إعدامات السنة في العراق الشيعي (2)
د. طه حامد الدليمي
دولة مليشيات وأحزاب دينية حاقدة
حكومة شيعية متخلفة تسيطر على مقاليد الأمور في العراق اليوم. وأقول “متخلفة” نظراً إلى تكوينها الذاتي، وإلى إنجازاتها الخارجية.
فتكوينها الذاتي ذو شقين: شق أمني، وآخر سياسي.
أما المكون الأمني فمليشيات انتقلت من الشوارع الى الدوائر. وأما المكون السياسي فأحزاب دينية حاقدة.
ثم تعال فانظر إلى إنجازات هذه الحكومة؟
فقر ومرض وجهل. عجز عن تقديم الخدمات الأساسية للمواطن كالماء الصالح للشرب، والكهرباء. وقد تحولت أراضي العراق الخصبة إلى صحارى وبوار، وتعرضت نخلة العراق للموت.
وأما الأمان…….؟ فشيء أبعد ما يكون خصوصاً في المناطق السنية!
لا رزق يكفهم من جوع، ولا أمن يكفيهم من خوف! عدا إقليم كردستان التي حافظت على حقوقها بالفدرالية.
مجمل الأمر.. حكومة فاسدة، حققت أعلى الأرقام القياسية في الفساد والتخلف الإداري بشهادة المنظمات الدولية. وقد تحولت دوائرها ومكاتب موظفيها: كباراً وصغاراً إلى مواخير دعارة. طائفية بامتياز، تجتث السنة وتطاردهم وتقصيهم. وتستبيح ضدهم كل شيء تديناً وبحكم العقيدة.
كل شيء يجري باسم القانون
وكل شيء يجري باسم القانون، وطبقاً لهيكليته الإدارية.
محكمة، وقاضي ومدعي عام ومحامون وشهود. ومتهمون، واعترافات، وقانون (4 إرهاب) داخل المحكمة، وتقارير المخبر السري خارها.
كل شيء معد لإكساب الجريمة صفتها القانونية. بينما حقيقة ما يجري جريمة أقل ما يقال فيها أنها إرهاب قضائي وإعدام تعسفي!
الهيكل قانوني.. حتى الكتلة السياسية التي ينتمي إليها رئيس الوزراء، والتي جاءت به إلى الحكومة اسمها (دولة القانون)! نعم، لكن المضمون طائفي إجرامي!
المنظمات الحقوقية العالمية تستنكر
غيرَ أن الأمور تجاوزت الحدود، والأكاذيب لم تعد تنطلي على أحد. فلقد استهجنت المنظمات الحقوقية العالمية هذه الإعدامات، وأدانتها. ففي بيان لمنظمة العفو الدولية ذكر أن الاعترافات التي يدلي بها المتهم معدة سلفاً من قبل المحققين، ويطلب من المعتقلين التوقيع تحت الإكراه على الاعترافات، وهم معصوبو الأعين ودون قراءة لمحتوى الوثائق التي يوقعون عليها! وقال مالكولم سمارت مدير منظمة العفو الدولية في منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا: “إن قوات الأمن العراقية مسؤولة عن انتهاكات منظمة لحقوق المعتقلين”. ويضيف “لقد فشلت الحكومة العراقية فشلاً ذريعاً في اتخاذ إجراءات فعالة لوقف التعذيب ومعاقبة مرتكبيه على الرغم من الأدلة الدامغة على استخدامه”.
اقتراح عملي للمنظمات الحقوقية العربية
لن أقول: أين الجامعة العربية مما يحدث لسنة العراق؟ وإن كان ذلك مشروعاً، واستحقاقاً دينياً وعربياً وإنسانياً؛ لأنهم لن يستجيبوا. ولكن أتوجه بالنداء إلى المنظمات الحقوقية العربية، وقد بدأ حراكها في الكويت، وهناك حراك شعبي بسيط للإخوة القطريين، عسى أن يكون قطرة الغيث التي تسبق انهماره. وأقول لهم: خذوا مثلاً المشكلة الشيعية في البحرين: إنها ضجيج إعلامي وحقوقي لا أكثر؛ فقد نجح الشيعة في تكوين شبكة من المنظمات المدنية الحقوقية والإعلامية ذات الصلة بالمنظمات العالمية، وعن هذا الطريق جلبوا أنظار العالم، ودولوا قضية اختلقوها من العدم، وأجبروا بذلك الحكومة البحرينية على تقديم التنازلات تلو التنازلات! والعجيب أن التقرير الحقوقي السنوي للأمم المتحدة يأتي دوماً لغير صالح الحكومة السنية في البحرين، على العكس من تقريرها الخاص بالعراق، مع أن الحالة الاجتماعية والسياسية معكوسة تماماً بين البلدين! والسبب (تقرير الظل) الذي تقدمه المنظمات المدنية في البحرين والعراق، وهو التقرير الذي يقابل التقرير الحكومي، والذي تعتمده الأمم المتحدة في تقريرها النهائي.
وإذا كانت المنظمات المدنية الكاتبة للتقرير في العراق منظمات شيعية دون استثناء، ومن السهل تفسير شيعيتها؛ لأن المنظمات السنية غير محمية لتجرؤ على كتابة تقرير يتهم الحكومة بجرائم ضد الإنسانية، وما شابه ذلك. فكيف نفسر الأمر في البحرين عندما نجد أن (تقرير الظل) تنفرد به المنظمات الشيعية أيضاً! أين المنظمات الحقوقية المدنية السنية في البحرين التي تكتب الحقيقة كما هي؟!
واقتراحي الذي لا مناص عنه، والذي أتوجه به نداءً إلى المنظمات الحقوقية الخليجية وأخواتها، هو عمل شبكة منظمات حقوقية مقابلة، وتفعيل العمل ضد جرائم إيران وشيعتها. ونحن بالانتظار.
أيها السنة ..! الوقت ينفد أمامكم
ويا سنة العراق! إذا استقرت الدولة الشيعية فستستقر على نظام سياسي قوامه أحزاب دينية حاقدة، ونظام أمني قوامه مليشيات وعصابات مجرمة فاسدة.
فماذا تنتظرون؟! ما هي حلولكم تجاه هذه الكارثة؟
وإذا كنت أعذر سنة بغداد والبصرة والحلة والكوت، فأين سنة الأنبار؟ صلاح الدين؟ الموصل وكركوك؟ وأين سنة الكرد والتركمان؟
كيف نسمح لهؤلاء الشراذم بقتلنا، وكسر إرادتنا؟ كيف نسمح لهؤلاء بالعبث في مناطقنا، والتعرض لحرماتنا ونحن الذين كسرنا يد الأمريكان والبريطان وثلة الشيطان؟!
أين أنتم من إخوانكم في بغداد؟ لقد وصل الإذلال الشيعي لأهلنا السنة حدوداً بعيدة، ولا بد من عمل إيجابي يقوم على خطة استراتيجية فاعلة، ولا يغفل المطاليب الآنية الضاغطة. خذوا هذا المثال المخفف عن الذل الذي يتجرعه السنة على يد الشيعة في بغداد: الشيعة تفرض حضراً للتجوال على سنّة (الطارمية) شمالي بغداد من الساعة السادسة مساءً حتى السابعة صباحاً. وتقوم عناصر إحدى نقاط التفتيش بمنع مرور الناس الى قريتهم القريبة بعد الوقت المقرر للحظر وإن اضطرهم ذلك للمبيت في العراء، وفيهم نساء وأطفال! فتتقدم امرأة إلى أحد عناصر الجيش ترجوه السماح لها بالمرور الى القرية؛ إذ كيف للنساء أن تبيت خارج المنزل؟! لم يسمع الجندي ندائها ولا يثيره بكاؤها أو تحركه توسلاتها! وبدلاً من ذلك أسمعها سيلا من الشتائم والعبارات المقذعة!! فيعترض عدد من الشباب المتحتجزين عند نقطة التفتيش على سوء أدب الجندي وقلة غيرته. فيجتمع ذلك الجندي مع بقية الجنود على أولئك الشباب يضربونهم وينكلون بهم دون رحمة أو شفقة. ويستغيث الشباب بعشيرتهم القريبة (والمنطقة ذات طابع عشائري)، فتنتفض العشيرة غيرةً على أعراضها فيشنون هجوماً أبادوا به ثلاث نقاط تفتيش عن آخرها! وتذكر مصادرنا أن منطقة (النباعي) القريبة لم تعد تحت سيطرة القوات الشيعية. وتشهد بغداد اليوم موجة من الاغتيالات بالأسلحة الكاتمة الموجهة ضد نقاط التفتيش.
أنا أعلم أن سقف الظلم قد ارتفع؛ وهذا هو السبب الكامن وراء ضعف ردة الفعل. ولكن اعلموا أنه ليس وراء ذلك إلا ما هو أشد وأشر. ليس لكم اليوم إلا حماية مناطقكم بتكوين الإقليم السني العربي: بالقانون أولاً، وإلا فباللجوء إلى القوة قبل فوات الأوان!
ويا دعاة المشروع الوطني الخائب! أيها الحالمون الواهمون! الذين تحول الوطن لديهم إلى صنم مقدس؟ أين أنتم؟ أين شيعتكم الذين تسمونهم بـ(الشيعة العرب)؟ وأين هم شرفاء الشيعة الذين صدعتم رؤوسنا بذكرهم؟ خابوا وخسئوا، وخبتم وخسرتم!
يا رافضي الفدرالية! ماذا تنتظرون؟ وهل عندكم أثارة من مشروع، أو رائحة حل؟
لا بد من عمل إيجابي
هذا هو الذي دعانا للإعلان عن إطلاق حملة حقوقية للدفاع عن المعتقلين السنة في سجون الشيعة. وبناءً على هذا فنحن:
- ندعو المنظمات الحقوقية العراقية والعربية والدولية للمشاركة في هذه الحملة.
- وندعو الإخوة المحامين العراقيين والعرب للوقوف معنا أداء للأمانة.
- كما ندعو إخواننا التجار والمقتدرين لتمويل هذه الحملة. وفتحنا حساباً مصرفياً تجدون تفاصيله على موقع (القادسية).
- ونعلن عن فتح صفحة على موقع (القادسية) لجمع الوثائق.
مذكراً أهل الله تعالى بقوله سبحانه: (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ) (البلد:11-13). وفكاك رقاب أبنائنا من أسر الشيعة من أعظم العتق في هذا الزمان.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضواً من النار، حتى فرجه بفرجه). متفق عليه من حديث أبي هريرة.
هذا بعض ما يمكن تقديمه، وهناك الكثير إن شاء الله (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).