أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في بريطانيا يوم 3 ذ ق 1430 الموافق لـ 22/10/2009 بياناً تحذيرياً حول مؤتمر (الوحدة الاسلامية) المزمع عقده في لندن. جاء فيه ملخصاً([1]):
بعد مراجعة وبحث وجدنا ان من واجبنا تنبيه المسلمين الى ما يحاك لهم من مؤامرات باسم مؤتمرات الوحدة ومناهج التقريب بين المذاهب فإن القائمين على بعضها يستخدمونها لأغراض طائفية وسياسية لا تمت للوحدة الاسلامية التي ننشدها كلنا. إن وراء هذه المؤتمرات المشبوهة مؤسسات استخبارية إيرانية تديرها السفارة الإيرانية تنفذ سياسات إيرانية طائفية ضد أهل السنة في ايران والعراق ودول الخليج. وإنها لن تكون إلا سبيلاً لإيصال الأفكار الطائفية الهدامة إلى دول إسلامية لم تعرف هذه المذاهب التي تكفر صحابة رسول الله وتلعن أمهات المؤمنين. واستشهد البيان بما جرى ويجري في اليمن والعراق. كما ذكر أن الجماعة شاركت لمدة ثلاث سنوات في هذه المؤتمرات لكنها وجدت كل الابواب موصدة، وأن الهدف الأساس للقائمين على هذا المشروع هو نشر أفكارهم الهدامة، ولم تجد أي بادرة لتصحيح مسارهم خصوصاً موقفهم من صحابة رسول الله وزوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتكفير المسلمين بحجة عدم إيمانهم بأمامة أئمة الشيعة، والأدهى من ذلك (والكلام مازال للجماعة) لم نجد حماساً من إخواننا الشيعة للتأكيد على عدم تحريف القرآن. وتطرق البيان إلى ذكر أشخاص ظالعين في هذه المؤامرة منهم كمال الهلباوي (وصفه البيان بأنه “عضو سابق في جماعة الإخوان”). وحث على مقاطعة المؤتمر المذكور.
ولنا – نحن أبناء القادسية – التعليق التالي على البيان:
- نحيي الإخوان المسلمين في بريطانيا على هذه البادرة وإن جاءت متأخرة؛ فالحكماء يقولون: (لئن أكون ذيلاً في الحق خير من أن أكون رأساً في الباطل). ونشد على أيديهم، وندعوهم إلى أخذ الأمر بجد في تحذير المسلمين من مؤامرات مؤتمرات التقريب التي يديرها ساسة إيران وأزلامهم في المنطقة. وهم كثر ليس الهلباوي الوحيد على هذا الخط الأعوج، بل العوا وهويدي وآخرون، وفصائل تلتحف براية الجهاد تمكنت إيران من استمالتها لتلميع بوزها، ليس فصيل (الجهاد الإسلامي) بقيادة رمضان شلح الوحيد من بينها، آنت ساعة فضحهم ودمغهم بالعمالة لإيران والتسويق لمشروعها الخطير في بلادنا الآمنة.
- ندعو قيادة الإخوان الرئيسة في مصر بقيادة الأستاذ المرشد محمد مهدي عاكف للتوقيع على هذا البيان وتأييد فرع الإخوان في لندن في موقفهم هذا.
- ندعو بقية الفروع التابعة لجماعة الإخوان في الدول الأخرى كالعراق والأردن وغيرهما أن يحذوا حذو إخوانهم في لندن، ويعلنوا رجوعهم عن دعاوى التقريب مع إيران وكل من تشيع بتشيعها.
- نتمنى أن ينتصر الإخوان على أنفسهم ويعترفوا بخطأ خطتهم التي ساروا عليها منذ تأسيس الجماعة في الدعوة إلى التقريب الديني بين المذاهب، ويذكروا صراحة للمسلمين أن سبب هذا الخطأ هو تصورهم أن الخلاف بين أهل السنة والشيعة خلاف فروعي، فظهر لهم وتأكد أن الخلاف هو خلاف أصول لا خلاف فروع. هذا أولاً، وأما ثانياً فلأن دهاقنة التشيع الفارسي ودعاتهم وساستهم غير صادقين في نيتهم، ولا جادين في دعواهم، إنما يريدونها عربة للوصول إلى قلب الأمة. وثالثاً أن هذه الدعاوى لم يستفد منها أهل السنة بشيء، إنما هي مسخرة لخدمة المشروع الطائفي الإيراني بنسبة مئة في المئة.
- ومن دون ما ذكرناه آنفاً تبقى هذه التصرفات فردية لا أثر لها، بل تفقد مصداقيتها، ولا نستبعد أن يصدر مكتب الإرشاد في القاهرة بياناً بعدم مسؤوليته عن هذا البيان!
- إن هذا البيان وأمثاله كاعتراف فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله بالخطأ الذي سار عليه أكثر من نصف قرن في دعوى التقارب، يثبت تخلف رؤية الإخوان المسلمين لخطر إيران وشيعتها، مع احترامنا لبقية ما تراه هذه الجماعة واعترافنا بجهودها وفضلها في الميادين الأخرى. ونحن نركز على هذه المسألة، ونقسو في توصيف التهاون بها لخطورتها علينا خصوصاً نحن أبناء العراق والخليج ودول الشام ومصر. فحين نصف هذه الرؤية بهذا الوصف القاسي (التخلف)، لسنا جاهلين بما أوصانا الله تعالى به من قول (التي هي أحسن). ونعتقد أن الأمر إذا بلغ هذه المبالغ فإن ما قلناه لا يخرج عن هذه الوصية العظيمة، ولكل مقام مقال.
- إن هذا البيان وأمثاله لدليل آخر يضاف إلى الأدلة التي تثبت صحة خطتنا ومنهجنا، وصدق رؤيتنا الاستشرافية، وهداية طريقنا إلى الهدف المنشود. ولقد حذرنا من سنين طويلة من المؤامرة الإيرانية، ليس من حيث العموم، وإنما تناولنا الموضوع من حيث التفصيل وبالأسماء. وآخر من حذرنا منهم هو كمال الهلباوي (الذي ورد ذكره في البيان دون غيره من الإخوان) وذلك في 6/8/2009 في مقالة بعنوان (لا عذر لكم) نشرناها على موقع (القادسية)، عن ظهوره المخزي على قناة العالم في برنامج تحت شعار (أمة واحدة) يوم 3/8/2009 . وإذا ثبت هذا ننتهز الفرصة لنؤكد على أن نصيحتنا لإخواننا في جماعة (الإخوان) تقوم على أمور عظيمة ثلاثة أخطأت حيالها الجماعة، هي:
أ. الموقف من إيران والمتشيعين بتشيعها
ب. تخلي متأخريهم عن مبدأ الحاكمية الذي قامت عليه الجماعة
جـ. مواقفهم الناعمة تجاه القضايا الخشنة
والعاقل من اعتبر بالجزء على الكل، واستفاد من الماضي لإصلاح حاضره القريب، والتخطيط لبناء مستقبله البعيد.
_________________________________________________________________________________
- – موقع الرابطة العراقية، 31/10/2009،على الرابط التالي: http://www.iraqirabita.org/index.php?do=article&id=21838 ↑