مقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

الشيعة .. المسافة الفاصلة بين القصر والمزبلة

C:\Users\DR\Desktop\قصر.jpgد. طه حامد الدليمي

قبل كل شيء إليك هذه القصة القصيرة جداً.

شاب يعاني من حالة سخيفة لا يستطيع مقاومتها: سرقة اللعب والدمى والأشياء الصغيرة الخاصة بالأطفال الصغار مع أنه لا يحتاج إليها! كان ينزعج من هذه الحالة حتى قرر يوماً أن يزور طبيباً نفسانياً. فدل التحليل النفسي على أن هذا الشاب ينحدر من عائلة فقيرة، وكان محروماً في طفولته، بينما كان له جيران أغنياء كان أطفالهم يتمتعون باللعب بمختلف اللُّعب والدمى وهو ينظر إليهم بحسرة، ولا يستطيع مشاركتهم فيها. إ.هـ. القصة. لكن المشكلة لم تنته بعد. المشكلة حين يتحول هذا المريض (الما شايف وشاف) إلى حاكم تحت يده خزينة الشعب! ترى لو جلبت للأول – قبل أو دون أن تعالجه نفسياً – كل ما في السوق من لعب ودمى وأشياء صغيرة خاصة بالأطفال.. هل سيقلع عن عادته؟ أو جلست تعظه في كل يوم خمس مرات هل سيشفى من حالته؟ وهذا الجوعي (الما شاف وشاف) لو ملَّكته خزائن الأرض  – قبل أو دون أن تعالجه نفسياً – هل سيشبع، أو يهجع؟

تعال لنتعرف على الشخصية الفارسية أو الشيعية من خلال منظار قلما يطل الناظرون من خلاله عليها، ذلكم هو منظار علم النفس الذي يتعلق بالفرد، وعلم الاجتماع الذي يتعلق بالمجموع سواء كان شعباً أو قبيلة أو مدينة أو فئة وظيفية وما شابه ذلك. وربما تكشفت لك به الأسباب الخفية وراء هذه اللهفة وذلك الشغف الذي يجتاح مراجع الشيعة الدينيين والسياسيين نحو المال بحيث تغص حساباتهم المصرفية بالمليارات المنهوبة، بينما يغص شيعتهم بروائح المزابل حد الاختناق!

الأمراض النفسية الجمعية

ثمت أمراض نفسية جمعية تشيع بين جماعة من الناس، يعيشون في محيط مشترك، وليست مقتصرة على فرد من الأفراد. قد تكون هذه الجماعة شعباً من الشعوب أو أمة من الأمم، أو تجمعاً أو طائفة يرتبط أفرادها برباط معين مشترك أو صفة أو وظيفة تميزهم عن غيرهم. وأرى أن بعض العوامل المثيرة للمرض – كالجغرافيا والفقر والحرب والإشاعة – لها تأثير يتعدى الفرد إلى الجماعة، ومن هنا ينشأ المرض النفسي الجمعي.

دراسة هذه الأمراض النفسية الجمعية هي مفتاح التعرف على الشخصية الفارسية وسليلتها الشيعية، كما أنها مفتاح الولوج إلى مدينة الطب التي لا بد منها للتعامل مع هذه الشخصية الكارثية.

إن للمجتمع أو المجموع شخصيته المستقلة التي تمتاز بعقليتها ونفسيتها الجمعية الخاصة، والتي تختلف عن شخصية الفرد الذي يتكون المجتمع من حاصل جمعه إلى بعضه. وعلى هذا الأساس تختلف الشعوب في كثير من الصفات: في وجود وعدم تلك الصفات في هذا المجتمع دون ذاك، أو في درجة تمثل المجتمع لها وظهورها فيه. فهذا شعب ينزع إلى العقلانية وذاك ينزع إلى الخرافة، وهذا يغلب عليه الكرم وذلك يغلب عليه البخل، وهذا يميل إلى العفو والسماحة، وهذا إلى الحقد والثأر والانتقام، وهذا نشط مثابر، وهذا خامل كسول… إلخ. وقد يكون ظهور هذه الصفات واضحاً في مجتمع معين، وقد يكون نسبياً لا يظهر إلا عند المقارنة بغيره من المجتمعات.

التشخيص أساس العلاج

إن التعامل مع أي شخص لا يستقيم دون معرفة تامة بعقليته ونفسيته وأخلاقه، وما الذي يثيره ويجذبه، أو ما الذي يزعجه وينفره؟ وهل هناك من فرصة أو مجال لعلاجه وكسبه؟ أم على قلوب أقفالها؟ فالتشخيص أساس العلاج.

كثير من الناس يقع في تعميمات ساذجة فيطلق الأحكام ويعتمد القياس مع وجود الفارق بين النموذج المقيس والآخر المقيس عليه، بعيداً عن النظر إلى نواحي الاختلاف أو الفوارق بين هذا المجتمع وتلك الطائفة، وذلك الفرد وهذه الجماعة وغيرها من المجتمعات والطوائف والأفراد والجماعات… الخ. مع أن الأمر يتطلب دراسة شاملة عميقة من أجل الوصول إلى التشخيص الصائب كي يكون تعامله أو علاجه قائماً على أساس علمي صالح للاعتماد. مثلهم كمثل طبيب يعالج مرضاً مستعصياً دون تركيز ودراسة معمقة لتأريخ سير المرض وتطوره، أو إجراء الفحوصات السريرية والمختبرية؛ فتفوته أمور في غاية الأهمية لا بد منها للوصول إلى التشخيص المطلوب لتوصيف العلاج.

الأمراض العضوية والأمراض الهستيرية

إن بعض الأمراض التي تبدو (عضوية) المنشأ، هي في حقيقتها نفسية الأسباب، كأن تكون (هستيرية)، أي ليست حقيقية وإنما هي أعراض لمرض نفسي يتستر بتلك الأعراض لخوف المريض اللاشعوري من الإفصاح عن السبب الحقيقي، وإن كان هذا الخوف مترسباً في اللاوعي، أي كامناً في الأعماق بحيث لا يشعر به المريض نفسه. مثاله: شخص يتهرب من مسؤولية عائلته. هو يخاف من الإفصاح عن هذه الرغبة أو مواجهتها. فكيف يوفق بين تنفيذ رغبته في التهرب من المسؤولية وبين عدم الإفصاح عنها؟ هنا يكون المرض الهستيري هو الحل أو الحيلة النفسية التي تحقق لهذا الشخص التوفيق المطلوب وتوجد له العذر المقبول للتنصل من المسؤولية العائلية فيغدو مريضاً يشكو من أعراض عضوية لكنها وهمية لا وجود لها.

إن هذا المريض لا يمكن أن يشفى من هذه الأعراض أو المرض الهستيري مهما بذل له الطبيب من جهد أو وصف له من علاج. لماذا؟! لأن العلاج يدور خارج دائرة أو نقطة المرض بسبب الخطأ في التشخيص. فالمرض نفسي والعلاج المستعمل عضوي. أي إن العلاج وجميع المحاولات الطبية لن تكون أكثر من قفز في فراغ. وإن طبيباً لا ينظر إلى المريض نظرة شمولية لا يمكن أن ينجح في توصيف العلاج الشافي مهما بذل من محاولات.

لا أظنني أتخطى الحقيقة إن قلت: إن معظم من رأيتهم من المهتمين بالشأن الفارسي وسليله الشيعي يركزون على الجانب الفكري من الظواهر الشاذة والخطيرة التي تمسهم في هذا الشأن، ولا يتجاوزونه إلى الجانب النفسي منها. مع أن الفارسية أو الشيعية كظاهرة اجتماعية، أو حتى فردية، عقدة نفسية لا عقيدة دينية أو انحرافات فكرية. فيكون مثل هؤلاء كمثل ذلك الطبيب ذي النظرة القاصرة.. المرض في دائرة والعلاج بعيد عنه في دائرة أخرى!

إن الساحة السياسية والدينية، والفكرية عموماً تعج بمثل هذا الطبيب القاصر ممن يجيد الكلام عـن كثير من الموضوعات المتعلقة بالفرس والشيعة، لكنه لا يمتلك النظرة الشمولية، وليس لديه في هذا الشأن معرفة بالتركيبة النفسية لهاتين الشخصيتين، اللتين تكادان تكونان شخصية واحدة، ولا قابلية على تحويل هذه المعرفة إلى فعل إيجابي مؤثر، ولا خبرة ميدانية تجعله قادراً على توظيف ما عنده من مفاهيم ومعرفة في محلها المناسب.

إن غالب ما يطرح على الجمهور، بما فيه النخب العلمية: مسائل دينية: فقهية أو وعظية. وتاريخية معظمها ملتبسة غير محققة، وإن حققت فعلى أسس ضعيفة. وفكرية مجردة. وجدالات ومناظرات، وما شابه ذلك. وهذا كله فاقد للمشروع المتكامل والعمل المؤسسي المنظم. إن هذه الفوضى تجعل الزمن إلى غير صالحنا. وإن تدارك الأمر على ضوء ما ذكرت ضرورة حتمية لتلافي التدهور المستمر؛ فالمادة العلاجية تدور منذ أكثر من ألف عام خارج نقطة المرض.

2021/9/20

 

اظهر المزيد

‫9 تعليقات

  1. اولئك الذين حاولوا علاج العلة الشيعية لم يستوعبوا أن الطريقة المثلى لفهم وادراك علة الشيعي إنما تتمثل في فهم شخصيته وبيئته أولا .. أما الحلول الاستعراضية فلن تجدي شيئاً؛ هذا إن لم نبتلى بنتائجها المغلوطة ونعاني منها!

  2. سدد الله خطاكم شيخي الفاضل،
    السرطان الشيعي يأكل الأخضر واليابس؟ثم إن
    الحلول الأسعافيه على طول الخط ، تزيد الطين بلة، وتتحول إلى عله،
    ومساعد لذلك السرطان الخبيث،وهذا سبب تأخير ذلك الكابوس الجاثي
    على صدر الأمه الممزقة…..؟
    ولهذا جاء التيار يصحح المسار( لٕماضاعَ وإنهار)

  3. هذا يعني ان التشيع مرض نفسي او حالة نفسية معينه وعقد مركبة بعضها فوق بعض لايمكن الشفاء منها الا ماشاء الله، وليس انحراف فكري!!!

  4. خطابنا اليوم للسنه ..كن مشخصاً قبل ان تعالج ،واعرف الداء قبل الدواء ، لان التشيع او الفارسيه مرض خبيث لايعالجه الا الذي يقرأ هذا المرض ويحيط به فالاحاطه واجب .بارك الله فيك شيخنا الفاضل مقاله راقيه والتفاته رائعه أطال الله في عمرك..

  5. مارأينا علاج كافي ووافي ووصفه دقيقة لهذا المرض الشيعي الخطير الذي أخترق الجدار السني،
    إلا مبادئ وطنية وحلول أسعافيه أدت بنا إلى التيه والضياع والتشتت..
    أما من يتصدر ويتصدى لهذا السرطان ؟
    من يمتلك الرؤيا الواضحه على أرض الواقع ويضع كل الخطط المناسبه لهذا الخطر وما وجدنا لهذه المهمه إلا عن طريق التيار السني

  6. جميلٌ ايراد تلك القصة التي تمثل الحالة الجمعية لدى الشيعة عموماً ومن قاد او استلم القيادة في العراق خاصة، وتوصيفكم للعلّة دقيق جداً دكتور.

  7. ((ويفسّر علم النفس ككل عقدة النقص على أنها : ” شعور الفرد بوجود عيب فيه يُشعره بالضيق والتوتر ونقص في شخصيته مقارنة بالآخرين وخصوصآ في حالة الانجاز ، مما يدفعه بالتعويض لهذا النقص بشتى الطرق المتاحة له”))
    وهذا حال الشيعة اليوم وما يملكون من عقد نفسية لا توجد لديهم ذرة تكامل وثقة في شخصيتهم الشيطانية!!

  8. التشيع كما وصفته أستاذنا.. عقدة نفسية قبل أن يكون عقيدة فكرية.. ومن صور الواقع أن الشيعة اليوم يملكون المال والسلطة لكنهم يصرخون ويلطمون.. ولم نرهم يحتفلون بنشوة الحكم بل احتفالهم عواء وتطبير ولطم للخدود وشق للجيوب.. وهذه هي العقدة التي سقتها أستاذنا في مقالك عن الطفل المحروم الذي لو أعطيته كل ماحرم منه فلن يكف عن خلقه السيء وعقدته النفسية إلا حين تشخص مرضه ثم تقلع سمه المحتقن..
    فمن غير المنطقي أن تتعرف على الهيكل والجذع دون الغور إلى الجذر والنواة. فلابد من دراسة أس العلة كي نعالج المعلول وعندها سيكون التشخيص شامل والعلاج كامل.
    ومانراه من مدعي علاج هذا التخلف الشيعي الاهوج الممنهج والذي تعاملوا معه بطرق بدائية فهم كمن يحوم حول الحمى يوشك أن يقع فيه ومنهم من وقع فيه كما حال دور التقريب وعلاقات التخريب بين الشيعة والإخوان.
    نسأل الله تعالى أن يسدد رميكم ويشد عزمكم وبارك الله فيكم.

  9. لو أن أهل السنة انطلقوا من هذا التشخيص لوفروا على أنفسهم الجهد والوقت والمال بدلا من هذا الاستنزاف الذي لا طائل منه.

اترك رداً على تصحيح المسار إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى