مقالات

ماذا خسر شيعة العالم في البحرين (2)

يداك أوكتا وفوك نفخ

فماذا حصل مع كل هذا (الدلال)؟ إليكم هذه المشاهد لا على الترتيب (فالوقت يدهمني ويعجلني):

– مظاهرات تخريبية دموية مع أكاذيب (مليونية) بأنها سلمية. وكلكم شاهد كيف قام الشيعة بدهس رجلين من الشرطة في عمل متعمد بشع، يمر السائق الشيعي بسيارته على جثة الضحية ثم يدور ليكرر المرور فوقها! وفي منطقة مختلطة دخل الشيعة إلى مسجد سني فيه مؤذن بنغالي يرفع الأذان فقاموا بقطع أذانه و….. قطع لسانه أيضاً! ثم ضربوه بالسيف على رأسه، ليموت في المستشفى بعد بضعة أيام.

– الإضراب الذي شلوا به حركة البلد. انظر مثلاً:

أ. يبلغ عدد موظفي شركة النفط الوطنية (بابكو) (3100) موظف، بلغ عدد الذين أضربوا عن العمل منهم (1894) عنصراً، ولمدة خمسة أيام أمضوها في (مهرجان) الدوار في احتفالية بهيجة نصبوا فيها الخيام وأقاموا الأسواق والمقاهي ومارسوا كل ما يندى له الجبين من متعة النساء إلى شرب الأراكيل، وما لا يعلمه إلا الله!

ب. تصور أن معظم موظفي (شركة طيران الخليج) إيرانيون! ومن الشيعة (المظلومين)، وفي الشركة – ومطار البحرين أيضاً – كانت اللغة الفارسية هي المتداولة، وترى صور الخميني وخامنئي كأنك في إيران. (تغير الوضع الآن فصور أبو متعب تحتل المشهد إلى جانب ملك البلاد ورئيس الوزراء وولي العهد). إن سبب هذا التباين في دولة ذات غالبية عربية سنية أن الشيعة المتنفذين من ذوي العلاقة يرفضون طلبات السنة بالتعيين ويضعون أمامها العراقيل.

جـ. لما أضرب المدرسون شلت مدارس البحرين بكافة مستوياتها العلمية، فاستقدم (6000) مدرس من المنطقة الشرقية للتعويض.

د. كما قاطع الشيعة المتاجر السنية، وبقية الأنشطة الاقتصادية.

– مجمع السلمانية الطبي الذي يسيطر عليه الشيعة بالكامل، وما أدراك ما مجمع السلمانية الطبي!. يقول محدثنا البحريني: صار الشيعة يخطفون السني ويعتقلونه في المجمع الطبي، ثم يتعاملون معه بشتى الطرق. ذكّرناه بأن الخطف يتم في سيارات الإسعاف، التي تستعمل أيضاً لإلقاء الجثث المجهولة أثناء الليل. أليس كذلك؟ فقال وهو يضع أصابعه على جبينه: “أيوه! ووجدنا جثثاً مجهولة”! انظروا إلى استنساخ التجربة العراقية.

– الرجل الثاني في السفارة الإيرانية أمسكوا به في مجمع السلمانية الطبي وهو يحاول الهرب ومعه أسلحة وأجهزة تنصت.

– رئيس قسم الانجليزي في جامعة البحرين (إيراني) يتصل بالطلاب هاتفياً ويوجههم قائلاً وهو يعطي الأوامر: خربوا القسم الفلاني، كسروا القسم الفلاني.

– الجامعة الوطنية (أكبر جامعة في البحرين) ظلت الدراسة معطلة فيها من (13/3) وإلى يوم (18/4).

– مزق الطلبة في جامعة البحرين حجاب (79) طالبة سنية مع محاولة الاعتداء الجنسي.

– عميدة كلية إدارة الأعمال د. حميدة جاسم (عراقية علمانية: وحدوية العلماني والديني عند الشيعي): أنزلت صورة الملك وألقتها على الأرض، ودعت إلى خروج الناس والتظاهر لقلب الحكم.

– أدخل الصدريون وغيرهم من شيعة العراق عن طريق السعودية (50,000) قطعة سلاح بين مسدس وبندقية كلاشنكوف، عدا الأسلحة الجارحة أو البيضاء. عثر على قسم منها في الحسينيات!

– يقود التحريض معمم اسمه مهدي، وهو ابن أخت هادي المدرسي، ضمن حركة عدد أعضائها (13) كلهم إيرانيون.

– ويأتي حسن مشيمع رئيس حركة حق من لندن عن طريق لبنان (حيث تلقى التعليمات – كما يبدو – من حزب الله” ). وما إن خرج من المطار حتى ابتدأ بإلقاء خطاب في الجماهير استمر فيه حتى وصوله الدوار يقول فيه: “نحن الآن في مرحلة إنشاء دولة إسلامية، وسوف نطرد آل خليفة والنواصب”!

ـــــــ …………. .. .

قوتنا التي نجهلها

يقول محدثنا البحريني: عملنا كتلة سنية اسمها (تجمع الوحدة الوطنية)، وعقدنا اجتماعاً مع رؤساء الشيعة للتحاور، منهم رئيس جمعية (الوفاق) الشيخ علي سلمان. فكان جوابه: “عن أي حوار تتحدثون؟! وعلى ماذا نحاوركم؟ أنتم قد انتهيتم.. فكروا ماذا سنفعل بكم غداً”! في هذه اللحظة رنت رسالة على جوال الدكتور عبد اللطيف المحمود، فإذا هو يقول: اسمحوا لي أن أقرأ عليكم نص هذه الرسالة: “لقد بدأت طلائع درع الجزيرة بالدخول إلى البحرين”. فإذا بعلي السلمان يقوم غاضباً وهو يصرخ: “هذا غزو سعودي، هذا غزو سعودي”! ثم أردف ثلاثاً: “سوف نستعين بإيران”. وغادر الاجتماع!

تأملوا إخواني قوتنا الكامنة (أو المجمدة بتعبير أصح).

عدد محدود من قوات (درع الجزيرة) دخل البحرين، ورابط على أطرافها فقط. هذا كل ما فعله العرب! فإذا إيران تقف مبهوتة، لا تدري ماذا تفعل.. أطلقت بعض الركلات الخلفية في الهواء.. نهقت مرتين أو ثلاثا، استبدلت العواء بالنهيق.. لم يحصل شيء سوى أن أمريكا أظهرت انزعاجها على لسان وزيرة خارجيتها. وهذا كل ما فعله العجم!

ووقع شيعة البحرين في الفخ، ليدفعوا الثمن – مثل شيعة العراق – كمطايا لإيران التي وقفت تتفرج عليهم، وتستغل الحدث لشحنهم من أجل إدامة وقود (المظلومية) الذي سيدفع بهم إلى تقديم المزيد من الأثمان لـ(خاطر) الأم الحبيبة إيران. و…. من الحب ما قتل!

ماذا خسر شيعة العالم في البحرين

إليكم أهم خسائر الشيعة في البحرين، ولمصلحة السنة، لا سيما في العراق ودول الخليج والإقليم العربي المجاور، أعرضها بالطريقة السريعة نفسها:

  • أيقظوا المارد السني النائم في البحرين، وفي بقية البلدان. من هنا تعتدل البوصلة، وتتحدد القضية، وتبدأ المسيرة. ولقد كانت الحركة التي نفذها (درع الجزيرة) في (15/3/2011) نقطة مفصلية في قضية الأُمة في واقعها المعاصر وتاريخها الحديث. سيكون لها ما بعدها. وما دعوات (الكونفدرالية) الخليجية سوى إحدى إرهاصات المستقبل الواعد.
  • انفضاح الانحياز الطائفي بشكل سافر. فأثار ذلك كوامن الانحياز المقابل لدى السنة؛ وهكذا حصل التميز السني الشيعي على المستوى الاجتماعي، لتتعزز النقطة الأُولى. وفي ذلك حتف الشيعة. ولمن يدعو متثائباً لمواجهة (السيف بالوردة) أقول: “الاعتدال في وسط التطرف….. اعوجاج”. فالطائفية – إذا أردنا الوسطية – إنما تعالج بمثلها، وإلا سقطنا في مستنقع الميوعة، وذبنا في مياهه الآسنة.
  • ترافق الحدث البحريني لاحقاً وسريعاً بالحدث السوري، ففضحت إيران، وتعرى الشيعة في العراق ولبنان والسعودية وغيرها حين اصطفوا طائفياً ليخرجوا في مسيرات تتباكى على الشيعة (المظلومين) في البحرين. أما السنة الذين يذبحون في سوريا فـ(طائفيون، دعاة فتنة يجب “اجتثاثهم”). وهذا أعاد إلى الذاكرة السنية المشهد العراقي، وبقوة، فصارت تسترجع ما حل بسنة العراق من قبل وما يحل بهم الآن على يد الشيعة هناك. ومن أعجب ما شاهد العرب.. تلك الجلسة العاصفة لنواب الشيعة – ومعهم بعض الضعفاء ومراهقي السياسة والمتملقين من السنة – في مجلس النواب (العراقي)، ثم مسيرات الشيعة في بغداد والمدن الشيعية بقيادة كبار القوم، مثل قائد قوات بدر الإجرامية هادي حسن العامري وزير النقل الحالي، الذين نزلوا إلى الشوارع يهتفون وينددون بـ(الاحتلال السعودي للبحرين)! فلو قامت لجنة محايدة بتقصي أوضاع الشيعة في البلدين، ونشروا النتائج على الملأ لناح شيعة العراق على أنفسهم وخرجوا في مسيرات لطمية تندد بذباب النهار وبعوض الليل، وتطالب حكومتهم الشيعية بتحسين أوضاعهم بما يرقى إلى نسبة 1% مما عليه شيعة البحرين من رفاه في العيش، وحرية في التعبير، وعدالة في الحكم! ولكنه الثلاثي الجهنمي الذي أطبق بأسنانه على العقل الجمعي الشيعي: (العقدة والعقيدة والمرجع)!
  • تم تطهير معظم الدوائر الحساسة من الشيعة. والمراكز المهمة صارت بيد السنة.
  • شكلت لجان تحقيق، ومن تثبت من خلالها عمالته لإيران يفصل.
  • ألغيت فكرة توظيف الشيعة في الجيش والأمن.
  • العمل على تسليم إدارة البعثات للسنة.
  • أزيلت الحسينيات غير الرسمية، وكل حسينية رسمية خرجت منها أعمال شغب، أو تبين أنها وكر للمخابرات الإيرانية. وجمع وزير الداخلية رؤساء المآتم وحذرهم أمام شاشة التلفزيون.
  • أزيلت غالبية أعشاش الشيطان: القبب والمزارات.
  • نسف النصب الموضوع وسط دوار (اللؤلؤة)، وبدأت حملة إعماره من ليكون لائقاً باسمه الجديد دوار (الفاروق)، في إشارة واضحة إلى أن أبا لؤلؤة المجوسي لن يحل محل الفاروق مرة أُخرى في بلد من بلدان العرب. تأملوا ردة الفعل، وشدة اليقظة السنية ورهف حساسيتهم التي دفعهم الشيعة دفعاً إلى الانحياز والانجذاب إلى مركز مجالها المغناطيسي الرائع. فعملت إيران نصباً بديلاً بالاسم نفسه في إحدى جزر الإمارات المحتلة. والحمد لله الذي رد كيدهم إلى الوسوسة. ولا شيء في جعبتهم غيرها ما دام العرب قد استيقظوا.
  • تطهير الدوائر من الزعامات الشيعية التي ضبطت متلبسة بالشغب والتظاهر عن طريق الصور والأفلام. فكان الفصل هو الجزاء والحرمان من الضمان الاجتماعي والصحي.
  • طرد اثنين من الوزراء: أحدهما وزير الصحة نزار صادق البحارنة (أمه وزوجته إيرانيتان. زوجته معصومة الزيرة، أختها زهراء الزيرة رئيسة منظمة الزهراء وخريجة جامعة طهران) عين قبل أسبوع، وفي هذا الأسبوع راح إلى أمريكا يتآمر على دولته وأولياء نعمته، فطرد. ألا ما أخف العقوبة!
  • من أهم ما أسفرت عنه الأحداث أن عمل سنة البحرين لهم تجمعاً باسم (تجمع الوحدة الوطنية) برئاسة الشيخ د. عبد اللطيف المحمود. انبثقت عنه لجنة مالية وإعلامية وتنظيمية للحفاظ على السنة، والمؤمل – وأهل البلد أعلم بشعابهم – أن يتقدم أكثر ويتطور حتى يتحول إلى جبهة يجتمع في ظلها السنة كلهم. وشكل شباب السنة لجاناً شعبية مسلحة بالعصي والسيوف لمنع الشيعة من الاعتداء على أحياء السنة. وقد سبق (التجمع) اجتماع حاشد في جامع الفاتح دعوا فيه للتظاهر فاجتمع قرابة (300,000) متظاهر في المظاهرة الأولى، تبعتها مظاهرة حضرها (450,000) متظاهر، بينما غاية ما استطاع الشيعة تجميعه (50,000) متظاهر، حتى إن الصحفيين الأجانب لما رأوا المفارقة الصارخة تركوا البلد مدركين أنه لا شيء سوى الضجيج الإعلامي. منهم مراسلة شبكة الـ(CNN) الأمريكية، التي قالت وهي تغادر: (“No case” لا قضية لدى الشيعة).

وانطوت صفحة الوفاق .. لتبدأ صفحة النفاق

حين تطوف مدن البحرين، وتتنقل بين حواريها الجميلة، وتلتقي أهلها الطيبين على مختلف مستوياتهم الاجتماعية والوظيفية، تجد أنك أمام انبعاثة جامحة، وقوة دافقة تبشر بانطلاقة يستحيل عليها أن ترجع إلى الوراء لتصدق ثانية بدعاوى الشيعة الذين رفعوا صور الثعالب الإيرانية واللبنانية وأعلامها الصفراء والخضراء، ودعوا إيران إلى احتلال البلد الذي يستوطنونه، ثم دهسوا رجال السنة وقتلوا أبناءهم واعتدوا على حرماتهم، وقاءت أفواههم بكل ما في أحشائهم من شعارات شعوبية وتهديدات طائفية ودعوات عميلة متآمرة، عززوها بالأفعال قبل – وبعد ومع – الأقوال.

لكن ماذا يصنع الشيعة إزاء هذا الوضع الجديد كلَّ الجِدّة، وقد خذلتهم إيران، وضحك عليهم الأمريكان، ولم ينفعهم الشيعة في بقية البلدان بغير العواء والنهيق، والخوار والفحيح؟

أغير أن يعودوا إلى صنعتهم القديمة الجديدة: التقية والتملق والتقرب و(إخوان سنة وشيعة)، أي……… النفاق بعد ترجمة الحالة إسلامياً؟

انظر ماذا قال النائب البحريني (غانم البو عينين) من خلال قناة (صفا): “كان سقف مطاليب جمعية الوفاق لا يمكن أن يقبل به أحد لا في البحرين ولا غيرها”. ثم أردف بالقول: “والآن نزلوا إلى أدنى حد، وصاروا يترجون الكويتيين للتوسط، مع أننا لا نحتاج إلى وساطة”.

ولقد كان لهم من قبل لقاء أسبوعي برئيس الوزراء، ويمكن لكل واحد منهم من أكبرهم إلى أصغرهم أن يواجهه في أي موعد شاء. والآن: أحد مشايخهم يترجى ويطلب تجمعاً اجتماعياً لا سياسياً من السنة والشيعة؛ لماذا؟ “لنذهب إلى الملك ونقول له: نحن رعيتك”.

وفاتهم أن……….. (الكذاب احترق بيته وما أطفأه من أحد).

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى