مقالات

هل الشيعي ….. مواطن ؟ أم مستوطن ؟

د. طه حامد الدليمي

23/1/2011

مقالة كتبتها قبل سنتين ونيف، وتركتها طي الحفظ لأنني قدرت أن الوقت آنذاك لم يكن مناسباً لنشرها. وها قد آن أوانه.

هل الشيعي مواطن؟ أم مستوطن؟

  • سؤال ينبغي أن يُطرح من قبل الحاكم والنخبة السياسية في كل بلد فيه شيعة.
  • سؤال فات على موعده في العراق اثنتان وثمانون سنة (1921–2003)، ثم أتممناها بثمان إلى الآن (2003–2011).
  • سؤال جوهري يضع مفتاح الحل بيد السنة إزاء المعضلة الشيعية التي لم تزدها (الوطنيات) إلا تعقيداً وإعضالاً..!
  • سؤال على الشيعة أن يثبتوا إزاءه أنهم يمتلكون الاستحقاقات التي تؤهلهم لأن يستحقوا اسم (مواطنين)، قبل أن يطالبوا بما لهم من استحقاقات تحت هذا العنوان.
  • سؤال آن للأمة أن تطرحه اليوم بكل وضوح وشفافية وموضوعية، ودون تردد. وأقترح عقد مؤتمر عام للإجابة عنه. ثم اتخاذ ما يسفر عنه ورقة عمل للتثقيف وبناء العلاقات السياسية والاجتماعية طبقاً إليها.

هل الشيعي مواطن؟ أم مستوطن؟

  • سؤال في غاية الأهمية….

وهو – على أهميته – متروك، بل قد لا ينتبه إليه، أو لا يخطر على بال حتى أشد المهتمين وأكثر المختصين بالتشيع كدين له تعاليمه أصولاً وفروعاً، والشيعة كطائفة لها وضعها وسلوكها الملموس الذي يعبر عملياً عن ذلك الدين.

كل الشعوب تتوافق على عقد وطني فيما بين مكوناتها الاجتماعية لتكوين أي دولة، يكون فيها كل شخص مواطناً في تلك الدولة. وعلى أساس هذه الصفة المتوفرة في الشخص وهي (المواطَنة) يكون العقد الذي يحقق السلام والتعاون والتنسيق بين جميع المواطنين.

ماهية المواطنة ؟

في (لسان العرب) لابن منظور: الوَطَنُ: المَنْزِلُ تقيم به، وهو مَوْطِنُ الإنسان ومحله.. وواطنَهُ على الأَمر: أَضمر فعله معه، فإن أَراد معنى وافقه قال: واطأَه. تقول: واطنْتُ فلاناً على هذا الأَمر إذا جعلتما في أَنفسكما أَن تفعلاه، وتَوْطِينُ النفس على الشيء: كالتمهيد. ابن سيده: وَطَّنَ نفسَهُ على الشيء وله فتَوَطَّنَتْ: حملها عليه فتحَمَّلَتْ وذَلَّتْ له.

وفي (القاموس المحيط) للفيروزآبادي: وواطنه على الأمر: وافقه.

(المواطنة) إذن مشتقة في الأصل من كلمة (وطن)، ومأخوذة مباشرة من الفعل (واطَنَ)، على وزن (فاعَلَ) – بفتح العين واللام – ويعني المشاركة في الفعل من طرفين. و(المواطن) هو الشخص الذي يشارك غيره النزول في وطن. ويجعل أو يضمر في نفسه أن يفعل ذلك.

إن هذا يستلزم أن يكون الموصوف بوصف (المواطن) يضمر ويؤمن في داخله بحق مشاركة الآخر له العيش في الوطن الواحد المشترك بينهما. وهذا الإيمان هو ركن من أركان الحكم على الشخص بذلك الوصف، من دونه يفقد صلاحيته للتسمية باسم (المواطن)، وتسقط عنه استحقاقاته، ولم يعد من الصواب ولا من الحكمة ولا المصلحة تسميته بـ(المواطن). إلا إذا كانت التسميات تطلق جزافاً بلا ضابط يرجع إليه.

هل يؤمن الشيعي بحق الحياة وحق التملك للآخر ؟

أزمة الشيعي تكمن في أربعة أشياء:

  1. عقيدته 2. وعقدته 3. ومرجعيته. 4. وولائه لإيران.

وإليكم باختصار كيف تسلب هذه الأشياء الأربعة صفة (المواطن) من الشيعي، وتجعله مجرد جسم غريب، وعنصر طفيلي يعتاش على الآخرين ويؤذيهم في الوقت نفسه.

  1. العقيدة

أما عقيدة الشيعي فيأتي على رأسها (الإمامة)، وهذه العقيدة لا تتوقف عند تكفير الشريك المخالف، حتى توجب على الشيعي أمرين متى ما قدر على ذلك:

1. وجوب قتل المخالف

2. واستباحة ماله

  • الشيعي إذن لا يؤمن بحق الحياة، ولا حق التملك للآخر
  • وهما أعظم حقين يقوم عليهما السلم الاجتماعي
  1. يضاف إلى ذلك استباحة العرض مع وقف التنفيذ نظرياً حتى ظهور خرافة (المهدي). هذا من حيث الاعتقاد. أما عملياً فقد أثبتت أحداث العراق وغيره أن الشيعة لا يترددون عن اغتصاب النساء عند التمكن منه. (هذا مع إعراضنا عن مناقشة بقية العقائد وانعكاساتها الخطرة على (المواطنة).
  2. العقدة

تغذي هذه العقيدة المبتدعة، الملغومة بالتكفير وحرمان الآخر من حق الحياة والتملك، عقد نفسية تزيدها تأججاً، وتجعلها قابلة للانفجار في كل لحظة، وعلى رأسها عقدة (المظلومية) و(الحقد) و(الثأر)، التي تجر خلفها سلسلة من العقد أحصيت منها إجمالياً (20) عقدة([1]).

  1. المرجعية

بعد هذا يأتي ارتباط الشيعي بالمرجعية الدينية في كل شؤونه: الدينية والدنيوية، ومنها السياسة والعسكرية والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية وغيرها. فالشيعي في كل مجتمع لا يشعر بالارتباط بالدولة التي يقطنها: حكومة وشعباً. إنما يتخذ من المرجع بديلاً عن الحاكم، ويسمونه في مصطلحاتهم الفقهية بـ(الحاكم الأعلى)! ويتخذ من أبناء طائفته شعباً بديلاً عن الشعب الذي يواطنه ويساكنه. أضف إلى ذلك أن المرجع عادة ما يكون إيرانياً يوالي بطبيعة الحال بلده الأصلي إيران، وهو موظف أساساً من قِبَله لجعل أتباعه في أي بلد موالين لإيران إلى حد التعصب والطائفية المقيتة. ومن لم يكن إيرانياً أو عجمياً منهم – وهذا نادر – فهو مستعجم. والمستعجم يكون شراً من العجمي صليبة.

4. الولاء لإيران:

ومع العقدة والعقيدة والمرجع يرتبط الشيعي تلقائياً بإيران. وإيران تعمل على سلخ كل شيعي من الشعور بالانتماء لبلده، بل لا تتوقف حتى تحوله إلى معاد له يعمل على محاربته وتخريبه بشتى الوسائل والسبل. كل ذلك باسم الدين والولاء للمذهب.

الشيعة في كل دولة .. هم ( دولة داخل دولة )

  • إن عقيدة الشيعي وعقدته تجعله متناقضاً مع المجتمع الذي يعيش فيه، ومنسلخاً عن العلاقة الاجتماعية التي تربطه به.
  • كما أن مرجعية الشيعي تجعله متناقضاً مع الحاكم الذي يحكمه، ومنسلخاً عن طاعته، ومهيأً للخروج عليه عند أقرب فرصة.

هنا يكوِّن الشيعة دوماً في كل دولة (دولةً داخل دولة).

  • فإذا أضفت إلى هذه الخلطة الخطيرة نزعة الولاء لإيران المتأصلة في نفس كل شيعي تمت البلية، وتبين أن الشيعي ليس أكثر من مشروع فتنة في أي دولة يقطن أو يحل فيها.

هل توضح الآن تماماً، وثبت علمياً أن الشيعي غير مؤهل لاكتساب صفة (المواطن)؟

مستوطن ؟ أم متوطن ؟

أجد بعد هذا أن أنسب توصيف قانوني للشيعي ينظم علاقته بالآخر هو وصف (مستوطن)، الذي يطلق على اليهودي في فلسطين وعلاقته بسكانها الأصليين. وهذا في أحسن الأحوال؛ فالشيعي حين تمكن في العراق عبَّر عن هذه العلاقة مع السنة أسوأ مما عبر عنها اليهودي مع الفلسطينيين. وذلك أن (المستوطن) اليهودي بالمقارنة مع الشيعي يمتلك من عناصر المواطنة أكثر مما يمتلكه الشيعي في العراق وغيره من البلدان، وإن كانت لا تؤهله لاكتساب وصف (المواطن). ولو دققنا في الأمر أكثر ربما سنجد أن الشيعي يقصر عن وصف (المستوطن) لينزل إلى صفة (المتوطن)، إذا استعنا بالمصطلحات الطبية المتعلقة بالأمراض المعدية، فهناك أمراض (وبائية) تهيج في ظرف معين ثم تنتهي، وهناك أمراض (متوطنة) تهيج فترة، ثم تخبو فترة دون أن تنتهي كلياً.

 

أسخف طرفة ………!!! شيعي ديمقراطي

مما سبق يظهر جلياً أن أسخف شيء وأدله على ضعف العقل البشري حين يتصور أقطاب السياسة أن الديمقراطية هي الآلية التي يمكن بها التعايش مع الشيعة!!! وأن (التعايش) هو الحل الذي ينظم العلاقة بين الشيعي والآخر في وطن واحد.

دونكم البلدان التي تمكن فيها الشيعة من أن يشكلوا نسبة أغلبية أو أقلية في أي برلمان أو مجلس نيابي! أو سمحت لهم قوانين الدولة أن تكون دوائر الدولة كلها، لاسيما الحساسة منها كالوزارات والأمن والمخابرات والجيش والحدود والاقتصاد، مفتوحة أمامهم كبقية المواطنين.

انظروا إليها.. وتأملوا أي دور يلعبه الشيعة هناك!

وأمامكم العراق مثالاً صارخاً………!

انظروا……… كيف انتشروا فيه كخلايا السرطان في الجسد الفاقد المناعة، وكيف جوفوا الحزب حين انتموا إليه، وأفرغوا جميع الدوائر من محتواها لصالح الشيعة وحدهم بالضد من غيرهم ممن يواطنهم في البلد، حتى انتهى الأمر إلى ما انتهى إليه. واليوم هم يتحكمون بمصير السنة فيقصونهم ويستأصلونهم ولا تسمح أنفسهم بإعطاء أي حق لهم من حقوقهم كـ(مواطنين).

إن عملية التجويف هذه تشبه تمام الشبة عملية التجويف الديني الذي يمارسه الشيعة مع مصطلحات ومسميات الشرع: يحافظون على الاسم ويغيرون المسمى. الإمامة مثلاً مصطلح شرعي، لكنه عند الشيعي يأخذ معنوياً منحى آخر غير مقصود في وضعه الأصلي الذي هو عليه، كذلك الديمقراطية والقانون والتعايش وغيرها من مصطلحات السياسة.

وهذه لبنان وتجربة “أمل” و”حزب الله” شاهد آخر. إنهم يكادون يشلون حركة الحياة في البلد! حتى أطلق عليهم اسم (الثلث المعطل).

هذا مع إلقاء المسؤولية على الآخر!

الشيء نفسه حاصل في اليمن مع شيعة الحوثية، وفي البحرين، والكويت، والسعودية وغيرها.

والآن تسألني سؤالاً فأسألك سؤالاً بسؤال:

تسألني: ما الحل مع الشيعة؟ وكيف نتعامل معهم؟

وأسألك: هل تأكدت الآن من أن الشيعي لا يصلح أن يكون (مواطناً) في أي بلد يحل فيه؟ هل توصلت إلى أن الشيعة ليسوا (مواطنين) وإنما ثلة مخربين؟

فكر إذن أنت بوسائل الحل.

أعمل فكرك، وأتعب نفسك؛ فإن الحلول الجاهزة كثيراً ما تفقد قيمتها ما لم يهتد إليها صاحبها بالتفكر والبحث والكد الطويل.

_______________________________________________________________________________

  1. – في كتابي (التشيع عقيدة دينية أم عقدة نفسية؟

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى