تاريخنا مهدد .. بالسرقة .. وبإمضائنا
قبل خمس سنين ونيف عندما انخدع الكثير من أهلنا قياداتٍ وجمهوراً ببهلوانيات مقتدى وطقطقاته وادعاءاته، وراحوا يهتفون باسمه على أعواد المنابر، وأبواق الفضائيات، ومكاتب الأحزاب والهيئات! كتبت يومها أقول عمن تناسى كل ما فعله مقتدى وعصاباته بأهل السنة من غصب مساجدهم وقتل شبابهم وتهجير عوائلهم، وأشاح بوجهه بعيداً عن جهة الحق والحقيقة، ليهتف لمقتدى ومن هو على خطه ونهجه أنه يقامر بدماء “الفلوجة”. بل إنه يجمع تلك الدماء ليضعها في حقيبة أولئك هدية رخيصة على طبق من ذهب، وأنه لن يعود من وراء ذلك بشيء ذي بال. فأي خسارة كهذه ؟!([1]).
وما هو إلا برهة قصيرة من الزمن حتى جاءت الأيام تصدق هذا التحذير، وتظهر البساطة وطيب القلب التي عليها عموم جماعتنا في التفكير والنظر وتقدير الأمور، وضعف القدرة على قراءة العقيدة والتاريخ، بل والواقع القريب! وتكشف هشاشة جدار التحصين وهلهلته أمام الفكر الشيعي، واستجابته السريعة لكل بادرة يقوم بها قادة الشيعة وتقبله لها وامتصاصه إياها مهما كانت محشوة بالغدر والمكر، ومعجونة بالضحك على الذقون! وظهر مقتدى من المرقد المنسوب للسيدة زينب في دمشق يستهزئ بالمقاومة العراقية علناً ويقول: “حبيبي هؤلاء التكفيريون الإرهابيون فجروا دبابة دبابتين للأمريكان ليقولوا نحن مقاومة”! ثم بعدها بيومين فجر مرقد سامراء ليطفو كل شيء على السطح، ويضحى اللعب على المكشوف.
ليست المشكلة في أن يخطئ فرد أو جماعة أو يلدغ من جحر مرة؛ بسبب من جهل أو موجة عاطفية في لحظة معينة، ويمكن لنا أن نتفهم حالته وخطأه، ونلتمس له العذر، ونمد له يد الانتشال من عثرته، والاعتدال بعد كبوته. إنما المشكلة، بل المعضلة حين تعاود هؤلاء لوثتهم بعد هدوء الأحداث، فيعودوا إلى الهتاف مرة أخرى، وأَخرى باسم مقتدى ومن معه، في إصرار عجيب على المكابرة والمعاندة، وركوب الحمار بالمقلوب! وكأن تلك الدماء الزكية التي أريقت، والشباب الذين قتلوا بعد أن ثقبت رؤوسهم بالمثاقيب، وكويت جلودهم بمكاوي الكهرباء، وكسرت عظامهم، وهرست لحومهم وعروقهم في أحياء الثورة والشعلة وأبو دشير، وفي السجون والمعتقلات، وتلك المساجد التي خربت وهدمت وأحرقت: لم تكن على يد جيش المهدي والتيار الصدري، إنما فعلت ذلك كله السعالي والغيلان والهوام والحنافيش، أو مخلوقات نزلت علينا من مجرة رأس الغول! وهكذا ندخل في قصة (طعيلو والسعلوة) من جديد!
في شباط الماضي كتبت سلسلة مقالات بعنوان (عندما يكون التاريخ هو القضية) ذكرت فيها أن القضية نكسبها بإحدى طريقتين: إما على صعيد الواقع: حين تنتصر دعوتنا ويمكَّن لها في الأرض، وإما على مستوى التاريخ: عندما نثبت على الحق فنفوز بالذكر الحسن والسمعة الطيبة. نعم في كثير من الأحيان يعجز أهل الحق عن تحصيل الأولى، ولكن في الحالتين لا بد أن تكون الثانية في اليد على الدوام؛ إذ لا يمكن لأحد في الوجود مهما أوتي من قوة أن يسلبها صاحبها ما لم يتبرع هو بها لقاء ثمن بخس من مساومة بمال أو منصب، أو سمعة عاجلة زائفة، أو بسبب من تهديد وتضييق وأذى. هنا تتم الخسارة، وتكتمل المصيبة.
بإمضائنا وتوقيعنا ..!
الإشكالية الكبرى في عملية سرقة تاريخنا اليوم هي أن قيادات معتبرة: دينية ووطنية تقف بين ساكت يتفرج، ومشارك في هذا العبث على أساس “الحرص على وحدة البلد، وإعادة اللحمة الاجتماعية، والابتعاد عن كل ما يمكن أن يثير الفتنة ويعيدها إلى ما كانت عليه”… وغيرها من هذه الدعاوى والدوافع والدعوات. وبهذا يكونون شهوداً على هذا الزور التاريخي المقيت. يؤسفني ويؤلمني أن يقف مع هؤلاء الشهود رئيس هيئة شرعية ورئيس حزب إسلامي؛ فإن الأمر يكتسب موثوقية لا يحلم بها الخصوم. إذن نحن أمام مرحلة خطيرة.. إننا في طور سرقة وثائق تاريخنا وتحريفها وتزييفها، وعلى هذه الوثائق المحرفة المحورة إمضاؤنا وتوقيعنا، بعد أن سرقوا منا الواقع الذي بذلنا في سبيله دماءنا، وضحينا بالغوالي من أحبابنا وأبناءنا!
قبل أيام خطب رئيس هيئة علماء المسلمين بمناسبة (ثورة العشرين) ليقول دون مواربة: إن المقاومة هي (مقاومة كل العراقيين بكل أطيافهم ومكوناتهم من شمال العراق إلى جنوبه). الأخطر في هذا الكلام – مع افتقاده لأصول السياسة، وعناصر الموضوعية، وأسس المصداقية – هو أنه سيُتخذ حجة علينا في تزييف تاريخنا وسلب حقنا، من قبل خصم لا يرضى بمشاركتنا في حصتنا حتى تكون هذه الحصة كلها له وحده بلا شريك!
حين يقول هذا الكلام بعض الشيعة ممن هم غير معترف بهم من قبل طائفتهم على مستوى المرجعية الدينية أو السياسية، ولا على مستوى الجمهور مثل جواد الخالصي وأحمد البغدادي وحسين المؤيد وأمثالهم ممن لا وزن لهم خارج دائرة بعض الأوساط السنية، وحتى على افتراض قوله من قبل الكبار فيهم، وإن كان هذا لم يحصل قط: أجد مبرراً له وتفسيراً منطقياً لما يقوله ويدّعيه: فهو..
أولاً: لم يخسر شيئاً من الأساس: فلا طلقة طنت، ولا حديدة رنت، ولا درهم صرف ولا جهد ولا قطرة عرق، ولا مسؤولية ولا مطاردة أمريكية ولا إيرانية، اللهم إلا الكلام والدعوى والتفاخر والتشبع و (الكشخة) بثياب الآخرين؛ فأيش تكره منها؟ دعك من بعض المماحكات والقلاقل هنا وهناك، تخبو وتنام فترة طويلة لتستيقظ برهة بناء على حسابات طائفية: داخلية وخارجية، أو ردة فعل في ظرف خاص، لا فعل مبني على دافع من دين، أو تلبية لدعاء من وطن.
وثانياً: هو يقسم الحصة بينه وبين صاحبها دون مقابل؛ بل هو ربح محض من دون رأسمال!
وثالثاً: هو لا يكتفي بما سبق حتى يظهر بمظهر المعتدل المتفضل على صاحب الفضل؛ (ألا ترونه منصفاً لا يحتكر الفضل لنفسه وطائفته دون الآخرين)؟! بينما في الحقيقة هو يعمل مع بقية الجوقة على قاعدة (تعدد أدوار ووحدة هدف) فيترك لغيره من أبناء طائفته وظيفة سلب أهل السنة ما تبقى لهم من حصة. وهناك الكثير الكثير منا من المغفلين أو المتغافلين ممن يبدو عليه الفرح والابتهاج بهذا (الاعتدال)، ويشكر صاحبه على (تفضله) وعدم احتكار الفضل لنفسه!
ورابعاً وخامساً وسادساً… يحصل على تاريخ مجيد بعمل غير حميد.
إذن حين يقول بعض الشيعة من أمثال من ذكرت: إن المقاومة سنية شيعية، يمكن أن يكون قوله قابلاً للفهم والتفسير. لكن الذي يستعصي على الفهم ويصعب على التفسير هو هذا العطاء السخي من جيب أهل السنة يتبرع به أفراد منهم ليسوا من عامتهم، وإنما من رؤوسهم ومقدميهم! وإذا جمعت هذا كله على بعضه تجد النتيجة أن التاريخ والواقع كله سرق ولم يبق لنا منه إلا الذم وتبعات المسؤولية!
إمضاءات وتواقيع أخرى وأزرى
بين يدي كتاب صدر حديثاً بعنوان (قواعد التكفير عند أهل السنة والجماعة) بقلم الدكتور محسن عبد الحميد: يعتبر أنموذجاً واضحاً لما أقول، يثبت أن التحذيرات التي أطلقناها من الأيام الأولى للاحتلال كانت في محلها، وأن الخطر حقيقي، لا يمكن تزييفه أو السكوت عليه.
حمل المؤلف (ص7،6) على جماعات متشددة اتبعت منهجاً دموياً موجهاً إلى المسلمين وغير المسلمين استهدفت الجميع بالقتل والتفجير دون تفريق بين الرجال والنساء والأطفال. وقد حدد الجهة المقصودة بكلامه وحصرها في مجموعة محددة من أهل السنة صرح بتسميتها في (ص8) بقوله: “وهؤلاء يسمون أنفسهم بالتيار السلفي الجهادي”. مع إعراضه التام عن ذكر أخطر التكفيريين والخوارج: جيش المهدي ومليشيات بدر والدعوة والفضيلة وغيرها من التنظيمات الشيعية، على الأقل من باب الموازنة، أو اتباع سبيل قريب من الإنصاف. دعك من الفكر الشيعي الاثني عشري الذي هو في أصله وتكوينه فكر تكفيري بامتياز، وعلى أساسه بنيت وانطلقت كل زمر القتل والتخريب التي عاثت فساداً في العراق. وذكر (ص27) أن هؤلاء التكفيريين “أباحوا لأنفسهم قتل الأئمة والخطباء ودعاة الإسلام لمجرد أنهم دخلوا في العملية السياسية كالانتخابات وغيرها بعد الاحتلال الأمريكي”.
ثم ذكر ما فعله هؤلاء بالشيعة فقال (ص36): “أما الشيعة فقد كفروهم جميعاً… وتنفيذاً لتكفيرهم ذلك قاموا بتفجير أسواقهم ومواكبهم ومساجدهم وحسينياتهم، فقتلوهم على الهوية في مناطق كثيرة، ولا سيما في جنوب بغداد إلى النجف وكربلاء، وكانوا يريدون إشعال نار حرب أهلية بين السنة والشيعة كما وردت في رسالة الزرقاوي التي نشرت في أواخر عام 2003 في العراق”…!
وأعيد قراءة الفقرة – وهي ليست الوحيدة! – وأنظر إلى اسم المؤلف على غلاف الكتاب لأتأكد هل قائلها السني الدكتور محسن عبد الحميد؟ أم الشيعي الإيراني الحاقد عبد العزيز الحكيم؟ أم أخوه بالمشرب جلال الصغير؟ أم صنوه بيان جبر صولاغ؟!!!
ماذا يريد الشيعة منا أكثر من هذا؟ وهل يطمعون بأكبر منه اعترافاً، ومن رجل هو أمين عام الحزب الوحيد لأهل السنة في العراق عند احتلاله، واليوم هو رئيس مجلس الشورى فيه؟! وهل قالوا هم أخطر منه بحق المقاومة في جنوب بغداد في اللطيفية والمحمودية والمدائن والرشيد وجبلة واليوسفية ليشوهوها ويدمغوها بدمغة الإرهاب؟
قد أجد للشيعي عذراً حين يغمض عيناً وينظر بعين إلى ما يجري، فيسكت عن الجرائم التي ترتكبها طائفته بحق أهل السنة، وأقول: طائفي تكفيري أعمى الحقد بصره وبصيرته، وختم على سمعه وقلبه فهو يدور بين مراثه ومعتلفه لا يرى إلا ما يريد رؤيته. ولكن بأي شيء أعتذر لرجل سني ليس من عوام أهل السنة، وإنما هو بالمحل المعلوم للجميع!
وا مصيبتاه!!!
إن هذا ثمن باهض، ومنحة غالية عالية يتم التبرع بها من جيب الأمة، ففي مقابل أي ربح كان الثمن؟ وعن أي نفع كانت المنحة؟!
لا شيء سوى الخسارة!
من الأولى بالتهمة : القاعدة أم مليشيات الشيعة ؟
يقول أهل المعرفة: (إذا كان الفاعل مجهولاً ففتش عن المستفيد). ففي مصلحة من كانت الحرب الأهلية؟ ومن وراء تفجير مرقد سامراء؟ لماذا استمرت حملات الأجهزة الأمنية، وهي مليشيات حزبية بثياب رسمية، منذ أن تولى إبراهيم جعفري رئاسة الوزارة، وهجوم المليشيات الشيعية العلنية مدعومة بالقوات الحكومية والأمريكية على طوق بغداد الأمني خاصة الجنوبي والأحياء السنية سنتين وأكثر دون انقطاع، وأمام أنظار الناس؟ هل بقي أحد يجهل الغاية من هذه الحملات الإبادية المنظمة؟ أليست هي تصفية هذا الطوق من الوجود السني، وصولاً إلى إخلاء بغداد من أهلها لتكون شيعية بامتياز؟!
فمن هو الأولى بتهمة إشعال الحرب الأهلية؟!
أما رسالة الزرقاوي المذكورة فمدعيها وناشرها وراويها بول بريمر رئيس سلطة الاحتلال، وقد شككت بمصداقيتها مصادر غربية معتبرة مثل الكاتب المرموق في صحيفة (الإندبندنت) نيك دافيز في كتابه (الطيف المفزع) حسب ما نشرته الصحيفة يوم (19/2/2008)([2]). فهي لا تعدو أن تكون واحدة من عشرات القصص الملفقة التي اخترعتها وكالة المخابرات الأمريكية منذ هجمات (أيلول 2001). فكيف يعتمد عليها الدكتور محسن ويوثقها بهذه العبارة التي تشي للقارئ بأنها ثابتة صحيحة وكأن الذي نشرها الزرقاوي نفسه لا بول بريمر: “وكانوا يريدون إشعال نار حرب أهلية بين السنة والشيعة كما وردت في رسالة الزرقاوي التي نشرت في أواخر عام 2003 في العراق”؟! كيف وقد صرح الزرقاوي في بيان له آخر سنة (2005) بثته وسائل الإعلام المختلفة في حينها أنه يستهدف من الشيعة من قاتل مع المحتل فقط؛ ولذلك هو يستثني منهم التيار الصدري، وأتباع الخالصي والبغدادي. هكذا نصص البيان!
ضيعتم واقعنا .. فما لكم ولتاريخنا ؟
لم يكتف الدكتور محسن بتصوير الواقع الذي عشناه ولمسناه على غير صورته، هذا الواقع بهذه الطبعة المحرفة، الذي سيصبح بعد سنين تاريخاً يحتج به علينا الشيعة وبتوقيعه هو، تاريخاً دفعنا ثمنه من دمائنا وأمننا ومساكننا وأحبابنا وأصدقائنا وأهلنا وبلدنا، ثم هو يتبرع به بقلب بارد إلى سارقيه ومزوريه: لم يكتف بهذا حتى ارتقى إلى تاريخ الأمة فشطب عليه جملة واحدة لم يستثن منه سوى عصر الراشدين فقط لا غير! فقال (ص97): “والحق أن الهدف الذي رمى إليه الإسلام عندما جعل الإنسان خليفة في الحياة وكلفه بالتسخير وفضله على كثير من الخلق، لم يتحقق كاملاً في تاريخ المسلمين. فقد بدأ الاضطهاد والاستلاب المتنوع للإنسان في ظل الدول والإمارات التي قامت في العالم الإسلامي بعد عصر الخلفاء الراشدين إلى عصرنا الحالي، وسحب من الإنسان المسلم تلك الحرية الإنسانية في إطار الضوابط التي وضعها الإسلام”..!!!
وهذا هو كلام الشعوبيين عينه! حذو القذة بالقذة! فما لك يا د. محسن وما لهم؟!
ما الفرق بين د. محسن في قوله هذا والشيعة في قولهم إنهم مظلومون منذ (1400) سنة؟ سوى أنهم يبدأون من سنة (11هـ)، وهو يوقت لدعوى مظلوميته بفارق لا يكاد يصل إلى (30) سنة بينه وبينهم. ما قيمة (30) سنة بالنسبة إلى (1420) سنة الحقبة الممتدة من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليوم؟
وإذا كان الدكتور محسن لا يعجبه الحكم الإسلامي على مدار التاريخ، ويعتبره تاريخ اضطهاد واستلاب متنوع للإنسان؛ فلا أدري بأي تاريخ هو يفتخر؟ ولا أي مستوى راق للحكم يريده للأمة، أو ستحققه لنا الجماعة التي ينتمي إليها؟! نادت امرأة تاجرٍ مسلم اعتدي عليها في بلاد الهند: (وا حجاجاه)! فوصل نداؤها إلى أذن الحجاج وهو بالعراق فأجابها: “لبيك يا امرأة”! ولم يقر له قرار حتى جيش الجيوش يقودها بنفسه، ويهزم ملك الهند داغر ويحرر المرأة ويقول لها: “هل أجبناك يا امرأة”؟ ونساء أهل السنة في المحمودية يصرخن سنتين ونيفاً تحت بساطيل الشيعة والأمريكان: (وا مصيبتاه! وا خيبتاه!)، هذا وقادة أهل السنة على مرمى عصا منهن يفتلون شواربهم ولا منهم من يجيب!
أظننا بهذا نرتقي مراقي صعاباً، ونقول كلاماً لا ننظر إلى موقعه من عملنا، ولا نرى الهوة الساحقة التي تفصل بين حاضرنا المليء بالذل والهزائم وماضينا بما فيه من مجد وعز وعظمة وعظماء!
رويدكم يا رجال أهل السنة! رفقاً بأنفسكم.. ورحمة بنا. لقد عجزتم عن تحقيق النصر لنا – وقد يكون لكم عذركم، أو لا يكون، هذه مسألة أخرى لسنا بصددها – فكفوا ألسنتكم عن تاريخنا، ودعونا وشأننا وحالنا، لا تتبرعوا بدمائنا وجهودنا لخصومنا كي يصنعوا بها تاريخاً لهم لا يكتفون بتلميعه حتى يكروا على تاريخنا بالهدم والتشويه.
_________________________________________________________________________________