مظاهرات العراقيين
المرتقبة يوم الجمعة/25 شباط/2011
دعت مواقع إلكترونية عراقية عديدة، والفيس بوك وتويتر العراقيين إلى التظاهر يوم الجمعة القادم الموافق لليوم الخامس والعشرين من شباط. وقد تعددت الأهداف التي من أجلها كانت الدعوة إلى ذلك، وعلى رأسها توفير الخدمات، ومنها استقالة المالكي، وخروج المحتل الأمريكي والإيراني.
نعم.. نحن نستبشر بأي بادرة أو حراك يصدر من الناس ضد الظلم الواقع عليهم، وضد هذه الحكومة الطائفية الفاسدة من الرأس حتى القدم كما وصفها الفريق قوات خاصة عبد العزيز حمدي الكبيسي مدير دائرة الأفراد في وزارة الدفاع، الذي أعلن استقالته أمس وقام بنزع رتبته العسكرية أمام الكاميرا، ونقل المشهد كاملاً من شاشة قناة الشرقية اليوم (23/2/2011). وقد داهمته قوة تابعة للمالكي صباح هذا اليوم وقادته إلى جهة مجهولة.
لكن الاستبشار وحده لا يكفي، لا بد من النظر إلى ما يجري من أكثر من زاوية، ولنا عدة ملاحظات عن الحدث القادم نجملها فيما يلي:
1. بدأت المظاهرات ضد الوضع القائم في ديسمبر/2010 بعض منظمات المجتمع المدني ذات التوجهات العلمانية والشيوعية، محتجين على قرار مجلس محافظة بغداد بإغلاق النوادي الاجتماعية والترفيهية والليلية، وقرار وزارة التربية بمنع تدريس الرسم والموسيقى في معهد الفنون الجميلة ورفع التماثيل التي تزين مدخله وتحطيمها، والقرارات التي سبقتها من قبل مجلس محافظة بابل بمنع الرقص والغناء في مهرجان بابل، ومنع سيرك موني كارلو في البصرة من العمل. وقد اعتصم العشرات من المثقفين والاعلاميين وطلاب معهد وكلية الفنون الجميلة في ساحة الفردوس ببغداد يوم 11/12، تضامنا مع حملة الدفاع عن الحريات التي نظمتها مؤسسة المدى للثقافة والفنون. وامتد التضامن والتظاهر إلى محافظة السليمانية.
وكان من شعارات المتظاهرين: (بغداد لن تكون قندهار)، كلهجة مخففة عن قولهم: (بغداد لن تكون طهران).
وقد سبق ان نظمت مؤسسة المدى اعتصاما للعشرات من الفنانين والمثقفين العراقيين في (12/3)، في شارع المتنبي وسط العاصمة بغداد احتجاجاً على غلق النادي الاجتماعي في مبنى اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين.
بعد أحداث تونس ومصر تحولت المظاهرات إلى المطالبة بتحسين الخدمات والأوضاع المعاشية، وانتقلت من بغداد إلى واسط والقادسية وذي قار والمحافظات الجنوبية. أي تحولت من ثورة حرية الرقص والخمر والتماثيل إلى ثورة الخبز والخدمات. وقد تتحول إلى ما هو أكبر. ويا ربِّ زدهم.
2. هناك صراع كبير على السلطة بين الشيعة، وتفكك وتصدع داخلي. وهذا شيء طبيعي؛ فالباطل يأكل نفسه.. إنها سنة الله تعالى في خلقه. وإبراهيم الجعفري وعمار الحكيم ليسا بعيدين عن الحدث المرتقب؛ لاستغلاله من أجل إسقاط خصمهم نوري المالكي. ويتوقع أن ينسحب إياد علاوي من الحكومة. فالخلاف والمشكلة شيعية – شيعية. فلندعهم وشأنهم.
3. هناك خشية كبيرة على السنة في المناطق المختلطة في بغداد وديالى والبصرة وغيرها، أن تستغل الأحداث ضدهم. كما أنه ليس للسنة شوكة في هذه المدن. لهذا ننصح السنة في المناطق المختلطة التي يغلب عليها التشيع والسيطرة الشيعية بعدم المشاركة في هذه المظاهرات، وأن يكتفوا بالمراقبة والوقوف على التل، والدعاء بأن يضرب الله تعالى الظالمين بالظالمين؛ انتظاراً لما تسفر عنه الأحداث. وما أدراك فلعل الله يحدث بعد ذلك أمراً. والله تعالى يقول: (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) [فاطر:43].