ترجمة الدكتور طه حامد الدليمي

 

مؤسس (التيار السني في العراق)

E:\قيس ليلى.jpg هو أبو عبد الله طه حامد الدليمي. ينحدر من أسرة عربية تنتمي من جهة الأب إلى فخذ (البو مطر)، وهو أحد الأفخاذ الثلاثة (البو مطر، البو شاووش، البو عفارة) من عشيرة الحلابسة التابعة لقبيلة الدليم المعروفة. قدمت أسرته من مدينة الفلوجة (60 كيل إلى الغرب من بغداد) وسكنت مدينة المحمودية (25 كيل جنوبي بغداد) قبل قرابة قرن من الزمان. ويبدو أن الجد الرابع حمد بن خضر هو أول من نزح من هناك إلى المحمودية؛ بدليل أن جميع أقرباء د. طه في المحمودية (مثل ذرية وسمي في الإسكندرية، وذرية غنام في المحمودية) يجتمع نسبه وإياهم في الجد الرابع: (طه بن حامد بن مزعل بن سلمان بن عباس بن حمد بن خضر بن محمد بن حمزة بن عطا بن حيا بن مطر)([1]). هكذا حفظنا والدي رحمه الله تعالى هذه السلسلة، وكان يستعيدها منا نحن الصغار كما تستعاد السورة من القرآن الكريم.


  • وانتماؤه من جهة الأم فإلى عشيرة العُبيد العربية، فخذ البو هيازع. يقطنون بزايز ريف اللطيفية – شاخة (3). (والبزايز هي النهايات، والشاخة هي فرع النهر).
  • ولد في بغداد/مدينة الكاظمية/محلة النواب عام (1960)، وعلى وجه التحديد في يوم الجمعة الثاني والعشرين من نيسان (22/04/1960م) الموافق لليوم السابع والعشرين من شهر شوال سنة (1379). وكان والده آنذاك يعمل في معمل الغزل والنسيج المعروف في تلك المحلة. ثم تركه بعد مدة قليلة وعاد إلى مدينته الأصلية المحمودية.
  • وهناك في أرياف المحمودية القديمة/الخياميات واللطيفية والرشيد، في العاصمة بغداد، وفي ناحية مشروع المسيب الكبير (جبلة) التابعة لمحافظة بابل كانت النشأة، فكانت الطفولة والصبا وأيام الشباب الأولى.
  • دخل المدرسة الابتدائية عام (1966) وتعلم الحرف على يد الأستاذ سالم محمود العنزي في مدرسة المحمودية الثانية. ثم تنقل بين عدة مدارس ابتدائية: المروءة في حي الداخلية ببغداد (تغير اسمها فيما بعد)، المحمودية الأولى في مركز القضاء، الرواشد في ريف اللطيفية/البطين/كيلو12، قبل أن يكمل الدراسة الابتدائية عام (1973) في المدرسة الخزرجية (الجزيرة العربية حالياً) الواقعة في ريف اللطيفية – شاخة (3)، إلى الشرق قليلاً من الطريق الدولي.
  • أما الدراسة المتوسطة فكانت السنة الأولى منها في ثانوية دمشق في قضاء (الدورة) ببغداد. وكان الأول على المرحلة بشعبها السبع. انتقل بعدها إلى متوسطة المحمودية في قضاء المحمودية، ثم أكمل الدراسة الثانوية في إعدادية المحمودية.
  • كان الأول على مدارس القضاء في المراحل الثلاث التي اجتازها (الابتدائية والمتوسطة والإعدادية).
  • دخل كلية الطب في جامعة بغداد عام (1979) وتخرج فيها عام (1986).
  • ولع بالقراءة منذ السنين الأولى للدراسة الابتدائية، لا سيما الأدب والشعر والتاريخ والقصص والسيرة. ومن القراءات الأولى (الصف الثالث الابتدائي) التي أثرت عميقاً في نفسه (فتوح الشام) للواقدي، ومسرحية (مجنون ليلى) لأحمد شوقي.
  • وتوسعت مجالات القراءة فيما بعد، وكان جل اهتمامه منصباً على الموضوعات الدينية وما تعلق بها من لغة وأدب وأصول وتفسير وحديث وعقيدة وفكر ودعوة. وكذلك السياسة والتاريخ والنفس والاجتماع، وغيرها من فنون العلم، وأفانين الثقافة.
  • كتب الشعر في السنة الأولى للدراسة المتوسطة. وظل يكتبه أيام الجامعة. ثم طوحت به هموم الدعوة وصروف الحياة المتعلقة بها بعيداً عن هذا العالم الجميل، الذي يحن إليه على الدوام. بعد الاحتلال انفتحت قريحته بسبب الوضع الضاغط فكتب شعراً كثيراً، لو جمع بلغ عدة دواوين. خصص أحدها (الوشاح الأحمر)([2]) لأيام الاحتلال.
  • تفتحت مداركه الفكرية أكثر، وتوسعت آفاقها عند انتقاله إلى بغداد لدراسة الطب؛ إذ كانت فرصة تعرف من خلالها على المدارس أو الاتجاهات الدينية المختلفة. وتعلق بالعمل الدعوي كثيراً، بعد أن آمن بفرضيته الشرعية، وأدرك عظم منزلته الدينية، حتى رأى أنه أخطأ الطريق عندما اختار دراسة الطب.
  • ارتقى في طريق الدعوة بعد أن أنضجته التجربة فعلم أن المشروع هو مسار الدعوة الذي به تصل إلى أهدافها الاجتماعية. والمؤسسة هي بيت المشروع. والقضية هي وقود المؤسسة. فدعوة بلا مشروع روح بلا جسد. ومشروع بلا مؤسسة إنسان بلا بيت. ومؤسسة بلا قضية جسد هامد في طريقه إلى الموت.
  • مارس الطب ثماني سنين (من 1986 – 1994). ثم هجره بعد أن وجد نفسه في عناء من التوفيق بينه وبين العمل الدعوي الجاد اللازم للوصول إلى الهدف المنشود.
  • يقول:

– (إن الطب والدعوة حب لا يقبل الشركة! كلاهما يريدك كلك ليعطيك بعضه؛ فلا بد من الاختيار!). وقد كان… فاضطر إلى أن يطلق ما رآه ممكناً لما وجده صعباً أو مستحيلاً أن يكون حقه الطلاق.

– ويقول: (إن الطبيب لا يقود الحياة وإنما يكملها. أو هو ضرورة من ضروراتها، لكنه في أي حال من الأحوال ليس من عوامل تحريكها فضلاً عن توجيهها).

  • آمن من خلال المعاناة الدائمة للواقع، والنظر المدقق في جذور المشكلة العراقية:

– أن أعظم خطر يهدد الوطن (العراق) هو الشعوبية.

– وأن الشعوبية والإسلام ضدان لا يلتقيان.

– وأن عدونا الأبدي هو إيران.

– وأن العروبة والإسلام لا ينفصلان.

– وأن على أهل العراق أن يتفاعلوا مع واقعهم ويعيشوا له. ولا يصح أن تشغلهم هموم الأمة على امتداد الأفق البعيد أو القريب عن الاهتمام بهذا الواقع. (وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (الأنفال:75).

  • على هذا الأساس حزم أمتعته في شباط (1995) وغادر ميمماً وجهه شطر بابل على مئة كيل إلى الجنوب من بغداد.
  • وهناك في جامع زين العابدين في حي المهندسين بقي حوالي سنتين، تنقل خلالها في ربوع الفرات الأوسط والنجف وكربلاء. وتعرف أكثر فأكثر على حقيقة الداء. وبدأت ترتسم أمامه بوضوح المعالم الأولية لطريق الخلاص. قبل أن يرجع في صيف عام (1997) إلى مدينته الأولى قضاء المحمودية.
  • من أهم ما رجع به من هناك تعرفه على السيد الشهيد محمد اسكندر الياسري، ذلك الشاب اليعربي الممتلئ عزماً وإصراراً على تصحيح المسار المنحرف للتشيع المتعارف عليه بين أهله وقومه. وكان في ذهنه ملامح عامة لمشروع تصحيحي عملاق يقوم على إبراز تشيع آخر هو التشيع العربي، وإحلاله محل التشيع الفارسي. مشروع حقيقي يقوم على مبادئ راسخة صادقة للتصحيح، لا على شعارات التقريب الكاذبة. لقد كان من أهل القرآن والتوحيد والاتباع، وعارفاً بحقيقة الصحابة ومحباً لهم بصدق. عاملاً بجد وتفانٍ في سبيل هدفه السامي حتى يوم اغتياله في 23/6/2000، في طريقه لأداء صلاة الجمعة التي عطلها الشيعة.. رحمه الله.
  • يؤمن أن تخليص العراق وبقية الأوطان من سرطان التشيع ليس صعب المنال. وإنما يتحقق ذلك عبر فكر رباني جديد يتخطى قيود الفكر الإسلامي والقومي والليبرالي، الذي تجاوزه الزمن. إنه الفكر الرابع أو (الفكر السني). ولكن على سكة مشروع ترعاه مؤسسة. على هذا الأساس شرع في خريف سنة 2010 بتأسيس (التيار السني في العراق).
  • يؤمن كذلك أن قوة التشيع وهمية، لا حقيقية! إنها قوة مستمدة من ضعف.. ضعف أهل الحق.. أهل السنة والجماعة. هذا هو التشخيص ومن هنا نقطة البداية.( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد:11).
  • ويرى أن أخطر شيء على (القضية) هو الطابور الخامس، ذلك الجيل المنخذل المهزوم نفسياً أمام تحديات العصر. إنه الحمار الذي بدونه لا يمكن لقافلة التشيع المنحرف أن تواصل المسير.
  • عاد إلى المحمودية في النصف الثاني من عام (1997) بعد أن قضى خمسة أشهر أخرى في جامع أهل البيت في قرية البوعلوان التابع لقضاء المحاويل. كان آخرها يوم الخميس 5/حزيران/1997. ليمارس بعدها الدعوة و.. الدعاية لـ(القضية) من فوق منبر جامع التيسير لأكثر من أربع سنوات.
  • انتقل في تشرين الأول من عام (2001) إلى جامع المحمودية الكبير. لكنه لم يستمر فيه أكثر من سنة، كانت مشحونة بالمشاكل والتحديات. تمكن أثناءها (اللوبي الشعوبي) المتعدد الأطراف، مستخدماً الواجهة السنية الترضوية في وزارة الأوقاف من أن ينهي تكليفه الرسمي بالإمامة والخطابة مرتين. حتى وقعت كارثة الاحتلال.
  • حاول بعد الاحتلال تكوين عمل مؤسسي يتبنى قضية العراق، بالتعاون مع (الحزب الإسلامي العراقي)، واستمر في هذه المحاولة ما يقرب من ثلاث سنين. لكنه لم يوفق في ذلك؛ بسبب المنهج الترضوي التقليدي الذي يسير عليه الحزب منذ نشأته، ولا يمكنه التخلي عنه. والحال نفسه مع بقية المؤسسات التقليدية العاملة على الساحة.
  • يؤمن أن التحدي الأكبر اليوم هو صناعة جيل جديد، يقود الحياة بمنهج جديد.
  • له حالياً (2018) أكثر من ستين مؤلفاً مكتوباً في شتى المجالات التي تخدم (القضية السنية). عدا موسوعة (يوميات قضية) التي بلغت حتى الآن (12) مجلداً. وتمثل مقالاته التي كتبها ونشرها. وموسوعة (قصة التكوين) التي ربما تتجاوزت حتى الآن (10) مجلدات. وخطب ومحاضرات كثيرة صوتية ومرئية، ومئات الحلقات على قناتي (صفا) ثم (وصال) منذ نهاية 2009، أبرزها برنامج (سنة العراق.. القضية والهوية) على قناة (وصال) و(المشروع.. والمشروع السني) على قناة (صفا). وقناة خاصة به على (اليوتيوب) اسمها (التيار).
  • له رواية طويلة (هكذا تكلم جنوبشت)، ورواية قصيرة (أسبوع العسل). ومجموعتان قصصيتان: (شيعة علي بابا) و(نخلات حمد). وبهذا يدخل (الأدب السني) ساحة الأدب لأول مرة في التاريخ. كما دخل (الفكر السني) ساحة الفكر، وأخذت (الهوية السنية) موقعها في معترك الهويات.
  • له موقع إلكتروني بعنوان (القادسية)، ثم تحول إلى (التيار) بعد أن تبلور الجهد الدعوي إلى (مشروع) واضح المعالم: على صعيد الفكرة: تنظيراً وتأطيراً، وعلى صعيد التطبيق واقعاً وتجسيراً. وصفحة على (تويتر، الفيسبوك: شخصية وأُخرى عامة باسم (“التيار”) وقناة (يوتيوب) باسم (اعلام التيار السني في العراق). ومكتبة إلكترونية على منصة (payhip).

– أعظم شخصية تاريخية أثرت في نفسه هي شخصية البطل خالد بن الوليد . وله ميل خاص متميز إلى خال النبي سعد بن أبي وقاص بطل القادسية ومحرر العراق من براثن المجوسية الفارسية.

– أعظم الشخصيات السياسية والعلمية الإصلاحية التي أثّرت وأثْرت حياته الفكرية والعملية اثنان: أول المجددين في تاريخ الإسلام سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، وشيخ الإسلام الإمام أحمد بن تيمية.

– تربى على يد الشيخ الدكتور سامي رشيد الجنابي، وعلى يد أخيه لأمه الشيخ نوري خلف الدليمي. وكان لوالدته الأثر الكبير في تنشئته التنشئة الإيمانية.

– وممن تأثر بهم كثيراً في مجال العقيدة والإيمان والدعوة خاله الملا إبراهيم داود العبيدي.

– ولهواة المعلومات الشخصية فهو متزوج من اثنتين. وله من الولد ثلاثة عشر: خمسة منهم ذكور، وثماني بنات. وهم حسب تسلسل أعمارهم: (عائشة 1985، فاطمة 1986، خديجة 1987، عبد الله/1989، عبد الرحمن/1990، أُمامة/1993، سمرقند/1994، محمد/1997، أبو بكر/1998، نهاوند/1999، عمر/2001، سميراميس/2002، جواهر 2015).

والحمد لله رب العالمين.

1440/2018

  1. – مطر بن خلف بن محمد بن سلطان بن سليمان بن علوان بن حسين بن سبت بن ثامر الجد الاعلى لقبائل الدليم.
  2. – طبع سنة 2014) في الرياض.

 

زر الذهاب إلى الأعلى