أين المهدي (عجـ)ـــمي من هذه الاختلافات الدامية،،، والمعارك الحامية ؟!
وسط هذه الأحداث الدامية، ومن خلال دخان المعارك الحامية، بين (أتباع أهل بيت الرحمة).. الأئمة المعصومين العاصمين أتباعهم من الخلاف والاختلاف. والسالكين إياهم في قائمة الائتلاف – يعن لي بكل سرور، وانشراح وحبور، أن أقف هذه الوقفة القصيرة على أطلال عقيدة القوم في الأخ محمد المهدي النائم رغداً سعداً في سرداب سامراء ملء عيونه، وترس جفونه! بينما أتباعه وأشياعه يفني بعضهم بعضاً، قتلاً ورفساً وعضاً – وأمام الكاميرات! وشاشات الفضائيات- في شوارع البصرة وبغداد والكوت والعمارة… وبقية المدن والقرى والمنتجعات!
أفيه – لا في غيره – قال أبو الطيب المتنبي:
أنامُ ملءَ عيوني عن شواردِها | ويسهرُ الخلقُ جرّاها ويختصمُ |
حينما تسأل الشيعي: لماذا تعتقدون بضرورة وجود (الإمام المعصوم) حتى أوجبتم وجوده على الله؟! يجيبك بكل ثقة: “لا بد من وجود (معصوم) في كل زمان؛ حتى نأمن من الوقوع في الخطأ. و(المعصوم) يحصل به رفع الخلاف، وعند عدمه تقع الأمة في التنازع والاختلاف. فنحن الشيعة لا خلاف بيننا: مذهبنا واحد، ومرجعنا واحد. أما أنتم فلإعراضكم عن المعصومين، وأخذكم عن المجتهدين الذين يخطئون ويصيبون نجدكم تفرقتم مذاهب أربعة، متفرقة متنازعة”. يقول هذا بكل ثقة! نعم بكل ثقة!!!
ما شاء الله! ما شاء الله!
ومن أقوال الشيعة: إن نصب (إمام معصوم) يمنع الناس من الوقوع في الزلل والاختلاف لطف، وكل لطف واجب على الله.
من علماء الشيعة المعتبرين عندهم محمد رضا المظفر. انظر إليه ماذا يقول، وهو يتحدث عن فوائد وجود الإمام وإن كان غائباً: “إن مجرد وجوده لطف، وفيض في حق الناس ولو لم يكن ظاهراً؛ لأن وجوده باعث نزول البركات والخيرات، ومقتضٍ لدفع البليات والآفات، وسبب لقلة سلطة الشياطين من الجن والإنس على البلاد… فلو لم يكن للإمام وجود في الأرض صارت سلطة الشياطين في الأرض أزيد من سلطة الأولياء”([1]).
لا أريد الوقوف عند الاختلافات الفقهية والحياتية بين الشيعة، بحيث ضج من كثرتها وشناعتها أئمة طائفتهم، وعلماء ملتهم! حتى قال شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي: (وقد ذكرت ما ورد عنهم عليهم السلام في الأحاديث المختلفة التي تخص الفقه في كتابي المعروف بالاستبصار وفي كتاب تهذيب الأحكام ما يزيد على خمسة آلاف حديث. وذكرت في أكثرها اختلاف الطائفة في العمل بها. وذلك أشهر من أن يخفى، حتى إنك لو تأملت اختلافاتهم في هذه الأحكام وجدته يزيد على اختلاف أبي حنيفة والشافعي ومالك)([2]).
ولكنني أود أن أسأل الشيعة – بهذه المناسبة – الأسئلة التالية المتوالية:
أي خلاف واختلاف أكبر من انقسامكم أحزاباً وعساكر يقتل بعضها بعضاً، ويلعن بعضها بعضاً؟!
أين البركات والخيرات من مناطقكم – أيها الشيعة! – قبل غيركم؟!
أي بلية وآفة تجتاحكم؟! وسلطة لشياطين الجن والإنس تتمطى ثقيلة في ساحكم؟!
فمتى يخرج مهديكم؟
أي شيء ينتظر؟!
أخراب دياركم؟ لقد خربت!
أقتل رجالكم وترميل نسائكم، وتيتيم أولادكم؟ لقد قتلت.. وترملت.. وتيتمت!
أفساد حكامكم، وتفسخ علمائكم؟ لقد فسدوا وتفسخوا ودودوا!
فماذا ينتظر؟!!!
بل ماذا تنتظرون أنتم؟!!! لتكفروا بعقائدكم، وتثوروا على أحباركم.
عندي لكم جواب ربما ينفعكم: أليس المهدي هو (المنتظر) عندكم؟ فإن خرج هل يظل (منتظرا)؟ كلا (كلا أمريكا)، إذن لن يخرج، وإلا لم يعد يصح تسميته بـ(المنتظر)! ولا أراه يخرج أبداً؛ حتى لا يحرم من هذا اللقب العظيم، والمنصب الفخيم!
حقاً والله! لقد صرتم أضحوكة للعالمين.. ومثلاً للآخرين! فما لكم لا تفقهون؟! وعن غيكم لا ترجعون؟!
أما إنكم كما روت كتبكم أن أمامنا – لا إمامكم – قد قال فيكم:
(يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال وعقول ربات الحجال. لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم، معرفة والله جرت ندما وأعقبت سدما. قاتلكم الله ملأتم قلبي قيحا وشحنتم صدري غيظا…([3]) أيها الشاهدة أبدانهم، الغائبة عقولهم، المختلفة أهواؤهم، المبتلى بهم أمراؤهم! لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلاً منهم. يا أهل الكوفة مُنيتُ بكم بثلاث واثنتين: صم ذوو أسماع، وبكمٌ ذوو كلام، وعميٌ ذوو أبصار، لا أحرار صدق عند اللقاء، ولا إخوان ثقة عند البلاء)([4]).
___________________________________________________________________________________________
- – بداية المعارف الإلهية ص 28. وبما أنه من المقطوع به – عياناً وواقعاً – أن سلطة شياطين الجن والإنس في الأرض والبلاد أزيد من سلطة الأولياء؛ إذن لا وجود لـ(الإمام) في الأرض! وخير لهؤلاء المعوقين فكرياً أن يصمتوا ليستروا سوءات أفكارهم، ويريحوا الخلق من وساوس أوهامهم. ↑
- – العدة في أصول الفقه 1/138 للطوسي. ↑
- – نهج البلاغة المنسوب إلى سيدنا علي (رض)، 1/69 ↑
- – أيضاً ، 1/188-190 ↑