سياسةمقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

لماذا لا يصلح الشيعة للحكم ؟

د.طه حامد الدليمي 

سؤال: لماذا لا يصلح الشيعة للحكم؟ وأضيف: وإذا تسلطوا ظلموا العباد وخربوا البلاد.

ومضمون الشطر الأول من السؤال صار الشيعة يقرون به قبل السنة، ويصرحون أن الحل بحاكم سني عسكري يحكم العراق! وقد اعترف كبار زعاماتهم كالمالكي والعامري وغيرهم على وسائل الإعلام المرئية دون مواربة أنهم فشلوا في إدارة البلاد.

والجواب لأن التشيع دين وضعه الفرس مراعين فيه أمرين:

الأول: أن يكون ممثلاً للديانة المجوسية في الباطن، تحت ستار من الأسماء الإسلامية التي جوفت من داخلها وحشيت بما ذكرت.

والثاني: أن يكون خادماً أميناً لأغراض الفرس وغاياتهم. ومنها إثارة الفوضى والخراب في البلاد العربية والإسلامية، وأولها العراق.

وبما أن الديانة الشيعية من صنع الفرس؛ إذن هم الأساتذة وغيرهم من الشعوب يكونون عندهم تلاميذ وتابعين (ذيول كما صاروا يُعرفون مؤخراً). لكن الأساتذة ليسوا بشراً عاديين، إنما هم سادة مقدسون، ينحني العربي وغيره أمامهم بخشوع مقبلاً أيديهم، ومقدماً ماله عن يد وهو صاغر.. وأشياءً أَخرى!

من القوانين الاجتماعية الطبيعية أن التلميذ المعجب بأستاذه المحب له يتطبع تلقائياً بطبيعه فيكتسب منه كثيراً من عناصر شخصيته. فكيف إذا كان الأستاذ – فوق ذلك – مقدساً في حس التلميذ وإيمانه! شيء طبيعي إذن أن تذوب شخصيته الأصلية بشخصية أستاذه. هكذا استحالت شخصية الشيعي – إلا ما ندر – إلى شخصية تمثل الشخصية الفارسية بكل ما فيها من عقد نفسية جمعية، بدءاً بعقدة الشعور بالنقص (الأقلوية)، والدخالة، والحقد، والثأر (الانتقام)، والعدوانية. وانتهاءً بعقدة الاستعراض، والصفاقة، والذنب، وتأليه الحاكم، والعقلية الخرافية. مروراً بعقدة الاضطهاد، والتخريب، والتعصب، والسيد، والاستخذاء، والشك، والغدر، والخداع والتضليل، والكـذب، واللؤم (نكران الجميل)! وإن شئت زدتك([1])!

لاحظ! إحدى تلك العقد عقدة (التخريب). فالتخريب جزء من شخصية الشيعي: فردياً وجمعياً. وسأتناول هذه العقدة في مقال مستقل إن شاء الله.

دعوني أضرب لكم مثالاً بعقيدة المهدي، وكيف صوّر الفرس شخصية المهدي بأنه فارسي من نسل يزدجرد، قاتل سفاح هادم مخرب لا نظير له! وإذا كان مثل هذا مقدساً عند الشيعة، صار كل شيعي يختزن في شخصيته مهدياً صغيراً يتوق أن يفصح عنه في أقرب فرصة سانحة!

 المهدي حفيد يزدجرد

روى المجلسي (بحار الأنوار 51/163-164) عن النوشجان بن البومردان قال: (لما جلا الفرس عن القادسية، خرج يزدجرد هارباً في أهل بيته ووقف بباب الإيوان، وقال: السلام عليك أيها الإيوان! هأنذا منصرف عنك، وراجع إليك أنا أو رجل من ولدي لم يدنُ زمانه ولا آن أوانه. قال سليمان الديلمي: فدخلت على أبي عبد الله ع فسألته عن ذلك وقلت له: (أو رجل من ولدي)؟ فقال: ذلك صاحبكم القائم بأمر الله عز وجل السادس من ولدي، قد ولده يزدجرد فهو ولده).

وعدد النوري الطبرسي (النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجة الغائب، 1/185) أسماء المهدي، فكان أحد أسمائه (خسرو مجوس). أما الشيخ علي اليزدي الحائري (إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب، 1/427) فذكر من أسمائه: ﭙرويز بابا، وبهرام.

 مجوسي في بيته نار أو سراج لا يُطفأ

عن أبي عبد الله (الغيبة للنعماني ص239، والغيبة للطوسي ص467: إن لصاحب هذا الأمر بيتاً يقال لـه بيت الحمد فيه سراج يزهر منذ ولد إلى يوم يقوم بالسيف لا يطفأ.

يهدم الكعبة والمسجد النبوي

روى المجلسي (بحار الأنوار، 52/338،332،339) وغيره: (إذا قام القائم هدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه، وقطع أيدي بني شيبة وعلقها على باب الكعبة وكتب عليها هؤلاء سراق الكعبة). وفي رواية عن جعفر يفعل مثله بمسجد الرسول. وثالثة عن أبي جعفر: (إذا قام القائم سار إلى الكوفة فهدم بها أربعة مساجد ولم يبق مسجد على الأرض له شرف إلا هدمها وجعلها جماء).

ينتقم (لع) من العرب ويوغل في قتل الناس وسفك الدماء

يروي النعماني (الغيبة ص233) عن محمد الباقر ع أنه قال: (لو يعلم الناس مـا يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم أن لا يروه مما يقتل من الناس. أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يقبل منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول كثير من الناس ليس هذا من آل محمد، لو كان من آل محمد لرحم). ويروي المجلسي (البحار 52/135) عن جعفر الصادق أنه قال: قال لي أبي: (لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد على العرب شديد وقال: ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب). وعن جعفر الصادق البحار 52/338.أنه قال: (إذا قام القائم من آل محمد ع أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم  ثم خمسمائة فضرب أعناقهم ثم خمسمائة أخرى حتى يفعل ذلك ست مرات).

وعن أبي عبد الله (بحار الأنوار 52/349): (ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح وأومأ بيده إلى حلقه). وعن أبي جعفر (الغيبة للنعماني، ص284) قال: (يذبحهم والذي نفسي بيده كما يذبح القصاب شاته وأومأ بيده إلى حلقه). وعن محمد بن علي (البحار ج 52 ص 353، والنعماني: الغيبة، ص231) قال: “إن رسول الله صلى الله عليه وآله سار في أمته باللين، كان يتألف الناس. والقائم يسير بالقتل. بذلك أمر في الكتاب الذي معه، أن يسير بالقتل ولا يستتيب أحداً. ويل لمن ناواه “. والكتاب الذي معه هو العهد المعهود إليه من رسول الله بإملائه صلى الله عليه وآله وخط علي (ع) وفيه كما ورد “اقتل، ثم اقتل، ولا تستتيبن أحداً”([2]).

هذا نتيجة طبيعية لمقدمة غير طبيعية؛ فمن كان مثل هذا المجرم السفاك قدوتهم المقدس سيكون غاية ما يطمحون إليه أن يكونوا مثله. وقد كانوا. إن هذا هو عين ما فعله جيش المهدي بزعامة اللعين مقتذى، وفعلته مليشيات الشيعة في العراق وغيره من البلدان التي احتلوها حذو القذة بالقذّة! حتى اللون الأسود اختاره جنود جيش المهدي لراياتهم وملابسهم! يقول علي الكوراني في كتابه (عصر الظهور: ص27-28): تذكر الأحاديث الشريفة أن بداية أمر ظهور المهدي عليه السلام يكون من إيران “يكون مبدأه من قبل المشرق. وإذا كان ذلك خرج السفياني “أي مبدأ التمهيد له عليه السلام على يد قوم سلمان أصحاب الرايات السود، وأن حركتهم تكون على يد رجل من قم يدعو الناس إلى الحق. يجتمع معه قوم قلوبهم كزبر الحديد، لا تزلهم الرياح العواصف، لا يملون من الحرب ولا يجبنون، وعلى الله يتوكلون. والعاقبة للمتقين.

هذا هو المهدي الذي ينتظره الفرس وشيعتهم

هذا هو المهدي الذي ينتظره الفرس وشيعتهم! رجل حاقد أكل جرب الحقد كبده. يقتل العرب مبتدئاً بقريش. ليس بينه وبين الناس لاسيما العرب إلا السيف. لا يستتيب أحداً؛ فليس هداية الناس ورحمتهم من شأنه. بل ليس على دين الإسلام ولا على سيرة النبي عليه السلام، إنما يأتي بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد!

وصدق الأمير نصر بن سيار رحمه الله والي خراسان الأموي حين قال في أسلافه:

قَـومٌ يـدينون َ ديـنا ً مـا سَمِعتُ به ِ
عـن الرسول ِ وَ لا جاءت بِه ِ الكُتُبُ
مَن كان َ يسألُني عن أصل ِ دِينَهُمُ
فـــإن َّ دِيـنَـهُـمُ أن يُـقَـتَـل َ الــعَـرَبُ

 

 

 

24/7/2022

___________________________

[1]- راجع كتابي: التشيع عقدة لا عقيدة. ففيه بيان مفصل عن تلك العُقد وما نتج عنها من عقائد وطقوس وتصرفات.

[2]- كانت شعارات الشيعة في تجمعاتهم على عهد الرئيس الشيعي المبطن عبد الكريم قاسم: اعدم اعدم جيشين وشعب وياك.. اعدم اعدم…! ثم لما قتل قاسم صاروا ينتظرونه، وكنت أسمع منهم وأنا صغير أنه مختبئ في سرداب وسيعود. وغير ذلك من الحكايات!

اظهر المزيد

‫16 تعليقات

  1. على ساسة السنة والعرب ان يأخذوا هذه الاسباب والدوافع التي تحول بين الشيعة وبين الحكم بنظر الاعتبار .. وان يرسموا مستقبلهم على اساس ذلك .. فوالله لن تتمكن اكبر مراكز الدراسات والبحوث العالمية بان يأتوا بعشر ما جاء في هذه المقالة من تحليل دقيق ومقنع لهذه الظاهرة ..
    بارك الله بشيخنا الدكتور طه الدليمي ولا حرمنا الله من جمال كتاباته وجعلنا بها من المنتفعين.

  2. “دعوني أضرب لكم مثالاً بعقيدة المهدي، وكيف صوّر الفرس شخصية المهدي بأنه فارسي من نسل يزدجرد، قاتل سفاح هادم مخرب لا نظير له! وإذا كان مثل هذا مقدساً عند الشيعة، صار كل شيعي يختزن في شخصيته مهدياً صغيراً يتوق أن يفصح عنه في أقرب فرصة سانحة!”

    * هذا هو جواب من يسأل عن سبب كل ما أحدثه الشيعة من دمار وخراب وسفك للدماء في البلدان التي يسكنونها.

  3. ‏يقول ابن تيمية – رحمه الله – : وليس كل من وجد ‎العلم قدر على التعبير عنه، فالعلم شيء، وبيانه شيء آخر، والمناظرة عنه شيء ثالث، والجواب عن حُجَّة مخالفه شيءٌ رابع.
    ها هنا وجدنا الأربع فضلًا عن الاستقراء الذي وظّفته توظيفًا منتجًا.
    شكرًا

  4. الله يفتح عليك د، على هذا البحث المختصر في
    حقيقة المهدي.
    بحث دقيقة لكشف حقيقة هذه الخرافة التي أسقطت دول تلو الدول بسبب هذا المكر الملتوي بين ما صرح فيه كسرى واعتقده به المسلمون وتبناه العرب

  5. جزيتَ شيخنا الفاضل على هذهِ المقاله الجميله🍀
    والشيعة كانوا ولا زالوا مستمرين بأنتاج الخرافات والأكاذيب وكل مالايدخل في العقل البشري الواعي ولا زالوا ينتظرون مهديهم المزعوم الخرافة التي سيطرت على عقول الملايين من الناس الغافلين عن هذه الكذبه .

  6. أستطلاع رائع عن ڪشف مخططات مهدي الفرس وعداوتهُ المستمرة بالحقد والأجرام على العرب
    التي ليس لها مثيل.
    كل دوله أو سلطة أو حكم أو مرجع عند الشيعة قائم على مسار الإمام الذي يمثل المهدي وهذا ماڪانت علية دولة إيران ومن معها في وقتنا الحالي.
    جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل على نزع قناع “مهدي الفرس” الذي ڪان يختبئ في سطور كتب أهل السنة معتقدين به أنهُ “الرجل الصالح”
    الذي يملأ الأرض عدلاً !!

  7. {عقدة (التخريب).}
    لذلك لا يصلح الشيعي للحكم فهو محكوم بعقدة صارت عقيدة لا يمكنه التخلص منها..

  8. مقال هادف…. يفضح هذه المؤامرة وهذه الشخصية الكاذبة..
    التي صنعها الفرس بروايات وأحاديث كاذبة
    التي مزقت نسيج العرب وجعلتهم
    في ظلمات الجهل والخراب
    بوركت جهودك شيخنا الفاضل

  9. عقيدة المهدي او عقدة المهدي على سواء تعني خراب الدنيا والآخرة على النقيظ من سماحة الاسلام ورحمته..

  10. كيف يصلح لقطاع الطرق والخارجين عن القانون ان يحكموا هم لا يعرفون سوى الخراب والدمار والفتنة دينهم يأمرهم بذلك و واقع العراق خير شاهد

  11. جزاك الله خيراً على هذهِ المقاله الروعه🌹
    اثبت التشيع في الواقع إنه لا يصلح للحكم.

  12. قد اوجزت وحققت فأنصفت وبعدت وتقربت في الاحداث والاقوال فجأت من بعيدهم الى زماننا واوجزت احداثهم واقوالهم ثم سلطتها على الواقع فأذا بانت السُحب وانقشع الضباب رميتهم بقلمك واسقطت حججك عليهم فبان ما خُفي عنا فهم كالبغال بل اضل نفوسهم ذليلة وعقولهم حقيرة ينكصون على عقوبهم كما ينكص ابليس على عقبيه اذا حوصر ترى اقوالهم وافعالهم ( ك داعش ) فمن هنا نُقتل ومن هناك نُهجر يتحدثون بكلام خير البرية وافعالهم شيطانية
    فجزاك الله خير خير ونفع بك شيخنا الفاضل

  13. بارك الله فيك شيخنا على هذا المقال الجميل

    أن هذا المقال يزيد وعي اهل السنة من هذة الكذبة
    أن المهدي كذوبة كتبها الفرس لي ختارق العرب وبنأ
    دين جديد على قصدة المهدي المنتظر الدجال.

  14. السلام عليكم فضيلة الشيخ الدكتور طه الدليمى،
    لو حضرتك تكرمت عندى سؤال، قرأت فى بعض الكتب أن أبا حنيفه النعمان كان شيعيا أو متشيعا وأنه أيد ثورات العلويين على الأمويين أولا ثم على العباسيين، فهل هذا الكلام صحيح؟
    وإن كان حقا قد رفض تولى القضاء فلماذا وماحجته فى هذا؟
    شكرا جزيلا والسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى