ديوان القادسيةلهيب القوافيمقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

الأحواز .. حوار واعتذار .. مع القائد سعد بن أبي وقاص

بمناسبة ذكرى احتلال الأحواز

د. طه حامد الدليمي

C:\Users\DR\Desktop\حوا.jpgالــلـيـلُ يــجـثُـمُ فــــي رواقِ سُــهــادي
والــفــجـرُ أخـــلَــفَ نــاســيـاً مِــيــعـادي

وأنــــا أُطــــارحُ فــــي الــغَــرامِ رســائــلاً
فــاضـتْ بــهـا عـيـنـي عــلـى أعـــوادي

( ذي قــارُ ) فــي أُذنَــيَّ ضَـبْـحُ خـيولِها
يـطـغَـى فـتـصهَلُ فــي صـمـيمِ فــؤادي

ويـهُزُّني صوتُ ( ابنِ عمروٍ ) في دُجَى
لـــيــلِ ( الــهَــريـرِ ) فـيـسـتـفزُّ رُقــــادي

( الــقـادسـيـةُ ) تـسـتـثـيرُ مــشـاعـري
تــجـتـاحُـهـا تــجــتــالُ جَـــمْــرَ رمـــــادي

( سـلمَى )! أصـيحُ ولا مُـجيبَ فـأنثني
زنــزانــتــي تــحــنـو عـــلــى أصـــفــادي

مـــا بــيـنَ نـافـذتـي وسـاحـةِ مـجـدِهمْ
تــــمــــتــــدُّ آلافٌ مــــــــــــن الآمـــــــــــادِ

لا أمـــسِ مـــن غــيـبِ الـزمـانِ ولا غــدٌ
جُــمِـعَ الــزمـانُ فــكـانَ عـنـدَ وِســادي!

( ســعـدٌ ) يُــطـلُّ بـوجـهِـهِ غـضـبـانَ أنْ
نـــارُ الـمـجـوسِ تــلـوحُ مـــن ( بــغـدادِ )

( مِــــن بــعــدِ ألــــفٍ لا تُــعَــدُّ خُـطـوبُـها
حـــرَّرتُـــهـــا وتـــــعــــودُ لـــــلأوغــــادِ ؟ )

يــا سـيـدي! عُــدْ حـيـثُ أنــتَ وخـلِّـني
بـــيــنَ الـــــورى أقـــتــاتُ مُــــرَّ قَــتــادي

لــــــو كــــــانَ هـــمّــاً واحـــــداً لَـبـثـثـتُـهُ
كَـــثُـــرَ الـــعِـــدا وتــســيَّــدوا بـــبـــلادي

كــانَ ( الـهـلالُ ) يَـهِـلُّ مـن غـربِ الـدُّنا
فــغـدا مـــنَ الــشـرقِ الـكـئـيبِ يُـغـادي

والــخِــصــبَ يــنــثُـرُهُ عـــلــى أوطــانِــنـا
فــهـو ( الـخَـصـيبُ ) بـسـهلِنا والــوادي

والــيــومَ أجْــــدبَ مــــا يَــبُــضُّ بــقَـطْـرةٍ
قُــــلِـــبَ الـــزمـــانُ بــعــالَــمِ الأضــــــدادِ

وتــمــدّدَتْ نــــارُ الــمـجـوسِ فـأصـبـحتْ
لُـــبـــنـــانُ مُــــوقَــــدَةً بــــكــــلِّ زِنــــــــادِ

وأرى بــــ( غــزّةَ ) لـلأعـاجمِ ( مِـشعلاً )
زَيــــتـــي الـــوَقـــودُ ونــــــارُهُ بـــفـــؤادي

( عــمَّــانُ ) أُهــديــكِ الـسـلامـةَ إنــهـمْ
لـــــــكِ يــحــفــرونَ مَـــواضِـــعَ الإيـــقـــادِ

فـــي وَجْـنـةِ ( الأحــوازِ ) حــارتْ دَمـعـةٌ
الــعــيــنُ عــيــنــي والــبُــكــا بـــغــدادي

لــيـتَ الـخـبـيرَ يـجـيـبُ كــيـفَ تـطـاولتْ
فـيـها الأعـاجـمُ بـعـدَ ( ابـنِ زيـادِ )([2])

يـــــا حـــارثــيُّ إلـــيــكَ تـــرنــو عــصــبـةٌ
يـــتـــحــرقــونَ لِـــصـــرخـــةِ الـــمـــيـــلادِ

واللهِ مـــــــا خــــانـــوا الأمــــانـــةَ إنـــمـــا
قُــطـعَ الـطـريقُ وغــابَ صــوتُ الـحـادي

خَـذَلَـتْـهُـمـو غَـــــربَ الــطــفـوفِ قــرابــةٌ
( دهـرابُ ) يـنخاهــــا مع ( الحدادِ )([3])

لــكــنَّــهــم صــــمُّــــوا لــــــــهُ آذانَــــهـــم
فــــكـــأنَّـــهُ وكـــأنـــهُـــمْ فـــــــــي وادي

يـــا قـومَـنـا هـــذي الـمـجوسُ لـذبـحِكمْ
سَـــلُّـــوا خَــنـاجِـرَهـم مـــــن الأغـــمــادِ

مــــا بــيــنَ شَــرْقــيِّ الـخـلـيـجِ وغَــرْبِـهِ
لَـــــمْ يـــبْــقَ غـــيــرُ إشـــــارةِ الــمُـرتـادِ

أوَلَــــمْ تــــرَوْا عــنـدَ الـبـقـيعِ جُـمُـوعَـهم
كـــيــفَ اســتـبـاحـتْ تُـــربــةَ الأجـــــدادِ

رفَـــعـــوا شـــعــاراتِ الـــخــرابِ ورَددوا :
« الـــمـــوتُ لــلـجُـمـهـورِ والأســـيــادِ »

هُــبُّــوا بــنــي قَــحـطـانَ مـــن أجْــداثِـك
نـادَى الـمنادي : « أين أهلُ الضّــــادِ ؟ »

يا ( سعدُ ) أحرجَنـــي السؤالُ فلم أُجـــبْ
ســـوءاتُـــنــا بــــيــــن الأنـــــــامِ بَـــــــوادِ

مــــــا بـــيـــنَ عِــزِّكــمــو وذُلِّ جِــبــاهِـنـا
عَــــــزْمُ الـــجُـــدودِ وهَــيــبــةُ الأحـــفــادِ

يــــا ســيــدي ! عــهــدٌ إلــيـك بـذمـتـي
ســأُجـيـبُ لا تــعـجـلْ فــــذاكَ مُــــرادي

سـأُجـيـبُ عـــن كـــل الـمـسـائلِ مَـــرَّةً
عـــنــدَ الــمـسـيـرِ بِــعُــدَّتـي وعَـــتــادي

أبــغـي الأعــاجـمِ فــي تُـخـومِ بـلادِهـم
مِـــــن بــعــدِمـا طـــهَّــرْتُ أرضَ بــــلادي

ورفــــعـــتُ لـــلإســـلامِ رايــــــةَ عِــــــزِّهِ
خــفَّــاقــةً تــســمــو عـــلــى الأحـــقــادِ

ســـأُجــيــبُ إنَّ إجـــابــتــي مـــقــرونــةٌ
بــبــيـارقـي تــعــلــو عـــلـــى الأنـــجـــادِ

ســأُجـيـبُ مُـبـتـسماً تَــضِـجُّ بـشـائـري
وأُوزِّعُ الــــحــــلْـــوَى عــــــلـــــى أولادي

والآنَ دَعْـــنــي كـــــي أُعِــــدَّ قــوافـلـي
عُـــــذراً إذا أَقْــصَــيْـتُ عـــنــكَ قـــيــادي

لا لـــــــن أُجــــيـــبَ بـــآهَـــةٍ أو عَـــبْـــرَةٍ
طَـــعـــمُ الـــهـــوانِ كــضَــرْبــةِ الـــجَـــلاد

فجر الخميس – 23 نيسان 2009

…………………………………………

  1. – القعقاع بن عمرو التميمي. والهرير إحدى ليالي (القادسية) الثلاث.
  2. – الربيع بن زياد الحارثي أحد قادة فتح الأحواز.
  3. – دهراب والحداد من رموز المقاومة الأحوازية.

 

اظهر المزيد

‫4 تعليقات

  1. أبيات جميلة
    بإذن الله
    يندحر الفرس الخبثاء
    هناك جيل قادم لا يبقي منهم أثر
    في أرض العرب بإذن الله
    سأُجيبُ عن كل المسائلِ مَرَّةً
    عندَ المسيرِ بِعُدَّتي وعَتادي
    أبغي الأعاجمِ في تُخومِ بلادِهم
    مِن بعدِما طهَّرْتُ أرضَ بلادي
    ورفعتُ للإسلامِ رايةَ عِزِّهِ
    خفَّـاقةً تسمو على الأحقــادِ
    جزاك الله خيرا

  2. القصيدة خارطة لبناء همة او هدمها كانت بشائر الكلمة ونضوجها في عهد ما قبل الرسول محمد بشائر بالتحدي الالهي للعرب أن ينافسوا القران الكريم من بلاغة هادئة هادية وكانت قصائد نصر بن سيار النذر وناقوس الخطر على النعش ا لاموي وكانت تحذيرا من بيوض الصلال الفارسية واليوم أدار الزمن دورته وقلبت المعادلة التي سار عليها نصر بن سيار ومن بعده لتبدأ الامة قصائد البشائر وان امطرت الدنيا بالشجن فشاعرنا رسم الطريق وكتب الاجابة الواضحة الراجحة وهو يقول :-
    يا سيدي ! عهدٌ إليك بذمتي
    سأُجيبُ لا تعجلْ فذاكَ مُرادي

    سأُجيبُ عن كل المسائلِ مَرَّةً
    عندَ المسيرِ بِعُدَّتي وعَتادي

    أبغي الأعاجمِ في تُخومِ بلادِهم
    مِن بعدِما طهَّرْتُ أرضَ بلادي

    ورفعتُ للإسلامِ رايةَ عِزِّهِ
    خفَّـاقةً تسمو على الأحقــادِ

    سأُجيبُ إنَّ إجــابتي مقرونةٌ
    ببيارقي تعلو على الأنجادِ

    سأُجيبُ مُبتسماً تَضِجُّ بشائري
    وأُوزِّعُ الحلْوَى على أولادي

    والآنَ دَعْني كي أُعِدَّ قوافلي
    عُذراً إذا أَقْصَيْتُ عنكَ قيادي

    لا لن أُجيبَ بآهَـةٍ أو عَبْرَةٍ
    طَعمُ الهوانِ كضَرْبةِ الجَـلاد

  3. السلام عليكم دكتورنا الغالي اذا امكن : هل تستطيع انزال المكتبة على حساب ابل ( appstore ) او كول بلاي ( google play ) و لك كل الشكر والتقدير لان الموقع الذي عرضت عليه المكتبة معقد قليلا ولك كل الشكر و التقدير

  4. أبيات القصيدة لها البعد العميق في الجيل السابق الذي سطر أروع البطولات والتضحيات أمام طغاة الأرض الفرس المجوس ليروون بدمائهم الزكية أرض العروبة بملامح القوة والإيمان والصدق وصبر فكانوا عنوان واضح لكل الأمم السابقة والاحقة إلى يوم الدين وخلد الله ذكرهم في كتابه المبين فكانوا الرعيل الأول بكل عزة وفخر لحمل هذه الرسالة السماوية العظيمة ونشرها في ربوع الارض فحق علينا وواجب شرعي أن ندافع عنهم ونقتدي بهم وهم أخواننا في دين الله لان الله أمرنا بتباعهم في معجزته الخالدة القرآن العظيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى