مقالاتمقالات أخرى

إيران .. البداية والنهاية ج2 – النهاية

الحقوقي سامي عمر العبيدي/التَّيار السُّني في العراق

 

هذه المرَّة اختلف الأمر

لا شك أن إيران باتت تشكل خطرًا حقيقيًا وكبيرَا على مصالح أمريكا في الشرق الأوسط، وكذلك باتت

تزعزع الأمن والسِّلم الدوليين والملاحة الدولية وتجارة النفط العالمية، وإن السياسة الأمريكية الجديدة بدت مختلفة عن سابقتها، ولا ننسى أنَّ أمريكا تشعر بأنَّ ثمار غزوها للعراق وقع في سلَّةِ إيران، فهي اليوم أكثر حزمًا وصرامةً مع من يقف بوجه مصالحها.

يا لثارات أمريكا

هي الأيَّام دُوَلٌ، فمن ذا يشكُّ بسياسة الرِّمال المتحركة، والتي تعتمدها أمريكا شخوصًا ومنظومات، فأمريكا جو بايدن غير أمريكا بولتون، وأمريكا جون كيري غير أمريكا بومبيِّو، وعلى رأس المؤسسة الأمريكية ترامب غير أوباما حاج حسين!

فالمصلحة والعلاقات الأمريكية الإيرانية باتت تأخذ منحى آخر منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، وهذا ما دعاه إلى إعلان استراتيجيته الجديدة بشأن السياسات التي تخصُّ إيران، مما حمله على فرض حزمة عقوبات عنيفة ضد إيران.

إذن هذه الاستراتيجية التي أطلقها ترامب كأن لسان حاله يقول فيها “يا لثارات أمريكا” من نظام راع للإرهاب والمهدد للمصالح القومية ومصالح الحلفاء، فهو يريد الثأر من هذا النظام على كل ما اقترفه من مخالفات.

 

ويبدأ الشوط الثاني

وإلى هذه اللحظات من عمر المباراة ما زال الفريق الإيراني الأُوربي متقدِّمًا بهدف ضد أمريكا، لقد خسرت أمريكا الشاه وإيران.

ولا بد لها من تغيير النتيجة، وقد أعلن ترامب بدء صافرة الشوط الثاني، الذي لن يطول إلا أربع سنوات مقابل أربعين سنة.

وأتوقع أن تنتهي المباراة 4 لأمريكا مقابل 1 لإيران!

كيف؟

هدف التعادل هو انهيار إيران اقتصاديًا.

هدف التقدُّم الأوَّل، انهيار نظام ولاية الصفيق بخط الدفاع (الحرس الثوري)، والوسط (الباسيج)، والهجوم (مليشياتها).

هدف التقدُّم الثاني تقسيم إيران.

الهدف الرابع وهو هدف التقدُّم الثالث، عودة الأحواز كدولة عربية مستقلَّة.

وجمهور هذه المبارة يشجع وينتظر الركل والأهداف بحماس، فهو موعود بأهداف رائعة.

 

أنتم متفائلون!

يحادثني كثير ممن يتعجَّب من تفاؤل التَّيار السُّني في العراق بقرب نهاية إيران، آخذين بطريقهم الشيعة.

ويقينًا كما قال الشيخ الدكتور في لقاءه الأخير عن نهاية إيران عن مثل هكذا أفكار، بغضِّ النظر عن الشخوص: أنَّها أفكار قديمة.

نحن نستشرف المستقبل بقراءة علمية.

وبيقين أنَّ الباطل لجلج، وأن الحقَّ أبلج.

وأننا على المسار ناظرين في كل الاعتبارات، وهذا جهدنا، فحملنا للقضية والهوية، وفهمنا للواقع يعمل بنا ليلَ نهار، فلسنا ماكثين على تلول الأفكار القديمة.

 

ماذا بعد إيران

هكذا قدح الأفكار شيخنا الدكتور في لقاءه الأخير: الآن علينا أن نفكِّر ماذا بعد زوال إيران؟

قد سمعت الحلقة مع ألأخ رجاء العزَّام، ونقَّطنا ثلاثًا مهمَّات:

1.الحذر من الوطنيين، فهم الجهة الثانية من السِّكين، فبدعوة الوطنية سيخرجون علينا بأنَّ الشيعة أخوتنا، والعراق واحد، وحذار حذار منهم، فإنهم سبب حُمَّانا.

2.المتأسلمون، وأحزابهم، فهم مع كل ريح يميلون، ولا تعجب منهم يوم ذلِّ الشِّيعة وانهيار إيران أن يقولوا لك: نحن كنا نتكلم بالقضية والهوية السُّنية، وكنَّا أوَّل من قال بالإقليم السُّني.

فهذا صنفٌ سرطاني في جسد أهل السُّنة والجماعة.

3.الطارئون والنفعيِّون، وهؤلآء يقلُّون عند الهزيمة يكثرون عند النصر، فهم غثاء فليس من طمع فيهم، ولو خرجوا فينا ما زادونا إلا خبالًا ولأوضعوا خلالنا.

 

صافرة النهاية

أرى أن ترامب سيأخذ التأريخ ككل ولن يجزئه لذلك سيثأر لأمريكا ويحاسب إيران على كل مخالفاتها التأريخية.

بالتالي إذا ما سارت الأحداث كما هو مخطط لها في دوائر السياسة الأمريكية المغلقة مع حلفائها الحاليين، وتوجهات ترامب وتكتيكاته الأخيرة وما رافقها من تصعيد وتداعيات في بحر عُمان ومضيق هرمز من كلا الطرفين فإنها ستقطع يد ولاية الفقيه في المنطقة فستصفعها بقوة حتى رجوعها وإنطوائها في أرضها الملعونة ولا يستبعد خيار السقوط النهائي لها فقد فُتَّ عظمها وصار معرضًا للكسر أكثر من أي مرة سابقة فهي ضعيفة وخصوصًا مع فقدان اللياقة البدنية للاعبيها، وما نسمعه من انهيار اقتصادها الوشيك، فهي شبه هاوية من الداخل.

فسينتهي هذا النظام ويُلغى، وتفكك هذه الدولة وتُنهى.

 

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. هناك مؤشرات ووقائع تؤكد على ان السياسة الامريكية تغيرت تجاه ايران بعد تولي ترمب الجمهوري، وان هناك توقعات تقول ان الرئيس ترمب لن يقدم على مواجهة عسكرية الا بعد ان يضمن فوزه في الدورة الثانية، اي بعد اكثر من سنة من الان، وايران تعول على عدم فوزه، لكن السياسة الجديدة هي ليست سياسة شخص الرئيس، انها سياسة امريكية ستستمر لسنوات حتى تصل الى اهدافها. ربما تحدث مواجهة قبل ذلك، ايران تريد المواجهة المحدودة ولهذا اسقطت الطائرة المسيرة.
    السؤال الذي يخص العراق بالذات هو: اذا رضخت ايران اما بالحرب، او بقبول الشروط الاثني عشر، فماذا سيحل بالعراق؟ هل سيحدث فراغ سياسي لايجد جهة تشغله؟ هل هناك قيادة واعية للسنة العرب على قدر المسؤولية لو حدث ذلك؟ وهل سيبقى السنة العرب يتامى !!! وهل يعقل ان يبقى الغالبية في بلد نفطي مثل العراق يتامى؟ كل الاسباب التي يطرحها البعض واهية، فالقيادات تنشأ في اوقات الشدة اكثر بكثير من اوقات الرخاء، هكذا خلق الله الانسان، طاقته العقلية والفكرية تتضاعف وتبدع في اوقات الشدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى