مقالات

يوميات قضية

الملف التأصيلي للقضية العراقية طبقاً للحدث

 

اسمي

كتاب (آية التطهير وعلاقتها بعصمة الأئمة)

وأثره في تغيير عقائد الشيعة

الاية

 

هذه رسالة وردتني من الشيخ عبد الله بن سلمان العنزي من المملكة العربية السعودية:

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :

أما بعد :

فسوف أذكر بمشيئة الله في هذه الأسطر قصة وقفت على فصولها بنفسي كان لها أثر عليّ وعلى صاحبي، الشيخ أحمد الزهراني.

كنت وصاحبي الشيخ أحمد، نذهب إلى مقبرة البقيع كل يوم بعد الفجر، وذلك للاحتساب على القبوريين. وفي أحد الأيام من صيف عام 1425 كنّا نقف عند قبر أم البنين زوجة علي رضي عنهما وعاتكة وصفية عمتي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقبور هؤلاء الثلاث في جهة واحدة.

وعند هذه القبور يجتمع الرافضة بكثرة فتجد معمميهم وعوامهم يحاولون التبرك بهذه القبور أو أخذ تربة أو الطواف أو غير ذلك.

وبينما كنّا ننكر على المتجمعين حول هذه القبور أفعالهم أقبل علينا شخص – تبين فيما بعد أنه نيجيري، ويجيد العربية – فبدأنا هو بالحديث عن التوسل وأن هذه القبور يجوز التوسل بأصحابها وغيره من الكلام الذي يستدل به عباد القبور على جواز بدعهم وشركهم.

فقال له صاحبي الشيخ أحمد: إذا كنت تريد النقاش حول هذه المسألة فأنا مستعد. لكن المكان هنا لا يصلح للنقاش؛ فليكن موعدنا بعد المغرب عند باب عمر. فوافق النيجري على هذا الطلب.

كنا نتوقع أنه لن يحضر. صلينا المغرب ثم توجهنا إلى باب عمر لمقابلة النيجيري، الذي حضر في الموعد المضروب.

جلسنا معاً ثم بدأنا الحديث عن المسائل التي طرحها في المقبرة. واستمر الحديث معه حتى أذان صلاة العشاء. بعد ذلك قلنا له: للحديث بقية. ولكن في الغد، في الموعد نفسه.

وعند قيامنا لاحظنا شخصاً يراقبنا من بعيد. وبمجرد أن تفرقنا وذهب صاحبنا النيجيري جاءنا هذا الشخص. تبين أنه من طلاب الجامعة الإسلامية، ومن نيجيريا أيضاً.

فاجأنا بسؤاله لنا عن سبب جلوسنا مع هذا النيجيري؟ فذكرنا له السبب.

فقال لنا : أن هذا الشخص متشيع ويشرف على مدرسة مدعومة من إيران فيها قرابة (200) طالب، وله جهود في نشر التشيع. وذكر لنا اسم بلدته لكني لم أعد أذكرها الآن.

فوجئنا بهذا الكلام! فقد كنا نظنه صوفياً تيجانياً – كما ذكر هو لنا – وعندها قلت لصاحبي لا بد من مواجهة هذا الرافضي بهذه الحقيقة التي أخفاها عنّا.

في اليوم التالي وفي الموعد نفسه واجهنا هذا الرافضي بالحقيقة! حاول الفرار لكنه في نهاية الأمر اعترف بأنه متشيع. فقلنا له: إذن سيكون الحديث عن مواضيع أخرى غير التوسل والقبور. في اليوم التالي كنت على موعد سفر فلم استطع البقاء في المدينة فسافرت، وتركت الشيخ أحمد، يكمل معه النقاش.

كان الرجل يتميز بأشياء كثيرة كإجادته التحدث والكتابة والقراءة باللغة العربية الفصحى، وكذلك كان نهماً في القراءة.

بدأ الشيخ أحمد في النقاش معه – كما أخبرني فيما بعد – حول المسائل الرئيسية عند الرافضة كالإمامة والعصمة وغيرها ، وكان لهذا النيجري موقف معادٍ للوهابية وأهلها.

كان الشيخ أحمد يعطيه الكتاب من مجلد فيقرأه في يومين. وأذكر أنه قرأ – كما ذكر لي صديقي أحمد – كتاب “بل ضللت” من مجلد، و “منهج الجدل والمناظر” لعلي عثمان حسن من مجلدين، و “مختصر منهاج السنة” وغيرها.

وقد استمر النقاش معه قرابة الشهرين. وفي أواخر أيامه في المدينة أعطاه الشيخ أحمد كتاب “آية التطهير وعلاقتها بعصمة الأئمة” للحسني([1]).

يقول لي أحمد أنه بعد إعطائه هذا الكتاب صدم كثيراً! فقال له: لماذا لم تعطني هذا الكتاب من البداية؟ لقد هدم عندي بنياناً عظيماً في دقائق معدودة. ومما ذكره له أن آية التطهير على تفسير الرافضة لها، هي التي جعلتني أتمسك بهذا المذهب.

والرجل هذا كان له موقف من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب. فبعد النقاش قال: أنا الآن اكتشفت فيكم شيئاً لم أكن أتوقعه من قوتكم في طرح آرائكم.

بعد فترة بسيطة سافر الرجل إلى بلده نيجيريا. وزارني الشيخ أحمد في بلدتي. فسألته عن جديد النيجيري؟ فقال: لنتصل به. فاتصل به – وكنت معه في سيارتي – فلما سأله صاحبي أحمد عن حاله؟ قال أبشركم أن المدرسة التي كنت أشرف وأدرس فيها قلبتها رأساً على عقب، وبدأت أحذر الطلاب من الشيعة ومعتقداتهم.

هذه تفاصيل قصة هداية أخينا النيجري والحمد لله رب العالمين .

أبو هاجر عبد الله بن سلمان العنزي

ماجستير/ جامعة أم القرى

 

_______________________________________________________________________________________

  1. – كتاب (آية التطهير وعلاقتها بعصمة الأئمة) هو أحد الكتب التي ألفتها، وظهرت أول ما ظهرت باسم مستعار؛ بسبب الظروف الأمنية الرسمية يومها، التي لم يكن يسمح فيها لمثل هذه الكتب (التي توسم بكل بساطة بميسم الطائفية) بالطبع.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى