أ. معتصم عبد الله السامرائي/ التيار السني/ المنظومة السياسة
ما إن جاء الغزو الأمريكي للعراق عام (2003), حتى انبرى أهل السُنّة لمواجهته وفقاً لأوامر ديننا الحنيف, وكردّة فعل طبيعية تعيشها جميع الشعوب التي تتعرض لذلك ولو لم تكن مسلمة.
عاشت القوات الغازية أسوء أيامها تحت مشهد فاجأ الجميع ولم يكن في حساباتها, فباتت كل يوم تمنى بخسائر فادحة حاولت تلافيها بشتى الوسائل إلا أنها لم تفلح, فقررت الانسحاب أخيراً, بل الهروب من ساحة الموت السنية.
الشيعة أمة الشعارات
دين الشيعة هو عبارة عن دين شعارات رنانة ومكذوبة, ومن أشهر شعاراتهم هو: (هيهات منا الذلة), لكنهم كانوا أذلّ من حمار المزرعة للغزاة, ولم يعرفوا العزة يوماً ولم يمارسوها, و لم يجد الغازي أفضل منهم حماراً يمتطيه, وصاروا له علاقمةً بامتياز، بل وكرر الطوسي نفسه بسيستانيّ اليوم.
هرع الشيعة كعادتهم للوقوف الى جانب الغازي, لكن لم تكن ذلتهم أمام عزة أهل السنة غائبة عن عقلهم الواعي, وكانت تؤزهم أزّاً, فما وجدوا من حيلة ليداووا داءهم ويطمسوا صورة جهاد أهل السنة إلا أن ينهالوا عليهم بوابل من المصطلحات المصنّعة كالإرهابيين، والوهابيين، والتكفيريين وغيرها, بل ولجأوا الى بعض المقاطع الجهادية السُنّية المصورة لينسبوها لأنفسهم وليضيفوا إليها أناشيدهم على إيقاع اللطميات. وكانت النتيجة أن سلّمهم الغزاة مفاتيح اقفاص السجون, ثم مفاتيح الوطن, وهنا غرقت السفينة.
موسى ونصف الصورة
يسيران معاً وكلاهما صالحان، يبغيان وجه ربهما, إلا أن الفارق كبير بين من يرى الصورة بكاملها وبين من يرى نصفها. قال له الرجل الصالح: (فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرً), ثم قام فخرق السفينة, إنه فعل من يرى جميع أجزاء الصورة, لكن عذراً لموسى عليه السلام, فأنّا له أن يتقن المتابعة وهو لا يرى من الصورة إلا نصفها, فرأى الخرق هلاكاً, وإن الخرق لنجاة, فصاح: (أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا).
أخيراً اكتملت الصورة عند موسى عليه السلام, فلا يحق له ان يقول ما قال أو أن يفعل ما فعل لو أعاد عليه التاريخ الصورة مرة أخرى.
السنَّة والصورة الناقصة
خاض السنة جهادهم بعيني موسى عليه السلام, ولم يروا من الصورة إلا نصفها, فكل ما أمامهم عدو خطير, ولم يروا العدو الأخطر, أولئك الشيعة يأخذون من ورائهم كل جهادهم وتضحياتهم.
انشغلوا بالخرق فأضاعوا السفينة, وإن الفرق بين الخرق والغرق حرف, لكن في هذا الحرف يكمن نجاة أمّة أو هلاكها, فهل اكتملت لديهم الصورة أخيراً؟
وماذا لو أعاد عليهم التاريخ المشهد مرة اخرى؟
والمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين.
عادوا فلا نعد
عاد الرئيس الأمريكي ترامب إلى الساحة مرة أخرى, مستنكراً خطأ وغباء من سبقه, لكن المعركة هذه المرة مع إيران وشيعتها, فالمعركة ليست معنا, ولسنا من يملك الدولة بجيوشها وأسلحتها وأجهزتها وأموالها, ولسنا كبش فداء لنقدم أنفسنا فداء للمشروع الشيعي مرتين. دعوهم أمام قدر الله, ومثلما سجلنا سطور فخر في تأريخنا دعوهم يسجلوا سطور العار, وسترون ذلك بإذن الله فتاريخهم كله عار وشنار.
يا أهل السنة الكرام، لا يخدعنكم شعارات الوطن والوطنية التي سيطلقها الشيعة, والكل يعلم أنهم باعوا الوطن لإيران, ولننظر للصورة بكليتها.. لسنا طرفا في المعركة. نحن إلى أن نداوي جراحنا ونبني مدننا ونلتقط أنفاسنا أحوج من هذه الحروب الوكالية. وأمريكا ليست العدو الأخطر, كما أنه يمكن التفاهم معها, ولنتوجه لإقامة إقليمنا, حيث حقنا القانوني الذي كفله الدستور لنا, بدلا من أن نهرع لنختبئ في إقليم كردستان, فأنها فرصة كبيرة وقد أضعنا فرصاً كثيرة.
ليت قومي يسمعون، ويهضمون الدرس، ويرفعون عن رؤوسهم خزعبلات الماضي، وترسبات التاريخ، وعبثية الخطاب
جزاكم الله خيرا
صدقت واجدت وبينت الحقيقة أخي العزيز
هذه النظرة التي تسمى الصورة باوجهها المتكاملة في زمن الأعين الرمد
مقالة جميلة استلهمت الدروس من القصص القرآني لتعالج واقع كي لا يتكرر