خمس سنين من الخسائر والفضائح
اليوم هو (20) آذار.. ذكرى الغزو الأمريكي الإيراني للعراق..
واليوم أيضاً هو (12) ربيع الأول.. ذكرى المولد النبوي.
وغداً (21) آذار.. اليوم الذي تحتفل فيه إيران بعيدها القومي الفارسي: نوروز أو عيد الربيع.
ما شاء الله..! ما أسعدنا..!! ذكرياتنا الأليمة تسبح في وسط الربيع!
هل تصادف هذه التواريخ يعني: من أين لنا بالربيع؟ فربيعنا نحن العراقيين غزو وحراب، وموت وخراب، وبلاء وشماتة أعداء!
أم – على العكس – يعني أن زمان الجدب قد ولى، وأن الربيع قادم؟!!!
على كل حال أنا كمسلم أغلب التفاؤل على دواعي اليأس والإحباط والتشاؤم. والله تعالى يقول: (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا) (يوسف) . فالأمل مغروس ما بين حقول الشوك. وورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تفاءلوا بالخير تجدوه).
قبل خمس سنين و.. بعدها
في يوم الأربعاء (19/3/2003) ليلاً غادرت بيتي في (حي البعث) في ناحية (اللطيفية) الشامخة. وبينما نحن جلوس بعد صلاة صبح اليوم التالي، في بيت ريفي يعود لأبناء أخي الذي استشهد على أيدي الشعوبيين في (1 نيسان 1991) سمعنا دوي انفجارات قوية! لقد بدأت الحرب..!!!
وبعد خمس سنين نظرت إلى الشارع الدولي (أو السريع)، الذي يربط معظم أجزاء العراق و.. بكيت..!
بكيت لما رأيت من حاله: أرضيته مشققة، وأسيجته مقطعة، وبين مسافة وأخرى تجد الحفر الكبيرة والصغيرة من آثار العبوات الناسفة، ونيران القتال العاصفة. جسور مهدمة، وكتل كونكريتية تقطع الطريق، وأمريكان يقطعونه أيضاً. وقد زحف الطين إليه من هنا وهناك. فالسيارات تنتهك حرمته من أي نقطة شاءت. وكيف شاءت! وأدهى من ذلك الدبابات وناقلات المحتل.
باختصار.. لقد أهين شارعنا العزيز!
أهذا هو الشارع الدولي قبل خمس سنين؟!
ورأيت فيه صورة مصغرة ومعبرة عن العراق. إذا أردت أن ترى العراق فانظر إلى طريقه السريع. وهناك (على درب اليمرون) اقعد ونادِ، واستخبر الحادي. وابكِ. نعم ابكِ! وكيف لا تبكي؟! من يملك الدموع عند حال العراق؟! وأهل العراق؟! وأرض العراق؟!
لقد قال القائلون الكثير
بهذه المناسبة الأليمة- ورغم حلول الربيع – قال القائلون الكثير.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكدت في تقريرها الذي نشر بمناسبة الذكرى “أن الوضع الإنساني في العراق هو الأكثر خطراً في العالم” ، وقالت مسؤولة العمليات في المنظمة المذكورة (بياتريس روغو): “إن كون بعض الأطراف في العراق تنعم بقدر كبير من الأمن، يجب أن لا يجعلنا ننسى مصير ملايين الأشخاص المتروكين لشأنهم”. وأضافت: “إن الاعتداءات وعمليات القتل، التي تقوم بها المليشيات الطائفية، والتعذيب وسوء المعاملة من قبل القوات العراقية، واحتجاز آلاف الأشخاص الذين يقدر عددهم بـ(60000) يتم غالباً بدون توجيه تهمة، وبلا محاكمة، وكان أثره مدمراً. وتسبب بنزوح أكثر من (4.000.000) عراقي بين مشرد داخل الوطن ولاجئ خارجه. و(1.000.000) امرأة عراقية أرملة. و(4.000.000) يتيم.
ويضيف التقرير: “ورغم إنفاق ملايين الدولارات على الأمن، فلا يزال (3) عراقيين من أصل (4) محرومين من مياه الشرب. ونحو (1/3) السكان – أي ما يقدر بـ(9) ملايين – يعتمدون على المساعدات العاجلة. ولا يزال أيضا (1/2) الشريحة العاملة عاطلة عن العمل، وأن (4) عراقيين من أصل (10) يعيشون بأقل من (1) دولار واحد في اليوم.
وأكدت المنظمة في ختام تقريرها أن جميع الأطراف انتهكت حقوق الإنسان، وأن بعضها ارتكب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية.
وتحدثت تقارير أخرى أن أميركا فشلت في تحقيق أبسط مقومات الحياة الإنسانية للشعب العراقي من ماء وكهرباء وغذاء ودواء. وفشلت في تحقيق الأمن والاستقرار، فقضى أكثر من (1000000) عراقي خلال الأعوام الخمسة الماضية. وفشلت في تحقيق الديمقراطية التي تبجحت بها، وعملت على إذكاء الفتنة الطائفية والحرب الأهلية بعد أن فشلت في القضاء على المقاومة الباسلة التي كبدتها حوالي (4000) قتيل – حسب اعترافهم – وأكثر من (60000) جريح من جنودها، وثلاثة تريليونات (3000000000000) دولار. ووصفتها صحيفة “الواشنطن بوست” بأنها الحرب الأطول بعد فيتنام – التي استمرت نحو (12) سنة – والأكثر كلفة بعد الحرب العالمية الثانية، وأن لا سبيل أمام الإدارة الأميركية إلا الانسحاب أو الهروب إلى الأمام، بعد اقرار جنرالات البنتاغون باستحالة تحقيق النصر.
كل هذا وبوش منتصر ..!!!
ومع كل هذا لم يشعر الرئيس الأمريكي بوش – ولا نائبه تشيني – بالخجل، وهو يقيّم الحرب على العراق في ذكراها الخامسة معتبراً إياها حرباً ناجحة! كما لم يجد أي حرج في رفض اعتبار التحسن الأمني الذي توفر في الآونة الأخيرة مؤشراً على انسحاب قريب للقوات الأمريكية.
تريد الحقيقة؟ الكل خاسر
أما أنا فأقول:
لا زال الكل خاسراً. ليست أمريكا وحدها. وليس العراق وحده. حتى القوى الوطنية الخيرة. وعلى رأسها المقاومة الباسلة، التي نجحت في تكبيد المحتلين – أمريكان وإيرانيين – خسائر فادحة، وأوقفت أو عرقلت مشاريعهم، لكنها إلى الآن لم تنجح في استثمار جهدها الأسطوري هذا! ولم تتمكن من لملمة أجزائها، والانتصار على نفسها. فهل سيأتي الربيع الحبيب على يدها؟!!!
أما السياسيون..؟!!!!! فالسكوت والكلام عنهم سواء!
سِنِيُّ الفضائح
لقد فضحت أحداث العراق كل الكذابين، ومزقت كل الأقنعة. ومنها أقنعة ما كنا نظنها أقنعة! وأول هذه الفضائح تلك هي الفضيحة الكبرى التي مني بها الشريكان المتشاكسان للاحتلال: أمريكا وإيران. ومن سار في ركابهم.
فضائح إيران.. أما إيران فقد تبين للكثيرين من المخدوعين بها وبـ(إسلامها) أن هذه الدولة ليس لها من الإسلام سوى الشعار والادعاء، والتجمل بالعناوين والأسماء . وأن فيلق (القدس) هو أول من ذبح أهل القدس في حي البلديات وشردهم من بيوتهم الآمنة. فضلاً عن ذبحه لأهل العراق. حتى قال قائلها: (لولا إيران ما احتلت أمريكا العراق وأفغانستان). وتبين بالدليل الملموس، في يوم زيارة رئيسها نجاد لبغداد أن إيران تمسك بخيوط الملف الأمني في العراق، وأن عمليات التفجير والقتل في العاصمة بغداد إنما تقوم بها المليشيات المرتبطة بها. كما ظهر من خلال الحماية الأمريكية المكثفة له أن الطرفين شريكان في جريمة واحدة. وما عنتريات نجاد في إبادة اليهود والمطالبة برحيل الأمريكان إلا طنطنات فارغة لخداع الجمهور، الذي ما عاد يخدعه شيء، إلا أولئك الذي هم يريدون أن ينخدعوا؛ لأسباب يعلمها الله تعالى والراسخون في العلم.. وغير الراسخين أيضاً.
فضائح أمريكا.. وأما أمريكا فقد ظهر للعيان ضعفها، وتخبطها. وأنها بسبب من هذا الضعف والتخبط باتت في كل فترة تغير خططها، وتغير رجالها أيضاً! وفي كل يوم فضيحة جديدة: من انكشاف أكذوبة (أسلحة الدمار الشامل).. وعلاقة النظام بتنظيم القاعدة، وتفجيرات واشنطن ونيويورك.. إلى أسطورة الديمقراطية.. إلى حماقة الجيش الذي لا يقهر… وبعد كل الصخب السياسي والضجيج الإعلامي، الذي شنته واشنطن لتبرير حربها ضد العراق والترويج لإقناع العالم بسلامة ومنطقية أسبابها، عادت واشنطن نفسها وخصوصا خلال العامين الأخيرين، لتعترف علانية أن أسباب الحرب ودوافعها لم تكن صادقة، بل إنها بنيت على أخبار مضللة.. أما وعود إقامة دولة العدل والقانون والنموذج الديمقراطي الفريد في العراق الذي سيحرج أنظمة المنطقة ويحرك شعوبها كي تنال من الحرية والديمقراطية ما سيفوز به العراقيون من ذلك، فهو نكتة هزلية بات حزانى العالم يتندرون ويتسلون بها، على طريقة (شر البلية ما يضحك)!
وآخر الفضائح كانت قبل بضعة أيام عندما استقال الأدميرال (وليام فالون) قائد العمليات العسكرية الامريكية في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى؛ بسبب خلافه مع الرئيس بوش حول شغفه بالحروب، التي لم تزد أمريكا إلا وهناً، ومنيت فيها – وما تزال – بخسائر مالية وبشرية هائلة لم تكن في حسبانها، كما اهتزت صورتها المعنوية امام شعوب العالم.
وفضح الشيعة.. حين وقفوا مع المحتل بأيديهم وقلوبهم وألسنتهم – إلا القليل – وتبين أنهم لا وطن لهم سوى الطائفة. ولا أريد أن أفصل أكثر؛ فالفضيحة عارية تحت الشمس!
وأزيحت أقنعة كنا نظنها وجوهاً
عشت سنين وسنين أحلم بالربيع يأتينا محمولاً على أيدٍ ينادي أصحابها: (الإسلام هو الحل).. وعاش اليتيم أحلى أيام عمره ينتظر الطريق يسفر عن أبيه راجعاً من السوق محملاً بالحلوى والهدايا واللعب. ولكن في يوم أشد حلكة من يوم يتمه اكتشف أن الميت لن يعود، و(أن الاسلام قد انحل)، فلملم الأسى نفسه، وشعر بالخجل وهو ينظر إليها تردد مع القطيع ذلك الشعار الجميل.
نعم (الإسلام هو الحل). ولكن ليس على أيدي هؤلاء. الميوعة لا تأتي بالحل، إنما بالانحلال! والاحتلال أيضاً، وسوء الحال، وبئس المآل! كما أن التشدد والتطرف لا يصنع دولة للإسلام، بل هو يذبحها بيديه!
وجدنا من عاش عمره يندد بالغزو الغربي، ويلعن أمريكا، ويتهم القوميين بالعمالة للغرب. ويأبى أن يهادن الحكومة، ولو لمصلحة الإسلام. يقول: كيف أضع يدي بيد البعثيين؟! هؤلاء الماسونيين، عملاء أمريكا وإسرائيل. لكنه ما إن غزانا الغرب حقيقة حتى وجدناه آخذاً إياه بالأحضان. يقول: هكذا اقتضت مصلحة الإسلام!
عجباً والله!
لماذا لم تقتض (مصلحة الإسلام) مهادنة صدام حسين؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والوقوف بوجه المشروع الشعوبي و(الغزو الشرقي والشروقي)؟ واقتضت – بقدرة قادر – مهادنة الأمريكان؟! بل الوقوف معهم، والاستبشار بمجيئهم! أهذا هو الربيع الذي وعدتمونا به؟! سيطرة (الغزو الغربي) على العراق، وتحكم (الغزو الشرقي) بمقاليده، وتمكن الشعوبيين من قياده، وتشتت أهل السنة، وذلتهم، وخوفهم وترقبهم، وخراب ديارهم، وقتل أبنائهم، وترميل نسائهم، وتيتيم أطفالهم وما هو أدهى وأمر!!!
لا أبداً.. إنها الحزبية! وعقدها وإحنها وأمراضها.إنها مناكفات الأحزاب، وخلافات المتحزبين ألبست زوراً ثوب الإسلام. ولولا ما كان مما كان لما عرفنا هذا. و..
جزى اللهُ يومَ الروعِ عنّا فإنَّهُ | أرانا على علاتِهِ أمَّ ثابتِ |
ووجدنا آخرين يتحدثون بحرقة عن فلسطين. ويطالبون العرب، بل المسلمين، أن يقفوا معهم ضد كيان إسرائيل. ويسهبون في الحديث عن الأمة الواحدة، وحقوقهم عليها، وما إلى ذلك. ونحن معهم في كل هذا. ولكننا اكتشفنا شيئاً فشيئا أن هذا إنما ينطلق من نظرة قطرية أنوية ضيقة: فهم يتحدثون عن فلسطين، ووجوب نصرتها على أمة العرب والمسلمين؛ لا لشيء إلا لأنهم من فلسطين. وما الحديث عن الأمة الواحدة، وواجب الدين، إلا تجييراً لهذه الشعارات في مصلحة ذاتية لا تتعداها إلى غيرها. وإلا فلا أمة ولا هم يحزنون!
المصيبة أن هؤلاء (إسلاميون)!
أتريد دليلاً أو مثالاً؟!
هذا أحدهم، ومن خيرتهم: (ياسر الزعاترة) في صحيفة (الدستور الأردنية) يوم أمس (19/3/2008) يقول: “الجانب الثاني يتعلق بإيران، حيث جاء تشيني إلى المنطقة من أجل التحريض عليها، ما يؤكد أن مشروع الضربة العسكرية لم تطو أوراقه بعد (استقالة الجنرال فالون تؤكد ذلك). وهنا في العراق تحديداً طالب تشيني العرب بإرسال سفرائهم إلى العراق من أجل مواجهة النفوذ الإيراني، وهو ما يؤكد عبثية الزيارة التي قام بها أحمدي نجاد إلى العراق، والتي لم يأذن بها الأمريكان إلا من أجل تذكير العرب بنفوذ إيران في العراق ومشروعها في المنطقة، وبالتالي ضرورة التعاون معهم من أجل التصدي لذلك المشروع، ليس من خلال ترتيب ودعم المواجهة المحتملة، بل أيضاً في سياق ترتيب الشأن العراقي الداخلي… هكذا يسفر المشروع الأمريكي في العراق عن نفسه أكثر فأكثر، فبينما تمكن قادة الاحتلال من ترسيخ سياسة فرّق تسد بين الطوائف وداخل كل طائفة، ها هم يريدونه ساحة لعراك عربي إيراني، وبالطبع على أمل أن تفضي اللعبة إلى التخلص من مشروع إيران النووي، إضافة إلى نجاح مشروع الاحتلال الرامي إلى إعادة تشكيل المنطقة كما كان الهدف الأساسي”.
ما الذي يضيركم من وقوف العرب – لو وقفوا – في وجه إيران؟ ألستم تصرخون بهم من ستين عاماً للوقوف بوجه يهود؟ أم العراق لا قيمة له سواء سحقته إيران أم أمريكا!
نعم لقد عرفنا أنكم تتهجمون على غزو أمريكا للعراق، لا من أجل العراق ومأساة أهله، وإنما من أجل مأساتكم أنتم. وهذا من أظلم الظلم. فحتى ثمار تضحياتنا تريدونها خالصة لكم، دون أن يصيبنا منها – نحن.. أهلها..! – إلا مصائبها!
وطني لو شغلتُ بالخُلدِ عنهُ | لنازعتْني إليهِ في الخلدِ نفسي | |
أحرامٌ على بلابلِهِ الدوحُ | حلالٌ على الطيرِ منْ كلِّ جنسِ |
اصحوا لأنفسكم .. واخجلوا منها..!
إنكم لو كنتم تهاجمون أمريكا من أجلنا، لما سكتم عن إيران، ولهاجمتموها، وعريتموها وفضحتموها معها، من أجلنا؛ لأن إيران تقتلنا وتذبحنا وتسحقنا، كما تفعل أمريكا بنا. بل أكثر وأسوأ! لكن لأن إيران تملأُ أفواهكم، وتتظاهر بمساندتكم تسكتون عنها، وتتطيرون من وهم اجتماع العرب ووقوفهم ضدها. وتقصرون هجومكم على الأمريكان، والعرب معهم.
مع كل الأسى والأسف أقول:
لقد اكتشفنا أنكم غير صادقين. نعم ربما لا تدرون.
فانتبهوا..! لقد تخرقت ثيابكم فاستروا ما ينبغي له أن يستر مما تحتها.
يا صاحبي..! أيها العراقي الذبيح..!
يا صاحبي..! كل يغني على ليلاه! فتعال نغني على ليلانا. ألا تدري ما بها؟ إذن..
فاسمع..
ونُح..
وابك..
وقل..
أوَّاهُ.. ” ليلى في العراقِ مريضةٌ “ | يا صاحبي كلُّ العراقِ عليلُ | |
أوَّاهُ.. “ليلى تستجيرُ بأهلِها” | يا إخوتي خذلَ الفراتَ النِّيلُ | |
الحلمُ في بغدادَ باتَ محاصراً | والفجرُ في أحضانِها مقتولُ |
تعالَ أُخي..!
تعالَ نجلس على الطريق السريع.. ونبكي وحدنا على قتلانا. فلا أحد يبكي معنا. ونقول ما قال السياب قبل خمسين سنة:
صوتٌ تفجّرَ في قرارةِ نفسيَ الثَّكلى: عراقْ
كالمَدِّ يصعَدُ، كالسَّحابةِ ، كالدُّموعِ إلى العيونْ
الرِّيحُ تصرخُ بي: عِراقْ
والموجُ يعولُ بي: عِراقٌ، عِراقٌ،
ليسَ سِوى عِراقْ!
ليسَ سِوى عِراقْ!