بياناً للحقيقة
د. طه حامد الدليمي
فوجئت ظهر هذا اليوم – الأربعاء 7/11/2012 – برسالة للأخ مدير موقع (القادسية)، يقول فيها [هذه رسالة وصلتني قبل قليل.. المهم هو ان هذا الرجل (…) وانت تعرفه قد تصرف تصرفاً غير مسؤول بنشره مقالتين لمحمد محمد حسين كان قد ارسلهما لي في نهاية شهر آب 2012 بعنوان (الشيعة هم من يستفيد من عمليات القاعدة) وقد أرسلتهما لك لأخذ رايك.. ولم أقم بنشرهما في موقعنا لأنك لم ترد علي في حينها.. أما (…) فقد قام بنشرهما في مدونة (مشروع القادسية الثالثة) يوم الأحد الماضي دون أن يطلب رأينا بذلك! وقد قام بنشرهما في يوم الاثنين في شبكة الدفاع عن السنة باسم (مشروع القادسية الثالثة) كذلك].
وبياناً للحقيقة أقول ما يلي:
1. ما من شك في أن لي موقفاً موافقاً أو مختلفاً: أكثرياً أو جزئياً من كل الفصائل والأحزاب والهيئات والتجمعات. وهذا ليس شيئاً خاصاً بي، إنما هو حال جميع البشر. لكنه ليس من الضروري أن أفصح عن رأيي كلما دعا داعٍ، أو سأل سائل؛ فإن بيان الرأي في الأشخاص والجماعات أمر حساس يثير الناس، أتجنبه قدر الإمكان، فهو يخضع لموازنة دقيقة بين المصالح والمفاسد. ربما لا أجيد تطبيقها بدقة، وما من عجب في أنني قد أخطئ في التقدير. لكن هذه هي القاعدة التي أتبعها في ذلك.
2. ثمت قاعدة أُخرى مهمة، بل أهم من الأُولى، مبنية على أنني نصبت نفسي لهدف كبير هو السعي في إيقاظ أُمتي وتنبيه أهلي إلى خطر الشيعة وإيران، وهذا من أعظم الجهاد في هذا الزمان، وأحاول توجيه أنظار السنة وجمع جهودهم بمختلف توجهاتهم إلى هذا الخطر؛ فلا أريد تشتيت جهدي في مسائل ومهاترات تضيع عليّ هدفي الكبير. ولذلك فأنا أتجنب الخوض والتنقير في شؤون الجماعات المنتسبة للسنة، وأبذل في سبيل تجنب ذلك جهوداً فكرية ونفسية وعملية ليست هينة. وكثيراً ما كنت على شفا الكلام أو الكتابة عن جهة أو شخص ما، ثم أستعيذ من الشيطان. إلا ما أراه ضرورياً، أو يغلبني الظرف عليه، وهو قليل جداً، سيما إذا قيس بجوانب النقد الكثيرة التي أتركها اكتفاء بطرف منها. وأكثر ما فعلت من ذلك، في كتابي (منطق النقض) الذي ناقشت فيه الأستاذ محمد أحمد الراشد ورددت عليه، ونشرته مقالات على موقع (القادسية). ولكن أرجو أن يعلم القارئ أنني – قبل ذلك – بعثت بالكتاب إلى مكتب الأخ المراقب العام للإخوان المسلمين، وطلبت منهم رأيهم فيه وملاحظاتهم، وأنني مستعد لتصحيح أي معلومة يرونها خاطئة، وذكرت لهم أنني أنتظر رأيهم قبل نشره. وانتظرت طويلاً ولم يردوا عليّ بكلمة!! كما بعثت الكتاب بصورة شخصية إلى أصدقاء لي من الإخوان وبعثوا لي بآرائهم وأخذت بها.
ولهذا يجد إخواني من المهتمين بموقع (تويتر) وغيرهم أنني أواجه أسئلتهم التي من هذا النوع بالصمت.
3. من المعلوم أن العبد الفقير (طه حامد الدليمي) أصبح معروفاً لكثير من الناس، وقد اتخذ بعضهم من اسمه (علامة) ممكن بقصد الخير، وممكن استغلالاً للاسم ولا أعني أحداً عينه. من ذلك صفحات عديدة في(الفيسبوك). فما كل من ذكر اسمي، أو تكلم باسمي يمثلني، أو أنا مسؤول عنه. كما أصبح للأفكار التي أطرحها صدى في الجمهور العراقي والعربي؛ فما كل من ردد أفكاراً لي أنا على علم به، وليس هذا من شأني، أو يكون ذلك بدافع مني، ولا يحق لأحد أن يظن بي ما يظن دون تثبت. وحين أعلم بشيء من ذلك أحمد الله تعالى وأسأله القبول. بل إن أكثر من جهة صارت تسرق هذه الأفكار، وربما حاولوا البناء عليها، ومنهم من يستبد فيدعوني هو إلى ذلك وكأن الأمر من صنعه ووضعه. ومع ذلك أقول لمن معي: الحمد لله؛ هذا دليل التوفيق، ولسنا تجاراً من تجار الدنيا حتى نتضايق من سرقة بضاعتنا. وهي حكمة قرأتها منذ زمن للأستاذ سيد قطب رحمه الله.
4. موقع (مشروع القادسية الثالثة) نشأ على هذا الأساس. أحد الشباب المتحمسين فاتحني بالفكرة، وشجعته عليها من باب الخير العام. ولكنني لست المشرف على الموقع – كما ادعى الأخ صاحب الموقع في رده على من انتقد المقال – وليس لدي من وقت لذلك، بل ولا لمجرد المرور على الموقع؛ فما ينشره هو المسؤول عنه وحده. وللعلم فأنا أختلف معه في أسلوبه وبعض أفكاره وطريقته في الطرح، ومنها تعرضه لفئات من السنة. ونبهته على ذلك في بعض لقاءاتنا، وقد أدى ذلك إلى فتور في العلاقة بيننا منذ أكثر من عام. حتى إنه قال: إن شئت أغلقت الموقع أو سلمته لك. لكنني رفضت حتى لا أغلق باباً للخير. أو أحبط همة شاب في العشرينيات مندفع، أتوقع له مستقبلاً جيداً، ستعلمه الأيام وتنضجه شيئاً فشيئاً.
5. عجبت أشد العجب من قول الأخ صاحب الموقع: (مشروع القادسية الثالثة يشرف عليه الشيخ الدكتور طه حامد الدليمي)؛ فهذا غير صحيح، كما أسلفت آنفاً. كما أنني لست في حاجة إلى دفاع، ودعوته الآخرين إلى ذلك، وإنكاره على الساكتين عن ذلك. وأقول: شكراً لك أخي على غيرتك، ولكن أنت تحسن إليّ أكثر لو سكتّ، أو دافعت ولكن بغير هذه اللهجة. وكذلك أقول للآخرين مثل ذلك.
6. أنا أختلف مع القاعدة كثيراً، وهذا من حقي شرعاً وعرفاً، كما أن من حقي أن أبين في شأنها الحق الذي أعتقده؛ وذلك محض النصيحة التي أُمرنا بها شرعاً، وليس لمخلوق أن يُكره مخلوقاً على رأي. لكنني – رغم ما تعرضت له من بعضهم من إساءات وصلت إلى حد التهديد بالقتل، بل هم الذين قتلوا والدي رحمه الله البالغ من العمر (73) عاماً في حي السيدية في (14/8/2007) توهماً أنه شيعي – أقول: رغم ذلك فإنني حتى اللحظة لم أبادلهم الرد بالرد، ولم أذكر ذلك عنهم، بل تعللت لهم ولو بتأويل ضعيف، ولم أتعرض لهم بسوء؛ مداراة للخطة التي سرت عليها في موقفي من فئات أهل السنة بجميع اتجاهاتها. وهم ما يزالون يسيئون إلي إساءات ما ذكرته يعتبر صغيراً إزاء بعضها! ومن ذلك ما ورد في ردودهم على المقال، وحشري – دون تثبت – في أمر لا ناقة لي فيه ولا جمل. وأنا لو أردت الكتابة عنهم أو عن غيرهم لكتبت بالاسم الصريح وبالصراحة المعهودة عني. فلا أدري ماذا يريدون مني؛ فحتى لو أخطأ فلان بحقهم، وسبحان من لا يخطئ، أفهل هناك من يسد المسد، أو يردم الثغر؟ وكم؟ فتكرم هذه لهذه.
7. فيما يتعلق بالمقال المنشور، فقد كتبه الأخ (محمد محمد حسين) وأرسله إلينا في آب الماضي لنشره في موقعنا (القادسية)، الموقع الوحيد الذي أشرف عليه. لكننا أعرضنا عنه مراعاة للسبب أو الأصل الذي جعلته خطة لي أسير عليها.
8. لو أن الأخ صاحب موقع (مشروع القادسية الثالثة) لم يذكر أنني المشرف على موقعه، ولم ينصب من نفسه محامياً عني، ما يفهم منه أنني موافق له في دفاعه، وفي نهجه، وربما يظن أن لي علماً بما نشر وينشر، لما أتعبت نفسي في كتابة هذه السطور، ولأشغلت نفسي بما هو أنفع.
وعلى هذا الأساس أقول له: آن الأوان لأن تكتب على موقع (مشروع القادسية الثالثة): (لا علاقة للدكتور طه الدليمي بما ينشر في موقع المشروع ولا موقع مدونة سنة العراق، ولا أي مقال نشره ويفهم منه أننا نتحمل مسؤولية).
أقول هذا بياناً للحقيقة.
والسلام