قصص وخواطرمقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

المتاهة

قصة قصيرة .. بمناسبة الذكرى (18) لسقوط بغداد

د. طه حامد الدليمي

C:\Users\DR\Desktop\قق.jpg المتاهات أشكال وألوان. وأشد ما يتيه المرء حين يتيه بين قرد وحمار!

وتسألني: كيف؟! وأجيبك.

شيعة اليوم غير شيعة الأمس قبل (18) سنة!

شيعة اليوم يريدون رحيل (القوات الأجنبية)، بينما شيعة الأمس استقبلوها أعظم استقبال!

شيعة اليوم يحملون شارة (المقاومة)، بينما شيعة الأمس يسمون المقاومة (إرهاباً)، ويحاربونها أشد ما يكون!

وهذا فرق كما بين السماء والأرض!

نعم… شيعة اليوم هم أنفسهم شيعة الأمس قبل (18) سنة!

وقلب أبو صبري شفته السفلى وقال:

– ماذا تقول؟! اثبت على رأي يا رجل!

– حلمَك عليّ قليلاً. كل ما في الأمر، ترى! لا يعدو لعبة لفظية.

– لعبة لفظية! كيف؟

– لو تكرمت لتجيبني: هل المقاومة.. دفاع عن وطن المقاوم؟ أم عن بلد آخر؟

– وهل يحتاج هذا إلى جواب!

– إذن.. دعني آتيك من الآخر. هل بقي أحد في الكون لا يعلم أن إيران هي المحتل الأول للعراق وليس الأمريكان؟ (ورددت بصوت خفيض) اللهم سوى قرد أو حمار!

ورد كالمستهزئ: وما الفرق ما دام الكل في الخيانة سواء؟

وأجبت وكأنني لم أنتبه لنبرته: القرَدةُ صنفان: أجنبي ووطني. أما الحمار، حاشاك، فمن الصنف الوطني فقط. وكثير من هذا الصنف يكون ظهراً للصنف الأول من القردة تمتطيه للوصول إلى وطن، عفواً أقصد إسطبل الحمير. والحمار (آخر من يعلم). أما القرد، أي الصنف الثاني فهو أول من يعلم، لكن يستر بأذنيه ما يراه بعينيه؛ ويقول بفمه ما لا تصدقه أذنه؛ أبو صبري، للمصلحة آدابها. إي، عجَل شلون؟

ضحك أبو صبري وقال: حلوة هاي “يستر بأذنيه ما يراه بعينيه، ويقول بفمه ما لا تصدقه أذنه”.

– أبشر؛ وسأريك ما هو (أحلى)!

– كلَّك حلا أخي العزيز.

ضحكت بنبرة عالية وأردفت وما زلت أضحك مطمَإناً إلى أنه لم ولن يفهم شيئاً: لا لا، هاي (أخي العزيز) أرجوك شيلْها.

– لخاطرك؛ ها أها شلْناها.

– شكراً. والآن دعني أوجه إليك سؤالاً ثالثاً.. ما دام أن إيران هي المحتل الأول؛ أليس الأولى أن يتوجه سلاح (المقاوم) الشيعي أول ما يتوجه لمقاومة المحتل الأول، أي إلى إيران قبل الأميركان؟

– طبعاً.

– وهل هذي (الطبعاً) هي الواقع؟

وردّ بعد أن تلكأ قليلاً: لا، طبعاً. لكن لا أدري لمَ هم يفعلون ذلك!

– الجواب بسيط. لأنهم لا (يقاومون) حباً بموسى ولا كرهاً بفرعون، وإنما لأجل الأم الحبيبة إيران. ولولا إيران ما كان الأميركان، ولا كانت (مقاومة ذيول إيران).

ظننت أبو صابر، عذراً؛ أردت أن أقول: أبو صبري، يكتفي بما قلت. لكن وجهه أشرق حتى ابتسم وقال بزهو: أهه! الآن أمسكتك من عنقك! (وضـ… أقصد ضحك ضحكة طويلة وعلامات الارتياح بادية على محياه، قبل أن يقول) إذن فسر لي موقف إخواننا الشيعة العرب في (ثورة العشرين) قبل مئة عام؟

وإذ رآني أكتفي عن الجواب بابتسامة ساخرة كفّ ردنيه كمن يتهيأ لقتال ليقول:

– ها؟ شفت عقل (أخّيَّك)!

وقلت: ها! شو عدنا؟ ترى (أخيّكْ) مثل (أخي)!

– عجيب! وهل هذا في حاجة إلى علم؟

– وتعجب؟! ألم نتفق على لا تناديني بـ(أخي)؟

– أووو! نسيت والله؛ اعذرني.

وضحكت بصوت أعلى وقلت: اطمإن؛ أنا عاذرك من البداية؛ فمثلك يستحق العذر.

– شكراً أخخــ… (ولم يكمل).

– طيب دعني آتيك هذه المرة من البداية. التشيع رابوع معقد بحيث لا يمكن تفكيكه إلى عناصره الأولية بسهولة: عقدة وعقيدة وتقليد لمرجع وولاء لإيران. سبيكة لا يمكن فصلها عن بعضها. بعبارة أَخرى: عناصر تفاعلت فيما بينها تفاعلاً كيميائياً لا فيزيائياً.

– تريد الصدق؟ والله ما فهمت شي. ثم ترى أنا تركت المدرسة بسبب الكيمياء والفيزياء.

وضحكت ثم قلت: تريد الصدق؟ توقعت هذا.

وقاطعني مستغرباً وسألني بلهجة صادقة: بالله عليك كيف؟!

– ليس وقته؛ دعنا من هذا الآن، وخذ هذه المعادلة (وقاطعني وصاح: معادلة؟! لا أرجوك. وواصلت كلامي دون توقف): كل موقف للشيعة يبدو في ظاهره وطنياً فاعلم أنه ليس من أجل الوطن إنما من أجل الأم الحبيبة إيران!

– مثلاً؟

– مثلاً؟ هاهاها، مثلاً ثورة العشرين.

وتأفف أبو صبري قبل أن يقول وهو يهز يمينه بحركة دائرية من الشمال إلى اليمين:

– يللا، باللَّهْ هاي شلون؟!

وحركت يديّ إلى أعلى بحركة عكسية وقلت:

– اللهم أهلك القردة (قلتها ثلاثاً) لكنه اعترض قائلاً: ليش، ترى القردة همْ خلق الله؛ لماذا تدعو عليهن؟

– تدري ليش؟

– ليش؟

– هاهاها لكي لا تهلك الحمير جميعاً، ومعهم الأوادم أيضاً!

9 نيسان (4) 2021

 

اظهر المزيد

‫14 تعليقات

  1. هههههههههه ضحكتنا شيخ.. اضحك الله سنك.
    وشر البلية ما يضحك.. الله يخلصنا من القردة والحمير.. وترجع بغداد الجميلة عزيزة ان شاء الله..

  2. قصة رائعة لان القرد يبقى قرداً و الحمار يبقى حمار من الوطنية الذين يصدقون بكلمة وطن لاضل وطن ولا بطيخ هههه 😂
    ….. جزيتم خيرا شيخنا الفاضل

  3. الشيعة طبعات..
    وكل طبعة منها لها مقدمة وخاتمة تختلفان عن سابقتها، لكن محتوى كل طبعة واحد.

  4. الشيعي مستعد لفعل أي شيء حتى لو تطلب الأمر أن يكون وطنياً، مادام الموقف يخدم الأم الحبيبة إيران وضمن المسار المؤدي لمصلحتها نقطة رأس سطر.

  5. بعد التحية والسلام على جميع بني الأنسان باستثناء ابناء الأتان والقرد والسعدان. نعم صدقت وأنصفت في وصفك هذا الذي وصفت فحالنا اليوم قرد على حمار ولكن العجيب والأعجب أن يقاد الإنسان من قبل ذاك الحمار الذي يقوده ويركبه السعدان عندها حق ويحق لنا ان نكبر على أمة العرب والعربان ما دام قائدهم حمار يقوده سعدان والسلام .. أبو عائشة الدليمي

  6. اذا كان الوصول للوطن عن طريق الوطنيين (الحمير) علينا ان نمتطي تلك الحمير للعودة الى الوطن 🤓
    بدلاً من تركها للقردة …..

  7. قصه رأئعه يادكتور والتفاته جميله ..ثوره العشرين قبل وبعد تمتلك نفس الحمير الاختلاف فقط في الوجوه مادام قردهم واحد…… السؤال هنا متى الحمير تدرك هدف ممتطيها (الهدف الاساسي)؟؟ والحقيقه ان الحمير لاتدرك. اذا ستضل ممتطاة من قبل قرده الفرس تعمل بحجه (الوطنيه) لمصلحه فارسيه

  8. الشيعة سخرتهم ايران لخدمتها اما اصحاب الوطنية فقد سخروا انفسهم لخدمة الشيعة ،فهم قرود لايران يفعلون ما تريد ايران منهم والوطنيين هم دابة لهولاء القرود .

  9. في حقيقة الامر مانلاحظة اليوم سلسلة حمير تسير على خطى إيران ، إيران ركبت على الشيعة بإسم أهل البيت فدخلت بهم العرب والشيعة ركبت على الوطنجية بحجة الوطن الواحد احتلت بهم العرب ربحت إيران وخسرت القرده والحمير

  10. يقول المثل الشعبي بين حانة ومانة ضاعت لحايانه والله شر البلية ما يضحك،
    زمن القردة والحمير الى زوال تعسآ لهم.

  11. وطن الشيعي طائفتة
    وكل موقف للشيعة جيد في ضاهره ابحث في خباياه وستجد المقصد الحقيقي له.
    جزاك الله خيرا شيخنا قصة جميلة تختصر وضع الشيعة ومن يقودهم.

  12. مقالة معبرة عن الشيعة واختلاف دورهم
    حسب مصلحة امهم إيران وكيف يتلونون في ركوب
    حمير الوطنية وجعلهم في خدمة إيران المجوسية
    بوركت شيخنا الجليل فلا حرمنا قلمك وعلمك .

اترك رداً على سارة محمد إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى