من خيالات الرافضين للفدرالية (3)
د. طه حامد الدليمي
إيران على حدود أبي غريب
كثيراً ما يجتمع في نفسي الشعور بالألم والرغبة في الضحك عندما أستمع إلى أوهام الحالمين، وأتذكر مدى الأسى الذي اجتاح ذلك الشاعر يوم أن قال:
ما يبلغُ الأعداءُ من جاهلٍ ما يبلغُ الجاهلُ من نفسِهِ
قال لي أحدهم[1] (يحمل شهادة دكتوراه في الاقتصاد الإسلامي) معترضاً على دعوتي للإقليم السني: إذا صار للسنة إقليم فستكون إيران على حدود أبي غريب([2])
قلت: وأين هي الآن؟
قال: على حدود البصرة
قلت: يبدو أنه ليس عندك من خبر عن إيران وأين وصلت في حدودها!
إيران – يا أستاذ! – اليوم على حدود الأردن والسعودية، بدل أبو غريب. وهي تسرح في العراق وتمرح ظهراً لبطن، وبطناً لظهر. وها هي تحتل سوريا، وليست تقف على حدودها فقط، وتتمدد إلى لبنان، ولها ذراع في غزة.، وتطمع في مصر والمغرب العربي. ولا أريد أن أتحدث عن اليمن والكويت والأحواز وجزر القمر، ولا عن نفوذها في إفريقيا وأمريكا الجنوبية!
فأن يجعل الإقليم السني إيران على حدود أبي غريب.. هذا نصر كبير لنا، وتراجع لمشروع إيران التوسعي.
هل تعلم أن الإقليم السني لو كان موجوداً لما كان في مقدور إيران ولا الحكومة الشيعية في العراق العبور بمليشياتها إلى سوريا لقتال إخواننا السوريين؟ ولا تمكنتا من إيصال طلقة واحدة إلى نظام بشار؟
الإقليم السني سيكون حزام أمان لسوريا والأردن والسعودية؛ وسيبتر ذراعها من أن تمتد للبنان وفلسطين. أتدري لماذا؟
لأنه سيجعل إيران على حدود أبي غريب!
_________________________________________________________________________________
- – هو د. عبد اللطيف الهميم، التقيته مصادفة في مجلس دعيت إليه. ↑
- – أبو غريب أحد أقضية العاصمة بغداد، تقع إلى الغرب منها، بينها وبين الفلوجة. ↑