وطن الشيعي طائفته .. خطاب المالكي بمناسبة انسحاب الأمريكان من المدن
ظهر اليوم (30/6/2009) رئيس وزراء العراق نوري جواد المالكي، يخطب بمناسبة يوم انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية. تكلم كثيراً عن النصر والسيادة والمقاومة والإرهاب و و و…
لا يهمني هذا بقدر ما أهمني ما قاله عن بناء دولة القانون الوطنية، البعيدة عن الانتماءات الطائفية.
ونظرت إلى الأعلام (العراقية) المنصوبة عند ظهره، وعددتها فإذا هي (12) علماً…! بعدد (الأئمة) التي يؤمن بها، وعلى أساس هذا الإيمان أجاز لنفسه أن تكون قنطرة لمرور أكثر من (30) جنساً من أجناس العهر والرذيلة لتدنس شرف دولة العراق العظيم، وتهتك عزتها وكرامتها، في يوم كان حزبه (حزب الدعوة) وممثله إبراهيم الجعفري أول من صادق في (مجلس الحكم) على اعتبار ذلك اليوم (9/4) عيداً وطنياً؛ على أساس أنه يوم تحرير العراق. ثم ها هو اليوم يحتفل بانسحاب القوات المحتلة، ولا أدري كيف يكون الجمع بين هذه المتناقضات؟!
في يوم من الأيام كتبت في إحدى المقالات: (تأبى الطائفية إلا أن تعبر عن نفسها). نعم! ولو بالإشارة والرمز. وإذا كان جمهور أهل السنة لا ينتبه إلى هذا النوع من اللغة لبعده عن مكامن الطائفية، فإن جمهور الشيعة يقرأها وبـ(العربي الفصيح)، فيبتسم ويطمئن على أن (دولة القانون) إنما هي نسخة مموهة لدولة (الشيعة الإمامية الاثني عشرية)، ويضحك من كل قلبه على أولئك الغافلين أو المغفلين أو الذين غفِّلوا بلا ذنب نتيجة التثقيف (الوطني) المسرف والمغرق في الوطنية في الزمنين: زمن الدولة الوطنية، وزمن الدولة الطائفية. فكان ذلك أوضح مثال على اعوجاج الاعتدال في وسط التطرف.