مقالات

الله أكبر .. هزمت إيران ذكــــــــــرى يوم ( النصر العظيــــــــــــم )

http://www.alqadisiyya3.com/upload/userfiles/images/41088_hanein_info.jpg

في هذه الأجواء المبشرة – وبصرف النظر عما يقترن بها من آلام ومؤامرات – تحضرني اللحظة صورة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بين أصحابه رضي الله عنهم وهم يحفرون الخندق وقد اعترضتهم صخرة استعصت عليهم فيستنجدون به فيأخذ المِعول وينزل إليها فيقول: (بسم الله)، ثم يضرب الصخرة ثلاث ضربات يتطاير الشرر مع كل ضربة وهو يقول: (الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله إنى لأنظر إلى قصورها الحمر الساعة). ثم يضرب الضربة الثانية فإذا هو يقول: (الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله إنى لأبصر قصر المدائن الأبيض). ثم يضرب الضربة الثالثة فيهشم ما تبقى من الصخرة ليقول: (الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله إنى لأبصر أبواب صنعاء من مكانى هذا)! حتى قال المنافقون: إن محمداً يعدنا بفتح فارس والشام وأحدنا لا يقدر على قضاء حاجته!

وعن ‏ ‏أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏غزا خيبر فصلينا عندها صلاة ‏الغداة ‏بغلَس فركب نبي الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏وركب ‏أبو طلحة ‏وأنا رديف‏ ‏أبي طلحة‏ ‏فأجرى نبي الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏في‏ ‏زقاق ‏‏خيبر‏ ‏وإن ركبتي لتمس فخذ نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ثم حسر ‏‏الإزار عن فخذه حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فلما دخل القرية قال: (الله أكبر خربت ‏خيبر ‏إنا إذا نزلنا ‏بساحة ‏قوم ‏(‏فساء ‏صباح المنذرين)‏.. قالها ثلاثا.

استلهاماً لهذه الهمة العالية، واستشرافاً لمستقبل قادم – بإذن الله – لا محالة من خلال النظر في إرهاصات الحاضر أقول: إن العد التنازلي لزوال إيران قد بدأ سلكه بالدوران.. ألا وقد آن لنا أن نردد (الله أكبر خربت إيران)! وما علينا إلا أن نشد العزم لنتمم العمل كيما نراها متشرذمة منقسمة إلى خمسة أقسام.

دعونا نؤرخ لذلك بيوم (14/آذار/2011).. يوم دخول (درع الجزيرة) إلى البحرين. إنه اليوم الذي يمثل انعطافة تاريخية في تبدل مواقف دول الخليج العربي وتحولها من خط التعايش إلى خط المواجهة مع إيران وشيعتها.

وعلى أية حال فإن منحنى التمدد الفارسي هو اليوم في نزول، وإلى ذبول وأفول. وعلى ذلك شواهد كثيرة.

أول الوهن جمود الفكر وغيابه عن الوعي. وأعظم الوعي إدراك القضية. وأول التغيير انبعاث الفكر وتوهجه بحيث يدرك قضيته الكبرى ويتحرك نحو التخطيط لحلها.

في التسعينيات كنا نتحسر على هذا الذهول عن خطر المشروع الإيراني، ونلمس إشارات غرق السفينة العراقية شيئاً فشيئاً في مستنقع ذلك المشروع دون أن يحس بها حتى العراقيون أنفسهم! أما بلدان العرب – حتى الدول التي يباشرها الخطر الفارسي- فمشغولة ومشغول أبناؤها عن أنفسهم بقضايا غير منتجة؛ لأنها في العموم قضايا خارج البلد الذي هم فيه، وفي هذا فقدان (القضية) على الصعيد العملي، أو قضايا تضخمت وتضخمت حتى تحولت إلى (ثقب أسود) يمتص بقية القضايا ويكبر على حسابها ويعتاش عليها. والمفارقة أنك لا تكاد تلمس لأهل هذه القضايا المتضخمة أي تفاعل أو تعاطف مع قضايا الآخرين سوى أنهم يطلبون منهم أن يؤجلوا قضاياهم ويشطبوا عليها من أجل تلك القضايا التي تضخمت فصارت كالسرطان الذي يربو على حساب الجسم الذي يغذوه!

سياط القدر

وغرقت سفينة العراق. ثم فار التنور وطغت مياه الطوفان على دول الجوار. ولكن لم يكن هذا دون مقابل. كان ذلك ثمناً ليقظة النائمين. وهكذا هبوا وهبت على العالم العربي رياح التغيير. ولكن هذه المرة كانت البوصلة أقرب إلى اتجاه الهدف.

لاحظوا الفرق في الوعي بين تلك الأيام وهذه الأيام: في سنة 2000 ناولني صديق لي من قريتي (اللطيفية) قرص حاسوب وهو يقول: الله! ما أروع ما فيه من كلام وموعظة! شيخ سوري عجيب!

وألقمته الحاسبة فإذا هو حية تسعى! خطيب جمعة عظيم الهامة كبير العمامة، طويل البنان عليم اللسان. كلامه عسل لولا قطرات السم التي دستها أنيابه والناس يزدردون ولا يعون سكارى بما يسمعون!

وأرجعت القرص إلى صاحبي بعد يومين وأنا أقول: هذا واحد من اثنين:

  • إما سني مشترى، أو شيعي مفترى.

قال متعجباً:

  • كيف؟!

قلت:

  • ألم تنتبه إلى ما في كلامه من تشيع مبطن مستغلاً حب المسلمين لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؟ ألم تر كيف أثار عاطفة المصلين واستغلها في الطعن بسيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما؟! أنا أعرف أنك كنت مأخوذاً بحلاوة منطقه، وسلاسة تدفقه فلم تلتفت إلى خبيئ مقصده.

undefined

لم أكن في ذلك الوقت قد سمعت بالشيخ أحمد بدر الدين حسون، ولم يبتلني الله برؤية صورته من قبل. ودارت الأيام لتكشف وتصدق ما قلت! وهاجر صاحبي مضطراً إلى الشام سنة 2005، وعرف كيف أن مفتي حلب صار – بإيعاز من سفارة إيران في دمشق – مفتياً للجمهورية! كما عرف (لماذا؟) أيضاً. ولا أظنه قبل ذلك أدرك ما قلته له أول مرة!

نعم .. ( من لم ينتفع بنور الشرع عالجته سياط القدر ) !

في تموز 2006 كانت صور الشاطر حسن التي تشاطر صورة الرئيس، وعلم حزب اللات مع علم سوريا، يرفرف في جميع أنحاء البلاد على البيوت وفي الطرقات وعلى واجهات السيارات، والخطباء يرفعونه على المنابر ويدعون له بالنصر كما فعل إخوان لهم من قبل مغفلون مع الأحمق مقتدى، حتى سمعت أن أحد أولئك الخطباء المغفلين في ريف دمشق أعلن تشيعه من فوق منبر الجمعة الذي نزى عليه إعجاباً بحسن الذي (يقاتل اليهود). ومررت – في تلك الأيام – بحي (السيدة زينب) فصك أذني ضجيج مكبرات الحسينيات الشيعية – وأغلب روادها عراقيون – تدعو إلى (الجهاد) مع شيعة لبنان. لحظتها ضحكت رغم الألم الخانق والغيظ الحانق وتساءلت بلغة المنطق: إذا كنتم شبقين بالجهاد إلى هذه الدرجة فلماذا لا تقاتلون من يحتل وطنكم من الأمريكان؟ قلت ذلك مع نفسي وإن كنت أعلم أنه ليس للشيعي من وطن؛ لأن (وطن الشيعي طائفته).

لم أجد إلا النادر من إخواننا السوريين من لا يستغرب كلامي عن تآمر إيران و (حزب الله) على الأمة وعلى فلسطين جاعلين منها عربة للعبور، وممن يصفقون لهم مطايا للركوب يبيعون دينهم بعرَض من الدنيا قليل. وأول ما يجابهك به السوري قوله: كيف يا رجل وإيران تدعم (حماس)، و(حزب الله) يقاتل اليهود وبينه وبين (حماس) عمل مشترك؟!

http://www.alqadisiyya3.com/upload/userfiles/images/nasrallah_meshaal.jpg

واليوم ما عاد في خرقة (حماس) قابلية على التمطط أكثر لتغطية عورة حزب اللات ولا أدعياء الممانعة والتصدي والمقاومة، فأحرقت صورة حسن نصر الله وعلم حزبه الشيطاني وعلم إيران في حاويات القمامة في دمشق نفسها (ما غيرها)! لقد استيقظ الناس من نومهم على وقع الدبابات تخترق أحياءهم، والقنابل والطلقات تخرق آذانهم. فـ(من لم ينفعه نور الشرع عالجته سياط القدر). وانتبهوا لحالهم فإذا كثير من (حركات المقاومة) ليست أكثر من (شركات مقاولة) تعتاش على عقول وجيوب المغفلين.. والمنتفعين أيضاً.

ما يجري في العراق اليوم، وفي الخليج وفي الأحواز وفي الشام مؤذن بإشراقة فجر جديد بإذن الله. لقد ارتكب الشيعة حماقتهم الكبرى، وتوسعت إيران أكثر من المسموح به خارج حدود منام الأمة. وهكذا وبعد أن كان العراق شبه وحيد في ساحة المنازلة والمواجهة، صارت دول الجوار، وحتى الدول الأخرى، تدخل تباعاً ميدان الصراع. وما بقي لنا إلا أن نقول:

(الله أكبر خربت إيران.. إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذَرين)!

(الله أكبر هزمت شيعتها)!

(الله أكبر خسئت ذيولها وشاهت وجوه عملائها من العراق إلى فلسطين)!

وهنيئاً للعراقيين وللأمة بذكرى يوم النصر العظيم.

وإنه  لقادسية حتى النصر.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى