مقالات

طموحات إيران في العراق والمنطقة المجاورة – 2

حقائق كبيرة وخطيرة

عن طموحات إيران في العراق والمنطقة المجاورة

(2)

ثانياً : الوجود الإيراني في العراق

(1)

 

بدأت إيران – من أول يوم للاحتلال – بالتحرك للسيطرة على ما يمكنها السيطرة عليه من مفاتيح القوة في العراق. كان دورها في البداية يتوارى خلف لافتات عملائها، حتى إن بعض المغفلين عميت عليه الأمور. وشيئاً فشيئاً صار التدخل يظهر إلى العلن. وصار المسؤولون في الحكومة الإيرانية هم يسربون بعض الأخبار، ويتحدثون عن بعض ما لهم في البلد المنكوب من أدوار!

ففي عام 2004 أعلن نائب قائد الحرس الثوري الايراني ، خلال زيارته للندن ، أن لإيران الآن لواء من المجندين لصالحها داخل العراق، ولها علاقة مع فصائل أخرى لضمان حماية الأمن القومي الايراني.

وفي 11/4/2004 فتحت المخابرات الايرانية مكتباً لها في النجف تحت اسم (مكتب مساعدة فقراء العراق الشيعة)، جندت على إثره اكثر من (000 70) سبعين ألف شاب من الجنوب، للانضمام الى إحدى المليشيات الموالية لها. وكل متطوع لهذه المليشيات تدفع له ايران (1000) ألف دولار شهرياً، مـع دفعة أولى قدرهــا (2000) ألفا دولار كمقدمة.

وذكرت مجلة الـ(تايم) في عدد آب 2005 أن شبكة من المسلحين في العراق تدعمهم إيران مسؤولة عن نوع جديد من القنابل المميتة. وأن لديها وثائق تشير الى دور قامت به قوات قريبة من الحرس الثوري الايراني في السيطرة على مدينتي الكوت والعمارة بعد ايام قليلة من الغزو.

واضافت الـ(تايم) أن لديها وثائق تخص وحدات الحرس الثوري الايراني تتضمن سجلات عن مدفوعات ضخمة، تدفع رواتب لما يقرب من اثني عشر ألف (11740) عضو في مليشيات بدر العراقية التي يقودها هادي العامري.

وصرح وزير الداخلية السابق فلاح النقيب أنه يحتفظ بملفات حصل عليها عن حوالي (35) عضواً من اعضاء الجمعية الوطنية الانتقالية، لهم انتماء ايراني. وخلال الانتخابات الايرانية الاخيرة قد صوتوا للرئيس الجديد (احمدي نجادي) ، في المراكز الانتخابية التي افتتحت في بغداد!!!

 

الأذرع الإيرانية الرئيسة في داخل العراق

أما إيران فهي التي تخطط وتمول وتقود في السر. وأما من ينفذ على الواقع المكشوف فهي الأجنحة الثلاثة الكبرى للمؤامرة الشيعية في العراق:

  1. حزب الدعوة بفصائله الثلاثة

وهو اليوم – ومنذ تولي الجعفري رئاسة الوزراء قبل حوالي سنتين – يتولى زمام الحكم، ويمسك بعناصر القوة الرسمية.

  1. المجلس الأعلى للثورة الإسلامية (الإيرانية) في العراق بقيادة آل الحكيم.

الذي أنشأته المخابرات الإيرانية على يد كبير قضاة إيران محمود الهاشمي، الذي كان أول من تولى رئاسته، قبل محمد باقر الحكيم، أيام الحرب على العراق. وجناحه العسكري (فيلق بدر) بقيادة هادي العامري.

  1. جيش المهدي بقيادة مقتدى الصدر

الذي أنشأته إيران في منتصف عام (2003) بعد زيارة مقتدى لها مباشرة.

إضافة إلى الأجنحة الأخرى الأصغر، التي تمارس دورها، كل حسب حجمه وموقعه، وما هو المطلوب منه، على قاعدة (تعدد أدوار ووحدة هدف).

 

إخلاء بغداد من أهل السنة

في (23/11/2004) أعلن مسؤولو الأمن الحكومي في تكريت أنهم أمسكوا بعصابة تنتمي إلى شبكة استخبارية إسرائيلية – إيرانية، أعدت قائمة بأسماء (800) عراقي لاغتيالهم. ثم توالت الأنباء عن شبكات استخباراتية إيرانية، تعمل في العراق. والموضوع قد دخل في إطار الفضائح.

وهكذا.. فإن كل الدلائل والقرائن، وتسريبات الأخبار، تقود إلى أن ما يحدث في العراق اليوم إنما هو مقدمة لخطة ترمي إلى اجتثاث أهل السنة وتهجيرهم من بغداد، وجعلها شيعية مائة بالمائة. وكذلك وسط العراق، فضلاً عن جنوبه، وإقامة دولة شيعية خالية من أهل السنة، تمهيداً لإيجاد إمبراطورية فارس الكبرى. هذا هو المقصد النهائي المطلوب من وراء المجازر التي قامت بها مليشيات الصدر، وتقوم بها بشكل يومي مليشيات بدر، وغيرها من القوى الشيعية.

لقد بات واضحاً أن هناك مخططاً غايته تهجير أهل السنة وإخلاء بغداد، والمناطق الوسطى من العراق – بالإضافة إلى البصرة والجنوب – منهم. تمهيداً لقيام نظام شيعي موالٍ لإيران، تسعى الأخيرة جاهدة أن تجد المجال أمامها كي تتمدد فيه؛ من أجل تحقيق حلمها في إقامة إمبراطورية فارس.

وعلى هذا الأساس تجري اليوم في بغداد – وغيرها من مدن العراق – حملة شرسة، لا يعلم مداها إلا الله، لتقتيل وتهجير أهل السنة. وصار القتال من شارع إلى شارع، وبيت إلى بيت. وانتقلت المعركة من طور (حرب العصابات)، إلى طور المعركة الشعبية الشاملة، التي يستهدف فيها كل حي سني، وكل مؤسسة، وكل بيت وكل فرد من أهل السنة. الذين لم يكونوا مهيأين من قبل لخوض معركة كبيرة كهذه. وقد شارك علماؤهم في تخديرهم – لا تحذيرهم – من هذا الخطر الداهم، بتصويرهم لهم أن من يستهدفهم من الشيعة، إنما هم أفراد لا يمثلون المجموع. هذا مقتدى ألا ترونه؟! إنه الشخص المنقذ الذي أهدته لكم عناية السماء. وطني إلى حد العظم. ويقود مقاومة وطنية شريفة ضد أمريكا. هذا هو الذي يمثل الشيعة الحقيقيين. وصدقوا.. نعم ! هذا الذي يمثل الشيعة الحقيقيين أصدق تمثيل. فهنيئاً لكم!

 

قيادة وزارة الداخلية العراقية إيرانية

ويد إيران في ما يجري ثابتة وواضحة. ذكر لي شهود عيان، التقيتهم مباشرة ممن كانوا معتقلين لدى القوى الأمنية لوزارة الداخلية العراقية، أنهم رأوا محققين إيرانيين يستجوبونهم بواسطة مترجمين. وأحد طوابق الوزارة المذكورة يشغله بالكامل رجال المخابرات الإيرانية. وقد ثبت هذا في الوثائق الرسمية لبعض الوزارات العراقية. جاء على موقع مفكرة الإسلام في 19/10/1426هـ : أما عن إيران فهي ليست بغائبة في لحظة من اللحظات عن المشهد العراقي لاسيما في الجنوب حيث تكثر المطامع في ”تصفية” أهل السنة تمهيدا لـ”إيران الكبرى”. فقد صرحت مصادر في وزارة العدل العراقية أن سبعة محققين إيرانيين كانوا يشرفون على تعذيب أهل السنّة في العراق في السجون التابعة لوزارة الداخلية. وأكدت الوزارة أن الإيرانيين السبعة كانوا يشرفون على عمليات التعذيب بالاشتراك مع عناصر من وزارة الداخلية. وأشارت إلى أنه من المرجح أن يكون من بينهم ضباط مخابرات كبار.

لقد سيطرت مليشيات الاحزاب الموالية لايران على العديد من نشاطات وزارة الداخلية واصبح جهاز الاستخبارات الايراني (اطلاعات) مشرفاً مباشراً على هذه الوزارة بعد ان تم طرد (200) مائتي ضابط من كبار الضباط في وزارة الداخلية.

ان هذا الاختراق لهذه الوزارة مكن المليشيات الموالية لايران من استعمال العربات والاجهزة الخاصة بوزارة الداخلية لتنفيذ الهجمات الانتقامية ضد السنة.

وأكد بعض الضباط العاملين في الوزارة أن هذه الوزارة قد أصبحت طابوراً خامساً ايرانياً داخل الحكومة العراقية المدعومة من قبل الولايات المتحدة وتدير فرق الموت وشبكة السجون السرية.

وبعد انتخابات العراق في كانون الثاني 2005 تم تنصيب باقر صولاغ وزيراً للداخلية من قبل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وقوات بدر. وتم ترتيب الأمور بحيث يتم الاستيلاء على الاستخبارات والمغاوير وزج عناصرهم فيها (وهذا ما أكده الامريكان).

من جانب آخر فقد قال المشرف السابق للقوات الخاصة العراقية اللواء منتظر السامرائي: إنه شهد اموراً (مروعة) داخل مراكز الاعتقال العراقية (التابعة للداخلية) متهماً قوات بدر بالقيام باعمال التعذيب فيها. وذكر السامرائي ان آلاف السجناء بعضهم مراهقون تظهر عليهم آثار الضرب والحرق والتعذيب بالكهرباء ما ادى بالنتيجة الى موت عدد كبير منهم. وقال السامرائي ان جميع المسؤولين الكبار في الوزارة اعضاء في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وحزب الدعوة. أما المعتقلون فجميعهم من أهل السنة.

ورجال الشرطة يتحدثون اللغة الفارسية فيما بينهم. وأردف قائلاً: أما الذين يقومون بعملية التعذيب فجميعهم ايرانيون او عراقيون كانوا يقيمون في ايران، جاءوا الى العراق بعد الاحتلال الامريكي في آذار 2003 ، وذكر على سبيل المثال مساعد الوزير والمسؤول عن السجون السرية (بشير ناصر الاوندي)، والذي حصل على الجنسية العراقية في (12/5/2004) بحسب ما أفاد به السامرائي. واشار الى أنه تم منح العديد من العناصر الداخلة على وزارة الداخلية رتباً عسكرية وهمية.

وبين السامرائي ان جيش الاحتلال الامريكي يعلم بما يحدث حيث ان عمليات الاعتقال تجري خلال المداهمات الليلية وتحت غطاء منع التجول. وقدم السامرائي فلماً مسجلاً عن احدى المداهمات الليلية لمغاوير وزير الداخلية باستخدام سيارات الوزارة وكذلك تم عرض صور لموقوفين تشاهد عليهم اثار الضرب والتعذيب وكذلك اظهر الفلم صورة لرجل اقتلعت عينه وآخر عليه آثار غرز للمسامير وصوراً لأجساد كسرت اطرافها. وقال السامرائي: إن وزير الداخلية العراقي صولاغ قد عين (17) سبعة عشر ألف عنصر من مليشيات بدر كافراد شرطة في وزارته . متهماً هؤلاء بانهم جميعهم يستمرون بتلقي رواتب من طهران)[1].

 

سيطرة المخابرات الإيرانية على الجنوب

أما الجنوب فلا يجرؤ رجالات المخابرات العراقية على الذهاب إليه، وإلا تعرضوا للتصفية الجسدية على يد الحرس الثوري الإيراني ورجال المخابرات الإيرانية وعملائهم. ومن الطريف أن مقر المخابرات الإيرانية بات معروفاً لأهل البصرة، حتى صار من معالم المدينة الدالة! فيقال مثلاً: الدائرة الفلانية تقع خلف مقر المخابرات الإيرانية، والبيت الفلاني على يمين مقر المخابرات الإيرانية… وهكذا! وقد افتتح محافظ عبادان معرضاً للكتاب في البصرة! حتى إن رجل الدين المتلون محمود الصرخي قد طالب الحكومة العراقية بتحرير العتبات (المقدسة حسب تعبيره) من الاحتلال الإيراني.

وثائق الدخول إلى العراق من الكويت مكتوبة بالفارسية

ذكرالدكتور عبد الله النفيسي في المحاضرة التي ألقاها في مؤتمر (نصرة أهل العراق) الذي انعقد في إستانبول في يومي 13-14/12/2006 – وقد كنت حاضراً المؤتمر – من أن الأوراق التي يقدمها الموظفون العراقيون عند بوابة الحدود بين “الكويت” العربية و”العراق” العربية، ويطلب من القادمين من الكويت تعبئتها.. كانت مكتوبة باللغة الفارسية وليس العربية!

وقد علق موقع المختصر الإخباري على الموضوع قائلاً: المفاجأة كانت بالغة الخطورة، وتعني أن العراق يتعرض لمخطط حقيقي لإلغاء عروبته ، وفي سبيله إلى أن يصبح إحدى محافظات الإمبراطورية الفارسية الجديدة.

وذكر الموقع – نقلاً عن النفيسي – المظاهرات التي خرجت في كل المناطق الشيعية، عقب مقتل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهي تحمل صورا للزعيم الإيراني آية الله الخميني مطالبة بإخراج العرب من العراق، وتؤكد أن العراق ليس عربياً.

  1. – جريدة البصائر التابعة لهيئة علماء العراق ، العدد 142

 

Show More

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button