كيف تتفاهم مع هذا الصنف من المخلوقات ؟
د. طه حامد الدليمي
أراد الرئيس العراقي أحمد حسن البكر أن يضع علاجاً لانقسام الشعب فريقين في المناسبات الدينية، لا سيما بداية صيام رمضان وعيد الفطر والأضحى. مؤكد أنه فكر كثيراً وناقش الأمر كثيراً فتفتق الذهن عن حل أو مقترح غريب. مؤكد أيضاً أنه قوبل عند ولادته بالتهليل والتكبير؛ ما يدل على مدى الفهم الغريب للمشكلة لدى الثقافة السائدة!
كان مرجع الشيعة آنذاك هو أبو القاسم الخوئي. لا أدري هل المقترح عرض عليه من قبل الرئيس نفسه أم وصله عن طريق مسؤول كلفه الرئيس بالأمر؟ قال له: ما رأيك أن توافقكم الدولة في توقيتكم فلا تعلن عن صيام أو عيد حتى تخبرونا أنتم أولاً!
ماذا يريد هؤلاء الدخلاء أكثر من هذا؟! لكن الخوئي قابل المقترح بالرفض!
مساكين أهل السنة!
يتوهمون أن مشكلة الشيعة يمكن أن تحل بالتفاهم، ولا يدركون أن التشيع عقدة نفسية جمعية أصلها فارس وصلالها عاثت في الفضاء. غلفت هذه العقدة بالنصوص الدينية المخترعة فثبتت في نفوس جِبِلٍّ كثير من الناس لا يعقلون!
(ما خالف العامة ففيه الرشاد).. رواية معتمدة عند القوم يروونها في أوثق مصادرهم (أصول الكافي: 1/68) يفترونها على جعفر الصادق، وعليها العمل عندهم بالإجماع. بهذا النص شرعنوا عللهم النفسية الجمعية الفارسية.
كيف إذن يمكنك التفاهم مع هذا الصنف من المخلوقات!
مرضى الوهم
في صيف عام 1995 – وكنت آنذاك في الحلة/بابل – كنت يوماً في زيارة إلى مدينتي (المحمودية) التي تقع 25 كم جنوبي بغداد. أخبرني مجموعة من الإخوة أن بعض الحسينيات في المدينة صارت علناً ومن خلال مكبرات الصوت تطعن في الصحابة. كذلك صاروا يسمعون هذا الطعن من قبل بعض المتحدثين الذين يقومون بما يسمى شعبياً بـ(ختم الفاتحة) أي مجلس العزاء أو المأتم الذي يقام بمناسبة وفاة أحدهم. وأن أحداً من أهل السنة لم يتحرك لا من شيوخ الدين ولا من غيرهم. ذهبت إلى أحد شيوخ المساجد فلم تفلح محاولاتي معه في التحرك لعمل أي شيء، وراحت جهودي أدراج الرياح ولم أستفد منه شيئاً. كان ينثر في طريقي العقبات و يدعمها بالمعوقات، ثم لا يفكر في كيفية تجاوزها. لكن – للأمانة – حمّلني كيساً من (الوصايا) و(الحكم) و(الآداب) خرجت من عنده أنوء بحمله حتى إذا صادفتني أقرب (بالوعة) لتصريف المياه ألقيته فيها ومضيت أتنفس الصعداء!
دخلت بعدها أحد مساجد المدينة فألقيت محاضرة عن فضل الصحابة والعلاقة الطيبة بينهم وبين علي و(أهل البيت) عموماً. وتطرقت إلى بعض البدع والمخالفات التي ترتكب باسم (أهل البيت)، وهم منها برءاء مثل سب الصحابة. ومثل دعائهم والاستغاثة بهم. ونبهت على أن هذا ليس دفاعاً عن الصحابة فحسب وإنما هو دفاع عن أهل البيت أيضاً الذين نحبهم ونجلهم. حتى إنني قلت من ضمن ما قلت: لو أتاني أحدهم الساعة بحذاء علي لوضعته على رأسي وجعلته تاجاً أباهي به! لكن هناك بعض صور الحب – إضافة إلى حرمتها شرعاً – تسيء إلى علي رضي الله عنه نفسه.
ما معنى أن تستغيث امرأة في حالة طلَق وتصيح قائلة: يا علي! يا علي؟! مع اعتقاد أن علياً هو الذي يتولى توليد المرأة! كيف يحضر علي امرأة أجنبية متكشفة؟! أليس في هذا إساءة له؟ وتجد امرأة تنتفض وتصيح: أنا المهدي! وأخرى تصيح: أنا العباس، أنا العباس! … والناس يقولون: حضر (الإمام)! ويعتقدون أنه يتلبس جسد المرأة! كيف يعقل أم يجوز مثل هذا الهذيان؟! الإمام في حياته لا يستحل مس يد امرأة، فكيف بعد مماته يتلبسها؟!
ورجعت بعد بضعة أيام ليخبرني مؤذن المسجد أن مدير (الأمن) – بناء على تقارير كتبت إليه من الشيعة المحيطين بالمسجد – استدعاه ليحقق معه في شأن تهجم وطعن بـ(الإمام علي) صدر من خلال مكبرات المسجد! ولم يكتف المدير بقول المؤذن حتى أبلغه بوجوب حضوري أنا شخصياً إلى دائرة الأمن بتهمة التهجم على (الإمام علي).
استأت كثيراً لهذا، قلت: حقاً لقد هزلت! يستدعى أهل السنة بمثل هذه التهمة التافهة، بينما يُسب الصحابة على رؤوس المآذن ولا من ساكن يتحرك ولا (مسكون)!
التشيع يا إخوتاه! عقدة نفسية لا مشكلة فكرية.
8/7/2017