مقالاتمقالات أخرى

الشيعة .. حين يكون الشعب بين المقبرة والمزبلة

 

الأستاذ ناصر عمر القريشي/التيّار السُنّي في العراق-المنظومة السياسية

الفساد ينخر الدولة العراقية وهذا لا يختلف عليه اثنان، بل يجمع عليه الصالح والطالح والراشد والفاسد، والمتظاهرون ليسوا بمنأى عن ذلك، وإنّ كثير من آباءهم وإخوانهم شاركوا في سرقة الدولة ونهبها وحرق مقراتها منذ عام 2003؛ فأين ذهبت تلك الأموال؟

خرج المتظاهرون الشيعة إلى الشوارع؛ لأنهم حُرموا من أبسط حقوقهم وحصتهم مما يستحقونه من مقدرات الدولة كالوظائف وتوفير فرص العمل. وهذا مطلب مشروع. ومرت ست عشرة سنة ليدركوا أن إيران وراء كل ذلك.

ملاحظة اجتماعية خطيرة يكشفها سؤال/

هل من بين هؤلاء غني، أو ذو منصب مرموق؟ والجواب كلا. إذن من رتع قبع، ومن مُنع هبع. وهذا كما قال تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ) (التوبة:58). فهم ساخطون لأنهم حرموا. ولو تمكن أحدهم من عنق منصب من المناصب لكان أول الفاسدين؛ انظروا كيف أن كل من استلم منصباً لم يكتفِ بالفساد بل تكلم بلسان طويل ضد الفساد، بينما هو من الفاسدين، إلا الواحد بعد الواحد!

وهذا يكشف اللثام عن مجتع مفكك يعاني من تدهور قيَمي خطير، يستدعي من علماء النفس والاجتماع دراسات جادة تبحث عن الأسباب والقوانين المحركة التي أدت إلى هذا الوضع في مجتمع، تجد فيه علماء الدين على رأس الفاسدين!

الشيعة بين مقبرة فيها ينوحون..ومزبلة فيها يبحثون

الشيعة رأوا أنّ الحكومة الشيعية ودولتها التي صفقوا لها، ودافعوا عنها، ودفعوا الدماء لأجلها في الحشد الشعبي وغيره.. هي من تسرقهم، ووجدوا أنفسهم بين مقبرة فيها ينوحون ومزبلة فيها يبحثون.. عن قوت يومهم وعن أملٍ لن يجيء.

انتظر الشيعة كثيراً ثم انفجروا، وكان انفجارهم قبل سنة، ولكن مقتدى ضحك عليهم بالتسويف تارة وبالتأجيل تارةً أخرى، وهذا هو شأن المعممين يضحكون على أتباعهم ولا ينفعونهم بشيء.

لكن الشيعة هذه المرة اكتشفوا أن المشكلة ليست في الفاسدين – فقط – بل في إيران التي تحمي هؤلاء!

هل العلة الحقيقية في إيران؟

ولماذا الشيعة خاضعون لإيران؟ وكيف تقودهم إيران؟

ولماذا يتصرف الشيعي هكذا؟

هل لكونهم تابعين لإيران؟

أم إنَّ الشيعة أُقفلت عقولهم من قبل المرجعية المرتبطة بإيران؛ ولأن التقليد يفرض عليهم تقليد المرجع في كل شيء حتى في القرار السياسي والعسكري؟

نعم، إنَّ التقليد عند الشيعة عقيدة؛ لأن في عقيدة الشيعة: كل من لا يتبع مرجعاً فأعماله لا تقبل وهو في النار!

لذا فإن الشيعي لن يتخلص من إيران مالم يتخلص من التشيع نفسه، وما غضبه من إيران إلا غضب الولد على والده: (فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ).

أيها الشيعي

عقلك مقفول بعقيدتك؛ لأن الفرس صنعوا لك التشيع وجعلوا عقيدتك تخدم الفرس، ولن تتخلص من إيران مالم تتخلص من تشيعك.

وإيران تسرقك وتمتص دمك، فإذا بلغت العظم تصحو قليلاً فيضحكون عليك بفتات ثم ستنام لأنك مخدر بالتشيع.

أنت اليوم ثائر ضد الفساد ولكن ألم تسأل نفسك من صنع الفساد والفاسدين؟

إنه التشيع وفتاوى التشيع التي تُعوّد الشيعي على إتيان الحرام باسم المتعة فإن لم يجد شيعية اغتصب سُنّية؛ لكونه لا يمتلك الممانعة الذاتية لمواجهة الحرام.

و لما قامت الثورة الخمينية في إيران كانوا يدعونك لتخريب الدولة وممتلكاتها، وكنتم أنتم تخربون الدولة وتسرقونها، فلما آلت إليكم الأمور مارستم نفس الدور!

لذا، ترى السياسي الشيعي الذي في المنصب يسرق لأنه بطبعه سارق، وأنتم تخرجون في المظاهرات فتخربون الدوائر والممتلكات العامة وتسرقونها كذلك؛ بحجة التصدي للفساد والفاسدين فلماذا تفعلون ما تفعلون؟

والنتيجة لن تقوم دولة يحكمها الشيعي، لأن العلة في الشيعي وليس في إيران.

ويأيها الشيعة: العلة في التشيع وليس في إيران؛ لأن التشيع، فكرةً، مجوسيةٌ، وهدفاً، فارسية، ولأن إيران داخلة فيكم للنخاع وفي أقصى خلايا دماغكم.

يأيها السُنّة: العلة في التشيع وليس في الشيعي لأن الشيعي – حيثما يكون – فاسد، وما لم يتخلص الشيعي من شيعيته ليس لكم إلا أن تحموا أنفسكم بإقليم[1].

……………………………………………..

  1. – المقال مأخوذ بتصرف من حلقة الدكتور طه حامد الدليمي (انتفاضة الشيعة/حين يحصر الشعب بين المقبرة والمزبلة). على الرابط :https://www.youtube.com/watch?v=Sr39rQAtk5I&t=357s

 

 

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى