سياسةمقالاتمقالات أخرى

إيران …..درب الصد ما رد

أ. أحمد المهدي

الحسابات السياسية طريق في نهايته نتائج إذا كانت حساباتك صحيحة كانت لك وإذا أخطأت الحساب كانت عليك.
لذا كان لزاماً أن تختار الأسلوب السياسي الذي يمكنك من الوصول إلى أهدافك بأقل جهد وتكلفة وأسرع وقت،ولكن أذا أخطأت سياساتك ستدفع الثمن لأطول وقت وجهد وتكلفة أكبر.
الذي يقف بوجه الدول عليه أن يكون قوياً وإلا أصبح وليمة إذ بصراعه أعطاهم العذر لدخول بلاده و أباح لهم خيراته.
المصلحة هي التي تصنع الصداقات والعداوات والتحالفات لذا لا تبن مصلحة تتقاطع مع مصالح دول أقوى منك لأنك ستصبح عدوا محتملاً لها.

One way

إيران أخذت الطريق الذي لا يحتمل الرجعة أو التراجع من عدة زويا وكل الخيارات تؤدي الى مواجهة بينها وبين أمريكا،لكن هذا لا يعني بالضرورة أن تنشب حرب تقليدية بينهم فالمحدد هو النتائج ليس إلا،بحرب تقليدية أو باردة كما يحصل اليوم.
إذا رضخت إيران لشروط أمريكا كان هذا نصرا لأمريكا دون قتال،أو تستمر إيران بعنادها وهذا يقودها لمواجهة حربية نهاية المطاف.
النتيجة الأكيدة هي أن إيران ذهبت بطريق لارجعة منه ولن تعود إيران كما كانت أبداً والمواجهة بات يمكن إستشرافها لسببين:-
السبب الأول….(ضاعت فلوسك يا صابر)
العملة الصعبة (الدولار) عماد إقتصاد إي دولة في العالم اليوم، قوة إقتصاد إي دولة يعتمد على كمية إحتياطي الدولار لديها لان العملات في الغالب اليوم مرتبطة بالدولار، وذلك لان التبادلات الخارجية بالدولار وليست بالعملات المحلية.
منذ عام ١٩٦٢ إيران لم تتقدم بطلب إقتراض من صندوق النقد الدولي وذلك بسبب إحتياطيها الضخم من العملة الصعبة.
ولكن جمدت أمريكا الحسابات المصرفية والتعاملات النفطية عام ٢٠١٢ وذلك رداً على برنامج إيران النووي مما أضر بإيران إقتصادياً، حيث ان الإنفاق الخارجي من العملة الصعبة لا يتناسب مع المردود وهذا يؤدي الى نزيف لا ينتهي حتى نضوب الخزين الإحتياطي ما يؤدي الى تضخم العملة الداخلية بسبب نقص الغطاء بالدولار فتصبح دون قيمة .
مما إضطر إيران إلى عقد إتفاق نووي عام ٢٠١٥ مع إمريكا إستلمت بموجب هذا الإتفاق ١٥٠ مليار دولار و عادت إيران إلى تصدير النفط مما حقق لها توازنا إقتصاديا.
ولكن في ٨ من مايو عام ٢٠١٨ أعلن الرئيس دونالد ترامب إنسحاب بلاده من الإتفاق مع إيران، و إعلان حزمة بعد حزمة من العقوبات الإقتصادية على إيران، هذه العقوبات أدت الى دفع الأخيرة ال١٥٠ مليار ثمن إيرادات خارجية، مقابل قيمة صادرات لا تتجاوز ال ١٠٪؜ نسبة لدخل إيران في السابق.
وبحسب تصريح لروحاني فأن خسائر إيران خلال عامين فقط بلغت ٢٠٠ مليار دولار عدا عن ذلك الخسائر في كل القطاعات الأخرى وعلى رأسها القطاع النفطي.

السبب الثاني….(ضربوا الأعور على عينه قال: خسرانة خسرانة)
ما الفائدة التي ستتحصل عليها إيران من عقد إتفاق نووي جديد، كل ذي بصيرة يعلم أن لا فائدة من إتفاق جديد وإيران تعلم ذلك يقيناً من حيث أن إتفاق نووي جديد مع أمريكا لا يعود بفائدة على إقتصاد إيران المنهك، ولذلك طالب أمين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضائي أمريكا بدفع ١٥٠ مليار كتعويض لكي تعود إيران الى التفاوض مع أمريكا،ولكنها اليوم باتت تطالب بايدن ب ٧٠مليار مقابل العودة الى المفاوضات،وهذا يدل على أن لا مصلحة لايران بالتفاوض ، وأمريكا تركت باب التفاوض مع ايران مفتوحا ولكن ايران ترفض تارة وتتملص أخرى لان إتفاق آخر دون تعويض هو خسارة جديدة.
وعليه فإن إيران غير مهتمه بالتفاوض لان الخسارة مؤكدة، إنما تكتفي بمفاوضات غير مباشرة من باب المراوغة وعدم غلق الأبواب لكي لا تستعجل نشوب حرب تقليدية.

موعد الحرب مع إيران……

الشرط الجديد برنامج إيران الصاروخي هذا هو اللغز وسر صبر وسياسة النفس الطويل الذي تمارسه دول الخليج وأمريكا مع إيران برغم تحرشات إيران المستمرة.
إذ من غير المعقول أو المقبول أن تضرب شخص وأنت تعلم بإنه قادر على الرد وأن كان رده عبثيا طائشا.
دول الخليج وامريكا تلاعب إيران بعامل الزمن الذي يسير على غير ما تشتهي السفن الفارسية إيران تنهار ودول الخليج تزدهر وتنمو.
من الشروط المهمة في هذه المرحلة هي تدمير البرنامج الصاروخي الإيراني وتحديد المسافة المسموح بها التي يمكن أن يبلغها أي صاروخ إيراني، بماذا يذكرنا هذا الشرط؟
يذكرنا بقرار مجلس الأمن 687، الذي يمنع العراق من امتلاك صواريخ باليستية، يزيد مداها عن 150 كيلومتراً.
أي أن الأمم المتحدية أرادت أن تتأكد أن قدرات العراق الصاروخية لا يمكن أن تعبر حدوده، ولجان الأمم المتحدة تأكدت أن العراق لا يملك أي أسلحة نووية أو بايلوجية فأعطت الضوء الأخضر للتحالف بالهجوم على العراق.
أيران أقتربت من الوصول إلى تلك المرحلة، وعندما تصل لمرحلة تكون فيها غير قادرة على ضرب أي هدف خارج حدودها يأتي وقت الضربة القاضية من الجانب الأمريكي.
ومن الموافقات القدرية والكيل بنفس المكيال وكما تدين تدان العراق ارسل طائراته إلى ايران ليخفيها هناك، واليوم إيران تخفي صواريخها في العراق.
الخطوات نفسها والنتيجة واحدة ولكن الزمن يختلف.

2021/5/7

اظهر المزيد

‫8 تعليقات

  1. معلومات مهمه تبعث الأمل من جديد لسقوط إيران وتشرذمها ان شاء الله…
    ولو اننا نمني أنفسنا بضرب عسكريه قويه تشفي صدورنا

    1. تحليل روعة في مسار سياسة إيران 🇮🇷 الخبيثه يارب اسقطها في قبضة✊ من يفتتها

  2. مقال رائع ودقيق فسر لي بعض التساؤلات
    ولما صبر أمريكا على إيران لهذا اليوم.
    جزاك الله الكاتب خيرا
    نسأل الله الهلاك لإيران وشيعتها عاجلا غير اجل

  3. جزاك الله خيرا اخي الكريم .. نتمنى كلنا ان تسير ايران الى هذا السينارو الذي رسمته .. ولكن الا ترى ان اميركا بايدن ليست امريكا ترامب .. فبايدن يريد ان يفسح المجال لايران في المنطقة مرة اخرى ويقتفي اثر اوباما اللعين .. ويعيد التحالف الشرقي الغربي لكسر النهوض العربي؟.. كما ان مقارنة ايران حاليا بالعراق في اخر ايامه فيها فارق في ان سلوك ايران العدواني لا يشبه سلوك العراق.. وان ملف المليشيات والنفوذ وهذا السلوك العدائي اهم عند ايران من ملف الصواريخ .. فبهذه الذيول الشيعية المنتشرة في المنطقة استطاعت ان تسقط اربع عواصم بدون اطلاق اي صاروخ بالستي واحد..؟
    وتبقى المسألة مسالة تكهنات واستنتاجات اعرضها حسب الظروف الراهنة لنفهم بعض زوايا عالم السياسة الغامض ..
    الله عجل بهلاك ايران وشيعتها ومن شايعها من الذيول يا رب العالمين

  4. كلام سديد وسليم لما يجري على أرض الواقع
    يشرح النفس ويبعث الأمل في نفوسنا
    بهلاك هذه الأفعى السامة إيران وشيعتها الوحشية
    وزوالها… بأذن الله بوركت جهودكم وسدد الله خطاكم .

  5. مقال يوضح لنا أن إيران تتراجع الى الوراء أمام دولة العالم بسبب أطمعها وحقادها وعدوتها للشعوب وسياستها الماكرة الخبيثة . نسأل الله بهلاك إيران وشيعتها عاجلا غير آجل يارب العالمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى