كلهم مقتدى .. لا أستثني أحدا (3)
محمود الصرخي
محمود عبد الرضا الملقب بالحسني الصرخي، يمثل في هذه المرحلة – بعد احتراق ورقة مقتدى – عند الكثير من النخبة السنية ذلك الأمل، وتلك الشخصية الوطنية العروبية، التي تندد بالاحتلال الأمريكي، وتستنكر التدخل الإيراني في الشأن العراقي. وبالجملة مثال رجل الدين الشيعي اللطيف النظيف، الذي يصلح للاحتذاء في مشروع المصالحة والتقريب والوحدة الوطنية، وإعادة اللحمة إلى هذا الوطن المفكك المنكوب! وكأن مقتدى لم يكن درساً بليغاً مؤلماً كان عليهم أن يأخذوا منه العبرة، ويقيسوا عليه بقية الأشكال المشابهة! فتعالوا بنا قليلاً نتعرف على الصرخي هذا.. هذا المثال الصارخ!
في كتابه المسمى بـ(أهل السنة وحب العترة) لا يتردد عن أن يحكم على أهل السنة بأنـ(هم أسوأ من إبليس)!! ويعلل هذه المفاضلة بـ(أن إبليس يمكن أن يطرح الحجة أو العلة ولو كانت واهية وباطلة) أما أهل السنة – الذين يتهمهم ببغض أهل البيت، ويوجه لهم الخطاب بعنوان هذه التهمة – فليس لهم أية حجة في ذلك. وهكذا يصدر عليهم حكمه النهائي بأنهم (أردأ وأسوأ من إبليس وفي درجات أعمق من إبليس في نار جهنم وبئس المصير). ثم صار يدندن حول (الإمامة)، وعدم اعتراف أهل السنة بها، وهدمهم لأصل الطاعة لأهل البيت، ليقول: (فشعارهم التوحيد من الشعارات البراقة التي ينخدع بها العديد من الجهال والعصاة. بشعارهم الكاذب بالتوحيد يريدون أن يهدموا أصل التوحيد وأصل العبودية المطلقة لله تعالى، وتهديم اصل الطاعة لما أوصى من طاعة أهل بيته). ويستشهد لقوله هذا، وحكمه هذا فيهم بالشيخ محمد بن صالح العثيمين، مثالاً لهدم أصل التوحيد، وما سطره رحمه الله تعالى في كتابه القيم (عقيدة أهل السنة والجماعة)[1]!.
وانظر إليه ماذا يقول عن الصحابة!
تحت عنوان (العمامة الحقيقية والعمامة المزيفة) – العمامة الحقيقية إشارة إلى علي، والمزيفة إلى الصحابة، وعلى رأسهم أبو بكر! – يقول هذا المعمم المزيف: (إن حزن أبي بكر هو حزن على نفسه، وليس على النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وإن السكينة نزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غار حراء. وإن الاثنينية تذكر حتى بين الإنسان وكتابه والإنسان وحماره والإنسان وعصاه وغيرها. بعد رحيل المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم انقلب الحال وتغيرت الأقوال. فبينما انشغل أمير المؤمنين علي بتغسيل وتحنيط وتجهيز الحبيب المصطفى صلى الله عيه وآله وسلم إذا بالسقيفة قد انعقدت وتنصب (الأول) تحت طاولة الترغيب والترهيب وضرب الخراطيم بالسيوف. والنتيجة انشقت الأمة وراحت تأتمر بأمر من خرج على نص النبي وأمر الله)[2].
وقبل أن أضع يدي على أنفي، وأغادر هذا الكنيف، أرى من تمام الفائدة أن أذكر موقفه من أهل الفلوجة. وذلك لسببين: أولهما: أنه يعطي الصورة النموذجية للشخصية الشيعية، وكيف تظهر أمراً – حسب ما يتطلب الموقف – وتبطن نقيضه. فحين يقتضي الموقف الظهور بمظهر الوطني، الحريص على وحدة الوطن والمواطن، وركوب موجة الآخرين والاستفادة من الحدث إلى أبعد حد، تجده يرتدي لباس التقية، ويتجمل بالشعارات النفاقية ليصرح على رؤوس الملأ – في بيان له موقع باسمه،ع نوانه ( فلوجة الخير والمقاومة) – ويقول: (نعزي سيدنا وقائدنا النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، ومولانا ومنقذنا قائم آل محمد وبقية الله تعالى في أرضه عجل الله تعالى فرجه الشريف بمصاب أهلنا وإخواننا وأحبائنا في فلوجة الخير والمقاومة والجهاد والصبر). ويختمه بقوله: (والسلام على الفلوجة المقاومة وأهلها الصابرين ورحمة الله وبركاته. وفرج الله تعالى عنهم، وعن المؤمنين والمؤمنات فرجاً عاجلاً كلمح البصر، أو هو أقرب. إنه سميع الدعاء) 19/صفر/1425 هـ .
والسبب الثاني: هو أن عامة مثقفي أهل السنة وكتابهم وصحفييهم، بل وكثير من مشائخ الدين فيهم، لا يعرفون من هؤلاء إلا هذه التصريحات الدعائية، ولم تتهيأ لهم الفرصة لأن يقرأوا ويتعمقوا، ليطلعوا على حقيقة ما يعتقدونه ويخبئونه، مما يناقضه نقيض الضد للضد!
فهذا الذي يصرح ويصرخ بمثل هذه الخطابات الإعلانية، هو نفسه حين يسأل عن أهل الفلوجة، هؤلاء الذين يمتدحهم، ويظهر التوجع لمصابهم، يجيب بجواب آخر، يظهر فيه على حقيقته، وحقيقة موقفه منهم، ومعتقده فيهم. والفرق بين هذا وذاك أن تصريحه الأول جاء في بيان مصوغ أصلاً للإعلان والدعاية. ربما يسمعه الملايين، ويصل إلى أبعد المسافات، وتتناقله الفضائيات. كما كان مقتدى يفعل. بينما موقفه الآخر جاء على شكل جواب لاستفتاء منشور في كتاب، لا يطلع عليه عادة إلا المعنيون من الشيعة المقلدين له حصراً. وهذه الكتب تظل غالباً بعيداً عن مثقفينا ومشائخنا وإعلاميينا؛ فيقعون في الشرك، وتنطلي عليهم الحيلة، ويصيرون أبواقاً للشيطان من حيث لا يشعرون.
ففي أحد الكراريس الاستفتائية يوجه إليه السؤال التالي: (لقد سمعنا بالمصادمات في الفلوجة بين المواطنين والأمريكان الغزاة فهل إن الذين قتلوا هم شهداء أم ماذا؟).
فيجيب بـ(وطنيته) المعهودة قائلاً: (بسمه تعالى إن ولاية أهل البيت عليهم السلام ولاية حق وهي المحك في قبول الأعمال. وإن الجهاد في سبيل الله تعالى ونيل الشهادة في هذا الطريق لا يتحقق ولا يقبل إلا بولاية أهل البيت الصادقة الحقيقية. ولا يخفى على الجميع أن كل إنسان يحاسب وفق مستواه الذهني وحسب ما وصل إليه من دليل ومقدار وضوحيته وتماميته)[3].
والذي يرجع مرة أخرى إلى بيانه الدعائي، يمكن أن يجد ما بين الكلمات ما يدل على عقيدته التكفيرية هذه، ولكنه دسها دساً خفياً، لا يفطن إليه إلا خبير. أعد قراءة هذه العبارة: (… وفرج الله تعالى عنهم، وعن المؤمنين والمؤمنات…) ماذا ترى فيها؟ ربما تقول: لا شيء. وأقول لك: كلا ! انظر إلى تفريقه بين دعائه لأهل الفلوجة بقوله:( وفرج الله تعالى عنهم)، ودعائه للشيعة حين خصهم بقوله: (وعن المؤمنين والمؤمنات)! فجاء بحرف العطف (الواو) الذي يقتضي المغايرة، وأكد المعنى بتكرار حرف الجر (عن)!. ومن عرف لغة القوم واعتقاداتهم علم أن الشيعة لا يطلقون لقب (المؤمنين والمؤمنات) إلا على من آمن بمبدأ (الإمامة) وهم الشيعة حصراً. وإن أطلقوا على غيرهم وصف (المسلمين) حكماً لهم بالظاهر قياساً على المنافقين.
أرأيت كيف يتلاعبون بالألفاظ، ويتصرفون بالعبارات؟! في غفلة من جماهير أهل السنة، الذين هم بعيدون كل البعد عن هذه المنعرجات، والمتاهات، والطرق الملتوية، التي ربما ضاع فيها الحادي الخبير!
أكتفي بهذا القدر من الشواهد على (الوطنية) و(العروبية) التي تنز من آذان هذا الرجل. وقلبي كله حسرة على أهل السنة – وعلى العروبيين والوطنيين من كافة الأديان والأعراق – كيف يخدعون بأمثال هؤلاء! انظر إلى موقع (الرابطة العراقية)! تجد الإخوة القائمين عليه – وهم من هم في وطنيتهم وعروبتهم، كما نلمس من خلال هذا الموقع الطيب، وحرقتهم على ما يجري لأهلهم في العراق – يضعون صور الصرخي والخالصي والمؤيد في مكان بارز من الصفحة الأولى، على أنهم رموز للوطنية والعروبة والسمو فوق الطائفية والانتماءات المذهبية! وشبيه به ما تفعله بعض المواقع الجيدة الأخرى. منخدعين بما يطلقه هؤلاء الملبسون من فقاعات هوائية، وبالونات دعائية حول إيران، وغيرها من موضوعات الساعة. وكأن الذي يذم إيران يقدم صك البراءة من الشعوبية، والحجة القاطعة على ما يقابلها من المعاني الوطنية والعروبية. وما دروا أن ذلك ما هو إلا صورة للصراع الداخلي، الذي يحدث طبيعياً بين أصحاب الأديان والآيدلوجيات أو المذاهب الفكرية. وهو قانون أو سنة اجتماعية لا تتخلف، كما قال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) (هود:118،119). ومن الطبيعي أيضاً أن يلبس هؤلاء اختلافاتهم الذاتية لباساً جميلاً، ويمنحونه شعاراً مقبولاً، ليتمكنوا من تصديره، ويحوزوا اصطفاف الآخرين إلى جانبهم. فمرة يلبسونه لباس الوطنية. ومرة لباس العروبة، ومرة يغلفونه بمهاجمة إيران، وهم أبناؤها البررة، وأفراخها الذين انفلقت عنهم بيضتها، ودرجوا في عشها. هذا إن كان الخلاف والاختلاف جدياً، وإلا فهو جارٍ على قاعدة (تعدد أدوار ووحدة هدف).
فشل نظرية ( التفريق ) أو تصنيف الشيعة
المشكلة أن الكثيرين منا غير قادر على الاستفادة من الأحداث الجزئية، كي يصوغ منها قانوناً يستفيد منه لتطبيقه على الأشباه والنظائر. أو أنهم نظريون تجريديون إلى درجة أنهم يحاولون ليَّ أحداث الواقع ليأتي فصالها مطابقاً لنظرياتهم، وليس العكس! أليس الصحيح أن يعرض العقلاء ما يرون من نظريات على الواقع، أو يعرضونها للتجربة العملية من أجل اختبارها للتوصل إلى صحتها من خطئها؟
وكأني بالحضارة الإسلامية قد تمكنت من تخليص العلوم الطبيعية من قبضة المنطق والفلسفة، إلى فسحة المختبر ورحاب التجربة. لكنها لا زالت تعاني من تخليص العلوم الإنسانية أو الاجتماعية من قيد المنطق، وسجن الفلسفة إلى فضاء التجربة الواقعية، والاستفادة من الحدث كما هو، لا كما نتصوره.
رأيت أحد وجوه أهل السنة د. محسن عبد الحميد أمين عام الحزب الإسلامي على إحدى القنوات الفضائية يسأل عن محمد باقر الحكيم بعد مقتله؟ فيجيب: ” لقد وجدته حكيماً حقاً. وهو من عائلة وطنية معروفة. سعت ولا زالت في جمع كلمة العراقيين ووحدة صفهم”. وفي لقاء لي بعدها مع شخصية كبيرة لها علاقة بالشخص المذكور آنفاً قلت له: أيرضيك أن يقال هذا الكلام في حق أمثال هؤلاء العملاء؟ ماذا خرّجت لنا عائلة الحكيم؟ محمد مهدي مؤسس حزب الدعوة. وأخاه محمد باقر ابن علقمي العصر الذي جاء هو وإخوته بالاحتلال الأمريكي، وكان من قبل يحارب العراق جنباً إلى جنب مع إيران. وعبد العزيز وعمار!! قال: نعم! كان أبوهم محسن الحكيم وطنياً. هل تعلم أنه لولا فتواه في تكفير الشيوعيين لاكتسحت الشيوعية العراق؟ قلت: سبحان الله ! أليس محسن الحكيم دسيسة شاه إيران في العراق؟ والشاه عميل أمريكا وشرطيها في المنطقة؟ وكان الاتحاد السوفيتي في ذلك العهد في أوج قوته وعنفوانه. فكانت أمريكا تتخوف على مصالحها منه، وتخشى من اكتساحه المنطقة، وطردها منها. فكانت الفتوى هذه بإيعاز من أمريكا إلى الشاه إلى (الحكيم). الفتوى أمريكية إذن يا سيدي!!
لقد آمن بعض أهل السنة – علمانيين وإسلاميين – بـ(نظرية التفريق) السابقة إلى حد العقيدة الراسخة. وهذا يستلزم ضرورة أن يجدوا لها مصداقاً على الواقع. فلما لم يجدوا صاروا يتخيلون ويتوهمون أن فلاناً أو فلاناً يصدق لهم ما يتخيلون، ويوقع على ما يتوهمون. وكلما خاب ظنهم، وكبا خيالهم، تركوه إلى خيال آخر ووهم جديد. وهكذا… حتى لكأن الشاعر لم يعن غيرهم بقوله:
الحبُّ في الأرضِ بعضٌ من تخيُّلِنا | لو لم نجدْهُ عليها لاخترعْناهُ |
وفي كل فترة يخرج لنا وجه جديد! بغطاء جديد. وتتكرر القصة. ويعيد التاريخ علينا دورته. لأننا قلما نقيس ونعتبر. يقول أحد حكماء الغرب: الفائدة الوحيدة التي استفدتها من التاريخ أنه لا أحد يستفيد من التاريخ. ولذا يعيد التاريخ نفسه.
الخلاصة
خلاصة الموضوع، وخلاصة البحث وتجربة العمر، أن الشيعي – لا سيما العلماء – طائفي لا يؤمن بالوحدة الدينية ولا الوطنية، ما دام يؤمن بعقيدة (الإمامة)، التي تلزمه بتكفير الصحابة فمن بعدهم من أجيال الأمة، وسبهم، والطعن فيهم، والتآمر عليهم. هذه حقيقة قطعية. لا يخرج منها أحد منهم إلا بدليل قطعي.
نعم! قد يكون فيهم عوام بعيدون عن الاحتكاك بالمؤسسة الدينية، وأذرعها الأخطبوطية. كالبدو الرحل، وبعض أبناء القبائل الذين لا زالوا على أصالتهم وفطرتهم العربية وأمثالهم، وبعض الأفراد المنقطعي الصلة بعلمائهم ونُوّاحهم، منثورين بين أهل السنة، وما شابه هؤلاء. أو علمانيون فارقوا بيئتهم قبل ترسب العقد الشيعية في عقولهم الباطنة، فأُفلتت عقولهم وتحررت من عقدة التقليد. بعض هؤلاء يمكن التفاهم معهم على أساس اكتسابهم الحد الأدنى المقبول من الاعتدال، والشعور بالوطنية وحق المواطنة المبني على احترام حق الآخر في الحياة. كل هذا بشرطين: الأول: أن تكون عقيدة الإمامة مبهمة لديهم لا تتعدى الحب لأهل البيت، وخفيفة إلى حد الانقطاع عن لوازمها الفاسدة التي أولها تكفير الصحابة. والثاني أن لا يكون لديهم التزام بعقيدة التقليد، التي يستغلها المرجع لإملاء أوامره الطائفية عليهم باسم الدين.
وإلا..
فكلهم مقتدى، لا تستثن منهم أحدا. لا يفهمون التعايش السلمي على أساس المواطنة، ولا يمكن أن يقبلوا به، إلا بأن ينتقل ميزان القوة من أيديهم، إلى أيد أخرى رحيمة بصيرة، فيعيشوا محكومين لا حاكمين. ويعودوا إلى صنعتهم القديمة التي لا يجيدون سواها: نصب الخيام، وإعداد الطعام، وتحشيد الغوغاء والدهماء والطغام، وتشكيل المواكب والمسيرات، وتسيير الحشود والتظاهرات، لممارسة الطقس الوحيد الذي يعشقونه، والفن الذي يتقنونه، في هذه الحياة: لطم الخدود وندب الحظوظ، والشكوى والتظلم والنواح. من الصباح إلى الصباح. على مر الأيام، وتوالي الأعوام.
ومن استغرب كلامي، ووجد فيه تجنياً، أو توهم فيه تعبيراً إنشائياً خطابياً مجرداً، فليستحضر شعارهم المعهود: ” كل أرض كربلاء.. وكل يوم عاشوراء “. هل هذا الشعار المتخلف المأزوم يصلح أهله للحياة السلمية الطبيعية مع الآخرين؟ فضلاً عن قيادة الحياة نفسها حاكمين لا محكومين ؟!
___________________________________________________________________________________________
[1]– أهل السنة وحب العترة ، ص9،7، محمود الحسني الصرخي .
[2]– المهدي على الأبواب ، ص22 . محمود الصرخي. في قضاء الشامية التابع لمحافظة القادسية (الديوانية) مسجد لأهل السنة اسمه (جامع الشامية الكبير). وهذا المسجد له قصة مأساوية طويلة. تكلمت عن أحد فصولها في كتابي (البادئون بالعدوان). فقد جرت محاولة اغتصاب دموية لهذا المسجد سنة (1998)، وغيروا اسمه إلى (جامع الإمام علي الهادي)، في الوقت الذي بنوا فيه مسجداً شيعياً قريباً منه يحمل اسمه القديم (جامع الشامية الكبير)؛ وذلك لغرض التمويه، وإخفاء معالم الجريمة بهذه الطريقة الملتوية. وكشف هذا التلاعب مسئول لجنة التوعية الدينية في المحافظة. وقام بجهود مضنية ومراجعات كثيرة في سبيل ذلك، حصل في إحداها شجار وضرب بالأيدي. فلما فشلت محاولتهم قاموا بالهجوم على إمام المسجد وضربوه وهو ساجد يصلي وحده صلاة العشاء. واتهموه ومجموعة من شباب أهل السنة بقتل بعض مراجع الشيعة. انتهت مؤامرتهم هذه بإغلاق المسجد. حتى إذا وقع الاحتلال تم لهم ما أرادوا، ليستولي على المسجد أتباع المرجع الشيعي محمود الحسني الصرخي. وأسموه (جامع السيد الشهيد محمد باقر الصدر). ورفعوا على عمود طويل صورة للصرخي عند الزاوية الخارجية للمسجد. هؤلاء هم رموز المصالحة الوطنية للشيعة عندنا!!!
[3]– الرسائل الاستفتائية ، حلقة 15، ص15.