مقالات أخرى

يا شيعة العالم.. انقرضوا

م. حسن القزاز

أظهرت اخر دراسة نشرتها منظمة الشفافية الدولية في تقريرها لعام 2018 عن احتلال العراق للمركز (168) من اصل (180) دولة شملتها هذه الاحصائية حيث كانت درجته 18 من 100 درجة ، ولم يسبقه في المنافسة على المركز الاخير الا دول فقيرة طحنتها الحروب كسوريا واليمن جنوب السودان والصومال الذي حظي ب 10 درجات من اصل 100 درجة ، اي بفارق ثمان درجات فقط عن المركز الاخير.

ومن المفارقات ان تأتي تلك الاحصائية السالفة الذكر بالتزامن مع اعلان رئيس الوزراء العراقي الحالي والقيادي في (المجلس الاسلامي الاعلى) عن تأسيس (المجلس الاعلى لمكافحة الفساد) في محاولة بائسة منه لنفخ الروح في جسد الدولة المتعفن بالرشاوى والغش والسرقات ونهب المال العام ، ولمعالجة والفساد الذي نخر دوائر الدولة التي يتزعمها إئتلافه الشيعي منذ خمسة عشر عاما .

ان اي مراقب بسيط لدوائر هذه الدولة – فضلا عن كونه موظفا او مسؤولا كبيرا – يكون على اطلاع بأساليب هذا الفساد وكيف يحرك اذرعه الاخطبوطية لينهش من قوت المواطن المسكين , سيحكم على هذا المجلس بالفشل , حيث ان المؤسسات التي شكلت ابان الاحتلال لغرض مكافحة الفساد والتي تملك نفس صلاحيات المجلس المشكل اخفقت في القضاء عليه كهيئة النزاهة ودوائر المفتش العام وغيرها, كما ان من يترأس هذه الهيئات هم رؤوس الفساد ومروجيه في دولة ضعيفة تسيطر عليها الميليشيات والعصابات المسلحة التي تمنع اي تحرك جاد لمحاربته.

ان الذي يريد ان يضع الاسس الاستراتيجية للقضاء على الفساد في العراق لا بد ان يتعلم من دروس التاريخ وان يأخذ بنظر الاعتبار المتغيرات التي ادت الى هذا التدهور في مستوياته على كافة الاصعدة قياساً بفترة ما قبل الاحتلال , وان يستفيد من المعطيات والعوامل التي جعلت في حينها اذرع الفساد تنكمش في جحورها , لا بل استطيع ان اقول بانها لم تسمح بنموها اصلا , فبالإضافة الى غياب القوة الرادعة التي كانت سمة من سمات النظام السابق لكل من يجرؤ على مخالفة القوانين والانظمة , فأن ابرز متغير هو سيطرة الشيعة على مقاليد الحكم في العراق , وهذا حالهم مع كل بلد عربي يحكمونه ويتلاعبون بمقدراته.

تعرّف على الشخصية الشيعية

من يقرأ عن الشخصية الشيعية يجد فيها البيئة الحقيقية الحاضنة للفساد والتربة الخصبة لنموه وانتعاشه , وهنا يكمن الخطأ في علاج أي حالة تخربية صادرة عن الشيعة .. فكثير من المحاولات تتعامل مع المشاكل التي يولدها الشيعة – سياسية كانت ام اجتماعية ام مالية ام جنائية – بمعزل عن عقد نقصهم وفساد عقيدتهم, فتنسب الاخطاء الى عوامل خارجية , فيحدث الخطأ في التشخيص والذي يقود بالنهاية الى خطأ العلاج وعدم فعاليته.

ومن خلال الخبرة العملية والتجربة الشخصية نتيجة لاحتكاكي مع اشخاص وموظفي دولة شيعة في نطاق عملي , وجدت ان لديهم حباً غير طبيعي للمال الحرام كالرشوة والتزوير والابتزاز.. وحتى ان توفر لهم نفس المبالغ المتحصلة بهذه الاساليب الملتوية عن طريق باب ليس فيه شبهة فانهم يفضلون الباب الاول على الثاني .. ويتبارى احدهم مع الاخر للتباهي بكمية الاموال الحرام الذي دخلت جوفه .. كما لاحظت العجز والرغبة القوية في عدم اتقان الاعمال الموكلة اليهم والتهاون فيها.. وفي حالة قدرتهم على احسان العمل وإجادته فان رغبتهم العنيفة بالاهمال والاستهتار تحول دون ذلك . وما اظن هؤلاء بقادرين على التَغير والتحول عن جادة الخطأ والخطيئة .. لان افعالهم وتصرفاتهم تدفعها وتولدها محركات عقلهم اللاواعي الذي تغذى على الازمات والثارات في حسينياتهم منذ الصغر وعدم الشعور بالمواطنة نتيجة الولاء الاعمى لإيران . فهو في قرارة نفسه لا يعتبر هذا البلد بلده ولا هذه الاموال اموال اهله وشعبه وغير معني بمصير العراق وتطوره.

وهذا لا يعني بان كل السنة هم من الشرفاء والصادقين .. كلا بل وجدت كثيرا منهم مرتشين وفاسدين ايضاً .. ولكن الفرق يكمن في ان هؤلاء بالامكان زجرهم ونهيهم عن ما هم فيه من مخالفات لان افعالهم في اغلب الاحيان يُنشئها العقل الواعي بدوافع حب المال وجمع الثروات ومفاتن الدنيا الزائلة .. على العكس من الشيعة تماما , حيث ان هذا الفساد هو احد الامراض الاجتماعية المتوطنة لدى الجمهور الشيعي وتاريخهم وواقعهم يشهد بذلك , وما انتقلت الينا هذه الامراض الا عن طريق العدوى التي اصابت مجتمعنا السني جراء الاحتكاك بهم .

بؤرة فساد

ان الفساد الذي صدعت رؤوسنا (بمكافحته) وسائل الاعلام العراقية الشيعية هو الفساد المالي والاداري فقط , وهو جزء من حزمة فسادات جاءت بمجيئهم الى السلطة لا يتم التطرق الى مكافحتها اصلا , ولا تقل اهمية عن الفساد المالي ان لم تكن اهم , فالفساد الاخلاقي الذي خرب اهم شريحة من شرائح المجتمع الا وهي الشباب جاء مع مجيء الشيعة , والفساد الديني الذي يعمل على تخريب النفوس بثقافة غريبة عن الاسلام ومعاكسة لاصوله وثوابته اتى بقدومهم.. فأصبحت المعاصي عبادات والعبادات معاصي , وما فتئت جهودهم في تصدير النموذج الشيعي للعبادة والتدين وتطبيقه على اهل السنة لتُمسي علاقتهم مع الله اشراكا.. ومع قرآنه تحريفا .. ومع نبيه طعنا في عرضه .. ومع اصحابه شتما وسبا .. ومع زوجاته اتهاما بالزنى .. ومع اتباعه تكفيرا وقتلا واخراجا من الملة .. وهذا لعمري اجدر بالمكافحة واولى بالمحاربة. (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) (الروم 41).

ان هذا الفساد لا ياتي على حياة المسلم فحسب , بل يأتي على حياته واخرته معاً .. ومن اجل ذلك اقول:

يا سنة العالم اتحدوا.. نعم اتحدوا بمشروع سني يقف في وجه من تحدى دينكم وقرآنكم ونبيكم ووجودكم..

ويا شيعة العالم انقَرضوا .. فلقد قرضتم الاخضر واليابس .. وافسدتم على الناس دينها ودنياها.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى