مقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

عقدة التحريف

سلسلة التحليل النفسي لأهم العقائد والطقوس الشيعية/ الحلقة الرابعة

د.طه حامد الدليمي 

اللؤم والحقد والشك عقد نفسية جمعية فارسية انعكست على القرآن الكريم حين لبس العجم لبوس التشيع؛ وادعوا أن يد الصحابة امتدت إليه بالتحريف؛ فليس القرآن الموجود بين أيدينا هو القرآن نفسه الذي أنزل على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

يقول المؤرخ البروفيسور د. عماد عبد السلام رؤوف رحمه الله: إن العقلية الفارسية تعودت أن تنظر إلى الإسلام وحضارته بعين واحدة. إنها تتأثر بها لأنها مضطرة إلى ذلك لنقص في مستواها الحضاري، وتعاديها في الوقت نفسه لأنها تمثل خطراً يهدد سيطرتها على القوميات العديدة التي تحيط بها. فلقد اعتنق الفرس الإسلام كسائر شعوب المشرق لكنهم حاربوه من داخله، وتعلموا الآداب العربية لكنهم حاربوها بما تعلموه منها، وكتبوا بالحروف العربية لكنهم شنوا حرباً على اللغة العربية نفسها([1]).

لقد وجد الفرس في القرآن المجيد أكبر خطر يهدد سيطرتهم، ووجدوا في القول بتحريفه أكبر عامل تخريب داخلي للإسلام وتقويض لهيمنته الحضارية. وبدلاً من أن يشعروا بالمنة الربانية والكرامة الإلهية في نزول القرآن ووصول نوره إليهم ليدفعهم ذلك إلى خدمته وحمله إلى الأمم من حولهم.. بدلاً من ذلك صار مثلهم كمثل الذين حُمِّلوا التوراة ثم لم يحملوها. فقالوا بتحريفه وتعطيله بحجة تحريفه.

بين التجريف اللفظي والتحريف المعنوي

وما لم يتمكنوا من تجريفه من الآيات لفظاً قالوا بتحريفه معنىً؛ مستندين إلى أكبر قاعدة للتحريف المعنوي ألا وهي القول بأن للقرآن ظاهراً غير مراد، هو ما يتبادر من معناه، وباطناً مراداً هو معنى آخر لا علاقة له باللفظ البتة. وهو ما يتفق مع طبيعة الفرس الباطنية المخادعة التي تجعلهم يظهرون غير ما يبطنون، وطبيعتهم الشكاكة المتوجسة التي تجعلهم على الدوام يفسرون الأمور على غير ما تبدو عليه. أي أسقطوا ما بداخلهم على جناب الله جل جلالـه!!! فما أعظم جرأتهم! وما أغلظ كفرهم وزندقتهم (لع)!

وتضرب عقيدة التحريف بجذورها الخفية إلى (عقدة السيد) من حيث علاقتها بعقيدة (الإمامة) المرتبطة بهذه العقدة. والقول بالتحريف نتاج منطقي لتسلسل القول بـ(الإمامة). وذلك لخلو القرآن الكريم من نص صريح عليها؛ فقالوا: إن نصوص (الإمامة) مما حذف منه. ومن هذا الباب قال البعض منهم بتحريف النقص دون تحريف الزيادة.

هكذا نجد أن عقيدة التحريف أو التجريف نابعة في جذرها وأصلها من عدة عقد فارسية، وتخدم في مرماها وفصلها أغراض الفرس وأهدافهم.

20/10/2022

__________________________

[1]- الصراع العراقي الفارسي، ص11، نخبة من المؤرخين العراقيين. دار الحرية للطباعة ـــــــ بغداد، 1404هـ ــــــ1983م.

اظهر المزيد

‫14 تعليقات

  1. “لقد وجد الفرس في القرآن المجيد أكبر خطر يهدد سيطرتهم، ووجدوا في القول بتحريفه أكبر عامل تخريب داخلي للإسلام وتقويض لهيمنته الحضارية” هذا في جانب سيطرتهم على عقل الجمهور الشيعي، وللسيطرة على عقل الجمهور السني حاولوا باستماته أن ينخروا الثقافة السنية بشعوبية خبيثة تدثرت بلباس الدين والأدب والفكر لتبث سمومها خفية عن عين الرقيب فكان أن سمموا لنا دواوين الحديث والتاريخ ونجحوا بعض الشيء في مهمتهم; حتى إذا ما اطمأنوا وظنوا أنهم نجوا من عين الرقيب جاءهم من يقوض أركان باطلهم لينهال على رؤوسهم سقف مكرهم وينكشف خبثهم للعيان بيد سنية لا تخشى في الله لومة لائم ..💫
    سددكم الله شيخنا وبارك فيكم

  2. لقد اصبت كبد الحقيقه التي مازال عليها الفرس،
    يستخدمون ادوات التحريف فتراهم يحمون حول القرآن فلم يجدوا منفذا يسدون به جوع حقدهم،
    غير المعنى أو الحديث المصنوعه،
    فجزاكم الله خيراً، د 🤲

  3. الفرس على مدى تريخهم الطويل لم يصنعوا لهم حضارة ولا تاريخ حافل بالإنجازات للبشرية هذا مستواهم لانهم لايرغبون بالتعليم من غيرهم وهو هاجس التكبر والاستعلاء على الإخرين
    وهذامن العقد النفسية التي تحيط بهم من كل جانب (وهذا أسلوب أبليس مع آدم ) .
    قامة الفرس بتحريف الديانات اليهودية والنصرانية والتورات ولانجيل التي لم يتعهد الله عزوجل بحفضها فأوكلها إلى العلماء فأصابها التحريف على يد الفرس وزعموا أن اليهود من قام بتحرفها الانهم دئماً يعملون وراء الضل
    أما القرآن الذي اصطدم به الفرس فالله هو الذي تعهد بحفظه ولذلك صنعوا البديل وهو التشيع كما قل (الدكتور طه الدليمي) وألبسوه لباس الإسلام ووضعوا له العقائد المنحرفة عن شرع الله كا الامامه وغيرها من العقائد التي يتعبد بها الشيعة اليوم وينسبوها إلى دين الإسلام زوراً وبهتنا أما القرآن محفوظ بأمر الله وهو المعجزة والمنهج إلى يوم الدين
    قال تعالى.
    ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ وععَزِيزٌ( ٤١)لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيد)
    (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ )

  4. الشيعة عندهم عقدة الاسقاط فهم يحرفون كل شي فيسقطون مابداخل قلوبهم المريضة على الصحابة رضوان الله عليهم وعلى غيرهم ان كانوا يعتقدون ان القران محرف وان الله هو من تعهد بحفظه فهم اشد كفرا من ابليس يتهمون الله بالكذب والعياذ بالله وهذا حتى ابليس لم يجرأ عليه

  5. الفرس يشقون من اللا طريق طريق ليزرعو حقدهم ويأخذون بثارهم من العرب على أشكال مختلفة و من هذا الاشكال كان التشيع ولا زال وايضاً التحريف الذي مس الأحاديث و الأسلام بشكل عام و داع.ش اللذي حارب السُنة بالسُنة ولا نعلم ما القادم ! مهما كانت لعبتهم القادهمة لا تهم لأننا كشفنا جميع أوراقهم بفضل الله ثم بفضل أعضاء ومؤسسي التيار السُني .

  6. امتدتْ ايديهم لكل شيء حتى اصبحنا نقول كل عالمٍ هو اصله فارسي، وكأن العرب الذين عزّهم الله بالاسلام ليس لهم ما يتقدّم علومهم الذين سادوا الدنيا بلا اله الا الله.
    وهذه العُقد التي ذكرتها دكتور امتدتْ إلينا حتى اصبح العربي (الشيعي) اكبر عُقدةً من الفارسي نفسه.

  7. يقول المؤرخ البروفيسور د. عماد عبد السلام رؤوف رحمه الله: إن العقلية الفارسية تعودت أن تنظر إلى الإسلام وحضارته بعين واحدة. إنها تتأثر بها لأنها مضطرة إلى ذلك لنقص في مستواها الحضاري، وتعاديها في الوقت نفسه لأنها تمثل خطراً يهدد سيطرتها على القوميات العديدة التي تحيط بها. فلقد اعتنق الفرس الإسلام كسائر شعوب المشرق لكنهم حاربوه من داخله، وتعلموا الآداب العربية لكنهم حاربوها بما تعلموه منها، وكتبوا بالحروف العربية لكنهم شنوا حرباً على اللغة العربية نفسها.
    تحليل ممتاز لما هم عليه.

  8. إن التحليل النفسي للمشكلة الشيعية وما تتصف به الشخصية الشيعية من عقد نفسية عديدة توضح عظم المشكلة التي حاول ويحاول الكثير تسطيحها أو تبسيطها وتجزئتها، بدل فهمها ومعالجتها من جذورها وليس من أوراقها.

  9. حاول الفرس بشتى الطرق القضاء على الإسلام عامه والعرب خاصه.
    ولم يدعوا طريقة الا لجئوا إليها منها الحروب والقتل والحرق والتدمير…
    لكنهم وصلوا إلى قناعة ان هذا الدين لايمكن القضاء عليه من خارجه
    والوسيلة الوحيدة هي اختراق الدين من داخله فلم يجدوا أفضل من الاتهام بالتحريف وجعل السنة هي المدخل لفهم القرآن وبدون السنة فإن القرآن معطل!
    وقام الفرس بتحريف السنة وهم اهل الخبرة في هذا المجال.
    وصنعوا لنفسهم ثغرة لدخول الى الإسلام
    بوضع الأحاديث الموضوعة والمدلسة وهذا مانعاني منه الى يومنا هذا.

  10. بوركت شيخنا الفاضل لهذا الطرح العميق
    لدور الفرس وتحريفهم للقرآن بطريقة مبطنة
    حتى لا يشعر المسلمين لما يجري من حولهم
    لكن الذي يعرف الفرس وخطورتهم ويقرأ تاريخهم
    وما يحملون من أفكار مبطنة حاقدة ضد كتاب الله
    ودين الأسلام هنا يعرف كيف يضع الحلول الصحيحة
    لتوعية المسلمين من لوثة الفرس الحاقدين
    بمنهاج القرآن الكريم.

  11. إذاً من أسباب قول الفرس وشيعتهم بأن لآيات القرآن معنى باطني لا يعلمه الا الامام او المعصوم هو اسقاط لما في باطنهم من تحريف وتضليل حتى يؤلفوا ويدخلوا الى القرآن من الروايات والتأويلات التي ما انزل الله بها من سلطان.

  12. بارك الله في سعيك

    نعم ان حقد الفرس منذ ظهور الدولة الساسانية الملعونة جعلهم يدمرون الحضارة البابلية ثم تطور الحقد إلى العرب وقالوا قول غير محترم والذي يمثلهم أن القرآن محرف وهذا قرآن عثمان ونحن ننتظر قرآن علي يأتي مع المهدي وخرافته لطعن بالقرآن الكريم الذي أنزله الله إلينا على لسان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم

  13. تفننوا في التحريف والتخريب والكذب هل هناك ملة مثل ملة الفرس واشياعهم ؟!!
    قاتلهم الله أنى يؤفكون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى