مقالات

حرامية التاريخ و الجغرافية والوطنية (2)

اعتداءات الطائفية ضد السنة في مدينة الديوانية

  1. حصلت استفزازات كثيرة ويومية لا تعد ولا تحصى من قبل المجتمع الشيعي ضد أفراد أهل السنة في الديوانية، من قذف وسب وشتم، وكلام بذيء، ونعت بـ(الوهابية) وغيرها من النعوت المثيرة. وكانت الوصية بالثبات وعدم الاستجابة لدواعي الفتنة الطائفية هي العلاج لتلافي مشاكل كبيرة ربما تؤدي إلى اقتتال طائفي.
  2. قام الشيعة في الديوانية وخلال الشهر الأول بمحاولات اعتقال مجموعة من الشباب بتهمة تركهم مذهب أهل البيت وأنهم أصبحوا وهابية. منهم (حاكم هلال، سلمان كويت، عباس علي، إبراهيم محسن وناس). ما حدا بهم وبأمثالهم إلى مغادرة الديوانية مع عوائلهم. وهؤلاء من معارفي وأصدقائي، وأحدهم (عباس) نسيبي.
  3. في يوم الجمعة (5/6/2003) تعرض الشيخ علي ساجت وأخوه حيدر في الديوانية إلى الاعتقال بعد الإبلاغ عنهم بتهمة أنهم إرهابيون. وهما من معارفي.
  4. بتاريخ (؟/6 /2003) اعتقل أحد المصلين البسطاء في الديوانية – يدعى أبو سجاد – وهو رجل مقعد يمشي على عكازات. وتعرض للإهانة والسب، وشتم الصحابة رضوان الله عليهم.
  5. محاولة اغتيال رائد عبد العباس يوم 18/6/2003 وهو من معارفي من أهالي الديوانية حيث وقفت سيارة (نوع لاندركوز موديل 1984) وأطلقت باتجاهه ومن مسافة قريبة جداً عيارات نارية إلا أن الله نجاه وأصيب في ساقه اليسرى. كان الرجل جالساً على رصيف أحد الشوارع، وكانت الإطلاق باتجاه الجانب الأيسر من صدره. إلا أنه في اللحظة المناسبة – وبدافع الغريزة – نهض بسرعة فأصابت الإطلاقة فخذه الأيسر. فنجا من الموت. وأجريت له عملية جراحية في الديوانية وأخرى في الفلوجة. ولم يكتسب الشفاء التام لحد الآن.
  6. محاولة اغتيال محمد صالح حمد قارئ ومؤذن جامع الديوانية الكبير وذلك بطعنه خمس طعنات بالسكين نقل على أثرها إلى مستشفى الديوانية وأجريت له عملية جراحية. ورقد في المستشفى أسبوعاً كاملاً.
  7. تعرض كل من إمام وخطيب جامع الديوانية الكبير الشيخ خيري وجامع شهداء حطين الشيخ يونس إلى الاعتقال والإهانة وسب الصحابة. وهما من معارفي وأصدقائي.
  8. محاولة اغتيال الشيخ طارق غائب إمام وخطيب جامع الديوانية الكبير سابقاً. وهو رجل كبير السن حيث طعن بسكين ثلاث طعنات ومكث في المستشفى أسبوعاً كاملاً. بعدها ترك الديوانية متوجهاً إلى بغداد بصحبة عائلته. وهذه الحوادث غير المؤرخة كلها حدثت في الأشهر الأولى. لكن لم يتيسر لي الحصول على تاريخها على وجه التحديد.
  9. تم الاعتداء في الشهر العاشر/2003 على عوائل آمنة من أهل السنة والجماعة في الديوانية، وذلك بضرب بيوتهم برمانات يدوية صوتية. ما أدى إلى ترويع الأطفال والنساء وإصابتهم بجروح وتهشيم زجاج المنازل. منهم بيت الأخ أبو طيف، وبيت الأخ حاكم عبد السادة أبو علي، وبيت الأخ غسان علي أبو عدنان. وكل هؤلاء أعرفهم.

اغتصاب المساجد السنية ومهاجمتها

يوجد في مركز محافظة القادسية مسجدان فقط: أحدهما (جامع الديوانية الكبير) الذي شيد في زمن العثمانيين. وهو في وسط المدينة في جزئها الشرقي. والآخر (جامع شهداء حطين) في طرف المدينة غربي النهر، مجاوراً لموقع الديوانية العسكري. شيده أحد الضباط الكبار في الثمانينيات. وكلاهما جرت – من الأيام الأولى للاحتلال – محاولة استيلاء واعتداء عليه، وعلى مسجد ثالث في ناحية الشامية من قبل الشيعة. وتفصيل ذلك فيما يلي:

وفي محافظة القادسية (الديوانية) تم الاستيلاء والاعتداء على المساجد التالية في أول أيام الاحتلال:

1. جامع الشامية الكبير في قضاء الشامية. وهذا المسجد له قصة طويلة. تكلمت عن أحد فصولها في موضع آخر. فقد جرت محاولة اغتصاب دموية لهذا المسجد سنة (1998)، وغيروا اسمه إلى (جامع الإمام علي الهادي)، مع بناء مسجد شيعي في القضاء نفسه يحمل الاسم القديم (جامع الشامية الكبير)؛ حتى يخفوا معالم الجريمة بهذه الطريقة الملتوية. وكشف هذا التلاعب مسؤول لجنة التوعية الدينية في المحافظة. وقام بجهود مضنية ومراجعات كثيرة في سبيل ذلك، حصل في إحداها شجار وضرب بالأيدي. فلما فشلت محاولتهم قاموا بمؤامرتهم الخطيرة، تلك التي أتيت على ذكرها في القسم المذكور. حتى إذا وقع الاحتلال تم لهم ما أرادوا، واستولى عليه أتباع المرجع الشيعي محمود الحسني الصرخي. وأسموه (جامع السيد الشهيد محمد باقر الصدر). ورفعوا على عمود طويل صورة للصرخي عند الزاوية الخارجية للمسجد. يعتبر المغفلون من أهل السنة محمود الصرخي هذا نموذجاً للوطنية، ومثالاً للاعتدال الشيعي، ورمزاً لدعاة التقريب الصادقين.

2. بعد سقوط بغداد بيومين – أي في (11/4/2003) – جاء المدعو سيد قاسم من أهل النجف ومعه اثنان من الشباب المسلحين من أهل الديوانية، وطالبوا – بوقاحة وبدون حياء – بإخلاء (جامع الديوانية الكبير)؛ وذلك من أجل إقامة التعزيات والحسينيات فيه لكونه يتوسط المدينة. لكن رد الفعل من قبل المصلين كان قوياً حاسماً: “إن هذا الجامع هو هوية أهل السنة والجماعة ولا يمكن أن نتخلى عن هويتنا التي هي رمز وجودنا في هذه المحافظة، وإن كلفنا هذا أنهاراً من الدماء وعندكم (106) حسينيات فاذهبوا والطموا فيها”. فباءت المحاولة بالفشل.

3. بعد ذلك بأسبوعين دخل إلى جامع شهداء حطين مجموعة مسلحة يقودهم الشيخ عمار (من مكتب الصدر)، وأصدروا أوامرهم بإخلاء الجامع والبيوت الموقوفة الملحقة به فوراً وبدون نقاش. فكان موقفنا الرفض القاطع والثبات في المسجد وإقامة الجمعة والجماعة فيه.

4. ثم تعرض جامع الديوانية بعد الاحتلال بشهرين تقريباً إلى محاولة اغتصاب أخرى من قبل أتباع الصدر ، حتى إن أحدهم أراد أن يأخذ الميكرفون ويؤذن أذان الظهر! لولا

أن وقف أبناء المسجد مدافعين عنه بقوة.

5. زرع أربع صواريخ مقابل جامع شهداء حطين قريباً منه. لغرض تفجيرها عند البدء بصلاة عيد الفطر المبارك (يوم 23/11/2003) التي كانت موحدة بين أهل السنة في المحافظة. فاضطررنا إلى تغيير مكان إقامة الصلاة، وجعلناه في جامع الديوانية الكبير؛ لتفويت الفرصة عليهم. وتم إبطال هذه الصواريخ وأجهزة التفجير من قبل الشرطة العراقية وقوات الاحتلال.

تهجير السنة

ومن محافظة القادسية (الديوانية) استطعت أن أحصل على أسماء بعض الذين هجروا مع عوائلهم نتيجة للضغوط والممارسات الإرهابية، والاعتداءات المتكررة على عوائل أهل السنة والجماعة في المحافظة؛ فصارت هذه العوائل تغادر المحافظة تاركة بيوتها، ومحلات عملها، وأسباب عيشها، وترحل إلى المناطق السنية في وسط العراق وغربيه كالفلوجة والرمادي وبغداد والدورة وأبي غريب:

  1. الشيخ علي ساجت
  2. الشيخ محمد عبد جاسم
  3. الشيخ طارق غايب
  4. الشيخ جليل محسن وناس
  5. المؤذن أبو نجاح مهدي هادي
  6. المؤذن رياض محمد هاشم الجناحي
  7. الدكتور بسام فرحان الرواي
  8. عباس علي عبيس
  9. شاكر ستار عباس
  10. سلمان كويت
  11. عبد الرحمن كويت
  12. رائد عبد العباس
  13. حاكم هلال
  14. عدنان نعمة
  15. عادل نعمة
  16. قاسم يوسف
  17. أيوب رحيم
  18. علي هلال
  19. حسين علي
  20. لطيف هلال
  21. خضير النائلي
  22. إبراهيم محسن
  23. نعيم أحمد
  24. صالح لجمن
  25. عبد الله أبو سجاد (معوق)
  26. عبد القادر فتح الله
  27. علي كاظم
  28. عادل حسان
  29. ماجد حسان
  30. مشتاق كاظم
  31. عقيل حسان
  32. جاسم حميد
  33. محمد حسام
  34. سعدون نوير

هذه هي مدينة الديوانية، التي أرسلت أمس (9/4/2011) خمسين شاحنة محملة بالأشخاص إلى ساحة (الفردوس) في بغداد للتنديد بالمحتل والدعوة لرحيله. وهذا هو حالها وكيف استقبلت المحتلين في (9/4/2003)، وتعاملت مع أهل السنة في المدينة؟

هؤلاء هم سراق التاريخ والجغرافيا والوطنية. هل رأيتموهم كيف يسرقون؟!

على أنني أستثني قلة قليلة منهم، لم أسمع عن خبرهم شيئاً، ولكن أقول: لا بد أن بينهم أخياراً كما قال سبحانه: (لَيْسُواْ سَوَاء) [آل عمران : 113].

 

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك رداً على محمد رضا إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى