مقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

عقدة التُّقْيَة([1]) والكذب

سلسلة التحليل النفسي لأهم العقائد والطقوس الشيعية/ الحلقة السابعة

د. طه حامد الدليمي

C:\Users\taha\Desktop\تق.jpg لم تبلغ أمة في الكذب والنفاق ما بلغ الفرس! حتى صار الكذب شعاراً لهم. فلما دخلوا في الإسلام أسبغوا على اللفظ ستاراً من الكذب فصار الكذب المبرقع (تقية).

وقد بحثنا عن الأسباب الباعثة لذلك فتبين لنا كيف أن هذه الصفة متأصلة في طبيعة الفرس – ومن أُعدي بهم – تأصل الروح من الجسد لا تفارقه إلا بالموت.

ابن سلول

كلنا يعرف لماذا تبنى عبد الله بن أبي بن سلول النفاق وصار رأس المنافقين في المدينة؟ وللذكرى أقول: حين دخل النبي عليه السلام المدينة كان أهلها على وشك تتويج ابن سلول ملكاً عليهم. فإذا الناس ينصرفون عنه ، وينشغلون بمقدم النبي وبدعوته الجديدة؛ فانتفخ حقداً عليه وعلى أصحابه؛ لأنه رأى فيهم السبب في حرمانه من الملك. ولما يئس من رجوع عودة حلمه بتاج المُلك تبنى المراوغة والخداع وتظاهر بالإيمان وأبطن الكفر، وصار يثير المشاكل ويفرق الصفوف ويؤلب الكفار على دولة الإسلام الناشئة، ويقتنص الفرص للطعن المبطن برسول الله، يشوه سمعته لكن في أصحابه وأزواجه، فهو الذي تولى كبْر إثارة الغبار حول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك المعلومة.

أفراخ ابن سلول

الأمر نفسه وقع حين دخل المسلمون العرب إلى العراق وأبادوا جيوش النار وأزاحوا الفرس عن الملك واستولوا على عروشهم ودولتهم وتيجانهم وسبوا نساءهم وذراريهم ومرغوا كبريائهم وعنجهيتهم بالوحل. حتى إذا يئسوا من رجوع ملكهم وإزاحة العرب عن سلطانهم فعلوا ما فعل المنافقون أول مرة. لكن هذه المرة كان الفعل أعمق وأوسع وأدوم!

تبنى الفرس – إلا أقلهم – المراوغة والخداع وتظاهروا بالإيمان وأبطنوا الكفر وصاروا يثيرون المشاكل ويفرقون الصفوف ويؤلبون الكفار على دولة الإسلام الناشئة، ويقتنصون الفرص للطعن المبطن برسول الله عليه السلام، وذلك بتشويه سمعته في أصحابه وأزواجه. ومؤرخو القوميين([2]) يذكرون أن الفرس بقيادة يزدجرد اجتمعوا بعد هزيمتهم في معركة نهاوند الفاصلة وقرروا التظاهر بالدخول في الإسلام لتخريبه من الداخل.

وهكذا كان.

توسلوا لذلك وسائل منها مبدأ (التقية) الذي يبيح لهم التظاهر بالإسلام مع إبطان الكفر، والكذب والتحايل والخداع وإظهار شيء وإخفاء نقيضه متى ما احتاجوا إلى ذلك وإن لم يكن إلجاء أو إكراهاً، ومع المسلمين وغير المسلمين. وهي صفات الفرس النفسية الجمعية ألبسوها لبوس الدين. فـ(التقية) ناشئة عن الطبيعة الفارسية التي تمتهن الكذب وتعتاش عليه، وتخدم في الوقت نفسه أغراض الفرس، وتحقق أهدافهم.

الجذور البعيدة

أما جذور (التقية) البعيدة فيمكن تحسسها من خلال علاقتها بـ(عقدة النقص). وفي ذلك يقول د. حجازي: (عقدة العار هي التتمة الطبيعية لعقدة النقص. الإنسان المقهور يخجل من ذاته، يعيش وضعه كعار وجودي يصعب احتماله. إنه في حالة دفاع دائم ضد افتضاح أمره، افتضاح عجزه وبؤسه. ولذلك فالسترة إحدى هواجسه الأساسية. إنه الكائن المعرض للافتضاح، ويخشى أن ينكشف باستمرار، يخشى ألا يقوى على الصمود. يتمسك بشدة بالمظاهر التي تشكل ستراً واقياً لبؤسه الداخلي. هاجس الفضيحة يخيم عليه (فضيحة العجز أو الفقر أو الشرف، أو المرض. حساسيته مفرطة جداً لكل ما يهدد المظهر الخارجي الذي يحـاول أن يقدم نفسه من خلاله للآخرين… .

ويكمل د. حجازي فيقول عبارة تفسر بوضوح منشأ التقية والبوشية الفارسية([3]). يقول: ولكن الرجل المقهور يسقط العار أساساً على المرأة: المرأة العورة أي موطن الضعف والعيب. وبسبب هذا الإسقاط يربط الإنسان المسحوق شرفه كله، وكرامته كلها بالحياة الجنسية للمرأة)([4]).

23/12/2022

………………………………………………………………………………………………….

  1. – معظم الناس يلفظون كلمة (التُّقْيَة)هكذا: (التَّقِيَّة): بفتح التاء المشددة وكسر القاف مع ياء مفتوحة مشددة. والكلمة، بهذا اللفظ، مؤنث تقي. وأرى أن اللفظ الصحيح للكلمة هو (تُقْيَة): بضم التاء وسكون القاف وفتح الياء غير المشددة؛ فإن أصل الكلمة (تُقَاة) كما جاء في قوله سبحانه: (لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) (آل عمران:28). لكن حصل للفظ تغيير بسبب ثقله، فحذف الألف وسُكِّن القاف وفتح الياء؛ فإن الألف إذا حُذف ترك مكانه فتحة. فانتقل اللفظ من (تُقاة) إلى (تُقَيَة) ثم إلى (تُقْيَة). فلفظ (تُقْيَة) هو الصواب. والله أعلم. ومن لديه رأي علمي آخر فليتحفنا به مشكوراً.
  2. – أما غير القوميين فعن هذا في شغل غارقون!
  3. – البوشية: برقع المرأة الفارسية، الذي تخفي وراءه وجهها. خصوصاً اللواتي يمتهنَّ (المتعة) أو (الساغيه) بالفارسية. واللفظ مأخوذ من كلمة (صيغة) العربية، أي: صيغة العقد. وحذف المضاف إليه نتيجة التكرار تخفيفاً للكلام، واكتُفي بالمضاف عن المضاف إليه.
  4. 159- التخلف االاجتماعي، ص45-46.

 

اظهر المزيد

‫22 تعليقات

  1. وايِّاكم والكذب فإن الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً…
    دين مبني على الكذب والمؤامرات والاساطير والخرافات !! اعوذ بالله !!
    اللهم اجعلنا من الصادقين وارزقنا رفقة الصادقين في الدنيا والاخرة

  2. احسنت يا دكتور
    حالة الفرس وشيعتهم كحال عبد الله بن أبي بن سلول وغيره من الذين حاولوا تهديهم الاسلام لكنة انتصر رغمناً عن انفهم ، مهما حاول الفرس وشيعتهم من حرف الامة عن الاسلام الصحيح الخالي من الشوائب سنكون لهم بالمرصاد نعيد مسار البوصلة كلما انحرفت

  3. جزاكم الله خيرا دكتور على هذا المقالة
    التي توضح عقدة التقية والكذب
    ولديهم قاعدة أكذب أكذب حتى يصدقك الناس
    فتح الله علينا وعليكم دكتور

  4. (التقية) مورث مخزي حمله الفرس لعبيدهم الشيعة
    وساروا يمارسوه بأسم الدين ويطبقوه على السذج
    والمطبعين!!وكما ذكرة شيخنا الفاضل جعلوا المرأة
    ضمن منهاجهم يتاجرون بأسم مذهبهم الرذيل كيف للعربي
    وشجاعته وغيرته على عرضه أن يصدق مرجعه الفارسي
    في مفهوم المتعه وما شأن المتعة بالحسين وعصمته

    واقول الحمدالله الذي رزقنا بفكرك وقلمك الذي وضح لنا
    حقيقة الفرس وتاريخهم المخزي وعقائدهم الحاقدة
    وما فعلوه من تزوير وكذب وتدليس بالعرب
    جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل

  5. جزاك الله خيراً وبارك الله فيك دكتور (قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)

  6. جزاك الله خير على تعريف التقاة ، الفرس اكيد اهل مكر وغدر فنحن نتصدى لهم بلمنهج القراني يمكرون ويمكرالله والله خير الماكرين

  7. من له حيله فليحتال المسلمين يردعهم دينهم عن الحيلة المبنية على الباطل اما الفرس فلايوجد عندهم رادع عن الحيلة سواء كذب او مكر او مؤامرة او خيانة او غيرها من الشرور ويجب على المؤمن ان يكون كيساً فطناً لا تمشي عليه مثل هذه الالاعيب
    وما اسهل الشر على من نواه بعكس الخير الذي يصعب على كثير من الناس
    قال الشاعر
    وجدت الخيانة ماتخفى طول الليالي دوم
    إذا مادريت انت يبي يدري بها الداري

  8. بسم الله الرحمن الرحيم
    جزى الله الدكتور الدليمي خير الجزاء
    لو كان ابن سلول صاحب مكنة لما اضطر إلى ممارسة التقية، لكنه وجد نفسه ضعيفا إذ انصرف الناس عنه بعد مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذا الشيعة، فالتقية عندهم كالخنجر الذي يخفوه وراء ظهورهم اضطرارا، فإذا ما زالت الضرورة أخرجوه طعنا وغدرا بالمسلمين، وهذا ما حدث بالعراق، ومن هذا نخلص إلى أنّه لا يمكن التعايش مع قوم بهذه العقدة والعقيدة، ولا بد ان ننتهج منهج العزل كقاعدة ثابتة لا تراجع عنها ولا مراجعة لها.

  9. (ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به على القوم، ويل له، ويل له)
    ان الفرس انشئوا دين يعتمد على الكذب وادخلوه في عقول العرب وخدعوهم وصدقوا الخدعة وبالتالي اصبح العربي احرص من الفارسي على هذا الدين المزيف من الفارسي نفسه.

    جزاك الله خيراً لهذا التوضيح

  10. (ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به على القوم، ويل له، ويل له)
    ان الفرس انشئوا دين يعتمد على الكذب وادخلوه في عقول العرب وخدعوهم وصدقوا الخدعة وبالتالي اصبح العربي احرص من الفارسي على هذا الدين المزيف من الفارسي نفسه.

    جزاك الله خيراً لهذا التوضيح

  11. جزاك الله خيراً دكتور احسنت البيان في عقائد اعلى التحريف والضلاله معتقد اتهم من تقية وكذب وتحريف وعقد

  12. الفرس الذين يحذون حذو ابن سبأ ويتغلغلون بين مجتمعاتنا بكل اريحية ونحن على اعتاب ٢٠٢٣ لم نجد تصنيفا يليق بهم يبنى عليه كيفية التعامل والمواجهة كما هو الحال مع ابن سبأ!!
    لله درك دكتور طه اجدت وافدت وأشملت بتشخيص هذه الشخصية المليئة بالعقد والتي ابتلينا بها
    ويزيد حجم الابتلاء وشدته مع وجود من نسب للعلم يريد تجميل هذه الشخصية واعطاءها ميزات لو غسلت بنهر الكوثر لما حصلتها

  13. الفرس لم يجدوا وسيلة لإختراق العرب سوى العمل بما يُسمى “جمع الحديث” لأن الحديث ليس محفوظ من التحريف مثل القرآن ، لذلك من العجب أن جميع علماء الحديث بدون استثناء كانوا من الفُرس وتستغرب لماذا هم فقط من فطن لجمع الحديث ولم يفطن له أحد من مصر أو الشام مثلاً!!

  14. الفرس عندما اصطدموا بالقرآن الكريم جاؤوا بدين جديد يخالف ديننا بكل الاتجاهات ووضعوا له صبغة الإسلام وهذه من أساليب مكرهم يعملون بثقافة سياسية معقدة ولايمكن عبور هذه الحواجز مالم يلبسوا ثوب الإسلام .
    صنعوا التشيع وأسسوا له عقيدة تخدم مشروعهم بصياغة خالف تسد التقية الكذب (النفاق ) المتعة والخمس والسرقة وهذا ما يتم به لتهديم المجتمعات العربية عن أصولها الحضاري والدني بهذه الرذائل إلاخلاقية .
    ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) )

  15. إن الروافض كالمجوس ضلالة***عذرا لكم ياعابدي النيــــــــــران
    بل هم أشد من المجوس ضلالة***ومن اليهود وعابد الصلبــــــــان
    فالرفض أخبث مذهب وعقيدة***عرفتهما الدنيا مدي الازمــــــــان
    هم جند ابليس اللعين وحزبه*** هم صفوة من شيعة الشيطــــــــان
    هم لعنة حلت بامة احمد*** هم في الوري كالسم والسرطــــــــــــــان
    عكفوا علي سب الصحابة قربة*** ورموهموا بالنصب والكفـــــــران

  16. مقال والتفاته روعة في مفهوم خطر الفرس الماكر،
    هم صفحتان في كل طريق للتخريب،
    صفحة ناعمة والاخرى للانتقام،،،،
    الرسمه فقط تعبر عن ذالك فمابالك بالمقال

  17. الفرس والشيعه وجهان لعمله واحده
    ف الكذب الذي هو من طبيعة الفرس تم تغليفه بالتقيه عند اتباعهم الشيعه
    فتجد واقعهم الديني والسياسي والمجتمعي يتدين بهذه العقيده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى