مقالات

في الذكرى الثامنة للاحتلال

( سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ )

لا يذهبن بك الظن أنني أقصد بـ(الجمع) جمع الأمريكان..

هذا الجمع (خلص) هزم وولى الدبر على يد المقاومة الجهادية العراقية.. وها هو يلملم أغراضه متبوعاً باللعنات.. وملعوناً بالتبعات فـ(ما ضاع حق وراءه مطالب).

الجمع جمع إيران وشيعتها.. جمع الحمير الذين على ظهورهم عبرت جيوش المحتلين..

نبشر بهزيمتهم، كما بشرنا بهزيمة شركائهم وأسيادهم الأمريكان من قبل، وهذا أوان البشارة قد قرب. ثم هم الآن يستعرضون عضلاتهم يتمشدقون بالمطالبة برحيل المحتل!

وضحكت اليوم مرتين

وضحكت اليوم مرتين: مرة على خبر “خمسين شاحنة تتوجه من محافظة الديوانية في الجنوب إلى ساحة (الفردوس) في بغداد للتنديد بالمحتل والدعوة لرحيله”. يتصورون أن ذاكرة التاريخ قد أصابها الخرف فما عادت تذكر رقصهم وأهازيجهم في الساحة نفسها ترحيباً بجنود الاحتلال قبل ثماني سنوات “فقط لا غير”! ولي مع أهل الديوانية بالذات حديث آخر عن صنيعهم أيام الاحتلال؛ إكراماً لهذه المدينة التي جادت عليّ بـ(أم محمد)؛ فهذا يرتب علينا حقوقاً لا بد من الإيفاء بها!

وضحكت أخرى وأنا أمر عرضاً بقناة (الاتجاه) الشيعية تلعن اليوم وليَّ نعمتها، وتفصّل في بيان جرائمه التي ارتكبها طيلة السنين الثماني الماضية على احتلاله للعراق، والذي أضحكني ليس هذا، إنما العنوان التعريفي لسلام المالكي.. أتدري ما هو؟ .. (باحث في شؤون المقاومة العراقية)………..! يظهر تحت صورته كلما جاء دوره في الحديث.

تصوروا..!

سلام أحد قادة جيش المهدي المجرم، والذي كان وزيراً للنقل عن التيار الصدري في فترة الحكومة السابقة (صاير) باحث في شؤون المقاومة، والمقاومة العراقية (بعد)!

ما شاء الله!

سرقوا الجغرافيا، ويريدون سرقة التاريخ والوطنية! وهيهات هيهات؛ لقد ذهب زمانكم وجاء زماننا.

بكائيات نيسان .. ولى زمانها

ما مرت بي ذكرى 9/4 في عام إلا واستقبلتها بالحزن بما فيه من تقاليد ومراسيم أؤديها على استحياء.. وأنا أردد بلسان الحال أو المقال:

في فؤادي قُرحةٌ لم تندملْ
منذُ ( نَيسانَ ) الذي أورى عذابي

وبعيني عَبرةٌ لم تنفجرْ
أثقلتْ كالمزنِ في سودِ السحابِ

لمْ أَجدْ في الإنسِ من يبكي معي
مثلَما أبكي ويَرثي لِمُصابي

ربما في الطيرِ ألقى شَبَهاً
ربما .. من قالَ أَضغاثُ حسابِ ؟!

يا حمامَ الأيكِ حقِّقْ رغبتي
واجمعِ الطيرَ ونُحْ واندُبْ بِبابي

مثلَما تندُبُ ثكلى أُفردَتْ :
« لستُ في أرضي ولا بينَ صِحابي »

هذه إحدى بكائيات نيسان، قلتها قبل أربع سنين!

إلا هذا العام.. فقد استقبلت الذكرى بغير ما كنت أستقبلها به!

في الأعوام الماضية كنا نستبشر ونبشر، ونتوقع ونستشرف. أما هذا العام فهو عام ولادة البشائر، وبداية تحقق التوقعات. بل هو عام التحولات الكبرى في مسار (القضية)!

لن أتكلم عن تلك التحولات التي على صعيد العمل الخاص، فتلك لم يحن وقتها بعد. ولن يسعفني الورق ولا الوقت لأن أسطر كل ما يدور في ذهني من التحولات على صعيد العراق والأمة من ورائه. لذا سأقتصر على بعضها، والقليل من هذا البعض، مكتفياً بالإشارة والإجمال دون التعمق والتفصيل:

تحولات كبيرة على طرق ( القضية )

  • أحد هذه التحولات افتضاح الشيعة وظهور زيفهم وانكشاف جرائمهم وأنهم أعداء الأُمة كما لم يحصل من قبل! وتبينت حقيقتهم أنهم في كل بلد يشكلون (دولة داخل دولة)، وأن (وطن الشيعي طائفته). انحياز الشيعة الطائفي الواضح في العراق وغيره للمظاهرات التي قامت بها طائفتهم في البحرين، وتباكيهم الصارخ على (مظلوميتهم)، مع سكوتهم عن التظاهرات في بقية الأقطار؛ والسبب واضح أنها سنية.. كان آخر الشواهد التي عرتهم أمام الآخرين. أما إيران فحتى الشيعة في العراق صاروا يلعنونها وينددون بوجودها وتدخلاتها السافرة في العراق. نعم ليس هو صحوة مبادئ وقيم وعروبة و.. و.. و… كما يهرج به حسنو النية وأغبياء ولصوص السنة، ويتمظهر به الشيعة (بعد خراب البصرة)، وإنما هو صراع على الدنيا كما قال تعالى: (إِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ) [التوبة : 58]. أمس يتصل شيعي من كربلاء على قناة الرافدين يستغيث ويقول: أصبحنا (لُفُوَّة) – أي دخلاء – والإيراني أبو البلد. الإيرانيون يتملكون الأراضي والعقارات حيث يشاءون، الأغنياء ساكتون يوالونهم، ونحن الفقراء الذين نتكلم فقط ولا ندري أين نذهب؟ بمن نتصل؟ وآخر من بغداد يقول: الإيرانيون يزوِّرون الهويات وتصرف لهم الحكومة الرواتب. إ.هـ.

ليكن ما يكون، لا يهم. المهم أن الخلاف بلغ مبلغه بين أهل الباطل، وقد آتت ثماره أُكلها. وهذا كله في صالح قضيتنا. ما عاد الشيعة قادرين على التستر على حقيقتهم. تكالبهم على الدنيا والمناصب مثل فقير جائع شره وجد مائدة عامرة بأنواع الطعام والملذات، تطيش يده هنا وهناك لا يعرف كيف يأكل ولا بم يبدأ؟! حماقتهم نتيجة نفسيتهم المعقدة وعقليتهم المتخلفة، وشعورهم الوهمي بالقوة هتك سترهم. كنت أبذل المستحيل حتى أقنع سورياً واحداً بعداوة إيران وزيف “حزب الله”، ثم أصحو فأجد نفسي أًكلم جداراً. الحال اختلف اليوم لقد صار السوريون يرون بأعينهم إيرانيين يقمعونهم أثناء المظاهرات، وآلافاً من ذلك الحزب الخبيث يشاركونهم ذلك! لقد بدأ صرح الشيطان الأزعر يتهاوى، واللائمة على الفصائل الفلسطينية التي ربطت مصيرها بمصيره!

أما فضائح الحكومة الشيعية في العراق فقد سدت الأفق، وعبرت روائحها القارات! وها هم الشيعة يخربون بيوتهم بأيديهم، يسبون مراجعهم من خلال الفضائيات، وحناجرهم تصدح في كل المحافظات (كذاب نوري المالكي كذاب)! لا حرية، ولا فرص عمل ولا كهرباء ولا ماء صالحاً للشرب، ولا خدمات، والسرقات بالكتل المليارية. والمعتقلات السرية بالعشرات، والمفقودون بالآلاف، والمعتقلون دون محاكمات حدث عنهم ولا حرج! والفقر والجوع والمرض والأوساخ والأزبال والنتن والعفن والذباب والخراب بلا حساب! أما فضائح مرجعياتهم الجنسية فعلى صفحات الجوالات وملفات الانترنت وشاشات الفضائيات، دعك من خياناتهم وعمالتهم للغزاة الموثقة على أعلى درجات التوثيق! كل ذلك يثبت لمن لم يكن يعلم من قبل أن الشيعة ليسوا بناة بلد ولا قادة دولة، وإنما هم طلاب سلطة ودعاة فتنة.

وما بين هتافات الشيعة (كذاب نوري المالكي) و (يا ويلي علينا شلون حالتنا .. جا وين المراجع ليش عافتنا)([1])، وهتافات أبناء سامراء السنية أمس (إيران برة برة .. سامرا تبقى حرة) تشرق شمس تحول جديد له ما بعده!

  • المظاهرات وما أسفرت عنه من بدء ذوبان هيبة الحكومة من قلوب السنة، وانكسار حاجز الخوف الذي كان يقيدهم. تحول آخر ينصب علامة كبيرة على الطريق.
  • أحداث البحرين وما أسفرت عنه من تحرك دول مجلس التعاون الخليجي، ودخول قوات (درع الجزيرة) إليها، لوأد الفتنة الشيعية ودعاتها، ثم تداعيات الحدث المفاجئ الذي أطار صواب إيران وأفقدها القدرة على التوازن الدبلوماسي والأدبي، والتراشق الحاصل بينها وبين المملكة، وتجرؤ الحكومة الكويتية على إصدار أحكام بالإعدام على شبكة تجسس إيرانية من أصل ثماني شبكات تنتظر أحكامها.. إن هذا يدلل على أن هذه الدول قد بدأت تغادر سياستها التقليدية التي لم تجن من ورائها شيئاً، تلك السياسة القائمة على التهدئة والاحتواء والتعايش مع المشكلة دون التقدم لمواجهتها. وهذا تحول ستراتيجي كبير إذا أتيح له أن يأخذ مساره فستكون له نتائجه الرائعة على صعيد (القضية).
  • بدأ التحول في العقلية العربية من الاقتصار على أن العدو الأوحد أمريكا وإسرائيل، وأن القضية المركزية هي قضية فلسطين، وصار يتبين شيئاً فشيئاً أن إيران عدو آخر ينبغي إضافته إلى القائمة، إن لم يكن عده هو الأخطر فليس أقل من أن يكون عدواً خطيراً أو لا يقل خطورة عن ذينك العدوين. وأن للأمة قضاياها على مختلف بلدانها التي لا يمكن لأهل أي بلد تأجيل أو تناسي قضيتهم لأجل قضية أُخرى مهما كان حجمها ونوعها. وقد نصحنا إخواننا في فلسطين – خصوصاً أولئك الذين وضعوا أيديهم بيد إيران – من سنين أن ينتهوا من التشطيب على قضايانا، وإلهاء الأمة عنها بإبراز قضيتهم كأنها القضية الوحيدة، لا إحدى القضايا، وأن لا يعاملونا كمنافسين لهم، كما فعلت (حماس) وغيرها من الفصائل المرتبطة بإيران مع المقاومة العراقية، وحذرناهم – وما زلنا – من أنهم هم الخاسرون لا غيرهم في نهاية المطاف؛ فلينتهوا عما هم فيه من تفريق قضايانا، ولنكن قضية واحدة ويداً واحدة؛ فإن مبدأنا ومنتهانا واحد، ومصيرنا واحد، وعدونا لا يمكن أن يكون صديقاً لواحد منا وعدواً في الوقت نفسه للآخر.

هذه التحولات الكبيرة وغيرها تحتاج منا إلى استثمار وعمل هادف مخطط له؛ من أجل أن نسرِّع من عملية قطف الثمار، ونقرب يوم إلحاق الهزيمة بإيران وشيعتها، ويومئذ يخسر المبطلون، و (يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الروم:4،5].

_________________________________________________________________________________

  1. – راجع الرابط http://www.iraqirabita.org/index.php?do=article&id=27615

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى