بيان .. موقفي من الخيارين المذكورين في بيان اللجان الشعبية للحراك السني
د. طه حامد الدليمي
بسم الله الرحمن الرحيم
(فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:159).
إلى الإخوة المجاهدين في اللجان الشعبية المشرفة على الحراك الدائر في المحافظات السنية الست المنتفضة (بغداد، الانبار، صلاح الدين، الموصل، ديالى، كركوك)!
السلام عليكم ورحمة الله
وبعد.. فقد وصلنا بيانكم الكريم ذو الرقم (3) الصادر بتاريخ (الاحد 9/رجب/1434هـ – 19/5/2013م)، تطالبون فيه علماء العراق في الداخل والخارج والسياسيين وشيوخ العشائر والأكاديميين بتحديد موقفهم من الخيارين المذكورين في البيان (المواجهة المسلحة مع الحكومة ومليشياتها، أو إعلان خيار الإقليم). فأقول، ومن الله تعالى وحده نستمد الهداية والتوفيق:
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. وإنه بعد النظر الدقيق في أدلة الوحيين العظيمين من جهة، والواقع الذي نعيشه في العراق وامتداداته في المنطقة المجاورة وعلاقته بالقوى العالمية من جهة أُخرى، نرى ما يلي:
- إن خيار الجهاد (المواجهة المسلحة ضد الحكومة ومليشياتها) في الظرف الراهن لا يذهب إليه إلا في حالة الدفاع عن النفس. وإن الدعوات المخالفة لذلك دعوات متعجلة (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) (البقرة:269).
- إن خيار إعلان الإقليم هو أنسب الخيارات الممكنة. وإن هذا الخيار، في هذا الظرف وكل ظرف، أقل ما يجب شرعاً على (أهل السنة) في علاقتهم مع أي طائفة تأبى عليهم إقامة دينهم وتحكيم شرع ربهم، وتحاول مسخ هويتهم ونسخ كرامتهم (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:139). فمن دون التمايز والانحياز عن الشيعة لا يمكن تحقيق واجب إقامة الدين وتحكيم شريعة رب العالمين؛ (وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب).
وهذا هو رأينا من قبل انطلاق الحراك ومعه وبعده. سدد الله تعالى رأيكم، وصوّب رميكم، (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) (محمد:35).
الدكتور طه حامد مزعل الدليمي
الثلاثاء – 9 رجب 1434 – 21/5/2013