أين العلة في الشيعة أم في التشيع ؟
مهمتنا ليست سهلة أيها المرابطون في بلاد الرافدين!
ولكنها ليست صعبة بعون الله جل في علاه.
إن معركتنا مع إيران وشيعتها معركة مفاهيم قبل أن تكون معركة حدود أو أقاليم.
عامة أهل السنة لا يعرفون الشيعة. لا يعرفون أن الشيعة يعتبرون السنة العدو رقم (1)، ثم لا شيء قبله، و.. لا شيء بعده!
لا يعرفون كيف يفكر الشيعي، وكيف يعبر؟ لا يدركون لغته بمرامي ألفاظها ومقاصد عباراتها.
اعرف كيف يفكر الشيعي
في 7 آذار/2008 كتبت مقالاً عن زيارة الأربعين عند الشيعة جاء فيه ما يلي:
(في يوم الزيارة رأيت نوري المالكي المتغلب على دست الوزارة يقف خطيباً في جموع المجانين. قلت: لأتوقف قليلاً أسمع ماذا يقول في بعض ما يقول؟
وفي (3) دقائق أو نحوها سمعته يلقي بهاتين النكتتين:
النكتة الأولى: لقد أرادوا العراق أن يكون ذليلاً، وهيهات هيهات.. لقد بقي العراق عزيزاً..!
والنكتة الثانية: لقد أرادوا لاقتصاد العراق أن يكون ضعيفاً، ولكن الاقتصاد بقي قوياً..!!
وشر البلية ما يضحك..!!!
ليس هذا هو المهم.
نظرت إلى عينيه، وتأملت في تقاسيم وجهه، فلم أجد فيها تغيراً، ولا في لسانه تعثراً! هل كان يعني ما يقول حقاً؟!
قلت: سبحان الله! ما أكذب الشيعة! إنهم يكذبون الكذبة التي دونها الجبال بدم بارد، وقلب ثابت، كأنهم يتلون آية من آيات الكتاب! ولكنني دققت أكثر فوجدت الأمر أعمق، والحقيقة أبشع!
إننا في أمس الحاجة لمعرفة كيف يفكر الشيعي؟ في أمس الحاجة لمعرفة الأسس النفسية والفكرية التي يستند إليها تصرفه وأقواله وأفعاله. المشكلة أن جمهور الأمة – علماء وعامة – يجهلون هذا..! ويقيسون مع الفارق حين يسقطون ما في أنفسهم على ما يرون ويسمعون. فالصادق يرى عموم الناس صادقين، والعفيف يراهم كذلك، قياساً على نفسه. والعكس صحيح. وهذه مشكلة كبيرة..!
إذا عرفت أن (وطن الشيعي طائفته)، وجدت المالكي صادقاً مع نفسه، وإن كان كاذباً أشراً في حقيقته. وعرفت كيف أن الرجل متوافق مع هذه النفس ظاهراً وباطنا.
كلا..
الأعداء على اختلاف الألوان والأجناس والأديان يطأون أرض العراق، ويقتلون شعبه؟! والاقتصاد في غاية الضعف والانهيار، والشواهد على هذا أكثر من أن تحصر!
فكيف يكون عزيزاً؟!!!
وكيف يدّعي المالكي دعواه الكاذبة تلك؟ وكيف يكون صادقاً؟ وبأي مقياس؟
ونعم..
فالعراق هو الطائفة.. والطائفة هي العراق..!!!
والشيعة هم المسيطرون على مقاليده، وإيران تتحكم بأموره، والكل ينهبون وبالكتل المليارية!!!
فالعراق عزيز.. عزيز جداً..!!! والاقتصاد قوي.. وجداً أيضاً..!!!
وصدق المالكي وهو الكذوب!
هل عرفت السر؟!).
أسماء ليس لنا سوى ألفاظها
الشيعة يتكلمون بأسماء ومصطلحات مشتركة: منها دينية، ومنها سياسية. لكنهم يستعملون هذه الأسماء كأغلفة لمضامين أخرى مغايرة، لا يدركها إلا من عايشهم واطلع على خباياهم، وخبر طبائعهم وأساليبهم. إنهم يجوفون الأشياء، يبقون على قشورها الخارجية، ويحشونها بالسموم. هكذا فعلوا في باب الدين، وكذلك في باب السياسة: فكراً وممارسة.
مساكين أهل السنة! كم هم طيبون! لا يدرون ماذا يُبيت لهم (الإخوة – الأعداء) في الخفاء! القليل منهم صار، بعد كل هذه الأحداث الجسام والمصائب العظام، ينتبه إلى شيء من ذلك؛ فهم يزدردون هذه المحشيات، دون معرفة بحقيقة الخلطة المدسوسة في داخلها، ولا شعور بتغير رائحتها وفساد طعمها! وحين تظهر علامات المرض ينادون: من أين جاءتنا العلة؟!
خذ في باب المصطلحات الدينية هذه الأمثلة السريعة:
الإله، النبي، الإيمان، الإسلام، الإمامة، الصحابة، أهل البيت، القرآن، السنة، الجهاد، العبادة، الصلاة، الوضوء، الحج، التقليد، الخمس، التقية، المتعة… وغيرها وغيرها من المفاهيم الدينية . للشيعة تفسيرهم الخاص لها ، المغاير بالكلية للتفسير الإسلامي الذي عليه أهل السنة.
هذا والتفسير يتعلق بمسائل دينية ذات مدلولات ثابتة عليها أدلتها الواضحة من نصوص الوحي. فكيف بالمسائل والمصطلحات والسياسية، التي هي في الأساس والعموم ذات مدلولات متحركة؟
بعض المفاهيم السياسية عند الشيعة
خذ مثلاً مفهوم (الوطنية) عند الشيعي: أي شيء يعني لديه؟
الوطنية بمفهوم الشيعي تعني تملك الوطن والاستحواذ عليه دون شريك أو رقيب.
ويتفرع عن هذا المفهوم جملة خبائث، كالاستغلال البشع لموارد الوطن والاستفادة منه بأي وسيلة كانت: سرقةً للمال العام أو الخاص، نهباً، رباً، أو أي وسيلة أخرى، والاستيلاء على مقاليد الحكم والتحكم بمصائر الناس وأرزاقهم، وتهميش الآخر وإلغائه من الوجود – إن أمكن – وغمط حقوقه إلى أبعد حد مستطاع.
بهذا يكون الشيعي وطنياً. وعلى الآخرين الإقرار بهذا المفهوم الخاص للوطنية، والعمل على هذا الأساس، وإلا فهم خونة خارجون على القانون.
خذ القانون كمثال آخر: إن مفهوم القانون عند الشيعة يختلف اختلافاً كلياً عن مفهومه لدى البشر جميعاً، حتى أشدهم تخلفاً ووحشية! انظروا فقط إلى ممارسات القوى الأمنية والمدنية في (دولة القانون) التي يقودها المالكي! مفهوم القانون عندهم أن تعمل هذه القوى ما تشاء دون تقييد بقانون. هذا هو القانون كما يفهمه الشيعي! وهم حين يجترحون ما يجترحون من تدمير للقانون، وضربه عرض الحائط بكل صفاقة ووقاحة وإجرام : إنما يعتقدون – في الوقت نفسه – أنهم يطبقون القانون؛ لأنهم لا يرون للقانون مفهوماً غير هذا!
تذكروا أنني أعني ما أقول حرفياً، ولست في مقام السخرية أو المبالغة الأدبية.
الطائفية عند الشيعي
قبل أيام أجرت صحيفة (الواشنطن بوست) لقاء صحفياً مع رئيس الوزراء نوري المالكي، تحدث فيه عن (الطائفية) بكلام غريب على الثقافة البشرية حتى وهي في أدنى مستوياتها المقبولة! ولكنه ليس غريباً على من عرف الثقافة الشيعية، ولديه تصور عن تركيبتها النفسية، وكيف يفكر الشيعي وكيف يعبر؟ ويدرك لغته بمرامي ألفاظها ومقاصد عباراتها.
تجلى واضحاً من خلال الحديث أن عدم الطائفية عند المالكي (الشيعي) يعني إلغاء حقوق بقية الطوائف، وعدم الاعتراف بوجودها. فليس في العراق أساساً إلا طائفة واحدة. فإن انصاع سواها لهذا المفهوم فبها، وإلا فهي التي تثير المشاكل الطائفية، ولا تجني على غير نفسها.
وفيما يلي بعض الفقرات التي وردت فيه:
* الواشنطن بوست: بخصوص دمج دولة القانون مع التحالف الوطني العراقي، لتشكيل الحكومة، هل هو اتفاق نهائي؟
-المالكي: نعم، أعلن ذلك، لكن مازالت هناك قضايا، وإجراءات، وآليات. وهناك اجتماعات، لكنها لم تنته. الاتفاق لم يؤسس على قاعدة طائفية كما يقال. لأن العراق بالأساس بلد شيعي. هل نأتي بحلفاء من أمريكا؟
من المعلوم أن ما سمي بـ(التحالف الوطني)، الذي تكون من دمج جماعة المالكي وجماعة المجلس والصدريين، لا يضم أحداً من السنة، ولم يفز في الانتخاب أي عضو سني كان ضمن قوائم الشيعة الانتخابية! كل ما في الأمر أن حاجم الحسني (حزب إسلامي سابق) تفضل عليه السيد المالكي بما يسمى بـ(المقعد التعويضي)، فهو العضو (السني) الوحيد ضمن هذه الزفة، ومع ذلك لم يكن وجوده ضمنها عن طريق الانتخاب الشعبي. والمالكي يفسر غياب وجود السنة ضمن الكتلة بما يفهم منه عدم وجود مكون اسمه السنة في بلد اسمه العراق! بدليل الاحتجاج لتفسيره بقوله: “هل نأتي بحلفاء من أمريكا؟”!
* الواشنطن بوست: هل هناك خطة لاعادة التوازن الطائفي في العراق؟
– المالكي: السنة إذا ما أرادوا الامتثال لما نريد سيكونون شركاء حقيقيين! وإذا بقوا مشاكسين ولم يمتثلوا، فلن يكونوا شركاء!
انظر إلى (التوازن الطائفي) عند المالكي! إنما يتحقق بأن تخضع الطائفة الأخرى لمنطقه وإرادته، وبذلك وحده يكون أتباعها (شركاء حقيقيين)، وإلا فهم مشاكسون ينبذون خارج الحساب!
ليس هذا فهم المالكي وحده، وإنما هو فهم كل شيعي حقيقي يعرف ما هو التشيع، وكيف يدين به.
تأملوا هذه الأسئلة والأجوبة التي تقطر طائفية وتخلفاً. لكن قائلها، رغم أنه رئيس حكومة في بلد متعدد الطوائف، ويتكلم مع صحيفة عالمية تقرأ من قبل الملايين! لا يشعر بطائفيته ولا تخلفه، ولا يخجل من عرض هذا الهراء والتناقض على الناس، ولا أريد التعليق بأكثر من إعادة ما قاله بنصه:
* الواشنطن بوست: المرشحون السُنّة في قائمتكم لم يفوزوا بمقاعد، وأنتم اندمجتم مع قائمة شيعية. العديد من الناس يرون الدمج طائفياً.! كيف تردّ عليهم؟
– المالكي: المرشحون الشيعة في العراقية، نحن لم نحاربهم في المناطق الشيعية، ولم نحرق صورهم ودعاياتهم في النجف! لكن العراقية، ضايقت المرشحين السُنّة في “دولة القانون”! وكانت دعايتنا معلقة حتى فى الأعظمية (قلعة العراقية). هذا الاختلاف يُظهر لماذا خسر سُنّتنا، فيما ربح شيعتهم!
* الواشنطن بوست: العديد من السُنّة يقولون ستكون حكومة شيعية، والعرب السُنة قلقون أنها لن تمثلهم، بسبب الصفقة بينكم وبين التحالف الوطني؟
– المالكي: في الواقع، بدأ تشكيل (العراقية) على خلفية طائفية! إن حضور بعض الشيعة على رأس القائمة لا يغير حقيقة هذه الكتلة وفيها عودة الى منطق الطائفية، ومنطق الاصطفاف الطائفي ووجود قائد شيعي وسبعة عشر مرشحا من الشيعة لا يعني أنها وطنية! لهذا لم يعد مرفوضاً أن يتحد المكونان الأساسيان في الساحة العراقية، لكن ليس على قاعدة أو خلفية طائفية. أريد الإشارة بخصوص تحالفنا. لدينا عضو (سُنّي واحد) تعويضية، والتحالف الوطني ليس فيه سُنّة، ومن ثم فإن التحالفين لم يغادرا التركيبة الوطنية، لأنهما مازالا يضمان السُنّة الذين هم في قلب عملية صنع القرار.
* الواشنطن بوست: طبعا انا لا اعرف أي قرار يصنعه السنة؟! ولكن علاوي يقول إن تحالف “دولة القانون” و”التحالف الوطني العراقي” سيُجبر العراق على العودة للحرب الطائفية؟
– المالكي: لا يجب أن يقلق علاوي، ولا غيره. دولة القانون، هي صمام الأمان للعملية السياسية ضد أي احتمال للعودة الى الطائفية وهذا التحالف ليس فيه اصطفاف طائفي كما قلت لكم، والسُنّة موجودة في هذا التحالف! الا اننا متخوفون من اقصاء السنة من الجيش ومن الوظائف العامة وتهجير عدد كبير منهم، وهذا قد يرجع العراق الى الطائفية، وقد يزيد أيضاً من الدور الإقليمي في الساحة العراقية. إ.هـ. هذا الهراء!
هل استطعت الآن أن أوصل لكم ما أريد أن أقوله من أن العلة في التشيع نفسه، وليس في الشيعة وحدهم. وأصل الحكاية أن الفرس صنعوا التشيع، ثم صاروا يصنعون الشيعة بهذا التشيع على عينهم كم يريدون. ولن يقر للعراق – ولا الدول المشابهة – قرار، ما دام التشيع الفارسي موجوداً، وعلى هذا التشيع المقيت تجري عمليات تصنيع الشيعة فيه.
هل أدركتم السر وراء ظهور العلم العراقي مكرراً (12) مرة في واجهة منصة قاعة المجلس النيابي في جلسة افتتاحية المجلس الجديد؟! أم لم تنتبهوا إلى ذلك من الأساس؛ (لأن العراق بالأساس بلد شيعي) كما يقول رئيس دولة القانون الشيعي في العراق الشيعي الجديد؛ فلا غرابة ولا اعتراض، من الأساس!