مقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

عقدة الشعور بالأقلوية .. عند الأفراد والشعوب والدول

د. طه حامد الدليمي

الشيعة قوم لا يحسنون حكم شعوبهم، ولا التعامل السليم مع جيرانهم.

لماذا؟

يعود هذا العوق الاجتماسياسي (SOCIOPOLITICAL) إلى سبب جوهري متأصل في الشخصية الشيعية ألا وهو عقدة (الأقلوية) النابعة من عقدة (الشعور بالنقص)، التي هي أهم الخصائص المكونة للشخصية الجمعية الفارسية.. الأب الروحي للشخصية الشيعية.

السيرة الذاتية لتكون الشخصية التخريبية لدى الأقلية

C:\Users\taha\Desktop\هي.jpg ليست هذه العقدة وليدة ظرف مؤقت أو حدث طارئ، وإنما تكونت وتغلغلت في النسيج النفسي الجمعي للشخصية الفارسية وترسخت فيه عبر آلاف السنين حتى صارت جزءاً لا يتجزأ منه. أما كيف؟ فإن دراسة الوضع (الجيوسياسي) المحيط بالفرس يجيب عنه. إنه العامل الرئيس وراء تكوين هذه العقدة الراسخة المميزة للشعب الفارسي وكل من خالطهم وتأثر بهم. وانتقلت بالحث والعدوى إلى الشيعة (وكثير منهم فرس أدعياء عروبة) حتى صارت جزءاً لا يتجزأ من النسيج النفسي الجمعي للشخصية الشيعية.

الفرس في الأصل – وما زالوا – أقلية قومية في وسط محيط يقطن الهضبة الإيرانية أكبر منهم بكثير، وبعضه أرقى منهم حضارة. أرادت هذه الأقلية أن تحكم هذا المحيط ، ثم تتجاوزه إلى ما وراءه ليكون لها دور عالمي.

إن عناصر القوة الخيرة في أي أقلية لا تؤهلها لأن تقوم بدور أكبر من حجمها أضعافاً. فما العمل؟ ما الحيلة؟

لا بد من تحريك عناصر الشر إذن. من الكذب والغش والتزوير والمراوغة والشك والتوجس والغدر والعدوان والحقد والمظلومية واللؤم وبث الفرقة والعداوات والسطو على موروث الآخرين… وغير ذلك من عناصر الشر التي تترسخ بمرور الزمن في النسيج الباطني للشخصية حتى تتحول إلى شبكة من العقد المرضية، تستبطنها وتصير جزءاً لا يتجزأ منها.

وأصل كل هذا الشر هو (عقدة الأقلوية) أو (عقدة النقص)..

هذه العقدة تجعل من صاحبها ذا شخصية خائفة متوجسة من الآخر، تتوهم على الدوام أن من حولها يتربص بها الشر ويريد بها إيقاع الأذى وإقصاءها وإبادتها (بارانويا)؛ فتبادر إلى مهاجمته قبل أن يهاجمها كما يخيل لها وهمها، الذي هو حلقة في سلسلة من التوهمات والعمليات النفسية الشاذة، التي تؤدي بالشيعي إلى أن يكون عدوانياً غادراً مخرباً، وفي الوقت نفسه حزيناً كئيباً متألماً يشعر بالمظلومية والحنين إلى البكاء واللطم، مع رغبة جارفة بالانتقام من الآخر والثأر منه بطريقة سادية بشعة، والسعي بكل ما يستطيع لإزاحته ونفيه من الوجود المشترك أو الحياة نفسها.

فإذا تسلمت هذه الطائفة مقاليد الحكم في أي بلد، أو أرادت دولة صغيرة تجاوز قدراتها الذاتية إلى ما فوقها.. عملت كل ما بوسعها لتفجير وإخراج ما في حاوية تلك النفسية المريضة المعقدة من دمامل وقيح وصديد، وعلى أسوأ ما يطوف في الخيال من صور للشر والفساد والتخريب. وهو ما حصل لعرب الأحواز، ولسنة إيران ولبنان والعراق وسوريا والبحرين واليمن، وظهرت بوادره في شرقية السعودية والكويت.

هذه هي السيرة الذاتية لتكون الشخصية التخريبية للفرس والشيعة جمعاً وفرداً، دولة وشعباً. وللطابع الشخصي لكل دولة صغيرة أو أقلية تسول لها نفسها أن تتجاوز قدرها بما يفوق حجمها. لتتحول إلى خنجر في خاصرة محيطها.

الأقليات: دولاً أم شعوباً خطرة على محيطها؛ لذا ينبغي أن تمنع من أن تستلم دوراً قيادياً لمن حولها وإلا قادته إلى الخراب، وتعاونت مع كل عدو يبغي به شر البلية.

كل مصاب بـ( عقدة الأقلوية ) مخرب وإن كان في الواقع أكثرية

إن (عقدة الأقلوية) لا تتعلق بكون الشيعة أغلبية أم أقلية في البلد، فالعقدة مرض نفسي غائر في أعماق النفس، يوجه لاشعورياً سلوك صاحبها وإن لم يكن له مبرر في الواقع، كالرجل الذي لديه (رهاب/فوبيا) من الصراصر أو الأماكن العالية أو المغلقة، فإنه يظل في حالة خوف منها ويهرب من مواجهتها مهما كانت الأدلة على عدم وجود ضرر منها. وما دعاوى الشيعة اللحوح في أنهم غالبية نفوس العراق – مثلاً – سوى تعبير معكوس عن هذا الشعور. كالخائف من الأشباح في الظلام يرفع صوته عالياً ليعيد لنفسه بعض الاطمئنان المفقود. وهو نوع من (الاستعراض) يعبر عن الخواء لا عن الامتلاء، تماماً كالطبل كلما كان أكثر فراغاً كان أشد ضجيجاً.

إن هذا يفسر لنا ويكشف عن السر الكامن وراء كون إيران دولة عدوانية بطبيعتها، تثير الحروب من حولها، وتنشر الخراب وتعتدي على جيرانها، ملتمسة شتى المبررات لفعل ذلك. وتعكس هذا العدوان على الطوائف الأخرى المكونة للدولة مع أن الشيعة يشكلون أغلبية السكان فيها.

إن الحاكم الإيراني يعاني من (عقدة الأقلوية).

قارن ذلك بحاكم أصغر دولة عربية (البحرين مثلاً) لترى الفارق في علاقة هذا الحاكم بالطوائف الأخرى المكونة للدولة.

 

قانون اجتماسياسي ( Sociopolitical ) .. ثبتوا هذا القانون

من هنا يبرز لنا قانون يتعلق بالاجتماع والسياسة، لا أراه حاضراً حتى الآن في قاموس السياسة أو الاجتماع. هو أن الطوائف المصابة بـ(عقدة الأقلوية) لا تصلح للحكم، ولا يصح تمكينها من السلطة لا على أساس الديمقراطية ولا غيرها، وإن كانت تمثل غالبية المجتمع؛ لأنها ستوقع الظلم بالأقليات التي تحت سيطرتها بصورة شاذة تهدف إلى محوها وتذويبها ونفيها من الوجود. وإيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن وما يجري فيها اليوم من ظلم وخراب وانتقام وتعطيل لمناشط الحياة شاهد على ما أقول. ودليل على أن أسوأ حل في هذه البلدان هو الحل الديمقراطي. إن الديمقراطية وإن اقتربت من الصواب فيما يتعلق بحكم الأغلبية، لكنها بقيت قاصرة من حيث أن هذا ممكن حين تكون الأغلبية سليمة من (عقدة الأقلوية)، وإلا كانت أسوأ الحلول، كما أسلفت. لقد كانت الديمقراطية بتقريرها لحكم الأغلبية سطحية في نظرتها، كمية في معيارها. وما قررناه هنا يتجاوز السطح إلى العمق في نظرته، والكمية إلى النوعية في معياره.

والقانون هذا يتجاوز الأقليات (بالمفهوم الحقيقي أو العقدوي) إلى الأفراد، كما يتجاوزها إلى الدول، وبالمفهوم نفسه. ويفسر سلوكها التخريبي أوضح تفسير.

………………………………..

نشرت سابقاً.

 

اظهر المزيد

‫15 تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته. يا دكتور طه العجب كل العجب عندما بعض السنة وخاصة الذين ينتقدون الشيعية. مثل عثمان الخميس يقول ليس لدينا مشكلة مع الشيعية قبل الخميني ويقول هم جيراننا واستاذتنا . اذا كان حال السني الذي ينقد الشيعية بهذا التفكير ما بالك بالعامية فقدنا هويتنا. أنا متابع الحوارات بين السنة والشيعة.ارى الشيعية صغيرهم وكبيرهم وغير الملتزم كلهم يدافعون عن عقيدتهم الفاسدة. وارى عثمان الخميس وكذلك فراج الصهيبي للاسف هذا حالنا. اخوك تارك التشيع منذ 2005

    1. حياك الله
      وثبتك على سواء الصراط
      إذا عملنا بمشروع مؤسسي بفكر رباني وهوية سنية فلا تبتإس.
      وأبشر بتحقيق قوله تعالى فينا:
      (فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَیَذۡهَبُ جُفَاۤءࣰۖ وَأَمَّا مَا یَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَیَمۡكُثُ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ یَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ) ﴿ ١٧ ﴾
      الرعد, آية 17

  2. هذا التشخيص الدقيق للعقدة وللشخصية التي تعاني منها يبين لنا الفرق الشاسع بين الفكر السني والافكار الاخرى المتواجدة على الساحة والتي لازالت تراوح مكانها ..
    سددك الله دكتور وبارك في علمك وعمرك 🌷

  3. صدقت دكتور لا يجوز تطبيق قانون الديمقراطية
    مع هكذا بشرية يحملون عقدة الأقلوية وعقد حاقدة لكل الإنسانية….لنقول يطبق معهم قانون الفدرالية حتى
    تستطيع باقي الاقليات الخلاص من هكذا بشرية يحملون عقدة النقص والشعور بالاقلية لأنهم لا يملكون عقول حضارية أو أي نظام سلام لجميع البشرية
    بوركت جهودك شيخنا المجدد طه الدليمي

  4. بسم الله الرحمن الرحيم
    جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
    بمناسبة رفع أصواتهم عاليا بانهم أغلبية (اقصد الشيعة)، أتذكر يوما خرج أحد معمميهم ليقول وبكل وقاحة ولا يبدو عليه أي ملامح خجل أو ارتياب من كذب، بأنهم خمس وثمانون بالمئة، فقلت في نفسي، ماذا لو أخذ من الباقي الكرد واليزيديون والصابئة والنصارى حصصهم، فكم سيبقى للسنة العرب من نصيب، فوصلت الى اننا لن نكون صفرا بل رقما بالسالب.
    قبحهم الله من قوم كاذبين

  5. والله يااخوة، د ماقصر في تشخيص الفرس؟!
    حينما يكون التشخيص على ضوء الوحي قريب للواقع يعني ملموس بالحواس ليس للذهن فقط،
    يعني الفارسي انسان لايريد ان يراك إنسان بل، لايريد ان يرى ذالك على نفسه من شدّة الحقد الاعمى،
    وحشي خسيس بعقل بهيمة….،
    وهذا التحليل لايراه الجامد عند النص

    1. جزاك الله خيراً دكتور على هذا التشخيص والتوصيف والانتباهة الى هذه المشكلة sociopolitical
      لكن في ظل النظام العالمي في زمننا هذا وارتفاع صوت الديمقراطية والاغلبية العددية يصعب منع السفهاء واصحاب العقد النفسية من الوصول الى سدة الحكم والسلطة .. والله المستعان ..

  6. المريض النفسي شخص خطير على نفسه وعلى المجتمع وفي كل الدول يحجر عليه لتجنب خطره.
    فكيف يسلم مثل هؤلاء المرضى حكم بلد الذين هم لا يحكمون أنفسهم اصلا.
    وبما لايقبل الشك ان هذا المريض عندما يحكم سيفسد ويسرق ويقتل تفريغا للعقد الداخليه التي تحكمه.
    الشيعه لا ينفع معهم الا العزل لحصر مرضهم وشرهم بينهم وحمايه المجتمع من انتقال العقد اليه.

  7. الفرس اين ما حلوا حل الخراب عقدهم النفسية دافعهم للهدم والخراب شعورهم بالاقلوية سيكون سبب دمارهم ونهايتهم بأذن الله

  8. جزاك الله خيراً على هذا المقال العجيب في تحليل الشخصيه الشيعية الفارسيه

    كما ذكرت حضرتك( أن الطوائف المصابة بــ(عقدة الأقلوية)لا تصلح للحكم)ومما رأيناه من هذه الفئة عندما حكمت العراق جعلته يعيش اسوء ايامه لانهم يمتلكون هذه الخصال الفارسية وهي (عقدة الأقلوية)او (عقدة النقص) هذه العقد متوارثه لديهم عبر الاجيال .

  9. لم نعرف عقدة التشيع برغم نحن سابقاً كنا شيعة لولا أن منه الله علينا بالدكتور الذي فصل التشيع على حقيقته وسيرته من دين وتاريخ وسياسة تمثل المشروع الفارسي وهذا ما قرأناه في رواية جنوبشت والكتب والمطويات التي ألفها الدكتور ومتابعة محاضراته باستمرار إلى لآن . حفظ الله المجدد دكتور طه الدليمي.

  10. في كل مرةً تفصح المقالة عن اسرار جديدة تدخل في العمق تحلل تفسر تستنتج , ونحن نتوق للحل والعلاج ،
    هذا الكلام ينطبق على كثير من الاقليات التي اراها سبحان الله نفس التصرف وان كان التصرف اقل لانها لم تورث حكم او هم ليسو كالفرس بطبيعتهم المتغطرسة والحاقدة لكن النتيجة نفسها
    شكرا لجهودك في الغوض في هذه العقد المتجذرة

  11. فعلا الأقلية لا تستطيع الحكم لأن مرضهم يبقي الهوس والخوف في نفوسهم قلقاً من الاكثرية أن تتغلب عليهم يوما ما
    لذلك تراهم يقتلون ويفسدون في الأرض ظناً أن هذا سيبقي حكمهم الفاني
    الحل يا سيدي أن لا نعطي لهم أي مجال للتوغل في الحكم كما فعل حمراء الكوفة ولا نأمن لهم كما فعل اجدادنا مع ابو لؤلؤة المجوسي وغيرهم من الفرس الحاقدين

    ولله الحكمة في كل شيء ونسال الله أن يعيد امجاد الأمة ولا نقع في نفس الخطأ

  12. في كل مرةً تفصح المقالة عن اسرار جديدة تدخل في العمق تحلل تفسر تستنتج , ونحن نتوق للحل والعلاج ،
    هذا الكلام ينطبق على كثير من الاقليات التي اراها سبحان الله نفس التصرف وان كان الظرف اقل لانها لم تورث حكم او هم ليسو كالفرس بطبيعتهم المتغطرسة والحاقدة لكن النتيجة نفسها
    شكرا لجهودك في الغوض في هذه العقد المتجذرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى