لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!
أمس بعد غروب الشمس نظرت في موقع (الرابطة العراقية) وفوجئت بهذه الصور المروعة….!!!!!!!!!!!!!!
لا تسل عن حالتي وأنا أشاهد أمامي هذا المنظر البشع..!!! قررت أن أغلق الخط، وأصمت. ووضعت رأسي بين يدي. وأصابني شيء كالدوار، وشعرت كأنني في حاجة إلى التقيؤ. وأحسست أن قلبي يطحن طحناً.
قلت في نفسي: لا ينبغي لهذا أن ينشر. ولكنني رجعت إلى وعيي فوجدت أن من حق هؤلاء الضحايا أن نقول فيهم كلمة، وأن يعلم الناس بما وقع لهم. ومن حقنا أن يسمع العالم ويرى ما يجري لنا.
الله أكبر!!! ألهذا الحد وصلت حال العراقيين ؟!!! يذبحون كالنعاج؟!
لماذا كل هذا؟!!! ألهذا أسقطوا صدام؟! ودمروا الدولة؟!! وخربوا النظام؟!!! وحلوا الجيش؟!!!! وأشاعوا الفوضى والخراب في ربوع الرافدين، ومروجه الخضراء الحبيبة؟!!!!!!!!!!!!!!…
من يتحمل كل هذا الوزر؟!!!
من يبوء بإثمها؟!!!! ويرجع بنارها وشرارها؟!!!!! ويتلطخ بعارها وشنارها؟!!!!!!
كل من دعا الأمريكان، وسهل لهم طريق الوصول إلى بغداد، شريك في الجريمة. ويأتي من ورائهم الصامتون، وأولهم المستفيدون.
رأيت في التعليق على الصور كلاماً يشجب صمت العرب، والعالم. ولكن.. لو قسنا المطلوب إلى حجم الجريمة أليست الحقيقة هي أن العراقيين هم أول الصامتين؟! ألم يشيع السياسيون ضحايا مقابر المحمودية الجماعية وغير المحمودية بالصمت؟! وعاجوا إلى الأطلال يصطرعون على فتات العزاء؟!!!
ومع ذلك يحق لنا أن نقول:
أيها العرب..! من شارك منكم في هذه الجريمة الكبرى، وكان أحد الذين ساهموا بإيصالنا إلى هذا المصير، لا أريد أن أتكلم عنكم كلاماً عاطفياً، فقلبي اللحظة – وأنا أمرر رموشي على أطراف الصور – لا يعلم ما فيه وما به إلا الله! إنما أقول لكم: لا ينجيكم من عذاب الجبار إلا التوبة، وأولها الاعتراف، ثم السعي في انتشال إخوانكم من محنتهم.
أما إيران وكلابها فلا أقول لهم شيئاً. ما بيننا وبينهم إلا السيف. هو الحكم بيننا. وغدا ينتظرهم سوء المصير بإذن الله. إن موعدهم الصبح! أليس الصبح بقريب؟!
ويا رب..!
أنت حسبنا، لا إله إلا أنت بك آمنا، وإليك التجأنا، وإليك المصير، ولا حول ولا قوة إلا بك
إليك نشكو ضعف قوتنا.. وقلة حيلتنا.. وهواننا على الناس
يا أرحم الراحمين..!
أنت رب المستضعفين.. وأنت ربنا
إلى من تكلنا؟
إلى بعيد يتجهمنا؟!
أم إلى عدو ملكته أمرنا؟!
إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي.. غير أن عافيتك أوسع لنا
نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات.. وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة: أن ينزل بنا غضبك أو يحل بنا سخطك
لك العتبى حتى ترضى.. ولا حول ولا قوة إلا بك.