مقالات

من يصنع الإرهاب ؟ (2)

د. طه حامد الدليمي

لا أستغرب لكن حين أرى فتوى لمفتي المملكة بهذا النص أقول: إذا كان العالم من حولنا قد أصيب فهل أصيب علماء المسلمين في دينهم؟

وإذا وجد أحد من بني آدم صفة مؤثرة غير (السنية) تجعل العالم يصم أذنيه عن هذه الجرائم فلا يسميه (إرهاباً) فليخبرني.

وحين يرى السنة هذا الاصطفاف مع الشيعة فماذا تتوقعون منهم غير (الإرهاب). وإن كمنتم لا تسمعوننا اليوم فتالله لتسمعُنا غداً، وإن غداً لناظره لقريب.

الرياض- (أ ف ب): اعتبر مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ في اجوبة على أسئلة مستفتين نشرتها صحيفة الاقتصادية الأحد ان تنظيم الدولة الاسلامية “فئة ظالمة معتدية” ويجب على المسلمين قتالها اذا قاتلت المسلمين.

وقال المفتي “هذه الفئة خاطئة ليست على صواب، فإذا قاتلت المسلمين فيجب على المسلمين قتالهم لينصرف شرهم وضررهم عن الدين والناس، فهم شر وبلاء”.

واعتبر ان عناصر هذه المجموعة “منذ خروجهم وهم في قتل، وقتلهم فيه تمثيل وبشاعة تقشعر منها النفوس، وتشويه للمسلمين بأفعالهم الخطيرة السيئة”.

واضاف المفتي ان “الذي يظهر أن هذه الفئة فئة باغية ظالمة معتدية، سفاكة للدماء .. فتاكة للأعراض .. ناهبة للأموال، هذه فئة طاغية مؤذية ضارة في البلاد التي وقعت في أيديهم ألحقوا الضرر فيها”.

واشار إلى أن “بعض الصحف نشرت قيامهم بانتهاك للأعراض وسبي للنساء وبيعهن، ومعاملة المسلمين كأنهم كفار”.

وياتي ذلك فيما تتكثف الجهود الدولية من اجل تشكيل ائتلاف لضرب تنظيم الدولة الاسلامية في كل من العراق وسوريا.

وسبق للمفتي ان اعتبر ان اعمال تنظيم الدولة الاسلامية والتنظيمات المتطرفة الاخرى هي “العدو الاول للمسلمين”([1]). لا تفرق عن فتوى السيستاني.

ماذا استفاد السنة من زوال صدام؟

المشهد يشبه في ظاهره وكثير من حقيقته اصطفاف العالم ضد الرئيس صدام حسين.

لم يكن في عهده للقاعدة في العراق من وجود، واليوم أصبح العراق مسرحاً لها منذ أكثر من عشر سنين، تستعر وتخبو ثم تستعر أكثر قوة؛ فمذا فعلتم إذن؟ ويا أيها العرب ماذا استفدتم من زوال صدام ونظامه؟ في عهد صدام لم يكن للشيعة وإيران من رأس يرفع ولا إصبع يشير. والآن ماذا حصل؟ ها هم يهددون السعودية من الشرق والشمال والجنوب، وقد ذهب العراق وسوريا ولبنان واليمن على وشك أن تذهب، والبحرين بين فكين، والكويت في متناول الملعقة الإيرانية. أما الأحواز فكانت (لقمة الصياد) من قبل تسعة عقود! فماذا تريدون بعد؟

أتريدون إيران تدخل الخليج أو تستولي على دويلات منه ودول أيضاً؟

أتريدون (الإرهاب) يستشري كما استشرى بعد أن أغمضتم عين صدام قسراً؟ ما تتوقعون من سنة العراق أن يكون موقفهم وهم يرون خذلانكم لهم، ووقوفكم – قصداً أو عرضاً – مع عدوهم الأول: الشيعة وإيران؟

ألا وإني ناصح لكم. ستخسرون بهذا حتى المعتدلين منهم. لا المعتدلين بلغتكم وهم الجهلة والمنتفعون، إنما المعتدلون حقاً، الذين يعون ما يدور، يخافون الله في علاه، ويحترمون أنفسهم فلا يتعاملون مع أي جهة كانت إلا تعامل السيد للسيد مهما كانوا ضعفاء. والدنيا تدور وكم رفع الله قوماً وخفض آخرين (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا).

سيقول البعض إن صدام كان يهدد دول الجوار العربية فلم يكن أمامهم من بد سوى ما فعلوا. ونقول: نعم كان على صدام أن يؤمن إخوانه العرب، ولا يجازي إحسانهم إلا إحساناً، ويغض الطرف عما يأتيه منهم؛ فهم إخوانه أولاً، وأحسنوا إليه وإلينا ثانياً. ولا يقولن: نحن دافعنا عنهم ثماني سنين؛ فنقول: وإن كان ذلك؛ فالإخ لا يقال له هذا. ثم ثم إذا كان الكل قد استفاد فأين فضل الأخ القوي الكبير؟ لكن مع هذا نقول: كان على العرب أن يحسبوها جيداً فلا يطبوا زكاماً فيحدثوا جذاماً.

واليوم يتكرر الحدث شبيهاً بذاك. فعلى (الدولة الإسلامية) أن لا يكرروا خطأ صدام حسين من الجهتين: جهة فقدانه الحاضنة العربية وتثويرها عليه بدلاً من كسبها إليه. وجهة تجميع العالم كله ضده؛ فما هكذا السياسة، وما هكذا سياسة النبي الذي ما كان يحارب عدواً إلا منفرداً به وقد وادع أو حالف الآخرين، فإذا اجتمعوا عليه – كما في الأحزاب – لم يأل جهداً في تفريقهم، وهكذا كان. والاتباع والسنة ليست في العبادات والهدي الظاهر فقط وإنما في السياسة أيضاً. وأنتم في مرحلة الدولة فأروا الآخرين براعتكم في السياسة الشرعية واتباع النبي في هذا الجانب.

وعلى العرب أن لا يجعلوا من تصرفات (الدولة الإسلامية) مبرراً للاصطفاف مع أمريكا وإيران مع غض الطرف عما يفعله الشيعة بأهل السنة. وانظروا للعواقب فهذه هي السياسة، وتمعنوا في المشهد فأنتم تقاتلون مع الشيعة ضد السنة؛ هذا هو المشهد بمجمله الذي يراه السنة المضطهدون المظلومون الذين لم يجدوا أحداً يقف معهم أو يقول كلمة الحق فيهم. فإذا أردتم للاعتدال الحقيقي أن يسود فدعوا جمهور السنة يلمس منكم ما لمس من (الدولة الإسلامية) من إزالة الكابوس الشيعي الرابض على أنفاسهم ديناً وعرضاً ومالاً ونفساً. ربما ستقضون على (الدولة) – وهذا احتمال محفوف باحتمالات – ولكن اعلموا أنكم بهذا تثبتون للسنة أن شأنهم لا يهمكم؛ بدليل أنكم تنظرون للقضية من جانبها الذي يمسكم، فتدفعونهم إلى النظر إليها من الجانب الذي يمسهم وهو الخطر الشيعي. وبهذا ستكونون صناعاً لـ(الإرهاب)، ويخرج لكم ألف (داعش) و(داعش) ما دام ليس في هذا العالم من موضع لرحمة ولا إنصاف ولا عقل سليم. الناس سترحم نفسها بنفسها. وتأكدوا أنكم تفرقون الأمة وتقتلون شعورها في نفوس أبنائها، وأنكم تصنعون عالماً جديداً لن تعود فيه (البوابة الشرقية) كما كانت من قبل. لن يدافع العراقيون عن أحد أبداً. سيغلقون البوابة على أنفسهم وما عليهم من الآخرين؛ فلن يكون أسوأ مما كان. سننتصر بإذن الله تعالى بطاقاتنا الذاتية. وإذا حصل ذلك فإن الفطرة البشرية تؤدي إلى الاستغناء عنكم، والاستغناء يعني عدم الحاجة.. يعني لكم بوابتكم ولنا بوابتنا. هل تمعنتم لم لا يأتي نصر الله – وهو الله! – إلا حين يشعر العبد بأن النصر لم يأت إلا من جهته: (حتى إذا استيأس الرسل…) فيلجأوا إليه ويتعلقوا به. وإلا فسيقول الجميع، وإن بلسان حالهم: لقد انتصرنا بأسباب الأرض لا بمعونة السماء. فإذا انتصر سنة العراق أنفسهم بأنفسهم سيستغنون عنكم، وتخسرون هذا الثغر، وتخسرون معركتكم مع الشيعة وإيران من حيث سننتصر ونبقى متفرجين كما بقيتم.

قدموا البديل وإلا فمن لم ينتفع بمواعظ التاريخ سيكون هو عظة من عظاته.

سقوط صنعاء

هل وعى العرب حقيقة المعركة ؟

بعد الأحواز سنة 1924 كانت بيروت سنة 1976. ثم تبعتها بغداد سنة 2003 لتلحق بها دمشق بعد ثماني سنوات. وها هي صنعاء تسقط اليوم بيد إيران في مشهد باهت لا طعم له.

استسلام سريع على جميع الصعد! كيف حصل هذا؟ أين القبائل التي تناطح أنوفها السماء؟ وأين الخناجر التي تزين المغابن؟ أين الأسلحة التي تملأ البيوت والقرى والمنتجعات؟ أين الجيش؟ أين طلاب العلم الذين خرجتهم دار الحديث في (دماج)؟ وأين رجال (جامعة الإيمان)؟ أين مقاتلو القاعدة؟ أين السلفية؟ أين الإخوان؟ أين الزنداني؟ أين دول الخليج؟ أين الناس؟ فالدور القادم قادم لا سمح الله، وزمن التداعي في تسارع؛ فبين الأحواز وبيروت نصف قرن، تضاءل إلى ربع بين بيروت وبغداد. واختصر هذا إلى ثلثه بين بغداد ودمشق. ليتقزم إلى ثلاث سنوات بين دمشق وصنعاء! فكم سيكون بين صنعاء والمنامة أو الكويت؟ وما أبو ظبي أو الرياض – كما يبدو – عن طهران ببعيد.

وأسئلة كثيرة أخرى تبحث عن جواب. وأجوبة كثيرة تبحث عمن ينفخ فيها الحياة. ومع الأسئلة والأجوبة تبرز أمامي معالم مهمة في الدين والسياسة والاجتماع تشكل منطلقات أساسية للفهم والعمل ورسم خطط الحل، ألخص أهمها:

  • طال ليل العلمانية حتى كاد يستوعب الأمة، وحتى شمل معظم الجماعات الإسلامية. وصار تحكيم شريعة محمد بين أمة محمد نُكرة وتهمة. وتكلل هذا الانحراف باعتبار الشيعة من المسلمين حتى صار أمراً مسَلماً به؛ وذلك لضياع معالم الدين: عقيدة وشريعة عن جمهور المسلمين! فحل عقاب الله سبحانه على هذا الجمهور في فتنة لا تصيب الذين ظلموا خاصة.
  • توالي السقوط المدوي للفكر الوطني المسلوب العقيدة السنية في منطقة المشرق العربي المهددة بعدو يغزوها باسم العقيدة الشيعية. فالعقيدة الوطنية للجيش اليمني، وغياب العقيدة السنية الإسلامية مع وجود عدو يقاتل بجيش مدجج بالعقيدة الشيعية الاستئصالية، هي أحد الأسباب الرئيسة وراء الانهيار السريع لهذا الجيش الكارتوني. والسبب نفسه هو الذي أتاح المجال أمام الشيعة لاحتلال المنطقة السنية في العراق وسوريا ولبنان. وهذه النهاية متوقعة لبقية الجيوش العربية المهددة بالشيعة وظهيرها إيران، ما لم تشحن هذه الجيوش بالإيمان والعقيدة السنية.
  • امتناع الحكومات العربية عن صنع أي ظهير شعبي للجيش في حال تخلخله أو هزيمته، ومنع الشعوب من تكوين ذلك ولو برعايتها وإدارتها. فإذا سقط الجيش سقطت الدولة وانتقل السلاح وقيادة المؤسسات إلى العدو ليقع الشعب في ورطة تتكرر باستمرار. على العكس من إيران والأنظمة المستنسخة عنها؛ فالجيش الإيراني له ظهير شعبي هو الحرس الثوري. والجيش الرسمي الشيعي في العراق له ظهير شعبي هو المليشيات، والجيش السوري ظهيره الشعبي هو (حزب الله). ودور هذه الجيوش الشعبية العقائدية الظهيرة واضح في إسناد تلك الأنظمة والدفاع عنها ومنعها من السقوط. إن غياب الجهد الشعبي السني عن المشهد اليمني أوجد فراغاً تمدد فيه الحوثيون ليصلوا بأقدامهم إلى عقر العاصمة صنعاء. وإن تخلف السياسة العسكرية العربية وجمودها يقف حاجزاً أمام سعي الشعوب لحماية نفسها بنفسها. وجعل شبابها يعيش حالة مزمنة من الترهل والكسل والشيخوخة المبكرة. بل صار شيخ الدين يُسأل عن كارثة احتلال الشيعة لصنعاء: ماذا نصنع؟ فيجيب: عليكم بالدعاء! وهل يجهل الشيخ أن أوامر الدين منظومة بناء متكاملة، لا قطع مفككة مبعثرة! فالدعاء بلا إعداد في صورته النهائية تقصير يستجلب عقوبة الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الأنفال:45). فالذكر والدعاء لا يستجاب للقاعدين والجبناء.
  • التنازلات أمام الشيعة لا تؤدي إلا إلى زيادة خطرهم. وهذا شيء تجهله الأنظمة السياسية، والمنظومات الدينية، وكل المنظومات والشرائح العربية جهلَهم بالتركيبة النفسية وإطار العقلية الشيعية. إنهم يسيرون على نمط جامد من التفكير الإسقاطي المتخلف؛ فيقيسون الشيعي على السني في دوافعه النفسية وطريقة تفكيره ومسارات سلوكه. وهذا يجعلهم يتبعون أسلوب التسامح والترغيب والاستجابة للمطالب الشيعية، متوهمين أن هذه الإجراءات تؤدي إلى علاج الحالة. ولا يدركون أن ذلك يغري الشيعة بالمزيد والمزيد من المطالب إلى ما لا نهاية. ولا ينتبهون إلى أن منحنى جدوى التنازلات في هبوط وليس في صعود؛ فمن حالة الترغيب والاستجابة إلى حالة التنازلات والتراجع، إلى حالة السقوط، في ثلاثية مكررة. جرت في العراق على عهد صدام والحكومات التي سبقته، وكانت في سوريا ولبنان، ونسختها جارية إلى نهاياتها في البحرين والكويت والسعودية. وسقوط صنعاء اليوم شاهد على هذا. ولن تنفع اليمنيين تلك المفاوضات البائسة برعاية الأمم المتحدة في إيقاف التدهور. سيجد الشيعة ألف حجة وحجة لنقض الاتفاقات وتجديد المطالبات. فالشيعي يفهم كل إحسان على أنه ضعف، وكل حل وسط يغريه بالعبور إلى نهاية الطرف دون اعتبار لحقوق الآخرين. فكل شيء له، وغيره لا شيء له. في علاقة عدمية تقوم على قاعدة (إما أنا أو أنت). وهذا بسبب عقد نفسية جمعية أساسها (عقدة النقص)، تسندها أساطير وفتاوى دينية. ومن المؤسف المؤسي أن السياسيين وشيوخ الدين بعيدون كل البعد عن فهم النفسية الشيعية. ومعظمهم يجهلون حقيقة الدين الشيعي. وما لم تعرف عدوك فمن الصعب أن تنتصر عليه. فكيف وهؤلاء لا يعتبرون الشيعة عدواً من الأصل!
  • لا نرى ضرورة بقيت لربط مصير اليمن الجنوبي باليمن الشمالي الذي أثبت قادته ضعف مقدرتهم على الحفاظ على أمن وسيادة وإدارة وعدالة واقتصاد البلاد. وإذا كان الفشل نصيب دولة الوحدة القشرية التي أدت إلى كوارث تكللت باحتلال صنعاء، فقد جاء دور اليمن الجنوبي لاستلام زمام المبادرة. وإن الحدث يفتح الباب أمام الثقافة العربية لتغيير نظرتها القاصرة عن (الفدرالية أو الأقلمة)؛ فقد يكون التقسيم هو البديل عن غياب العدل وسوء التنظيم.
  • آن الأوان للتنبه إلى خطورة نظرية (القضية المركزية). فما دامت الأمة لا يجمعها كيان سياسي فإن لكل كيان صغير قضيته المركزية، وهي أهم إليه وأوجب عليه من أي قضية أخرى: (وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ) (الأنفال:75) حتى يقوم الكيان الكبير. وفي تقديري أن الغرب وإيران وراء إشاعة هذا المفهوم، واتخاذ فلسطين رمزاً له وتضخيمها مع تضخيم الخطر اليهودي أضعافاً مضاعفة؛ وذلك من أجل إشغال شعوب المنطقة عن قضاياها الخاصة، وانصرافها عن نصرة أي قضية غير فلسطين إلا بنسبة محدودة لا تكاد تذكر؛ كي تتمدد إيران في أي دولة تستهدفها من دول المنطقة دون صعوبة تقف حائلاً أمامها، ولا ضجيج يفضحها ويجلب الدعم لتلك الدولة، ويولد ضغطاً شعبياً على الحكومات للوقوف معها. حتى تحولت فلسطين إلى (ثقب أسود) يستنزف طاقات الشعوب العربية والإسلامية، بل وكثير من دول العالم ومنظماته إليها دون غيرها. ثم لا ندري أين تذهب تلك الطاقات؛ فالفلسطيني البسيط ما زال يعاني ولا يستفيد إلا القليل. هل فكرتم لماذا يتم التأكيد في كل قمة على أن “فلسطين هي قضية العرب الأولى”؟ وهل أدركتم الآن السر في إلحاح إيران على تبني هذه المقولة، ورفع شعار”الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود” وذبح العرب تحت هذا الشعار؟

إن فلسطين إحدى قضايا الأمة وليست قضيتها: لا الوحيدة ولا المركزية. وإن خطر اليهود وإسرائيل لا يساوي كثيراً أمام خطر الشيعة وإيران؛ فاليهود لم يسقطوا عاصمة عربية واحدة، وها هي إيران وشيعتها يسقطون العواصم العربية الواحدة تلو الأخرى!

  • إن الشيعة وإيران وحدة واحدة؛ فحيثما تمكن الشيعة مكنوا إيران من ذلك المكان. فهل وعت الأنظمة العربية أن “وطن الشيعي طائفته”، وأن إيران أمه وأمته؟ وإذا كان الأمر كذلك فعليهم اتباع وسائل استثنائية في معالجة خطر الشيعة، ومنه العزل الاجتماعي بإظهار حكم الإسلام فيهم، والعزل السياسي بالإقليم أو الجغرافي بالتقسيم. ولن يقر لدول المنطقة قرار ما لم يعيدوا النظر في شروط الجنسية والهوية الوطنية. وفي التجربة الماليزية والإندونيسية إفادة.
  • من بين غبار المعركة يلوح في أفق المستقبل النهاية المخيفة التي تنتظر الشيعة ومن ورائها إيران يوم تبلغ تداعيات التوسع الأفقي آماداها ليتردوا في نفق السقوط العمودي!
  • واليمن ليست صعدة فعمران فصنعاء، إنما دون ذلك بحر من الأرض والبشر. والسنة هم الأمة غير أنها تنظر الآن إلى ما يحدث من تغول الشيعة بتثاؤب، وعقلية تقليدية لا ترى في الكون غير قضية واحدة قيل لها: إنها “القضية المركزية”. فهي في حاجة – لكي تستيقظ وتنتبه وتنتفض – إلى (سياط القدر) عبر دريلات وبراميل الغجر. وها هي قادمة إليهم؛ فويل للعرب – إن لم يثوبوا – من شر قد اقترب!
  • وعلى طول هذه المعالم يبرز سؤال واسع وعميق: أين دول الخليج من هذا الحدث الجلل؟! ونخاطب في مقدمتها المملكة العربية السعودية: أنتم تحاصرون الآن من ثلاث جهات: فالعدو من فوقكم وعن أيمانكم ومن أسفل منكم، وليس إلا البحر من غربكم. وقد سقطت صنعاء؛ فماذا أنتم صانعون؟

_______________________________________________________________________________

  1. – http://news.yemeneconomist.com/news/62/202151.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى