاء القسري وطلب الفدية مقابل اطلاق سراح المعتقلين اصبح في تزايد مستمر.. والحبل على الجرار.
المشروع قبل الشروع
عاتب خطيب جمعتنا اليوم نهر دجلة بقصيدة عاطفية ابكت اغلب المصلين .. وناشد المسؤولين والحكومة بمحاسبة المقصرين وتعويض المتضررين.. وانا اقول.. يا اهل الموصل لن ياخذ احد من المسؤولين بثارات شهدائكم.. فثارات الحسين تعلو ثارات عبارتكم .. وسيشكلون لجنة تلو اللجنة للتحقيق في الحادثة وسيكسر الفأس برأس الصغار .. وينجو من يتحكم بمقدراتكم من فعلته لانه هو المجرم والقاضي والجلاد في نفس الوقت ..
ويا ايها السنة في العراق .. مشهدكم لا يقل فظاعة عن مشهد العبارة .. وبحر علوم الشيعة العقدية والعقيدية ليس بأرأف وأحن عليكم من تيار دجلة العنيف ..
قبل ان تناشدوا عدوكم وجلادكم .. صححوا الوجهة ..فدونكم طريق النجاة .. وسبيل الخلاص .. لتتبوؤوا مكانكم المرموق تحت الشمس..
فهلا اعتبرتم بالاقدار.. عندما تركتم الوحي والاخبار ..
وهلا طالبتم بكيان تحكمون فيه انفسكم بأنفسكم بعيدا عن العصائب والخرائب .. وتعمدون الى مشروع يبني لكم جسور الوصول الى جزيرة الاقليم الامنة .. ارفعوا اصواتكم بذلك .. واسمعوا العالم كله واخبروه بقضيتكم وتبرؤا من مشركي الشيعة الذين تناشدونهم.. الا تفعلوا ذلك .. تكن فتنة في الارض وفساد كبير .
نسيت ان اخبركم بان مكبرات الصوت التي ذكرتها في البداية والتي كانت تهيم بالعامري والخزعلي كان موقعها امام مدخل الجزيرة المغلق آنذاك والذي يؤدي الى عبارة الموت في شارع الغابات الحزين.
نعم فالذي أرسله القدر رسالة إنذار: { وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا }.
ذاك أن الموصل طرأ عليها ثلاثة:
١. تشيع يسوُّقه السُّنة.
٢. سنة يسوقهم الشيعة بميلشياتهم.
٣. تبديل نعمة الله بالكفر، فقبلوا إدارات فاسدة وعقائد فاسدة ووضع فاسد..
اللهم اهد قومي واهلي واحبابي الى طريق الحق المبين واخرجهم من خرافات وضلالات وشعارات التشيع الجوفاء الى انوار السنة البيضاء .. تحياتي لك شيخي الفاضل ابا نادر
تلك سنّة الله تعالى في خلقه وعباده
نسأل الله ان يعيد اهلنا الى دينهم وان يحمي جمعهم ويرد كيد عودهم من الشيعة واخوانهم
اللهم امين .. اللهم اميين
صدقت أخي أستاذ حسن القزاز
فالحادثة لا تبعد عن جرائم الشيعة، بل هذه جريمة ضمن سلسلة جرائم اتخذت صوراً شتى أشرت إليها في مقالكم، والذي حوى عبرة لمن أراد الاعتبار.
دمتم ولا حرمنا روعة كتاباتكم.
لا حرمنا الله من امثالكم اخي حسنين عبد الله الاموي .. فانتم ملح الحياة الذي لا يحلو العيش بدونه.. وفقكم الله لمراضيه ودمتم للقضية جنودا باسلين
(اذادخلوا قرية أفسدوها) هذا حال الشيعة وهذا حال دينهم ،فمتى يستيقظ اهل السنة من سباتهم ويحصنوا أنفسهم بقلاع الإقليم او يلتحقوا بمشروعم السني لإنقاذ ما بقي من سنيتهم , وإلا فسيغرقون بمدينتهم لا سامح الله والعبارة اول الاشارة.
عسى الله ان يجعل في هذه الحوادث والنوازل سببا في قومة السنة من سباتهم او يقظتهم بعد رقادهم اخي ابا عمر .. (( وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا))
منذ عهد قديم تعرض علينآ عبرات عبدالله الصغير الأموي وصوت امه وهي تقول له
ابك مثل النساء ملكا مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال ومنذ ان وضع الخليفة العباسي بكيس ليموت رفسا وخنقا عشنا لا نسمع الا قصائد نسوية يطلقها الرجال وما اولها نونية ابي البقاء الرندي وسقوط عواصم العلم البصرة والكوفة والأمة تبكي بلا هدف ولا مشروع حتى انها لا تجيد عنصر الهدم كما كانت الجاهلية تفعل حين يستعدى عليها فتجد ان فيها امرؤالقيس والزير سالم وعمروابن كلثوم وصدق الشاعر حين قال
يا شرق فيك جو منور لكن الفكر ظلام
فيك حرارة ياخسارة وبرود أجسام
فيك مليون زلمة لكن اصنام
لا بالمسبح عرفوا دينهم ولا بالاسلام
ولولا اطلالتكم البهية بهذا المشروع وهذه الأقلام المبدعة لظللنا مشروع نائحة تبكي ولا تفكر بالخلاص
كلام قيم وتشخيص صحيح للاخطاء .حادثه العباره ادمت قلوبنا فاهلنا في الموصل من مصيبه الى كارثه والله المستعان الرحمه للموتى والشفاء للمصابين ونسألك اللهم ان تجعلها اخر الاحزان وترأف بااهل السنه في كل مكان