مقالات أخرى

بناء المجتمع بين التنظير والتأطير والتجسير

عبد الغني شيت الموصلي/منظومة الفقيه القائد/ التَّيار السُّني في العراق

 

يهم كلَّ ذي غَيرة أن يسدَّ ثغرةً هو مكلَّف بها، مأمونٌ عليها.

ولتكن بداية القول، في مسامرة رمضانية: كيف نعمل على بناء المجتمع السُّني؟

أليست كيف – أيُّها القارئ الحبيب – للحال؟!

نعم هذا هو المقرَّر.

فعليه أطرح هذا السؤال، الذي يُشعِر بأننا نبحث عن تجديد في الحال المزري، والذي لا يرتضيه غَيور عيشةً وواقعًا.

فكم كتب الكاتبون وبحث الباحثون في إعادة الحياة الطيبة للمجتمع؟!

وتنوعت عناوين وعنوانات كتبهم في بناء المجتمع المسلم، وإعادة تأهيليه.

لكنَّ سؤالًا يطرحه الكاتب: منذ أن كتب أبو حامد الغزالي (الإحياء) ورُفدت المكتبة الإسلامية بكتبٍ تشابه موضوعَه وإلى اليوم، وحتى من كتبَ في العدالة الاجتماعية وأخيرًا من كتب في منهج الإسلام في بناء المجتمع – وكلها جهود عظيمة لو استثمرتها الأمة في شتاءها لاستدفأت عليها – فكيف لم تؤتِ تلكم وتيك وذي ثمارها؟!

لي جواب، وقد يكون للقارئ الكريم جواب يردفه: لأنها تبني فوق أجداث، وتعوِّل على أشباح بلا أرواح.

نعم.

 

فنعود إلى: كيف؟

لأن:

أولًا. كل من كتب كان جهدُه فرديًا.

ثانيًا. من كتب في هذه الخانة، ووضِع كتابه على رفِّ المكتبة الإسلامية اعتمد المادة، ولم يسأل: من البنَّاء الذي سيرفع القواعد!

ومن الفاعل المساعد، ومن الحارس الذي سيحرص على البناء قائمًا؟

ثالثًا. كثيرٌ ممن كتب كان كما قال ابن تيمية يعذِّب النفوس.

فهو يلوي في الجمل، ويضخ فيها العبارات، ويُبقِي القارئَ يحار بمعنى ما كتب، أأحاجٍ هي يلقيها ليختبر القرَّاء!

ثم لا يخلص القارئ من الكتاب إلا بوقت مضى لا يعود، وبخلو الوفاض، حتى لا يجد لبنة يحملها من الكتاب ليبنيَ المجتمع المسلم بها، على أن عنوان الكتب: بناء المجتمع!

رابعًا.هناك ثلاثة علوم أراها عناصر البناء العلمي – وقبلًا كتبتُ مقالًا في نظرية ٣/٣ وقصدت بها هذه العلوم التي سأذكرها.

فهن مصححات للمناهج التي تريد أن تبني المجتمع الذي تربى عليه الأوَّلون أو ما يقاربه:

أ.الحديث.

ب.التاريخ.

ت.أصول الفقه.

وهذه العلوم مرتكزات يقوم عليهم بناء شامخ لمن يريد تأسيس منهج ينهل ويرتوي من النبع عذبًا صافيًا.

 

أنموذج منهنَّ

وقعت أخيرًا على شخصية علمية متخصِّصة، وأرجو أن تتوفق وتتفوق في قابل الأيام أكثر وأكثر وهو الدكتور محمد إلهامي.

ورأيت أنها جدَّدت في تقسيمات لطيفة، تاريخيًا؛ لأنَّ الرجل هذا اختصاصه، وأنقل هنا ما فعله مشكورًا

فمن التجديد التقسيمي والمنهجي في التاريخ قال مقسِّمًا عهدَ الخلفاء:

أ.خلافة سيدنا أبي بكر: دور التأسيس.

ب.خلافة سيدنا عمر: دور التطوير.

ت.خلافة سيدنا عثمان: دور الازدهار.

ث.خلافة سيدنا علي: دور الفتن.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

وقسَّم الدولة العباسية إلى ثلاثة أدوار:

أ.العباسيون الأقوياء.

ب.العباسيون الضعفاء.

ت.آخر أيام العباسيين.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

يبقى أن أقول: التجديد هذا يحتاج لتوأمة فكرية تحليلية نقدية (رواية ودلالة)، عندها نستطيع أن نبدأ كتابة التاريخ الذي كان قد قُدِّر ووقع.

للذي قد اختُلق ولم يقع أو يصح.

فإننا أمام حقيقتين:

إما أن نكتب نحن التاريخ، أو نكون نحن من التاريخ.

 

مشاريع نترقَّبها

وهذا رجاء نبعثه، وأمل تشرئِبُّ نحوه أعناقنا.

فحقًا نحتاج لقلب التربة وكربها وتخليصها مما تعفَّن بداخلها، لنعرِّضه لضوء يسطع فيه.

ولكأن هذه العلوم تستصرخ وتستنجد لإنقاذها.

 

آيات الصيام

في هذا الشهر وأنا اقرأ تفسير آيات أحكام الصيام، لم أجد غير الطمأنينة والراحة ذلك أن النص قطعي بنوعيه: الثبوت والدلالة.

وقد يكون في النص دلالة إشارة أو اقتضاء فأعوم فيهما معتمدًا على علم أصول الفقه.

ولما أحتاج لبيان فرع فقهي فأجد المتثبتين قد أعلوا هذا الحديث او ضعَّفوه، فأقول: سبحان الله حقًا الحديث لا يتوافق مع أصل التنزيل ولا مقاصده.

كذلك التاريخ الذي يحكي لنا بتثبُّت قصة الصيام في الإسلام.. تنزيل الوحي.. تاريخ تعامل الصحابة مع آيات الصيام من أوَّل التنزيل.

فيشكِّل لي هذا محور 3/3 عندها أخرج أن أصل بناء الفرد والمجتمع تعود لهن.

وأعود إلى العنوان

العنوان استقيته من فكر مشروع التَّيار السُّني.

إذ انفرد بثلاثيته التي تبدأ من انبثاق إلفكرة حتى تتكون الصورة واضحة فنجعل لها إطارًا يحميها ويحفظها ويجمِّلها، ثم ننتقل لتفعيلها وهذا هو المقصود من التجسير،

وهكذا يعلو البنيان ليتم.

اظهر المزيد

‫6 تعليقات

  1. أشباح بلا ارواح عشنا قرونا مع المكتبة الكلامية والحديثية والفقهية حتى استعصت علينا عباراتهم ةأشكل علينا لمن بكتبون واين الجمهور منهم فذهب في معمعة حوارهم وحمم خلافاتهم مفهوم الدين الرباني وضاعت علينا الاصول وتلاعبت بنا العبارات والاشارات التي لايرقى لها عامي او متوسطةعلم فقال الناس اذا كان العلماء هذا كلامهم فكيف بكلام الله ؟!!
    في المقال مع جمالية عباراتها المرموزة وعمقها في بيان هدف التصحيح للعلوم الثلاثة التاريخ والحديث والاصول صعوبة لغة عالية ورمزية اصولية لو تنازل لنا كاتبها ورق لعقولنا وافهامنا قليلا واسرد لنا شرحا وامثلة لملائمة القارئ البسيط فانتم مؤسسون ولا بد لكم من تبسيط عبارة وسهولتها للعوام ام الرموز فقد غابوا بالتقليد ولا وعي لهم الا من رحم

  2. بارك الله فيك أستاذ الفاضل مقالة قيمة تدل على غياب الأمة عن مفهوم الدين بين أوساط المجتمع وظلت الطريق عندما تاهت بين دفات كتب التاريخ القديم ولم تنظر للواقع والمشكة التي تدور حولها ..وهذة الأمور التي ذكرتها أستاذنا الفضل لم يحيط بها في زماننا إلا المجدد الراشد دكتور طه الدليمي بالمفهوم العام

  3. بارك الله فيك أستاذنا الفاضل ونتمنى عليك أن تتبع هذه المقالة بأخرى توضح وتفصل وتمثل أكثر لزيادة الفائدة التي يحتاجها التصحيح والبناء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى