مقالات

وصمة عار في جبين الشيعة إلى يوم يبعثون

الأربعاء الأسود  22/2/2006

ماذا عساي أن أقول في هذا اليوم؟

بأي لغة أعبر؟ وأي أنامل أكتب؟

بأي رأس أفكر؟ أو أي قلب يحس ويتحمل وقع ذكرى كهذه الذكرى؟!

قد أجد نفسي حائراً متردداً، أو وجلاً متهيباً أستشعر العجز في الكتابة عن موضوع. أما أن أشعر بالحياء أو حتى الخجل فلم أصادف ذلك إلا مرتين: مرة يوم قصف بل كلنتون بغداد في ديسمبر/1998، وكنت خطيباً في مسجد التيسير في مدينتي المحمودية، ووجدت نفسي ملجأً لصعود المنبر وإلقاء خطبة في مقام فعال لا مقام كلام. وهذه المرة! فحين لا يتسع المقام للكلام، أو يجل الحال عن القال؛ يكون الصمت أجل وأجمل.. وأستر أيضاً. ولكن لا مفر ولا مهرب؛ فلا بد من قول شيء على أية حال.

فماذا أذكر مما ينبغي أن يذكر، وأنا أعيش مأساة أهلي في الذكرى الرابعة ليوم الأربعاء الأسود؟

أأذكر مئات المساجد التي هوجمت وأحرقت؟ والمصاحف التي مزقت؟ والشيوخ التي قتلت وسحلت؟ والشباب التي ذبحت؟ والأطفال التي شويت؟ والبيوت التي هدمت؟ والعوائل التي روعت وشردت؟ والأعراض التي انتهكت ومزقت؟

أم أذكر ما حصل بعد ذلك من جرائم استمرت عشرين شهراً وسط صمت الصامتين وصمود الصامدين؟ فماذا أذكر؟ وماذا آخذ؟ وماذا أدع؟

يغتصبون زوجته أمام عينيه مربوطاً على سارية ثم يقتلونهما

أأذكر لكم ما حصل في مدينة الحرية يوم هاجمت العصابات الشيعية المنزل الواقع في (محلة 426/زقاق/6/دار20) وبعد مقاومة شرسة من صاحب المنزل أسفرت عن مقتل سبعة منهم، وبعد نفاد عتاد سلاح الرجل اقتحمت هذه العصابات عليه داره، وقامت بربطه على أحد أعمدة البيت المقابلة لحديقة الدار بسلك هاتف. ثم جلبوا زوجته وقاموا باغتصابها أمام عينيه! ثم أطلقوا النار على رأسها، فقتلوها. ثم قتلوه. وترك على حاله حتى الصباح مربوطًا على السارية و قربه زوجته ملقاة عارية وقد نُزعت عنها ثيابها([1]).

لمثلِ هذا يذوبُ القلبُ من كَمَدٍ إن كانَ في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ

يضربون صبية على فرجها بحديدة حتى تتمزق بكارتها

abo_der3 في اليوم نفسه أي 9/12 قام أربعة من أفراد عصـابة شيعية بالاعتداء على فتاة سنية صغيرة لا يتجاوز عمرها (13) عامًا بضربها أمام أنظار أهلها بقضيب حديد أسفل بطنها؛ جعل الدماء تنزف منها. ثم قاموا بسحلها في الشارع وأهلها ينظرون ولا يستطيعون فعل شيء! ليستأنفوا ضربها هذه المرة على وجهها وصدرها وأسفل بطنها حتى فقدت وعيها. ثم تركوها وهي ممدده على الأرض والدماء تسيل منها. تقول والدة الفتاة: إن الطبيبة الاختصاصية ذكرت في تقريرها أن ضربات حادة وقوية على فرجها أدت إلى تمزق غشاء بكارتها وحصول نزيف حاد داخلي([2]).

معركة مع امرأتين بطلتين ثم يقتلونهما ويغتصبونهما

_42934_iraq

وفي يوم الخميس الموافق 21/9/2006 قامت ميليشيات شيعية بمداهمة مدينة الحرية، والهجوم على العوائل السنية. وكان الوقت ضحى وأغلب الرجال في أعمالهم بعيداً عن بيوتهم. وحيث لم يعثر الوحوش في الطريق على رجل من السنة فقد آثروا أن لا يرجعوا بلا شيء. فأقدموا على ارتكاب جريمة تقشعر لها الأبدان. إذ هاجموا النساء العزل. فتصدت لهم اثنتان من النساء الأصيلات هما هدية إبراهيم الدليمي، وكريمة داود الدليمي من فخذ البو خليفة. لقد قاتلت كل واحدة منهما – للدفاع عن أنفسهن – قتال أُم عمارة في أحد وخولة بنت الأزور وأم حكيم بنت أبي سفيان في اليرموك، وبما توفر لديهن من سلاح ألى أن نفدت الذخيرة، فقام الاوباش باقتحام المنزل وأخذ هاتين السيدتين الكريمتين حيث انتهكوا عرضيهما ثم قتلوهما([3]).

ليلى بنت لكيز البكرية

يذكرني هذا الموقف بليلى بنت لكيز البكرية من قبيلة بكر بن وائل في العراق. التي وصل خبر جمالها الباهر الى ملك الفرس، فلما أرادها لنفسه رفضت أن تقرن بغير عربي، وأرسل الملك جنوده فحملوها إليه عنوه، فلم يزدها الأمر إلا رفضاً وإصراراً، وخيرته بين أن يقتلها أو يعيدها لأبيها. وكان لليلى ابن عم فارس شجاع يقال له البرّاض، فأرسلت إليه أبياتاً من الشعر تخاطبه:

ليت للبراض عيناً فترى ما ألاقى من بلاء وعنا
يا كليبا وعقيلا إخوتي يا جنيدا أسعدوني بالبكا
عذبت اختكمو يا ويلكم بعذاب النكر صبحا ومسا
قيدوني عذبوني ضربوا موضع العفة مني بالعصا
يكذب الأعجَمُ ما يقربني ومعي بعض حُشاشات الحيا
قل لعدنان هديتم شمروا لبني مبغوض تشمير الوفا
يا بني تغلب سيروا وانصروا وذروا الغفلة عنكم والكرى
واحذروا العار على أعقابكم وعليكم ما بقيتم في الدنا

هل توقفتم عند هذا التعبير العجيب! (ضربوا موضع العفة مني بالعصا)! هذا التعبير الذي يجعل الدم يفور في يافوخ رأس كل غيور. هذا ما فعلته حثالات الشيعة بكثير من حرائر أهل السنة في العراق!

يشوون أطفالاً ثم يقدمونهم إلى أهليهم بأطباق المطيبات

يا قارئاً كتابي!

iraq_woman_son

لم أستطع أن أصدق ما حكاه لي صاحب لي سنة 2006 عن صديق له أخبره أن حادثة بشعة وقعت في منطقته في الرصافة، إذ خطف طفلان من أهل السنة اسمهما (عمر) ثم وجدا بعدها مشويين مع الخضار في صينيتين، وملقيين، كل أمام باب دار أهله! وقد أكد لي صاحبي صحة الحكاية، لكنني لم أستطع – كما قلت – تصديقها، ولم أشأ أن أقيدها في مكانها مما أكتبه، حتى فوجئت بعد ذلك بشهور بما نشره موقع “الرابطة العراقية” عن واقعة مماثلة جاء فيها:

حتى فى الأفلام لا يوجد ما يشبه هذه الوحشية الحيوانية! ولا يستوعبه عاقل، ولا تصدقه عين.. لكن هذا ما حدث بالضبط فى منطقة الأمين محلة (735) نهاية الكوسترات خط السدة وقرب أسواق بيت بنية. فقد قامت ميليشات جيش المهدي بخطف طفل عمره (3) سنوات، ذنبه أن اهله من السنة، قاموا بخطفه وحرقه بوضعه في صينية، مع بصل وطماطة، ثم قاموا بشيِّه! وبعدها جاءوا به ليضعوه أمام باب دار أهله!

هل فعل مثله اليهود بالفلسطينيين؟! حدث هذا بعد التفجير الذى وقع فى منطقة الامين، فقد قامت مليشيات الغدر الصفوي فى اليوم التالى بخطف وقتل 36 شخصاً، وكلهم سنة، ورموهم خلف السدة وخلف بانزين خانة الجبة([4]).

يشوون فرّاناً في فرنه

وذكر شهود عيان أن مسلحين من جيش المهدي اقتحموا فرنًا للخبز بمنطقة الشعب شرقي العاصمة بغداد يملكه رجلٌ من أهل السنة يدعى أبو عمر المشهداني يبلغ من العمر (61) عامًا، وقاموا بوضعه في داخل الفرن، وأغلقوا الفرن عليه وهو مشتعل حتى تفحم بشكل كامل. واضافوا أن عناصر جيش المهدي قامت بعد ذلك بسرقة أمواله التي يكتسبها من بيع الخبز وأخذوا ما خف حملة من الفرن ثم هربوا تحت أعين الشرطة والجيش العراقي([5]).

هل أذكر هذا وأدع آلاف الجرائم التي تماثلها أو تفوقها بشاعة ارتكبتها عصابات الشيعة بحق أهل السنة؟ ويبقى السؤال نفسه معلقاً كأنني ما أجبت عنه، ولن أجيب مهما قيدت من حوادث، وسجلت من مآس وجرائم!

أحرقوا المؤذن في داخل المسجد وهو يؤذن لصلاة العشاء

في يوم 23/11/2006 هاجمت  العصابات الصفوية، مسجد الفاروق بالحرية وأحرقوا مؤذن المسجد (علي أحمد) أثناء رفعه لأذان العشاء! أي دين؟ وأي ملة؟ وبعد أن قتلوا الحراس وعددهم أربعة مع سبعة من المصلين وأضرموا النار في المسجد أخرجوا جثة المؤذن وقاموا بسحلها في وسط الشارع([6]). علماً أن إمام وخطيب المسجد معروف بأنه حامل راية التقريب في بغداد. فليعتبر الترضويون بهذا، ولكن لا معتبر؛ لأن العلة نفسية لا فكرية.

يذبحون مؤذن جامع الحمزة في حي الغزالية بالسكين

هذا وقد شاهدت شريطاً مصوراً لعملية ذبح بسكين لمؤذن جامع الحمزة في الغزالية. كان المنظر مرعباً! صرعوه على جنبه ثم صار أحدهم يحز حلقومه بالسكين وهو يرفس، والآخرون يمسكون به وهم يطلقون صرخات التكبير! ثم احتزوا رأسه ووضعوه على ظهره! وقد قامت جهاتهم الإعلامية بإضافة تلاوة آيتين من القرآن إلى الشريط تبتدئ إحداهما بقوله تعالى: (وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (النور:2) هكذا بحذف أول الآية. والأخرى قوله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة:33). ثم أنهوا الشريط بلطمية حسينية. وهذا يبين بوضوح أنهم يتدينون ويتقربون إلى الله بقتل أهل السنة. وصدق نصر بن سيار والي خراسان الأموي حين قال:

إن كنت تسألني عن أصلِ دينِهِمُ فإنَّ دينَهُمُ أن تُقتلَ العربُ

لقطات سريعة من مشهد رعب في يوم واحد في بغداد

وهذه لقطات من مشهد رعب في يوم واحد هو يوم 23/6/2006 عاشته بغداد على يد المليشيات الشيعية وأبرزها جيش المهدي. إذ قامت عصاباتها بالاغارة في وضح النهار على عدة أحياء سكنية وسط العاصمة وأحرقت مساجد ومساكن، وأشعلت النار في رجال ونساء وأطفال بصب البانزين على أجسادهم! فضلاً عن قصف أحياء السكنية بقذائف الهاون. واستنفرت احياء رئيسة في بغداد شبابها وشيبها لصد هجوم تعد له المليشيات في العامرية وحي الجهاد في حين تغيب قوات الشرطة الحكومية عن مكان الحدث، أو تبقى على مبعدة من العمليات تتفرج دون تدخل. كان أفراد العصابات يرتدون الملابس السود الخاصة بمليشيات جيش المهدي، ويرددون هتافات انتقامية.

يصبون الوقود عليهم ويحرقونهم وهم أحياء

ففي مدينة الحرية وفي الساعة الثانية عشرة ظهراً هاجموا المنازل السكنية بالقنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة، وكانت نتيجة الهجوم مقتل (73) شخصاً بينهم (61) امرأة وطفلاً ، أحرق سبعة منهم وهم أحياء بصب النفط الأبيض عليهم، بينما وقف الجنود العراقيون يتفرجون على الحادث! كما سقط في الهجوم (46) جريحاً. التجأت كثير من العوائل هرباً من الموت إلى بعض المساجد المجاورة في المنطقة فقامت المليشيات بملاحقتها واقتحمت عليها المساجد وأطلقوا النار عليهم وهم في داخلها! وأشعلوا النيران بسبعة مساجد منها مسجد أحباب المصطفى والقعقاع ونداء الإسلام، وذلك خلال صلاة المغرب. والحصيلة الأولية في هذه الهجومات سقوط أكثر من (50) شهيدًا وجريحًا.

بينما قصفت الأعظمية طوال ليلة السبت بالكاتيوشيا والهاونات من منطقتي العطيفية والقناة. وقال شهود عيان: إن دوريات الشرطة كانت على مقربة من ساحة العمليات الاجرامية ولم تحرك ساكناً، فيما لم يكن هناك أي وجود او تدخل من القوات الأمريكية.

وتعرض حي الجهاد في بغداد لثلاث قذائف هاون. كذلك قصف جامع الرحمن في حي الخضراء عند صلاة الجمعة. وعاشت بغداد حظراً للتجوال، وانقطعت عن باقي مدن العراق بعد أن أحاطت الشرطة بجميع مداخلها في عملية مكشوفة التواطؤ لمنع أي محاولة إغاثة من خارج بغداد، في وقت تواجه الاتصالات الهاتفية من العاصمة وإليها صعوبات كبيرة([7]).

حفلة إعدام جماعي بنشر أرجلهم وأيديهم بالمناشير

كما قام جيش المهدي باختطاف عدد من الأشخاص من أهالي مدينة الحرية تجاوز عددهم الـ(40) ما بين شاب وشيخ، ونقلوهم في سيارات حمل الى ميدان واسع في حي جميلة التابع لمدينة الثورة (أو الصدر كما صاروا يسمونها بعد الاحتلال)، ودعوا الناس الى حضور حفل إعدامهم الجماعي، في مجزرة فاقت بشاعتها مجازر اليهود والهندوس والمجوس، وقد تم قتلهم بطريقة وحشية تفوق الخيال! وقد ذكر شهود عيان أن عصابات جيش المهدي قامت بقتل الضحايا بعد اختطافهم عصر اليوم بواسطة مناشير كهربائية، بعد أن ربطوهم على أعمدة مخصصة لهذا الغرض في ساحة عامة أمام الناس، إذ قاموا بقطع أرجلهم من تحت الركب بتلك المناشير، ثم أيديهم، وتركوهم ينزفون حتى الموت. وأكد الشهود أن من بين الشهداء شيوخًا كباراً في السن، موضحين أنه تم إحراقهم بعد ذلك، ومنهم من مات من الحرق قبل أن يموت نتيجة نزف الدم بعد قطع يديه ورجليه، وسط احتفال الحضور، وصفيرهم وإطلاق النار في الهواء([8]).

هذه لقطات قليلة سريعة من مشهد في يوم واحد يتكرر على مدى عشرين شهراً! فماذا أكتب بعد؟!

يحرقون طفلاً اسمه عمر

في اليوم التالي وفي منطقة الحرية الأولى قام مسلحون من عصابات جيش المهدي باختطاف طفل صغير لا يتجاوز عمره الرابعة اسمه (عمر عبد الله الدليمي)، ثم عُثرعلى جثته محترقة. وقد ذكرت الحاجة (قسمة محمد) جدة الطفل إن (عمر) كان يلعب عند باب الدار عندما شنّت العصابات الشيعية عدوانها على المنطقة، وبعدها فقدناه. بحثنا عنه طيلة يوم أمس واليوم بين أكوام الشهداء المتفحمة دون جدوى، حتى عثر عليه أحد الجيران في حي الدباش على جثته وقد احترقت بشكل كامل، وتكورت أطرافها بعد أن صُب عليه النفط الأبيض([9]).

ويقتلون الطفلة حفصة

كما اختطف مجرمو جيش المهدي يوم 21/1/2007 طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات اسمها (حفصة). ثم قتلوها وألقوا بها وسط الشارع. يقول والد الفتاة (عمر الكرخي): إن المجرمين قتلوا (حفصة) بعد أن اختطفوها من أمام المنزل صباح اليوم. مشيراً إلى أنهم بدأوا في الاستعانة بالنساء الشيعيات مقابل المال للتجسس وجمع المعلومات تحقيقاً لأهدافهم الخسيسة([10]).

زيارة خاطفة لمشرحة الطب العدلي في بغداد

وهذه زيارة خاطفة لمشرحة الطب العدلي في بغداد.

كتب أحد الذين زاروا مشرحة الطب العدلي في بغداد فقال: لم تتوقف الجثث منذ دخولنا في التاسعة صباحا، عن الوفود إلى المشرحة، وكان مشهد ذلك الشرطي وهو يرمي بها رمياً أمام البوابة الرئيسة، وكأنها رؤوس بصل أو بطيخ، يثير الاشمئزاز أكثر من رؤيتنا الجثث نفسها. والتي كانت تظهر ملامحها من تحت أغطيتها، وقد نكل بها أيما تنكيل.

بعض الجثث التي كشفنا عنها لم تكن تحمل أي آثار أو حتى معالم وجه إنسان، بعد أن أزيلت بالكامل إما بواسطة الحرق أو مواد كيماوية (ماء النار أو التيزاب) الذي يذيب جلد الوجه بالكامل. وبعض الجثث تم إحراقها. وبعضها ثم تعذيبها بقطع أطرافها وأصابع اليد، وبعضها مشوهة بالكامل.

وعند سؤالنا أحد الذين يقفون قرب الثلاجة عن عدد هذه الجثث التي تأتي، وكيف يتم التعامل معها، والتعرف على هويتها؟ قال لنا بصوت منخفض، وكأن هناك من يراقبه: غالبا ما تكون الجثث بهذا التشويه، وعليها آثار تعذيب: بعضها تعرض للتثقيب بالدريل الكهربائي (آلة ثقب الجدران)، وبعضها أحرق بالتيزاب، وماء النار، وبعضها الآخر نشر بمنشار كهربائي.

قبل خروجنا من المشرحة، انتزعنا حديثا من موظف، بعد أن أقسمنا له مراراً بأننا لن نأتي باسمه ولا بصفة عمله، فقال لنا: إن المشرحة لم تعد تستوعب جثث القتلى، التي تأتي يوميا؛ فالثلاجات أصلا مخصصة لحفظ نحو (300) جثة، أو أقل من هذا بقليل، غير أن المشرحة تستقبل يوميا نحو (70-80) ، ووصلت في أيام معينة إلى (150) جثة. كما إن هناك عدداً من الجثث التي تبقى في داخل المشرحة؛ لأنه لا أحد يمكن له أن يتعرف عليها، من شدة التشويه، فنقوم بدفنها في مدافن خاصة)([11]).

بعد كل هذا يقول شيخ يتربع على عرش من الراحة والأمان وخلو البال، وقبل أن يرفع يده إلى فمه وهو يتثاءب: لا تثيروا غبار الفتنة، الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.

نعم لقد استيقظت الفتنة لأنك نائم أيها الشيخ! نائم على الآخر وأنت في الصحو! نائم والماء يسري من تحت مقعدتك وأنت لا تدري!

أقول هذا وأنا أستقبل يوم 22/2 الذكرى الرابعة لانطلاق المجازر الكبرى لأهل السنة في العراق، يوم فجرت الحكومة والأمريكان مرقد سامراء وانطلقت العصابات الشيعية تساندها قوات الحكومة لتحرق وتهاجم أكثر من مئة مسجد، وتقتل وتمثل وتسحل أكثر من ألف شيخ ومؤذن ورجل وطفل وامرأة من أهل السنة بمباركة وصمت المراجع الدينية.

لماذا الجحود ؟ لماذا النسيان ؟

هل يذكر العالم هذا اليوم 22/2؟ هل ينشط العرب ذاكرتهم ليستعيدوا معنا ولو من باب المجاملة مصابنا فيه؟

لماذا هذا النسيان لمأساة أهل السنة في العراق؟ لماذا الجحود؟

ولمصلحة من؟

قارنوا بين هذا وبين ما حصل لغزة قبل سنة ونيف. ثلاثة أسابيع من العدوان اليهودي الظالم لم يصل عدد ضحاياها من إخواننا الفلسطينيين إلى مقدار ضحايا اليوم الأول فقط من العدوان الشيعي الفارسي علينا! ولكن انظر إلى حجم الإعلام المتابع للجريمة! هل بقي شبر من الأرض لم يصل إليه الخبر؟ هل بقيت قناة فضائية لم تواكب الحدث؟ ثم انظر إلى حجم المساعدات التي انهالت عليهم من كل أرجاء الدنيا. ونحن مع هذا، ونتمنى لكل مظلوم معتدى عليه أن يعوض ويجازى بأكثر من استحقاقه. ولكن قارن بينه وبين ما حصل عليه منكوبو العراق جميعاً! بل إن بعض الفصائل الفلسطينية يضعون أيديهم بيد إيران الملطخة بدم العراقيين! فلماذا هذه المفارقة؟ لماذا؟؟؟!!!

وأتفرج اليوم على وسائل الإعلام المرئية والمقروءة فلا أكاد أجد أحداً يذكر مأساتنا في ذلك اليوم الأسود، يوم الأربعاء 22/2/2006،

لماذا هذا الصمت؟!

إن تغييب المأساة العراقية عموماً والسنية في العراق خصوصاً مطلب إيراني بامتياز؛ ولذلك أسباب عديدة، ربما أتينا على ذكرها لاحقاً بإذن الله تعالى. فلماذا نحن نشارك المجرم جريمته دون شعور؟

بين قانا وقانا

iraq-children-1_18

هل تذكرون مجزرة قانا التي حكيت على لسان كل قناة خصوصاً الجزيرة؟ في اليوم نفسه كانت حادثة ماساوية لا تقل عنها بشاعة قد وقعت في مزرعة في الشرطة الخامسة منطقة الدوانم. لكنها تمت بصمت! في المزرعة بيت فخم لاحد التجار الكبيسات سافر خارج العراق بعد الاحتلال وترك فيها حارساً فلاحاً مع عائلته ليرعى شؤون المزرعة وادامتها. في ذلك اليوم كان عندهم حفلة ختان. ومن المعروف ان اغلب الحاضرين في هذه المناسبات من الاطفال والنساء ويبدو ان التجمع اثارهم وربما حسبوه صيدا ثمينا فقصف البيت بطائرات اف 16 على من فيه ولما هب الجيران لانقاذ الناس وكانوا يسمعون صراخهم من تحت الانقاض اذا بقوات برية تدهم المكان وتعتقل المسعفين. ويفر الاخرون. ليغم الامريكان ما تبقى من البيت المدمر ويفجروه على اهله وضيوفهم وذهبوا ثم عاد الناس من جديد لانتشال الجثث وحضر مصورنا الى المكان بمساعدة اهل المنطقة وهم يستخرجون الجثث من تحت الانقاض ومنهم طفلة رضيعة بالقماط ففاجاهم الامريكان مرة اخرى وهربوا من جديد واختفى المصور في البساتين القريبة واستطاع ان يوثق شهادة الجيران للمزرعة الذين قدروا من راح ضحية هذه الجريمة بخمسة وعشرين شخصا.

هل قلت شيئاً ؟

وبعد.. هل قلت شيئاً؟ لا أدري! هل وفيت الذكرى حقها؟ أبداً.

عزائي أنني قلت ما قدرت عليه. ولقد لمست منة الله تعالى علي لما تذكرت قوله الشريف عن جماعة لاقت مصيراً مشابهاً لمصير عشرات الآلاف من ضحايانا في زمن تغول اللقطاء، وتمكن الأدعياء، وتملكني شعور بنوع من الثقة والتماسك، وكأن الله سبحانه يعزي البشرية على مدى الأجيال حين تلاقي جماعات منهم المصير نفسه وهو يقول: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (البروج:1-9).

________________________________________________________________________________

  1.  مفكرة الاسلام 10/12/2006
  2.  مفكرة الاسلام 10/12/2006
  3.  مفكرة الإسلام
  4.  الرابطة العراقية ، 23 / 9 / 2006
  5.  مفكرة الاسلام ، 9 /9/ 2006م
  6.  مفكرة الاسلام ، 24 / 11 / 2006
  7.  الرابطة العراقية ، 25 / 11 / 2006 ، مفكرة الاسلام ، 24 / 11 / 2006
  8. مفكرة الاسلام ، 24 / 11 / 2006
  9.  مفكرة الاسلام ، 25/11/2006
  10. المختصر ، 22/1/2007
  11.  قدس برس ، موقع البينة.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى